الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 هَبيهِ لِمُنهَلِّ الدُموعِ السَواكِبِ * وَهَبّاتِ شَوقٍ في حَشاهُ لَواعِبِ
2 وَإِلّا فَرُدّي نَظرَةً فيهِ تَعجَبي * لِما فيهِ أَو لا تَحفِلي لِلعَجائِبِ
3 صَدَدتِ وَلَم يَرمِ الهَوى كَشحُ كاشِحٍ * وَبِنتِ وَلَم يَدعُ النَوى نَعبُ ناعِبِ
4 فَلا عارَ إِن أَجزَع فَهَجرُكِ آلِ بي * جَزوعًا وَإِن أُغلَب فَحُبُّكِ غالِبي
5 وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنِيَّتي * نَواكَ وَلا جَدواكِ إِحدى مَطالِبي
6 أَما وَوُجوهِ الخَيلِ وَهيَ سَواهِمٌ * تُهَلهِلُ نَقعًا في وُجوهِ الكَتائِبِ
7 وَغَدوَةِ تِنّينِ المَشارِقِ إِذ غَدا * فَبَثَّ حَريقًا في أَقاصي المَغارِبِ
8 وَهَدَّةِ يَومٍ لِابنِ يوسُفَ أَسمَعَت * مِنَ الرومِ ما بَينَ الصَفا وَالأَخاشِبِ
9 لَقَد كانَ ذاكَ الجَأشُ جَأشَ مُسالِمٍ * عَلى أَنَّ ذاكَ الزَيَّ زِيُّ مُحارِبِ
10 مَفازَةُ صَدرٍ لَو تُطَرَّقُ لَم يَكُن * لَيَسلِكَها فَردًا سُلَيكُ المَقانِبِ
11 تَسَرَّعَ حَتّى قالَ مَن شَهِدَ الوَغى * لِقاءُ أَعادٍ أَم لِقاءُ حَبائِبِ
12 ظَلِلنا نُهَدّيهِ وَقَد لَفَّ عَزمُهُ * مَدينَةَ قَسطَنطينَ مِن كُلِّ جانِبِ
13 تَلَبَّث فَما الدَربُ الأُصَمُّ بِمُسهِلٍ * إِلَيها وَلا ماءُ الخَليجِ بِناضِبِ
14 وَصاعِقَةٍ في كَفِّهِ يَنكَفي بِها * عَلى أَرؤُسِ الأَقرانِ خَمسُ سَحائِبِ
15 يَكادُ النَدى مِنها يَفيضُ عَلى العِدا * مَعَ السَيفِ في ثِنيَي قَنًا وَقَواضِبِ
16 أَما وَابنِهِ يَومَ ابنِ عَمرٍو لَقَد نَهى * عَنِ الدينِ يَومًا مُكفَهِرَّ الحَواجِبِ
17 لَوى عُنُقَ السَيلِ الَّذي انحَطَّ مُجلِبًا * لِيَصدَعَ كَهفًا في لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
18 وَقَد سارَ في عَمرِو بنِ غَنمِ بنِ تَغلِبٍ * مَسيرَ ابنِ وَهبٍ في عَجاجَةِ راسِبِ
19 سَقَيتُهُمُ كَأسًا سَقاهُمْ ذُعافَها * كَنِيُّكَ في أُولى السِنينَ الذَواهِبِ
20 وَنَفَّستَ عَن نَفسِ الظَلومِ وَقَد رَأَت * مَنِيَّتَها بَينَ السُيوفِ اللَواعِبِ
21 مَنَنتَ عَلَيهِ إِذ تَقَلَّبَتِ الظُبا * عَلَيهِ وَزَيدٌ مِن قَتيلٍ وَهارِبِ
22 وَتَعتَعتَ عَنهُ السَيفَ فَارتَدَّ نَصلُهُ * كَليلَ الشَذا عَنهُ حَرونَ المَضارِبِ
23 أَتَغلِبُ ما أَنتُم لَنا مِثلَنا لَكُمْ * وَلا الأَمرُ فيما بَينَنا بِمُقارِبِ
24 تَهُبّونَ نَكباءً لَنا وَرِياحُنا * لَكُم أَرَجٌ مِن شَمأَلٍ وَجَنائِبِ
25 وَكائِن جَحَدتُمْ مِن أَيادي مُحَمَّدٍ * كَواكِبَ دَجنٍ مِن لُهىً وَمَواهِبِ
26 وَمِن نائِلٍ ما تَدَّعي مِثلَ صَوبِهِ * إِذا جادَ أَكبادُ الغَمامِ الصَوائِبِ
27 أَلَم تَسكُنوا في ظِلِّهِ فَتُصادِفوا * إِجازَةَ مَطلوبٍ وَرَغبَةَ طالِبِ
28 أَلَم تَرِدوهُ وَهوَ جَمٌّ فَلَم تَكُن * غُروبُكُمُ في بَحرِهِ بِغَرائِبِ
29 وَيُحجَبُ عَنكُمْ عَبدُهُ وَهوَ بارِزٌ * تُناجونَهُ بِالعَينِ مِن غَيرِ حاجِبِ
30 وَيَغدو عَلَيكُمْ وَهوَ كاتِبُ نَفسِهِ * وَنِعمَتُهُ تَغدو عَلى أَلفِ كاتِبِ
31 لَأَقشَعَ عَن تِلكَ الوُجوهِ سَوادَها * وَأَمطَرَ في تِلكَ الأَكُفِّ الشَواحِبِ
32 بَلى ثَمَّ سَيفٌ ما يُجاوِزُ حَدَّهُ * ظُلامَةُ ظَلّامٍ وَلا غَصبُ غاصِبِ
33 لَهُ سُخطُكُمْ وَالأَمرُ مِن دونِهِ الرِضا * وَرَغبَتُكُمْ في فَقدِ هَذي الرَغائِبِ
34 يَدُ اللهِ كانَت فَوقَ أَيديكُمُ الَّتي * أَرَدنَ بِهِ ما في الظُنونِ الكَواذِبِ
35 فَجاءَ مَجيءَ الصُبحِ يَجلو ضَبابَةً * مِنَ البَغيِ عَن وَجهٍ رَقيقِ الجَوانِبِ
36 يُزَجّي التُقى مِن هَديِهِ وَاعتِلائِهِ * سَكينَةُ مَغلوبٍ وَأَوبَةُ غالِبِ
37 أَسالَ لَكُمْ عَفوًا رَأَيتُم ذُنوبَكُمْ * غُثاءً عَلَيهِ وَهوَ مِلءُ المَذانِبِ
38 وَلَم يَفتَرِض مِنكُم فَرائِصَ أَهدَفَتْ * لِبَطشَةِ أَظفارٍ لَهُ وَمَخالِبِ
39 وَقَد كانَ فيما كانَ سُخطًا لِساخِطٍ * وَهَيجًا لِمُهتاجٍ وَعَتبًا لِعاتِبِ
40 وَفي عَفوِهِ لَو تَعلَمونَ عُقوبَةٌ * تُقَعقِعُ في الأَعراضِ إِن لَم يُعاقِبِ
41 وَلَو داسَكُمْ بِالخَيلِ دَوسَةَ مُغضَبٍ * لَطِرتُمْ غُبارًا فَوقَ خُرسِ الكَتائِبِ
42 نَصَحتُكُمُ لَو كانَ لِلنُصحِ مَوضِعٌ * لَدى سامِعٍ عَن مَوضِعِ الفَهمِ غائِبِ
43 نَذيرًا لَكُمْ مِنهُ بَشيرًا لَكُمْ بِهِ * وَما لِيَ في هاتَينِ قَولَةُ كاذِبِ
44 فَإِن تَسأَلوهُ الحَربَ يَسمَح لَكُمْ بِها * جَوادٌ يَعُدُّ الحَربَ إِحدى المَكاسِبِ
45 رَكوبٌ لِأَعناقِ الأُمورِ فَإِن يَمِلْ * بِكُمْ مَذهَبٌ يُصبِحْ كَثيرَ المَذاهِبِ
46 مَشى لَكُمُ مَشيَ العَفَرنى وَأَنتُمُ * تَدِبّونَ مِن جَهلٍ دَبيبَ العَقارِبِ
47 إِلى صامِتِيِّ الكَيدِ لَو لَم يَكُن لَهُ * قَريحَةُ كَيدٍ لَاكتَفى بِالتَجارِبِ
48 عَليمٌ بِما خَلفَ العَواقِبِ إِن سَرَت * رَوِيَّتُهُ فَضلًا بِما في العَواقِبِ
49 وَصَيقَلُ آراءٍ يَبيتُ يَكُدُّها * وَيَشحَذُها شَحذَ المُدى لِلنَوائِبِ
50 يُحَرِّقُ تَحريقَ الصَواعِقِ أُلهِبَت * بِرَعدٍ وَيَنقَضُّ انقِضاضَ الكَواكِبِ
51 لَقينا هِلالَ البَطحِ سَعدًا لَدى أَبي * سَعيدٍ وَرَيبُ الدَهرِ لَيسَ بِرائِبِ
52 شَدَدنا عُرى آمالِنا وَظُنونِنا * بِأَجوَدِ مَصحوبٍ وَأَنجَدِ صاحِبِ
53 تَدارَكَ شَملَ الشِعرِ وَالشِعرُ شارِدُ الشـ * ـشَوارِدِ مَرذولٌ غَريبُ الغَرائِبِ
54 فَضَمَّ قَواصيهِ إِلَيهِ تَيَقُّنًا * بِأَنَّ قَوافيهِ سُلوكُ المَناقِبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا سعيد

الصفحات

1 - الأبيات (-7) في صفحة (177)،
2 - الأبيات (8-13) في صفحة (178)،
3 - الأبيات (14-16) في صفحة (179)،
4 -الأبيات (17-21) في صفحة (180)،
5- الأبيات (22-34) في صفحة (181)،
6 - الأبيات (35-45) في صفحة (182)،
7 - الأبيات (46-54) في صفحة (183)،

الرابط المختصر