الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مَعَ الدَهرِ ظُلمٌ لَيسَ يُقلِعُ راتِبُه * وَحُكمٌ أَبَت إِلّا اعوِجاجًا جَوانِبُه
2 أَبيتُ وَلَيلي في نَصيبينَ ساهِرٌ * لِهَمٍّ عَناني في نَصيبينَ ناصِبُه
3 وَإِنَّ اغتِرابَ المَرءِ في غَيرِ بُغيَةٍ * يُطالِبُها مِن حَيفِ دَهرٍ يُطالِبُه
4 فَلَيسَ بِمَعذورٍ إِذا رَدَّ سِربَهُ * إِلَيهِ بِأَن تَعيا عَلَيهِ مَذاهِبُه
5 وَيُعطيهِ مَرجُوَّ العَواقِبِ مُسرِعًا * إِلَيهِ رُكوبُ الأَمرِ تُخشى عَواقِبُه
6 وَما خِلتُني وَالحادِثاتُ مِنَ الحَصى * أُخَيَّبُ مِن مالي وَيَغنَمُ ناهِبُه
7 فَلَو أَنَّهُ قِرنٌ تُرادى صَفاتُهُ * لَأَحرَزتُ حَظّي أَو كَفِيُّ أُغالِبُه
8 أُرَجّي وَما نَفعُ الرَجاءِ إِذا التَقَتْ * مَناحِسُ أَمرٍ مُجحِفٍ وَمَعاطِبُه
9 وَمِمّا يُعَنّي النَفسَ كُلَّ عَنائِها * تَوَقُّعُها الصُنعَ البَطيءَ تَقارُبُه
10 إِذا لاقَتِ الضَرّاءَ طالَ عَذابُها * لِمُنتَظِرِ السَرّاءِ مِمّا تُراقِبُه
11 وَما مَلِكٌ يُخشى عَلى كَسبِ شاعِرٍ * بِمُرضِيَةٍ عِندَ المُلوكِ مَكاسِبُه
12 لَعَلَّ وَلِيَّ العَهدِ يَأخُذُ قادِرًا * بِحَقِّ مُعَنًّى مُكدَياتٍ مَطالِبُه
13 فَإِنَّ الَّذي بَينَ المَدائِنِ قاطِعًا * إِلى الصينِ عَرضًا سَيبُهُ وَمَواهِبُه
14 فَلا أَرضَ إِلّا ما أَفاءَت رِماحُهُ * وَلا غُنمَ إِلّا ما أَفافَت مَقانِبُه
15 وَما كانَ يَدري صاحِبُ الزَنجِ أَنَّهُ * إِذا أَبطَرَتهُ غَفلَةُ العَيشِ صاحِبُه
16 أَقامَ يُجاثيهِ إِلى اللهِ حِقبَةً * وَكُلٌّ تَوافى لِلِّقاءِ حَلائِبُه
17 وَكانَ صَريعَ الحَينِ جِبسٌ مُلَعَّنٌ * مَتى شاءَ يَومًا قالَ ما شاءَ عائِبُه
18 تَباعَدَ مِن شَكلِ الأَنيسِ بِقَسوَةٍ * مُوَهَّمَةٍ أَنَّ السِباعَ تُناسِبُه
19 وَما كادَتِ الأَيّامُ عُمرًا يُريثُهُ * وَلا الدَهرُ يُبلي ما أَجَدَّت عَجائِبُه
20 وَلَم أَرَ كَالمَلعونِ أَقوى ذَخيرَةً * وَأَبقى دَمًا وَالحادِثاتُ تُجانِبُه
21 إِذا قُلتُ بيضُ المَشرَفِيَّةِ أَهمَدَت * حُشاشَتَهُ كَرَّت تَثوبُ ثَوائِبُه
22 يَبُثُّ المَنايا وَالمَنايا يَحُزنَهُ * وَيَكرَبُ مِنهُ الحَتفُ وَالحَتفُ كارِبُه
23 إِذا ازدادَ شَغبًا كانَ والي قِراعِهِ * مَلِيًّا لَهُ بِالفَضلِ حينَ يُشاغِبُه
24 كَما اللَيلُ إِن تَزدَد لِعَينِكَ ظُلمَةً * حَنادِسُهُ تَزدَد ضِياءً كَواكِبُه
25 يَلوذُ بِهَورِ البَحرِ فَالفَوزُ عِندَهُ * مِنَ الدَهرِ يَومٌ تَستَقِلُّ جَنائِبُه
26 إِذا انحازَ يَنوي البُعدَ حُثَّت وَراءَهُ * عِتاقُ الشَذا بِالمُرهِفاتِ تُصاقِبُه
27 إِذا ما تَلاقوا حَضرَةَ المَوتِ لَم تَرمِ * كَتائِبُنا حَتّى تَطيحَ كَتائِبُه
28 تَرى واشِجَ الخِرصانِ يَهتِكُ بَينَهُمْ * نُحورَ الأُسودِ أَو تُرَوّى ثَعالِبُه
29 فَإِن لا تَشِفَّ العَينُ لِلعَينِ أَكثَبَتْ * مَسامِعُ مَدعوٍّ لِداعٍ يُجاوِبُه
30 تَنَزّى قَلوبُ السامِعينَ تَطَلُّعًا * إِلى خَبَرٍ مُستَوقَفاتٍ رَكائِبُه
31 يُغالِبُ طَعمَ الماءِ في مُلتَقاهُمُ * حُسى الدَمِ حَتّى يَلفِظَ الماءَ شارِبُه
32 كَأَنَّ الرَدى يُسقى المُضَلَّلُ صِرفَهُ * مِنَ السَيفِ دَينٌ أَرهَقَ الوَقتُ واجِبُه
33 إِذا أَتبَعَ الرُمحُ المُرَكَّبُ رَأسَهُ * عَلَيهِ بِلَعنٍ قُلتَ إِنَّ وَراكِبُه
34 وَلَم يُلفَ عُضوٌ مِنهُ إِلّا ضَريبَةً * لِأَبيَضَ ماثورٍ تُهابُ مَضارِبُه
35 وَكانَ شِفاءً صَلبُهُ لَو تَأَلَّفَت * لَهُ جِثَّةٌ يُرضي بِها العَينَ صالِبُه
36 تَعَجَّلَ عَنهُ رَأسُهُ وَتَخَلَّفَت * لِطَيَّتِها أَوصالُهُ وَمَناكِبُه
37 فَأَصبَحَ مَنصوبًا عَلى الناسِ يُفتَدى * بِآباءِ مَن أَوفى عَلى الناسِ ناصِبُه
38 يُجاهِمُ رائيهِ بِإِطراقِ عابِسٍ * شَهِيِّ إِلَيهِمْ سُخطُهُ وَتَغاضُبُه
39 يُنَكِّبُ في إِشرافِهِ وَهوَ آزِمٌ * أُزومَ الخَليعِ ازوَرَّ عَمَّن يُعاتِبُه
40 فَلَم يَبقَ في الآفاقِ خالِعُ رِبقَةٍ * مِنَ الدينِ إِلّا فادِحاتٌ مَصائِبُه
41 جَبابِرَةُ الأَرضِ استَكانَت لِضَربَةِ * أَرَت قَيِّمَ النَهجِ الَّذي ذاقَ ناكِبُه
42 وَكانَ عَلى أَشرافِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ * سَنا فِتنَةٍ يَدعو إِلى الغَيِّ ثاقِبُه
43 فَعادَ بَنو العَبّاسِ عَمِّ مُحَمَّدٍ * وَشاهِدُ عِزِّ الناسِ فيهِم وَغائِبُه
44 يَبيتونَ وَالسُلطانُ شاكٍ سِلاحُهُ * بِعَقوَتِهِم وَالمَوتُ سودٌ ذَوائِبُه
45 فَيا ناصِرَ الإِسلامِ لَو أَنَّ ناصِرًا * يُرافِدُهُ في حِفظِهِ وَيُناوِبُه
46 كَفَيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَقَبلَها * كَفَيتَ أَخاهُ الصَدعَ يُعوِزُ شاعِبُه
47 وَما زِلتَ مَندوبًا لِرَأسِ ضَلالَةٍ * تُناصيهِ أَو مَنحولِ مُلكٍ تُحارِبُه
48 أَخَذتَ بِوِترِ الدينِ مَثنى وَظُفِّرَت * يَداكَ فَلَم يُفلِت عَدُوٌّ تُطالِبُه
49 وَقَد يُحرَمُ المَوتورُ إِمّا تَعَزَّزَت * عِداهُ وَإِمّا فاتَ في الأَرضِ هارِبُه
50 مَشارِقُ مُلكٍ صَحَّ بِالسَيفِ قُطرُها * فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَصِحَّ مَغارِبُه
51 وَإِنَّ أَبا العَبّاسِ مَن تَمَّ رَأيُهُ * وَمَن شُهِرَت أَيّامُهُ وَمَناقِبُه
52 يُريناكَ لا نَرتابُ فيكَ إِذا بَدا * يُؤَدّيكَ نَصًّا نَجرُهُ وَضَرائِبُه
53 وَقَد شَحَذَت مِنهُ حَداثَةَ سِنِّهِ * شَهامَةُ غِطريفٍ حِدادٍ مَخالِبُه
54 إِذا المَرءُ لَم تَبدَهكَ بِالحَزمِ كُلِّهِ * قَريحَتُهُ لَم تُغنِ عَنكَ تَجارِبُه

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الموفق بالله، ويذكر العلوي الخارج بالبصرة

الصفحات

1- الأبيات (1-4) في صفحة (219)،
2 - الأبيات (5-16) في صفحة (220)،
3 - الأبيات (17-25) في صفحة (221)،
4 - الأبيات (26-33) في صفحة (222)،
5 - الأبيات (34-44) في صفحة (223)،
6 - الأبيات (45-54) في صفحة (224)،

الرابط المختصر