الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حاشاكِ مِن ذَكَرٍ ثَنَتهُ كَئيبا * وَصَبابَةٍ مَلَأَت حَشاهُ نُدوبا
2 وَهَوىً هَوى بِدُموعِهِ فَتَبادَرَتْ * نَسَقًا يَطَأنَ تَجَلُّدًا مَغلوبا
3 وَإِنِ اتَّخَذتِ الهَجرَ دارَ إِقامَةٍ * وَأَخَذتِ مِن مَحضِ الصُدودِ نَصيبا
4 أَعَداوَةً كانَت فَمِن عَجَبِ الهَوى * أَن يُصطَفى فيهِ العَدُوُّ حَبيبا
5 أَم وُصلَةً صُرِفَت فَعادَت هِجرَةً * أَن عادَ رَيعانُ الشَبابِ مَشيبا
6 أَرَأَيتِهِ مِن بَعدِ جَثلٍ فاحِمٍ * جَونِ المَفارِقِ بِالنَهارِ خَضيبا
7 فَعَجِبتِ مِن حالَينِ خالَفَ مِنهُما * رَيبُ الزَمانِ وَما رَأَيتِ عَجيبا
8 إِنَّ الزَمانَ إِذا تَتابَعَ خَطوُهُ * سَبَقَ الطَلوبَ وَأَدرَكَ المَطلوبا
9 فاتَ العُلا بِأَبي سَعيدٍ صِنوِها الـ * ـأَدنى وَأَعقَبَها أَبا يَعقوبا
10 كَالبَدرِ جَلّى لَيلَهُ ثُمَّ ابتَدَتْ * شَمسُ المَشارِقِ إِذ أَجَدَّ غُروبا
11 أَو كَالسِماكِ إِذا تَدَلّى رُمحُهُ * كانَت لَهُ الكَفُّ الخَضيبُ رَقيبا
12 أَو كَالخَريفِ مَضى وَأَصبَحَ بَعدَهُ * وَشيُ الرَبيعِ عَلى النَجادِ قَشيبا
13 أَو كَالسَحابِ إِذا انقَضى شُؤبوبُهُ * أَنشا يُؤَلِّفُ بَعدَهُ شُؤَبوبا
14 أَو كَالحُسامِ أُعيرَ حَدّاهُ الرَدى * إِنْ كَلَّ هَذا كانَ ذاكَ قَضوبا
15 فَاليَومَ أَصبَحَ شَملُنا مُتَجَمِّعًا * يُشجي العَدُوَّ وَصَدعُنا مَرؤوبا
16 كَرُمَت خَلائِقُ يوسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ * فينا وَهُذِّبَ فِعلُهُ تَهذيبا
17 أَلوى إِذا طَعَنَ المُدَجِّجَ صَكَّهُ * لِيَدَيهِ أَو نَثَرَ القَناةَ كُعوبا
18 أَعلى الخَليفَةُ قَدرَهُ وَأَحَلَّهُ * شَرَفًا يَبيتُ النَجمُ مِنهُ قَريبا
19 وَرَمى بِثُغرَتِهِ الثُغورَ فَسَدَّها * طَلقَ اليَدَينِ مُؤَمَّلًا مَرهوبا
20 وَأَنا النَذيرُ لِمَن تَغَطرَسَ أَو طَغى * مِن مارِقٍ يَدَعُ النُحورَ جُيوبا
21 وَلَقَد عَذَلتُ أَبا أُمَيَّةَ لَو وَعَت * أُذُناهُ ذاكَ العَزلَ وَالتَأنيبا
22 بِالسَيفِ أَرسَلَهُ الخَليفَةُ مُصلِتًا * وَالمَوتُ هَبَّ مِنَ العِراقِ جَنوبا
23 قَصَدَ الهُدى بِالمُعضِلاتِ يَكيدُهُ * وَدَعا إِلى إِذلالِهِ فَأُجيبا
24 حَتّى تَقَنَّصَ في أَظافِرِ ضَيغَمٍ * مَلَأَتْ هَماهِمُهُ القُلوبَ وَجيبا
25 وَنَهَيتُ آشوطَ بنِ حَمزَةَ لَو نَهى * أَمَلًا كَبارِقَةِ الجَهامِ كَذوبا
26 ظَنَّ الظُنونَ صَواعِدًا فَرَدَدنَهُ * خَزيانَ يَحمِلُ مَنكِبًا مَنكوبا
27 مُتَقَسَّمُ الأَحشاءِ يَنفُضُ رَوعُهُ * قَلبًا كَأُنبوبِ اليَراعِ نَخيبا
28 كَلِفًا بِشِعبِ نُقانَ يَعلَمُ أَنَّهُ * لاقٍ مَتى مازالَ عَنهُ شَعوبا
29 ثَكِلَتكَ كافِرَةٌ أَتَت بِكَ فَجرَةً * أَلّا اجتَنَبتَ العارِضَ المَجنوبا
30 حَذَّرتُكَ المَلِكَ الَّذي اجتَمَعَت لَهُ * أَيدي المُلوكِ قَبائِلًا وَشُعوبا
31 ساداتُ نَبهانَ بنِ عَمرٍ أَقبَلوا * يُزجونَ قَحطَبَةً بِهِ وَشَبيبا
32 وَجَحاجَحُ الأَزدِ بنِ غَوثٍ حَولَهُ * فِرَقًا يَهُزّونَ اللِحاءَ الشيبا
33 وَالصَيدُ مِن أَودِ بنِ صَعبٍ إِنَّهُمْ * باتوا عَلَيكَ حَوادِثًا وَخُطوبا
34 وَحُماةُ هَمدانَ بنِ أَوسَلَةَ الَّتي * أَمسَيتَ مَأكولًا بِهِمْ مَشروبا
35 عُصَبٌ يَمانِيَةٌ يَعِدنَكَ إِن تَعُد * يَومًا كَأَيّامِ الحَياةِ عَصيبا
36 لا يُحجِمونَ عَنِ الفَلا أَن يَقطَعوا * مِنها إِلَيكَ سَباسِبًا وَسُهوبا
37 مُتَوَقِّعينَ لِأَمرِ أَغلَبَ لَم يَزَل * جُرحُ الضَلالِ عَلى يَدَيهِ رَحيبا
38 أَفضى إِلى إيدامِ جِردَ وَدونَها * لَيلٌ يَبيتُ اللَيلُ فيهِ غَريبا
39 فَأَفاءَها وافي العَزيمَةِ صَدَّقَتْ * أَيامُهُ التَرغيبَ وَالتَرهيبا
40 وَلَوَ اَنَّها امتَنَعَت لَغادَرَ هَضبَها * بِدَمِ المُحاوِلِ مَنعَها مَهضوبا
41 يا أَهلَ حَوزَةِ أَذرَبيجانَ الأُلى * حازوا المَكارِمَ مَشهَدًا وَمَغيبا
42 ما كانَ نَصرُكُمُ بِمَذمومٍ وَلا * إِحسانُكُمْ بِالسَيِّئاتِ مَشوبا
43 لَم تَقصُرِ الأَيدي وَلَم تَنبُ الظُبا * مِنكُم وَلَم تَكُنِ المَقالَةُ حوبا
44 وَأَرى الوَفاءَ مُفَرَّقًا وَمُجَمَّعًا * يَحتَلُّ مِنكُم أَلسُنًا وَقُلوبا
45 ها إِنَّ نَجمَكُمُ عَلى كَرهي العِدا * يَعلو وَريحَكُمُ تَزيدُ هُبوبا
46 يَكفيكُمُ حَسَبًا وَواسِطُ دارِكُمْ * نَسَبًا إِذا وَصَلَ النَسيبُ نَسيبا
47 وَلِيَ البِلادَ فَكانَ عَدلًا شائِعًا * يَنفي الظَلامَ وَنائِلًا مَوهوبا
48 وَغَدَت نَوافِلُهُ لَكُمْ مَبذولَةً * وَشَذاهُ عَنكُمْ نائِيًا مَحجوبا
49 فَأَفادَ مُحسِنَكُمْ وَقالَ لِمُخطِئٍ * لا لَومَ في خَطَإٍ وَلا تَثريبا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح يوسف بن محمد

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (184)،
2 - الأبيات (7-16) في صفحة (185)،
3 - الأبيات (17-25) في صفحة (186)،
4 - الأبيات (26-33) في صفحة (187)،
5 - الأبيات (34-44) في صفحة (188)،
6 - الأبيات (45-49) في صفحة (189)،

الرابط المختصر