1 |
أَجِدَّكَ ما يَنفَكُّ يَسري لِزَينَبا |
* |
خَيالٌ إِذا آبَ الظَلامُ تَأَوَّبا |
2 |
سَرى مِن أَعالي الشامِ يَجلُبُهُ الكَرى |
* |
هُبوبَ نَسيمِ الرَوضِ تَجلُبُهُ الصَبا |
3 |
وَما زارَني إِلّا وَلِهتُ صَبابَةً |
* |
إِلَيهِ وَإِلّا قُلتُ أَهلًا وَمَرحَبا |
4 |
وَلَيلَتَنا بِالجَزعِ باتَ مُساعِفًا |
* |
يُريني أَناةَ الخَطوِ ناعِمَةَ الصِبا |
5 |
أَضَرَّت بِضَوءِ البَدرِ وَالبَدرُ طالِعٌ |
* |
وَقامَت مَقامَ البَدرِ لَمّا تَغَيَّبا |
6 |
وَلَو كانَ حَقّا ما أَتَتهُ لَأَطفَأَت |
* |
غَليلا وَلَافتَكَّت أَسيرًا مُعَذَّبا |
7 |
عَلِمتُكِ إِنْ مَنَّيتِ مَنَّيتِ مَوعِدًا |
* |
جَهامًا وَإِن أَبرَقتِ أَبرَقتِ خُلَّبا |
8 |
وَكُنتُ أَرى أَنَّ الصُدودَ الَّذي مَضى |
* |
دَلالٌ فَما إِن كانَ إِلّا تَجَنُّبا |
9 |
فَوا أَسَفي حَتّامَ أَسأَلُ مانِعًا |
* |
وَآمَنُ خَوّانًا وَأُعتِبُ مُذنِبا |
10 |
سَأَثني فُؤادي عَنكِ أَو أَتبَعُ الهَوى |
* |
إِلَيكِ إِنِ استَعصى فُؤادِيَ أَو أَبى |
11 |
أَقولُ لِرَكبٍ مُعتَفينَ تَدَرَّعوا |
* |
عَلى عَجَلٍ قِطعًا مِنَ اللَيلِ غَيهَبا |
12 |
رِدوا نائِلَ الفَتحِ بنِ خاقانَ إِنَّهُ |
* |
أَعَمُّ نَدىً فيكُمْ وَأَقرَبُ مَطلَبا |
13 |
هُوَ العارِضُ الثَجّاجُ أَخضَلَ جودُهُ |
* |
وَطارَت حَواشي بَرقِهِ فَتَلَهَّبا |
14 |
إِذا ما تَلَظّى في وَغى أَصعَقَ العِدا |
* |
وَإِنْ فاضَ في أَكرومَةٍ غَمَرَ الرُبا |
15 |
رَزينٌ إِذا ما القَومُ خَفَّتْ حُلومُهُمْ |
* |
وَقورٌ إِذا ما حادِثُ الدَهرِ أَجلَبا |
16 |
حَياتُكَ أَنْ يَلقاكَ بِالجودِ راضِيًا |
* |
وَمَوتُكَ أَنْ يَلقاكَ بِالبَأسِ مُغضَبا |
17 |
حَرونٌ إِذا عازَزتَهُ في مُلِمَّةٍ |
* |
فَإِنْ جِئتَهُ مِن جانِبِ الذُلِّ أَصحَبا |
18 |
فَتىً لَم يُضَيِّع وَجهَ حَزمٍ وَلَم يَبِت |
* |
يُلاحِظُ أَعجازَ الأُمورِ تَعَقُّبا |
19 |
إِذا هَمَّ لَم يَقعُد بِهِ العَجزُ مَقعَدًا |
* |
وَإِنْ كَفَّ لَم يَذهَب بِهِ الخُرقُ مَذهبا |
20 |
أُعيرَ مَوَدّاتِ الصُدورِ وَأُعطِيَت |
* |
يَداهُ عَلى الأَعداءِ نَصرا مُرَهِّبا |
21 |
وَقَيناكَ صَرفَ الدَهرِ بِالأَنفُسِ الَّتي |
* |
تُبَجِّلُ لا نَألوكَ أُمًّا وَلا أَبا |
22 |
فَلَم تَخلُ مِن فَضلٍ يُبَلِّغُكَ الَّتي |
* |
تَرومُ وَمِن رَأيٍ يُريكَ المُغَيَّبا |
23 |
وَما نَقَمَ الحُسّادُ إِلّا أَصالَةً |
* |
لَدَيكَ وَفِعلًا أَريَحِيًّا مُهَذَّبا |
24 |
وَقَد جَرَّبوا بِالأَمسِ مِنكَ عَزيمَةً |
* |
فَضَلتَ بِها السَيفَ الحُسامَ المُجَرَّبا |
25 |
غَداةَ لَقيتَ اللَيثَ وَاللَيثُ مُخدِرٌ |
* |
يُحَدِّدُ نابًا لِلِّقاءِ وَمَخلَبا |
26 |
يُحَصِّنُهُ مِن نَهرِ نَيزَكَ مَعقِلٌ |
* |
مَنيعٌ تَسامى غابُهُ وَتَأَشَّبا |
27 |
يَرودُ مَغارًا بِالظَواهِرِ مُكثِبا |
* |
وَيَحتَلُّ رَوضًا بِالأَباطِحِ مُعشِبا |
28 |
يُلاعِبُ فيهِ أُقحُوانًا مُفَضَّضًا |
* |
يَبِصُّ وَحَوذانًا عَلى الماءِ مُذهَبا |
29 |
إِذا شاءَ غادى عانَةً أَو عَدا عَلى |
* |
عَقائِلِ سِربٍ أَو تَقَنَّصَ رَبرَبا |
30 |
يَجُرُّ إِلى أَشبالِهِ كُلَّ شارِقٍ |
* |
عَبيطًا مُدَمًّا أَو رَميلًا مُخَضَّبا |
31 |
وَمَن يَبغِ ظُلمًا في حَريمِكَ يَنصَرِف |
* |
إِلى تَلَفٍ أَو يُثنَ خَزيانَ أَخيَبا |
32 |
شَهِدتُ لَقَد أَنصَفتَهُ يَومَ تَنبَري |
* |
لَهُ مُصلِتًا عَضبًا مِنَ البيضِ مِقضَبا |
33 |
فَلَم أَرَ ضِرغامَينِ أَصدَقَ مِنكُما |
* |
عِراكًا إِذا الهَيّابَةُ النِكسُ كَذَّبا |
34 |
هِزَبرٌ مَشى يَبغي هِزَبرًا وَأَغلَبٌ |
* |
مِنَ القَومِ يَغشى باسِلَ الوَجهِ أَغلَبا |
35 |
أَدَلَّ بِشَغبٍ ثُمَّ هالَتهُ صَولَةٌ |
* |
رَآكَ لَها أَمضى جَنانًا وَأَشغَبا |
36 |
فَأَحجَمَ لَمّا لَم يَجِد فيكَ مَطمَعًا |
* |
وَأَقدَمَ لَمّا لَم يَجِد عَنكَ مَهرَبا |
37 |
فَلَم يُغنِهِ أَن كَرَّ نَحوَكَ مُقبِلًا |
* |
وَلَم يُنجِهِ أَنْ حادَ عَنكَ مُنَكِّبا |
38 |
حَمَلتَ عَلَيهِ السَيفَ لا عَزمُكَ انثَنى |
* |
وَلا يَدُكَ ارتَدَّت وَلا حَدُّهُ نَبا |
39 |
وَكُنتَ مَتى تَجمَع يَمينَيكَ تَهتِكِ الضـ |
* |
ـضَريبَةَ أَو لا تُبقِ لِلسَيفِ مَضرِبا |
40 |
أَلَنتَ لِيَ الأَيّامَ مِن بَعدِ قَسوَةٍ |
* |
وَعاتَبتَ لي دَهري المُسيءَ فَأَعتَبا |
41 |
وَأَلبَستَني النُعمى الَّتي غَيَّرَت أَخي |
* |
عَلَيَّ فَأَضحى نازِحَ الوُدِّ أَجنَبا |
42 |
فَلا فُزتُ مِن مَرِّ اللَيالي بِراحَةٍ |
* |
إِذا أَنا لَم أُصبِح بِشُكرِكَ مُتعَبا |
43 |
عَلى أَنَّ أَفوافَ القَوافي ضَوامِنٌ |
* |
لِشُكرِكَ ما أَبدى دُجى اللَيلِ كَوكَبا |
44 |
ثَناءٌ تَقَصّى الأَرضَ نَجدًا وَغائِرًا |
* |
وَسارَت بِهِ الرُكبانُ شَرقًا وَمَغرِبا |