الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مُعادٌ مِنَ الأَيّامِ تَعذيبُنا بِها * وَإِبعادُها بِالإِلفِ بَعدَ اقتِرابِها
2 وَما تَملَأُ الآماقَ مِن فَيضِ عَبرَةٍ * وَلَيسَ الهَوى البادي لِفَيضِ انسِكابِها
3 غَوى رَأيُ نَفسٍ لا تَرى أَنَّ وَجدَها * بِتِلكَ الغَواني شُقَّةٌ مِن عَذابِها
4 وَحَظُّكَ مِن لَيلى وَلا حَظَّ عِندَها * سِوى صَدِّها مِن غادَةٍ وَاجتِنابِها
5 يُفاوِتُ مِن تَأليفِ شَعبي وَشَعبِها * تَناهي شَبابي وَابتِداءُ شَبابِها
6 عَسى بِكَ أَن تَدنو مِنَ الوَصلِ بَعدَما * تَباعَدتَ مِن أَسبابِهِ وَعَسى بِها
7 هِيَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ شَمسًا تَكَشَّفَت * لِمُبصِرِها وَأَنَّها في ثِيابِها
8 مَتى تَستَزِد فَضلًا مِنَ العُمرِ تَغتَرِفْ * بِسَجلَيكَ مِن شُهدِ الخُطوبِ وَصابِها
9 تُشَذِّبُنا الدُنيا بِأَخفَضِ سَعيِها * وَغَولُ الأَفاعي بَلَّةٌ مِن لُعابِها
10 يُسَرُّ بِعُمرانِ الدِيارِ مُضَلَّلُ * وَعُمرانُها مُستَأنَفٌ مِن خَرابِها
11 وَلَم أَرتَضِ الدُنيا أَوانَ مَجيئِها * فَكَيفَ ارتِضائيها أَوانَ ذَهابِها
12 أَقولُ لِمَكذوبٍ عَنِ الدَهرِ زاغَ عَن * تَخَيُّرِ آراءِ الحِجا وَانتِخابِها
13 سَيُرديكَ أَو يُتويكَ أَنَّكَ مُخلِسٌ * إِلى شُقَّةٍ يُبليكَ بُعدُ مَآبِها
14 وَهَل أَنتَ في مَرموسَةٍ طالَ أَخذُها * مِنَ الأَرضِ إِلّا حَفنَةٌ مِن تُرابِها
15 تُدِلُّ بِمِصرٍ وَالحَوادِثُ تَهتَدي * لِمِصرٍ إِذا ما نَقَّبَت عَن جَنابِها
16 وَما أَنتَ فيها بِالوَليدِ بنِ مُصعَبٍ * زَمانَ يُعَنّيهِ ارتِياضُ صِعابِها
17 وَلا كَسِنانِ بنِ المُشَلَّلِ عِندَما * بَنى هَرَمَيها مِن حِجارَةِ لابِها
18 مُلوكٌ تَوَلّى صاعِدٌ إِرثَ فَخرِها * وَشارَكَها في مُعلِياتِ انتِسابِها
19 رَعى مَجدَها عَن أَن يَضيعَ سَوامُهُ * وَحِفظُ عُلا الماضينَ مِثلُ اكتِسابِها
20 أَكانَت لِأَيدي المَخلَدِيّينَ شِركَةٌ * مَعَ الغادِياتِ في مَخيلِ سَحابِها
21 تَزِلُّ العَطايا عَن تَعَلّي أَكُفِّهِمْ * زَليلَ السُيولِ عَن تَعَلّي شِعابِها
22 إِذا السَنَةُ الشَهباءُ أَكدَتْ تَعاوَروا * سُيوفَ القِرى فيهِنَّ شِبعُ سِغابِها
23 يَمُدّونَ أَنفاسَ الظِلالِ عَلَيهِمُ * بِأَبنِيَةٍ تَعلو سُموكَ قِبابِها
24 فَكَم فَرَّجوا مِن كُربَةٍ وَتَغَوَّلَتْ * مَشاهِدُهُمْ مِن طَخيَةٍ وَضَبابِها
25 بِمَلمومَةٍ تَحتَ العَجاجِ مُضيئَةٍ * تَحوزُ الأَعادي خَطفَةٌ مِن عُقابِها
26 وَأَبطالِ هَيجٍ في اصفِرارِ بُنودِها * ضُروبُ المَنايا وَابيِضاضُ حِرابِها
27 تُرَشِّحُها نَجرانُ في كُلِّ مَأزِقٍ * كَما رَشَّحَت خَفّانُ آسادَ غابِها
28 أَرى الكُفرَ وَالإِنعامَ قَد مَثَّلا لَنا * إِباقَ رِجالٍ رِقُّهُ في رِقابِها
29 فَكَمْ آمِلٍ قَد عَضَّ كَفًّا نَدامَةً * عَلى العَكسِ مِن آمالِهِ وَانقِلابِها
30 فَإِمّا قَنِعتُمْ بِالأَباطيلِ فَاربَعوا * عَلى صَرِّها أَوحادَكُمْ وَاختِلابِها
31 إِذا اللَهُ أَعطاهُ اعتِلاءَةَ قُدرَةٍ * بَكَتْ شَجوَها أَو عُزِّيَت عَن مُصابِها
32 إِذا مَذحِجٌ أَجرَت إِلى نَهجِ سُؤدَدٍ * فَهَمّيكَ مِن دَأبِ المَساعي وَدابِها
33 كُنينا وَأُمِّرنا وَغُنمُ يَدَيكَ في * تَرادُفِ أَيّامِ العُلا وَاعتِقابِها
34 وَما زالَتِ الأَذواءُ فينا وَكَونُها * لِحَيٍّ سِوانا مِن أَشَقِّ اغتِرابِها
35 وَجَدنا المُعَلّى كَالمُعَلّى وَفَوزِهِ * بِغُنمِ القِداحِ وَاحتِيازِ رِغابِها
36 وَفي جودِهِ بِالبَحرِ وَالبَحرُ لَو رَمى * إِلى ساعَةٍ مِن جودِهِ ما وَفى بِها
37 عَقيدُ المَعالي ما وَنَت في طِلابِهِ * لِتَعلَقَهُ وَلا وَنى في طِلابِها
38 تَناهى العِدا عَنهُ وَرُبَّتَ قَولَةٍ * أَباها عَلى البادي حِذارَ جَوابِها
39 إِذا طَمِعَ الساعونَ أَن يَلحَقوا بِهِ * تَمَهَّلَ قابَ العَينِ أَو فَوتَ قابِها
40 إِذا ما تَراءَتهُ العَشيرَةُ طالِعًا * عَلَيها جَلَت ظَلماءَها بِشِهابِها
41 وَإِن أَنهَضَتهُ كافِئًا في مُلِمَّةٍ * مِنَ الدَهرِ سَلَّت سَيفَها مِن قِرابِها
42 إِذا اصطَحَبَت آلاؤُهُ غَطَّتِ الرُبى * وَحُسنُ اللَآلي زائِدٌ في اصطِحابِها
43 وَما حَظَرَ المَعروفَ إيصادُ ضَيقَةٍ * مِنَ الدَهرِ إِلّا كُنتَ فاتِحَ بابِها
44 أَبا صالِحٍ لا زِلتَ والِيَ صالِحٍ * مِنَ العَيشِ وَالأَعداءُ تَشجى بِما بِها

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح صاعد بن مخلد

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (231)،
2 - الأبيات (9-14) في صفحة (232)،
3 - الأبيات (15-21) في صفحة (233)،
4 - الأبيات (22-30) في صفحة (234)،
5 - الأبيات (31-44) في صفحة (235)،

الرابط المختصر