الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بَانَ الخَليطُ فَمَا لِلْقَلْب مَعْقُولُ * ولاَ عَلَى الجيرَةِ الغَادِينَ تَعْوِيلُ
2 أَمَّا هُمُ فَعُدَاةٌ مَا نُكَلِّمُهُمْ * وهْيَ الصَّدِيقُ بِهَا وَجْدٌ وتَخْبِيلُ
3 كَأَنَّني يَوْمَ حَثَّ الحَادِيانِ بِهَا * نَحْوَ الإِوَانَةِ بِالطَّاعُونِ مَتْلُولُ
4 يَوْمَ ارْتَحَلْتُ بِرَحْلِي دُونَ بَرْذَعَتي * والقَلْبُ مُسْتَوْهِلٌ بِالبَيْنِ مَشْغُولُ
5 ثُمَّ اغْتَرَزْتُ عَلَى نَضْوِي لأبْعَثَهُ * إِثْر الحُمُولِ الغَوَادِي وهْوَ مَعْقُولُ
6 فَاسْتَعْجَلَتْ عَبْرَةٌ شَعْوَاءُ قَمَّحَهَا * مَاءٌ ومَالَ بِها في جَنْفِها الجُولُ
7 فَقُلْتُ مَا لِحُمُولِ الحَيِّ قَدْ خَفِيَتْ * أَكَلَّ طَرْفِيَ أَمْ غَالَتْهُمُ الغُولُ
8 يَخْفَوْنَ طَوْرًا فَأَبْكِي ثُمَّ يَرْفَعُهُمْ * آلُ الضُّحَى والهِبِلاَّتُ المَرَاسِيلُ
9 تَخْدِي بِهِمْ رُجُفُ الأَلْحِي مُلَيَّثَةٌ * أَظْلاَلُهُنَّ لأَيْدِيهنَّ تَنْعِيلُ
10 ولِلْحُدَاةِ عَلَى آثَارِهِمْ زَجَلٌ * ولِلسَّرَابِ عَلَى الحِزَّانِ تَبْغِيلُ
11 حَتَّى إِذَا حَالَتِ الشَّهْلاَءُ دُونَهُمُ * واسْتَوْقَدَ الحَرُّ قَالُوا قَوْلَةً قِيلُوا
12 واسْتَقْبَلُوا وَادِيًا جَرْسُ الحَمَامِ بِهِ * كَأَنَّهُ نَوْحُ أَنْبَاطٍ مَثَاكِيلُ
13 لَمْ يُبْقِ مِنْ كَبِدِي شَيْئًا أَعِيشُ بِهِ * طُولُ الصَّبَابَةِ والبِيضُ الهَرَاكِيلُ
14 مِنْ كُلِّ بَدَّاءَ في البُرْدَيْنِ يَشْغَلُهَا * عَنْ حَاجَةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحْجِيلُ
15 مِمَّنْ يَجُولُ وِشاحَاهَا إِذَا انْصَرَفَتْ * ولاَ تَجُولُ بِسَاقَيْهَا الخَلاَخِيلُ
16 يَزِينُ أَعْدَاءَ مَتْنَيْهَا ولَبَّتَها * مُرَجَّلٌ مُنْهَل بِالمِسْكِ مَعْلُولُ
17 تُمِرُّهُ عَطِفَ الأَطْرَافِ ذَا غُدَرٍ * كَأَنَّهُنَّ عَنَاقِيدُ القُرَى المِيلُ
18 هِيفُ المُرَدَّى رَدَاحٌ في تَأَوُّدِهَا * مَحْطُوطَةُ المَتْنِ والأَحْشَاءِ عُطْبُولُ
19 كَأَنَّ بَيْنَ تَرَاقِيهَا ولبَّتِهَا * جَمْرًا بِهِ مِنْ نُجُومِ اللَّيْلِ تَفْصِيلُ
20 تَشْفِي مِنَ السِّلِّ والبِرْسَامِ رِيقَتُهَا * سُقْمٌ لِمَنْ أَسْقَمَتْ داءٌ عَقَابِيل
21 تَشْفِي الصَّدَى أَيْنَمَا مَالَ الضَّجِيعُ بِهَا * بَعْدَ الكَرَى رِيقَةٌ مِنْهَا وتَقْبِيلُ
22 يَصْبُوا إِلَيْهَا ولَوْ كَانُوا عَلى عَجَلٍ * بِالشِّعْبِ مِنْ مَكَّةَ الشَّيبُ المَثَاكِيلُ
23 تَسْبِي القُلُوبَ فَمِنْ زُوَّارِهَا دَنِفٌ * يَعْتَدُّ آخِر دُنْيَاهُ ومَقْتُولُ
24 كَأَنَّ ضَحْكَتَها يَوْمًا إِذَا ابْتَسَمَتْ * بَرْقٌ سَحَائِبُهُ غُرٌّ زَهَالِيلُ
25 كَأَنَّهُ زَهَرٌ جَاءَ الجُنَاةُ بِهِ * مُسْتَطْرَفٌ طَيِّبُ الأَرْواحِ مَطْلُولُ
26 كَأَنَّهَا حِينَ يَنْضُو النَّوْمُ مِفْضَلَها * سَبِيكَةٌ لَمْ تُنَقِّصْهَا المَثَاقِيلُ
27 أَوْ مُزْنَةٌ كَشَّفَتْ عَنْهَا الصَّبَا رَهَجًا * حَتَّى بَدَا رَيِّقٌ مِنْهَا وتَكْلِيلُ
28 أَوْ بَيْضَةٌ بَيْنَ أَجْمَادٍ يُقَلِّبُهَا * بِالمَنْكَبيْنِ سُخَامُ الزِّفِّ إِجْفِيلُ
29 يَخْشَى النَّدَى فَيُوَلِّيهَا مَقَاتِلَهُ * حَتَّى يُوَافِيَ قَرْنَ الشَّمْسِ تَرْجِيلُ
30 أَوْ نَعْجَةٌ مِنْ إِرَاخِ الرَّمْلِ أَخْذَلَهَا * عَنْ إِلْفِها وَاضِحُ الخَدَّيْنِ مَكْحُولُ
31 بِشُقَّةٍ مِنْ نَقَا العَزَّافِ يَسْكُنُهَا * جِنُّ الصَّرِيمَةَ والعِينُ المَطَافِيلُ
32 قَالَتْ لَهَا النَّفْسُ كُونِي عِنْدَ مَوْلِدِهِ * إِنَّ المُسْيكِينَ إِنْ جَاوَزْتِ مَأْكُولُ
33 فَالقَلْبُ يَعْنَى بِرَوْعَاتٍ تُفَزِّعُهُ * واللَّحْمُ مِنْ شِدَّةِ الإِشْفَاقِ مَخْلُولُ
34 تَعْتَادُهُ بِفُؤَادٍ غَيْرِ مُقْتَسَمٍ * ودِرَّةٍ لَمْ تَخَوَّنْهَا الأَحَالِيلُ
35 حَتَّى احْتَوَى بِكْرَهَا بِالجَوِّ مُطَّرِدٌ * سَمَعْمَعٌ أَهْرَتُ الشِّدْقَيْنِ زُهْلُولُ
36 شَدَّ المَمَاضِغَ مِنْهُ كُلَّ مُنْصَرَفٍ * مِنْ جَانِبَيْهِ وفي الخُرْطُومِ تَسْهِيلُ
37 لَمْ يَبْقَ مِنْ زَغَبٍ طَارَ النَّسِيلُ بِهِ * عَلى قَرَامَتْنِهِ إِلاَّ شَمَالِيلُ
38 كَأَنَّمَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وزُبْرَتِهِ * مِنْ صَبْغِهِ في دِمَاءِ القَوْمِ مِنْدِيلُ
39 كَالرُّمْحِ أَرْقَلَ في الكَفَّيْنِ واطَّرَدَتْ * مِنْهُ القَنَاةُ وفِيهَا لَهْذَمٌ غُولُ
40 يَطْوِي المفَاوِزَ غِيطَانًا ومَنْهَلُهُ * مِنْ قُلَّةِ الحَزْنِ أَحْوَاضٌ عَدَامِيلُ
41 لَمَّا ثَغَا الثَّغْوَةَ الأُولَى فَأَسْمَعَهَا * ودُونَهُ شُقَّةٌ مِيلاَنِ أَوْ مِيلُ
42 كَادَ اللُّعَاعُ مِنَ الحَوْذَانِ يَسْحَطُهَا * ورِجْرِجٌ بَيْنَ لحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ
43 تُذْرِي الخُزَامَى بأَظْلاَفٍ مُخَذْرَفَةٍ * ووَقْعُهُنَّ إِذَا وَقَعْنَ تَحْلِيلُ
44 حَتَّى أَتَتْ مَرْبِضَ المِسْكِينِ تَبْحَثُهُ * وحَوْلَهَا قِطَعٌ مِنْهُ رَعَابِيلُ
45 بَحْثَ الكَعَابِ لِقُلْبٍ في مَلاَعِبِهَا * وفي اليَدَيْنِ مِنَ الحِنّاءِ تَفْصِيلُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

القصيدة في ديوان جران العود، وقال أبو سعيد السكري: وتروى لابن مقبل، ولقحيف العقيلي.

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (263)،
2- البيتان (2-3) في صفحة (264)،
3 - الأبيات (4-8) في صفحة (265)،
4 - الأبيات (9-16) في صفحة (266)،
5 - الأبيات (17-22) في صفحة (267)،
6 - الأبيات (23-26) في صفحة (268)،
7 - الأبيات (27-32) في صفحة (269)،
8 - الأبيات (33-38) في صفحة (270)،
9 - الأبيات (39-42) في صفحة (271)،
10 - الأبيات (43-45) في صفحة (272)،

الرابط المختصر