الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 بِنا أَنتِ مِن مَجفوَّةٍ لَم تُعَتَّبِ * وَمَعذورَةٍ في هَجرِها لَم تُؤَنَّبِ
2 وَنازِحَةٍ وَالدارُ مِنها قَريبَةٌ * وَما قُربُ ثاوٍ في التُرابِ مُغَيَّبِ
3 قَضَتْ عُقَبُ الأَيّامِ فينا بِفُرقَةٍ * مَتى ما تُغالَب بِالتَجَلُّدِ تَغلِبِ
4 فَإِن أَبكِ لا أَشفِ الغَليلَ وَإِن أَدَعْ * أَدَعْ حُرقَةً في الصَدرِ ذاتَ تَلَهُّبِ
5 أَلا لا تُذَكِّرني الحِمى إِنَّ عَهدَهُ * جَوىً لِلمَشوقِ المُستَهامِ المُعَذَّبِ
6 أَتَت دونَ ذاكَ العَهدِ أَيّامُ جُرهُمٍ * وَطارَت بِذاكَ العَيشِ عَنقاءُ مُغرِبِ
7 وَيا لائِمي في عَبرَةٍ قَد سَفَحتُها * لِبَينٍ وَأُخرى قَبلَها لِتَجَنُّبِ
8 تُحاوِلُ مِنّي شيمَةً غَيرَ شيمَتي * وَتَطلِبُ عِندي مَذهَبًا غَيرَ مَذهَبي
9 وَما كَبِدي بِالمُستَطيعَةِ لِلأَسى * فَأَسلو وَلا قَلبي كَثيرُ التَقَلُّبِ
10 وَلَمّا تَزايَلنا مِنَ الجِزعِ وَانتَأى * مُشَرِّقُ رَكبٍ مُصعِدًا عَن مَغَرِّبِ
11 تَبَيَّنتُ أَنْ لا دارَ مِن بَعدِ عالِجِ * تَسُرُّ وَأَنْ لا خُلَّةً بَعدَ زَينَبِ
12 لَعَلَّ وَجيفَ العيسِ في غَلَسِ الدُجى * وَطَيَّ المَطايا سَبسَبًا بَعدَ سَبسَبِ
13 يُبَلِّغُني الفَتحَ بنَ خاقانَ إِنَّهُ * نِهايَةُ آمالي وَغايَةُ مَطلَبي
14 فَتىً لا يَرى أُكرومَةً لِمُزَنَّدٍ * إِذا ما بَدا أُكرومَةً لَم يُعَقِّبِ
15 وَمُستَشرِفٌ بَينَ السِماطَينِ مُشرِفٌ * عَلى أَعيُنِ الرائينَ يَعلو فَيَرتَبي
16 يَغُضّونَ فَضلَ اللَحظِ مِن حَيثُ ما بَدا * لَهُمْ عَن مَهيبٍ في الصُدورِ مُحَبَّبِ
17 إِذا عَرَضوا في جِدِّهِ نَفَرَت بِهِمْ * بَسالَةُ مَشبوحِ الذِراعينَ أَغلَبِ
18 غَدا وَهوَ طَودٌ لِلخِلافَةِ ماثِلٌ * وَحَدُّ حُسامٍ لِلخَليفَةِ مِقضَبِ
19 نَفى البَغيَ وَاستَدعى السَلامَةَ وَانتَهى * إِلى شَرَفِ الفِعلِ الكَريمِ المُهَذَّبِ
20 إِذا انسابَ في تَذبيرِ أَمرٍ تَرافَدَتْ * لَهُ فِكَرٌ يُنجِحنَ في كُلِّ مَطلَبِ
21 خَفِيُّ مَدَبِّ الكيدِ تَثني أَناتُهُ * تَسَرُّعَ جَهلِ الطائِشِ المُتَوَثَّبِ
22 وَيُبدي الرَضا في حالَةِ السُخطِ لِلعِدا * وَقورٌ مَتى يَقدَح بِزَندَيهِ يُثقِبِ
23 فَماذا يَغُرُّ الحائِنينَ وَقَد رَأَوا * ضَرائِبَ ذاكَ المَشرَفِيِّ المُجَرَّبِ
24 غَرائِبُ أَخلاقٍ هِيَ الرَوضُ جادَهُ * مُلِثُّ العَزالى ذو رَبابٍ وَهَيدَبِ
25 فَكَمْ عَجَّبَتْ مِن ناظِرٍ مُتَأَمِّلٍ * وَكَمْ حَيَّرَتْ مِن سامِعٍ مُتَعَجِّبِ
26 وَقَد زادَها إِفراطَ حُسنٍ جِوارُها * لِأَخلاقِ أَصفارٍ مِنَ المَجدِ خُيَّبِ
27 وَحُسنُ دَرارِيِّ الكَواكِبِ أَن تُرى * طَوالِعَ في داجٍ مِنَ اللَيلِ غَيهَبِ
28 أَرى شَملَكُم يا أَهلَ حِمصٍ مُجَمَّعًا * بِعَقبِ افتِراقٍ مِنكُمُ وَتَشَعُّبِ
29 وَكُنتُمْ شَعاعًا مِن طَريدٍ مُشَرَّدٍ * وَثاوٍ رَدٍ أَو خائِفٍ مُتَرَقِّبِ
30 وَمَن نَفَرٍ فَوقَ الجُذوعِ كَأَنَّهُمْ * إِذا الشَمسُ لاحَتهُمْ حَرابِيُّ تَنضُبِ
31 تَلافاكُمُ الفَتحُ بنُ خاقانَ بَعدَما * تَدَهدَهتُمُ مِن حالِقٍ مُتَصَوِّبِ
32 بِعارِفَةٍ أَهدَت أَمانًا بِمَذحَجٍ * وَغَوثًا لِمَلهوفٍ وَعَفوًا لِمُذنِبِ
33 عَنَت طَيِّئًا جَمعًا وَثَنَّت بِمَذحِجٍ * خُصوصًا وَعَمَّت في الكَلاعِ وَيَحصُبِ
34 رَدَدتَ الرَدى عَن أَهلِ حِمصِ وَقَد بَدا * لَهُمْ جانِبُ اليَومِ العَبوسِ العَصَبصَبِ
35 وَلَو لَم تُدافِع دونَها لَتَفَرَّقَت * أَيادي سَبًا عَنها سَباءُ بنُ يَشجُبِ
36 رَفَدتَهُمُ عِندَ السَريرِ وَقَد هَوى * بِهِمْ ما هَوى مِن سُخطِ أَسوانَ مُغضَبِ
37 وَكانَت يَدًا بَيضاءَ مِثلَ اليَدِ الَّتي * نَعَشتَ بِها عَمرَو بنَ غَنمِ بنَ تَغلِبِ
38 فَلَم تَرَ عَيني نِعمَتَينِ استَحَقَّتا * ثَناءَهُما في ابنى مَعَدٍّ وَيَعرُبِ
39 إِنِ العَرَبُ انقادَت إِلَيكَ قُلوبُها * فَقَد جِئتَ إِحسانًا إِلى كُلِّ مُعرِبِ
40 وَلَم تَتَعَمَّد حاضِرًا دونَ غائِبٍ * وَلَم تَتَجانَف عَن بَعيدٍ لِأَقرَبِ
41 شَكَرتُكَ عَن قَومي وَقَومِكَ إِنَّني * لِسانُهُما في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبِ
42 وَما أَنا إِلّا عَبدُ نِعمَتِكَ الَّتي * نُسِبتُ إِلَيها دونَ رَهطي وَمَنسِبي
43 وَمَولى أَيادٍ مِنكَ بيضٍ مَتى أَقُل * بِآلائِها في مَشهَدٍ لا أُكَذَّبِ
44 وَآلَيتُ لا أَنسى بُلوغي بِكَ العُلا * عَلى كُرهِ شَتًّا مِن شُهودٍ وَغُيَّبِ
45 وَدَفعي بِكَ الأَعداءَ عَنّي وَإِنَّما * دَفَعتُ بِرُكنٍ مِن شَرَورى وَمَنكِبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الفتح بن خاقان

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (190)،
2 - الأبيات (7-15) في صفحة (191)،
3 - الأبيات (16-26) في صفحة (192)،
4 - الأبيات (27-34) في صفحة (193)،
5 - الأبيات (35-42) في صفحة (194)،
6 - الأبيات (43-45) في صفحة (195)،

الرابط المختصر