1 |
مُعادٌ مِنَ الأَيّامِ تَعذيبُنا بِها |
* |
وَإِبعادُها بِالإِلفِ بَعدَ اقتِرابِها |
2 |
وَما تَملَأُ الآماقَ مِن فَيضِ عَبرَةٍ |
* |
وَلَيسَ الهَوى البادي لِفَيضِ انسِكابِها |
3 |
غَوى رَأيُ نَفسٍ لا تَرى أَنَّ وَجدَها |
* |
بِتِلكَ الغَواني شُقَّةٌ مِن عَذابِها |
4 |
وَحَظُّكَ مِن لَيلى وَلا حَظَّ عِندَها |
* |
سِوى صَدِّها مِن غادَةٍ وَاجتِنابِها |
5 |
يُفاوِتُ مِن تَأليفِ شَعبي وَشَعبِها |
* |
تَناهي شَبابي وَابتِداءُ شَبابِها |
6 |
عَسى بِكَ أَن تَدنو مِنَ الوَصلِ بَعدَما |
* |
تَباعَدتَ مِن أَسبابِهِ وَعَسى بِها |
7 |
هِيَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ شَمسًا تَكَشَّفَت |
* |
لِمُبصِرِها وَأَنَّها في ثِيابِها |
8 |
مَتى تَستَزِد فَضلًا مِنَ العُمرِ تَغتَرِفْ |
* |
بِسَجلَيكَ مِن شُهدِ الخُطوبِ وَصابِها |
9 |
تُشَذِّبُنا الدُنيا بِأَخفَضِ سَعيِها |
* |
وَغَولُ الأَفاعي بَلَّةٌ مِن لُعابِها |
10 |
يُسَرُّ بِعُمرانِ الدِيارِ مُضَلَّلُ |
* |
وَعُمرانُها مُستَأنَفٌ مِن خَرابِها |
11 |
وَلَم أَرتَضِ الدُنيا أَوانَ مَجيئِها |
* |
فَكَيفَ ارتِضائيها أَوانَ ذَهابِها |
12 |
أَقولُ لِمَكذوبٍ عَنِ الدَهرِ زاغَ عَن |
* |
تَخَيُّرِ آراءِ الحِجا وَانتِخابِها |
13 |
سَيُرديكَ أَو يُتويكَ أَنَّكَ مُخلِسٌ |
* |
إِلى شُقَّةٍ يُبليكَ بُعدُ مَآبِها |
14 |
وَهَل أَنتَ في مَرموسَةٍ طالَ أَخذُها |
* |
مِنَ الأَرضِ إِلّا حَفنَةٌ مِن تُرابِها |
15 |
تُدِلُّ بِمِصرٍ وَالحَوادِثُ تَهتَدي |
* |
لِمِصرٍ إِذا ما نَقَّبَت عَن جَنابِها |
16 |
وَما أَنتَ فيها بِالوَليدِ بنِ مُصعَبٍ |
* |
زَمانَ يُعَنّيهِ ارتِياضُ صِعابِها |
17 |
وَلا كَسِنانِ بنِ المُشَلَّلِ عِندَما |
* |
بَنى هَرَمَيها مِن حِجارَةِ لابِها |
18 |
مُلوكٌ تَوَلّى صاعِدٌ إِرثَ فَخرِها |
* |
وَشارَكَها في مُعلِياتِ انتِسابِها |
19 |
رَعى مَجدَها عَن أَن يَضيعَ سَوامُهُ |
* |
وَحِفظُ عُلا الماضينَ مِثلُ اكتِسابِها |
20 |
أَكانَت لِأَيدي المَخلَدِيّينَ شِركَةٌ |
* |
مَعَ الغادِياتِ في مَخيلِ سَحابِها |
21 |
تَزِلُّ العَطايا عَن تَعَلّي أَكُفِّهِمْ |
* |
زَليلَ السُيولِ عَن تَعَلّي شِعابِها |
22 |
إِذا السَنَةُ الشَهباءُ أَكدَتْ تَعاوَروا |
* |
سُيوفَ القِرى فيهِنَّ شِبعُ سِغابِها |
23 |
يَمُدّونَ أَنفاسَ الظِلالِ عَلَيهِمُ |
* |
بِأَبنِيَةٍ تَعلو سُموكَ قِبابِها |
24 |
فَكَم فَرَّجوا مِن كُربَةٍ وَتَغَوَّلَتْ |
* |
مَشاهِدُهُمْ مِن طَخيَةٍ وَضَبابِها |
25 |
بِمَلمومَةٍ تَحتَ العَجاجِ مُضيئَةٍ |
* |
تَحوزُ الأَعادي خَطفَةٌ مِن عُقابِها |
26 |
وَأَبطالِ هَيجٍ في اصفِرارِ بُنودِها |
* |
ضُروبُ المَنايا وَابيِضاضُ حِرابِها |
27 |
تُرَشِّحُها نَجرانُ في كُلِّ مَأزِقٍ |
* |
كَما رَشَّحَت خَفّانُ آسادَ غابِها |
28 |
أَرى الكُفرَ وَالإِنعامَ قَد مَثَّلا لَنا |
* |
إِباقَ رِجالٍ رِقُّهُ في رِقابِها |
29 |
فَكَمْ آمِلٍ قَد عَضَّ كَفًّا نَدامَةً |
* |
عَلى العَكسِ مِن آمالِهِ وَانقِلابِها |
30 |
فَإِمّا قَنِعتُمْ بِالأَباطيلِ فَاربَعوا |
* |
عَلى صَرِّها أَوحادَكُمْ وَاختِلابِها |
31 |
إِذا اللَهُ أَعطاهُ اعتِلاءَةَ قُدرَةٍ |
* |
بَكَتْ شَجوَها أَو عُزِّيَت عَن مُصابِها |
32 |
إِذا مَذحِجٌ أَجرَت إِلى نَهجِ سُؤدَدٍ |
* |
فَهَمّيكَ مِن دَأبِ المَساعي وَدابِها |
33 |
كُنينا وَأُمِّرنا وَغُنمُ يَدَيكَ في |
* |
تَرادُفِ أَيّامِ العُلا وَاعتِقابِها |
34 |
وَما زالَتِ الأَذواءُ فينا وَكَونُها |
* |
لِحَيٍّ سِوانا مِن أَشَقِّ اغتِرابِها |
35 |
وَجَدنا المُعَلّى كَالمُعَلّى وَفَوزِهِ |
* |
بِغُنمِ القِداحِ وَاحتِيازِ رِغابِها |
36 |
وَفي جودِهِ بِالبَحرِ وَالبَحرُ لَو رَمى |
* |
إِلى ساعَةٍ مِن جودِهِ ما وَفى بِها |
37 |
عَقيدُ المَعالي ما وَنَت في طِلابِهِ |
* |
لِتَعلَقَهُ وَلا وَنى في طِلابِها |
38 |
تَناهى العِدا عَنهُ وَرُبَّتَ قَولَةٍ |
* |
أَباها عَلى البادي حِذارَ جَوابِها |
39 |
إِذا طَمِعَ الساعونَ أَن يَلحَقوا بِهِ |
* |
تَمَهَّلَ قابَ العَينِ أَو فَوتَ قابِها |
40 |
إِذا ما تَراءَتهُ العَشيرَةُ طالِعًا |
* |
عَلَيها جَلَت ظَلماءَها بِشِهابِها |
41 |
وَإِن أَنهَضَتهُ كافِئًا في مُلِمَّةٍ |
* |
مِنَ الدَهرِ سَلَّت سَيفَها مِن قِرابِها |
42 |
إِذا اصطَحَبَت آلاؤُهُ غَطَّتِ الرُبى |
* |
وَحُسنُ اللَآلي زائِدٌ في اصطِحابِها |
43 |
وَما حَظَرَ المَعروفَ إيصادُ ضَيقَةٍ |
* |
مِنَ الدَهرِ إِلّا كُنتَ فاتِحَ بابِها |
44 |
أَبا صالِحٍ لا زِلتَ والِيَ صالِحٍ |
* |
مِنَ العَيشِ وَالأَعداءُ تَشجى بِما بِها |