الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ * فَاذهَب عَلى مَهَلٍ فَلَيسَ بِذاهِبِ
2 عَرَفَ الدِيارَ وَقَد سَئِمنَ مِنَ البِلى * وَمَلَلنَ مِن سُقيا السَحابِ الصائِبِ
3 فَأَراكَ جَهلَ الشَوقِ بَينَ مَعالِمٍ * مِنها وَجِدَّ الدَمعِ بَينَ مَلاعِبِ
4 وَيَزيدُهُ وَحشًا تَقارُضُ وَحشِها * وَصلَينِ بَينَ أَحِبَّةٍ وَحَبائِبِ
5 تَرعى السُهُولَةَ وَالحُزونُ يَقينَها * حَدَّينِ بَينَ أَظافِرٍ وَمَخالِبِ
6 لَم يَمشِ واشٍ بَينَهُنَّ وَلا دَعا * بَينًا لَهُنَّ صَدى الغُرابِ الناعِبِ
7 ما كانَ أَحسَنَ هَذِهِ مِن وَقفَةٍ * لَو كانَ ذاكَ السِربُ سِربَ كَواعِبِ
8 هَل كُنتَ لَولا بَينُهُمْ مُتَوَحِّمًا * أَنَّ امرَأً يُشجيهِ بَينُ مُحارِبِ
9 عَمري لَقَد ظَلَمَت ظَلومُ وَلَم تَجُد * لِمُعَذَّلٍ فيها بِوَعدٍ كاذِبِ
10 سَدَّت مُجانِبَةً وَخَلَّفَني الهَوى * عَن هَجرِها فَوَصَلتُ غَيرَ مُجانِبِ
11 وَإِذا رَجَوتُ ثَنَت رَجائِي سَكتَةٌ * مِن عاتِبٍ في الحُبِّ غَيرَ مُعاتِبِ
12 لَو كانَ ذَنبي غَيرِ حُبِّكِ إِنَّهُ * ذَنبي إِلَيكِ لَكُنتُ أَوَّلَ تائِبِ
13 سَأَروضُ قَلبي أَن يَروحَ مُباعِدًا * لِمُباعِدٍ وَمُقارِبًا لِمُقارِبِ
14 وَإِذا رَأَيتُ الهَجرَ ضَربَةَ لازِبٍ * أَبَدًا رَأَيتُ الصَبرَ ضَربَةَ لازِبِ
15 وَشَمائِلُ الحَسَنَ بنِ وَهبٍ إِنَّها * في المَجدِ ذاتُ شَمائِلٍ وَجَنائِبِ
16 لَيُقَصِّرَنَّ لَجاجَ شَوقٍ غالِبٍ * وَليَقصُرَنَّ لَجاجُ دَمعٍ ساكِبِ
17 فَالعَزمُ يَقتُلُ كُلَّ سُقمٍ قاتِلٍ * وَالبُعدُ يَغلِبُ كُلَّ وَجدٍ غالِبِ
18 وَلَقَد بَعَثتُ العيسَ تَحمِلُ هِمَّةً * أَنضَت عَزائِمَ أَركُبٍ وَأَكائِبِ
19 يُشرِقنَ بِاللَيلِ التَمامِ طَوالِعًا * مِنهُ عَلى نَجمِ العِراقِ الثاقِبِ
20 يَمتُتنَ بِالقُربى إِلَيهِ وَعِندَهُ * فِعلُ القَريبِ وَهُنَّ غَيرُ قَرائِبِ
21 وَإِذا رَأَيتُ أَبا عَلِيٍّ فَالعُلا * لِمَشارِقٍ مِن سَيبِهِ وَمَغارِبِ
22 يَبدو فَيُعرِبُ آخِرٌ عَن أَوَّلٍ * مِنهُ وَيُخبِرُ شاهِدٌ عَن غائِبِ
23 بِطَرائِقٍ كَطَرائِقٍ وَخَلائِقٍ * كَخَلائِقٍ وَضَرائِبٍ كَضَرائِبِ
24 وَمَواهِبٍ كَعبِيَّةٍ وَهبِيَّةٍ * يُجِبنَ في الإِفضالِ فَوقَ الواجِبِ
25 يَعلو عَلى عُلَةٍ بِوَفدِ أُبُوَّةٍ * يُتَوَهَّمونَ هُناكَ وَفدَ كَواكِبِ
26 كانوا بِذاكَ عِصابَةً كَعَصائِبٍ * في مَذحِجٍ وَذُؤابَةً كَذَوائِبِ
27 وَأَرى التَكَرُّمَ في الرِجالِ تَكارُمًا * ما لَم يَكُن بِمُناسِبٍ وَمَناصِبِ
28 يَرمي العَواذِلَ في النَدى مِن جانِبٍ * عَنهُ وَيَرميهِ النَدى عَن جانِبِ
29 حَتّى يَروحَ مُتارِكًا كَمُعارِكٍ * بِجَميعِهِ وَمُسالِمًا كَمُحارِبِ
30 قَهَرَ الأُمورَ بَديهَةً كَرَوِيَّةٍ * مِن حازِمٍ وَقَريحَةً كَتَجارِبِ
31 فَلَّ الخُطوبَ وَقَد خَطَبنَ لِقائَهُ * فَرَجَعنَ في إِخفاقِ ظَنٍّ خائبِ
32 هُتِكَت غَيابَتُها بِأَبيَضَ ماجِدٍ * فَكَأَنَّما هُتِكَت بِأَبيَضَ قاضِبِ
33 فَهمٌ أَرَقُّ مِنَ الشَآبِ وَفِطنَةٌ * رَدَّت أَقاصي الغَيبِ رَدَّ الهارِبِ
34 وَمَكارِمٌ مَعمورَةٌ بِصَنائِعٍ * فَكَأَنَّها مَمطورَةٌ بِسَحائِبِ
35 وَغَرائِبٌ في الجودِ تَعلَمُ أَنَّها * مِن عالِمٍ أَو شاعِرٍ أَو كاتِبِ
36 لِلَّهِ أَنتَ وَأَنتَ تُحرِزُ واحِبًا * سَبقَينِ سَبقَ مَحاسِنٍ وَمَواهِبِ
37 في تَوبَةٍ مِن تائِبٍ أَو رَهبَةٍ * مِن راهِبٍ أَو رَغبَةٍ مِن راغِبِ
38 أَعطَيتَ سائِلَكَ المُحَسَّدَ سُؤلَهُ * وَطَلَبتَ بِالمَعروفِ غَيرَ الطالِبِ
39 عَلَّمتَني الطَلَبَ الشَريفَ وَرُبَّما * كُنتُ الوَضيعَ مِن اتِّضاعِ مَطالِبي
40 وَأَرَيتَني أَنَّ السُؤالَ مَحَلَّةٌ * فيها اختِلافُ مَنازِلٍ وَمَراتِبِ
41 وَبَسَطتَ لي قَبلَ النَوالِ عِنايَةً * بَسَطَت مَسافَةَ لَحظِيَ المُتَقارِبِ
42 وَعَرَفتُ وُدَّكَ في تَعَصُّبِ شيعَتي * وَوجوهِ إِخواني وَعَطفِ أَقارِبي
43 فَلَئِن شَكَرتُكَ إِنَّني لَمُعَذِّرٌ * في واجِبٍ وَمُقَصِّرٌ عَن واجِبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الحسن بن وهب:

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (158)،
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (159)،
3 - الأبيات (16-25) في صفحة (160)،
4 - الأبيات (26-37) في صفحة (161)،
5 - الأبيات (38-43) في صفحة (162)،

الرابط المختصر