1 |
يُجانِبُنا في الحُبِّ مَن لا نُجانِبُه |
* |
وَيَبعُدُ مِنّا في الهَوى مَن نُقارِبُه |
2 |
وَلا بُدَّ مِن واشٍ يُتاحُ عَلى النَوى |
* |
وَقَد تَجلُبُ الشَيءَ البَعيدَ جَوالِبُه |
3 |
أَفي كُلِّ يَومٍ كاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ |
* |
يُصَبُّ عَلَينا أَو رَقيبٌ نُراقِبُه |
4 |
عَنا المُستَهامَ شَجوُهُ وَتَطارُبُه |
* |
وَغالَبَهُ مِن حُبِّ عَلوَةَ غالِبُه |
5 |
وَأَصبَحَ لا وَصلُ الحَبيبِ مُيَسَّرٌ |
* |
لَدَيهِ وَلا دارُ الحَبيبِ تُصاقِبُه |
6 |
مُقيمٌ بِأَرضٍ قَد أَبَنَّ مُعَرِّجًا |
* |
عَلَيها وَفي أَرضٍ سِواها مَآرِبُه |
7 |
سَقى السَفحَ مِن بِطياسَ فَالجيرَةِ الَّتي |
* |
تَلي السَفحَ وَسمِيُّ دِراكٌ سَحائِبُه |
8 |
فَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّها ثَمَّ ناعِمًا |
* |
بِعَينَي عَليلِ الطَرفِ بيضٌ تَرائِبُه |
9 |
مَتى يَبدُ يَرجِعْ لِلمُفيقِ خَبالُهُ |
* |
وَيَرتَجِعِ الوَجدَ المُبَرِّحَ واهِبُه |
10 |
وَلَم أَنسَهُ إِذ قامَ ثانِيَ جيدِهِ |
* |
إِلَيَّ وَإِذ مالَت عَلَيَّ ذَوائِبُه |
11 |
عِناقٌ يَهِدُّ الصَبرَ وَشكَ انقِضائِهِ |
* |
وَيُذكي الجَوى أَو يَسكُبَ الدَمعَ ساكِبُه |
12 |
أَلا هَل أَتاها أَنَّ مُظلِمَةَ الدُجى |
* |
تَجَلَّت وَأَنَّ العَيشَ سُهِّلَ جانِبُه |
13 |
وَأَنّا رَدَدنا المُستَعارَ مُذَمَّمًا |
* |
عَلى أَهلِهِ وَاستَأنَفَ الحَقَّ صاحِبُه |
14 |
عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَعيَت صُروفُهُ |
* |
وَما الدَهرُ إِلّا صَرفُهُ وَعَجائِبُه |
15 |
مَتى أَمَّلَ الدَيّاكُ أَن تُصطَفى لَهُ |
* |
عُرى التاجِ أَو تُثنى عَلَيهِ عَصائِبُه |
16 |
فَكَيفَ ادَّعى حَقَّ الخِلافَةِ غاصِبٌ |
* |
حَوى دونَهُ إِرثَ النَبِيِّ أَقارِبُه |
17 |
بَكى المِنبَرُ الشَرقِيُّ إِذ خارَ فَوقَهُ |
* |
عَلى الناسِ ثَورٌ قَد تَدَلَّت غَباغِبُه |
18 |
ثَقيلٌ عَلى جَنبِ الثَريدِ مُراقِبٌ |
* |
لِشَخصِ الخِوانِ يَبتَدي فَيُواثِبُه |
19 |
إِذا ما احتَشى مِن حاضِرِ الزادِ لَم يُبَل |
* |
أَضاءَ شِهابُ المُلكِ أَم كَلَّ ثاقِبُه |
20 |
إِذا بَكَرَ الفَرّاشُ يَنثو حَديثَهُ |
* |
تَضاءَلَ مُطريهِ وَأَطنَبَ عائِبُه |
21 |
تَخَطّى إِلى الأَمرِ الَّذي لَيسَ أَهلَهُ |
* |
فَطَورًا يُنازيهِ وَطَورًا يُشاغِبُه |
22 |
فَكَيفَ رَأَيتَ الحَقَّ قَرَّ قَرارُهُ |
* |
وَكَيفَ رَأَيتَ الظُلمَ آلَت عَواقِبُه |
23 |
وَلَم يَكُنِ المُغتَرُّ بِاللهِ إِذ سَرى |
* |
لِيُعجِزَ وَالمُعتَزُّ بِاللهِ طالِبُه |
24 |
رَمى بِالقَضيبِ عَنوَةً وَهوَ صاغِرٌ |
* |
وَعُرِّيَ مِن بُردِ النَبِيِّ مَناكِبُه |
25 |
وَقَد سَرَّني أَن قيلَ وُجِّهَ مُسرِعًا |
* |
إِلى الشَرقِ تُحدى سُفنُهُ وَرَكائِبُه |
26 |
إِلى كَسكَرٍ خَلفَ الدَجاجِ وَلَم تَكُن |
* |
لِتَنشَبَ إِلّا في الدَجاجِ مَخالِبُه |
27 |
لَهُ شَبَهٌ مِن تاجَوَيهِ مُبَيِّنٌ |
* |
يُنازِعُهُ أَخلاقَهُ وَيُجاذِبُه |
28 |
وَما لِحيَةُ القَصّارِ حينَ تَنَفَّشَت |
* |
بِجالِبَةٍ خَيرًا عَلى مَن يُناسِبُه |
29 |
يَجوزُ ابنُ خَلّادٍ عَلى الشِعرِ عِندَهُ |
* |
وَيُضحي شُجاعٌ وَهوَ لِلجَهلِ كاتِبُه |
30 |
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الحَرامِ وَمَن حَوَت |
* |
أَباطِحُهُ مِن مُحرِمٍ وَأَخاشِبُه |
31 |
لَقَد حَمَلَ المُعتَزُّ أُمَّةَ أَحمَدٍ |
* |
عَلى سَنَنٍ يَسري إِلى الحَقِّ لاحِبُه |
32 |
تَدارَكَ دينَ اللهِ مِن بَعدِ ما عَفَت |
* |
مَعالِمُهُ فينا وَغارَت كَواكِبُه |
33 |
وَضَمَّ شَعاعَ المُلكِ حَتّى تَجَمَّعَت |
* |
مَشارِقُهُ مَوفورَةً وَمَغارِبُه |
34 |
إِمامُ هُدًى يُرجى وَيُرهَبُ عَدلُهُ |
* |
وَيَصدُقُ راجيهِ الظُنونَ وَراهِبُه |
35 |
مُدَبِّرُ دُنيا أَمسَكَت يَقَظاتُهُ |
* |
بِآفاقِها القُصوى وَما طَرَّ شارِبُه |
36 |
فَكَيفَ وَقَد ثابَت إِلَيهِ أَناتُهُ |
* |
وَراضَت صِعابَ الحادِثاتِ تَجارِبُه |
37 |
وَأَبيَضُ مِن آلِ النَبِيِّ إِذا احتَبى |
* |
لِساعَةِ عَفوٍ فَالنُفوسُ مَواهِبُه |
38 |
تَغَمَّدَ بِالصَفحِ الذُنوبَ وَأَسجَحَت |
* |
سَجاياهُ في أَعدائِهِ وَضَرائِبُه |
39 |
نَضا السَيفَ حَتّى انقادَ مَن كانَ آبِيًا |
* |
فَلَمّا استَقَرَّ الحَقُّ شيمَت مَضارِبُه |
40 |
وَمازالَ مَصبوبًا عَلى مَن يُطيعُهُ |
* |
بِفَضلٍ وَمَنصورًا عَلى مَن يُحارِبُه |
41 |
إِذا حُصِّلَت عُليا قُرَيشٍ تَناصَرَت |
* |
مَآثِرُهُ في فَخرِهِم وَمَناقِبُه |
42 |
لَهُ مَنصِبٌ فيهِم مَكينٌ مَكانُهُ |
* |
وَحَقٌّ عَلَيهِم لَيسَ يُدفَعُ واجِبُه |
43 |
بِكَ اشتَدَّ عُظمُ المُلكِ فيهِمْ فَأَصبَحَت |
* |
تَقِرُّ رَواسيهِ وَتَعلو مَراتِبُه |
44 |
وَقَد عَلِموا أَنَّ الخِلافَةَ لَم تَكُن |
* |
لِتَصحَبَ إِلّا مَذهَبًا أَنتَ ذاهِبُه |