1 |
مَعَ الدَهرِ ظُلمٌ لَيسَ يُقلِعُ راتِبُه |
* |
وَحُكمٌ أَبَت إِلّا اعوِجاجًا جَوانِبُه |
2 |
أَبيتُ وَلَيلي في نَصيبينَ ساهِرٌ |
* |
لِهَمٍّ عَناني في نَصيبينَ ناصِبُه |
3 |
وَإِنَّ اغتِرابَ المَرءِ في غَيرِ بُغيَةٍ |
* |
يُطالِبُها مِن حَيفِ دَهرٍ يُطالِبُه |
4 |
فَلَيسَ بِمَعذورٍ إِذا رَدَّ سِربَهُ |
* |
إِلَيهِ بِأَن تَعيا عَلَيهِ مَذاهِبُه |
5 |
وَيُعطيهِ مَرجُوَّ العَواقِبِ مُسرِعًا |
* |
إِلَيهِ رُكوبُ الأَمرِ تُخشى عَواقِبُه |
6 |
وَما خِلتُني وَالحادِثاتُ مِنَ الحَصى |
* |
أُخَيَّبُ مِن مالي وَيَغنَمُ ناهِبُه |
7 |
فَلَو أَنَّهُ قِرنٌ تُرادى صَفاتُهُ |
* |
لَأَحرَزتُ حَظّي أَو كَفِيُّ أُغالِبُه |
8 |
أُرَجّي وَما نَفعُ الرَجاءِ إِذا التَقَتْ |
* |
مَناحِسُ أَمرٍ مُجحِفٍ وَمَعاطِبُه |
9 |
وَمِمّا يُعَنّي النَفسَ كُلَّ عَنائِها |
* |
تَوَقُّعُها الصُنعَ البَطيءَ تَقارُبُه |
10 |
إِذا لاقَتِ الضَرّاءَ طالَ عَذابُها |
* |
لِمُنتَظِرِ السَرّاءِ مِمّا تُراقِبُه |
11 |
وَما مَلِكٌ يُخشى عَلى كَسبِ شاعِرٍ |
* |
بِمُرضِيَةٍ عِندَ المُلوكِ مَكاسِبُه |
12 |
لَعَلَّ وَلِيَّ العَهدِ يَأخُذُ قادِرًا |
* |
بِحَقِّ مُعَنًّى مُكدَياتٍ مَطالِبُه |
13 |
فَإِنَّ الَّذي بَينَ المَدائِنِ قاطِعًا |
* |
إِلى الصينِ عَرضًا سَيبُهُ وَمَواهِبُه |
14 |
فَلا أَرضَ إِلّا ما أَفاءَت رِماحُهُ |
* |
وَلا غُنمَ إِلّا ما أَفافَت مَقانِبُه |
15 |
وَما كانَ يَدري صاحِبُ الزَنجِ أَنَّهُ |
* |
إِذا أَبطَرَتهُ غَفلَةُ العَيشِ صاحِبُه |
16 |
أَقامَ يُجاثيهِ إِلى اللهِ حِقبَةً |
* |
وَكُلٌّ تَوافى لِلِّقاءِ حَلائِبُه |
17 |
وَكانَ صَريعَ الحَينِ جِبسٌ مُلَعَّنٌ |
* |
مَتى شاءَ يَومًا قالَ ما شاءَ عائِبُه |
18 |
تَباعَدَ مِن شَكلِ الأَنيسِ بِقَسوَةٍ |
* |
مُوَهَّمَةٍ أَنَّ السِباعَ تُناسِبُه |
19 |
وَما كادَتِ الأَيّامُ عُمرًا يُريثُهُ |
* |
وَلا الدَهرُ يُبلي ما أَجَدَّت عَجائِبُه |
20 |
وَلَم أَرَ كَالمَلعونِ أَقوى ذَخيرَةً |
* |
وَأَبقى دَمًا وَالحادِثاتُ تُجانِبُه |
21 |
إِذا قُلتُ بيضُ المَشرَفِيَّةِ أَهمَدَت |
* |
حُشاشَتَهُ كَرَّت تَثوبُ ثَوائِبُه |
22 |
يَبُثُّ المَنايا وَالمَنايا يَحُزنَهُ |
* |
وَيَكرَبُ مِنهُ الحَتفُ وَالحَتفُ كارِبُه |
23 |
إِذا ازدادَ شَغبًا كانَ والي قِراعِهِ |
* |
مَلِيًّا لَهُ بِالفَضلِ حينَ يُشاغِبُه |
24 |
كَما اللَيلُ إِن تَزدَد لِعَينِكَ ظُلمَةً |
* |
حَنادِسُهُ تَزدَد ضِياءً كَواكِبُه |
25 |
يَلوذُ بِهَورِ البَحرِ فَالفَوزُ عِندَهُ |
* |
مِنَ الدَهرِ يَومٌ تَستَقِلُّ جَنائِبُه |
26 |
إِذا انحازَ يَنوي البُعدَ حُثَّت وَراءَهُ |
* |
عِتاقُ الشَذا بِالمُرهِفاتِ تُصاقِبُه |
27 |
إِذا ما تَلاقوا حَضرَةَ المَوتِ لَم تَرمِ |
* |
كَتائِبُنا حَتّى تَطيحَ كَتائِبُه |
28 |
تَرى واشِجَ الخِرصانِ يَهتِكُ بَينَهُمْ |
* |
نُحورَ الأُسودِ أَو تُرَوّى ثَعالِبُه |
29 |
فَإِن لا تَشِفَّ العَينُ لِلعَينِ أَكثَبَتْ |
* |
مَسامِعُ مَدعوٍّ لِداعٍ يُجاوِبُه |
30 |
تَنَزّى قَلوبُ السامِعينَ تَطَلُّعًا |
* |
إِلى خَبَرٍ مُستَوقَفاتٍ رَكائِبُه |
31 |
يُغالِبُ طَعمَ الماءِ في مُلتَقاهُمُ |
* |
حُسى الدَمِ حَتّى يَلفِظَ الماءَ شارِبُه |
32 |
كَأَنَّ الرَدى يُسقى المُضَلَّلُ صِرفَهُ |
* |
مِنَ السَيفِ دَينٌ أَرهَقَ الوَقتُ واجِبُه |
33 |
إِذا أَتبَعَ الرُمحُ المُرَكَّبُ رَأسَهُ |
* |
عَلَيهِ بِلَعنٍ قُلتَ إِنَّ وَراكِبُه |
34 |
وَلَم يُلفَ عُضوٌ مِنهُ إِلّا ضَريبَةً |
* |
لِأَبيَضَ ماثورٍ تُهابُ مَضارِبُه |
35 |
وَكانَ شِفاءً صَلبُهُ لَو تَأَلَّفَت |
* |
لَهُ جِثَّةٌ يُرضي بِها العَينَ صالِبُه |
36 |
تَعَجَّلَ عَنهُ رَأسُهُ وَتَخَلَّفَت |
* |
لِطَيَّتِها أَوصالُهُ وَمَناكِبُه |
37 |
فَأَصبَحَ مَنصوبًا عَلى الناسِ يُفتَدى |
* |
بِآباءِ مَن أَوفى عَلى الناسِ ناصِبُه |
38 |
يُجاهِمُ رائيهِ بِإِطراقِ عابِسٍ |
* |
شَهِيِّ إِلَيهِمْ سُخطُهُ وَتَغاضُبُه |
39 |
يُنَكِّبُ في إِشرافِهِ وَهوَ آزِمٌ |
* |
أُزومَ الخَليعِ ازوَرَّ عَمَّن يُعاتِبُه |
40 |
فَلَم يَبقَ في الآفاقِ خالِعُ رِبقَةٍ |
* |
مِنَ الدينِ إِلّا فادِحاتٌ مَصائِبُه |
41 |
جَبابِرَةُ الأَرضِ استَكانَت لِضَربَةِ |
* |
أَرَت قَيِّمَ النَهجِ الَّذي ذاقَ ناكِبُه |
42 |
وَكانَ عَلى أَشرافِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ |
* |
سَنا فِتنَةٍ يَدعو إِلى الغَيِّ ثاقِبُه |
43 |
فَعادَ بَنو العَبّاسِ عَمِّ مُحَمَّدٍ |
* |
وَشاهِدُ عِزِّ الناسِ فيهِم وَغائِبُه |
44 |
يَبيتونَ وَالسُلطانُ شاكٍ سِلاحُهُ |
* |
بِعَقوَتِهِم وَالمَوتُ سودٌ ذَوائِبُه |
45 |
فَيا ناصِرَ الإِسلامِ لَو أَنَّ ناصِرًا |
* |
يُرافِدُهُ في حِفظِهِ وَيُناوِبُه |
46 |
كَفَيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَقَبلَها |
* |
كَفَيتَ أَخاهُ الصَدعَ يُعوِزُ شاعِبُه |
47 |
وَما زِلتَ مَندوبًا لِرَأسِ ضَلالَةٍ |
* |
تُناصيهِ أَو مَنحولِ مُلكٍ تُحارِبُه |
48 |
أَخَذتَ بِوِترِ الدينِ مَثنى وَظُفِّرَت |
* |
يَداكَ فَلَم يُفلِت عَدُوٌّ تُطالِبُه |
49 |
وَقَد يُحرَمُ المَوتورُ إِمّا تَعَزَّزَت |
* |
عِداهُ وَإِمّا فاتَ في الأَرضِ هارِبُه |
50 |
مَشارِقُ مُلكٍ صَحَّ بِالسَيفِ قُطرُها |
* |
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَصِحَّ مَغارِبُه |
51 |
وَإِنَّ أَبا العَبّاسِ مَن تَمَّ رَأيُهُ |
* |
وَمَن شُهِرَت أَيّامُهُ وَمَناقِبُه |
52 |
يُريناكَ لا نَرتابُ فيكَ إِذا بَدا |
* |
يُؤَدّيكَ نَصًّا نَجرُهُ وَضَرائِبُه |
53 |
وَقَد شَحَذَت مِنهُ حَداثَةَ سِنِّهِ |
* |
شَهامَةُ غِطريفٍ حِدادٍ مَخالِبُه |
54 |
إِذا المَرءُ لَم تَبدَهكَ بِالحَزمِ كُلِّهِ |
* |
قَريحَتُهُ لَم تُغنِ عَنكَ تَجارِبُه |