الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 كَيفَ بِهِ وَالزَمانُ يَهرُبُ بِه * ماضي شَبابٍ أَغذَذتَ في طَلَبِهْ
2 مُقتَرِبُ العَهدِ إِن أَرُمهُ أَجِدْ * مَسافَةَ النَجمِ دونَ مُقتَرَبِهْ
3 يَرفَضُّ عَن ساطِعِ المَشيبِ كَما ارْ * فَضَّ خانُ الضَرامِ عَن لَهَبِهْ
4 قَد دَأَبَ العاذِلُ اللَجوجُ فَلَمْ * أُصغِ لِفَرطِ الإِكثارِ مِن دَأَبِهْ
5 إِنْ كانَ صِدقُ الحَديثِ يُحزِنُني * فَعاطِني ما يَسِرُّ مِن كَذِبِهْ
6 دامَجتُهُ القَولَ في مُعاتَبَةٍ * أَهرُبُ مِن صِدقِهِ إِلى كَذِبِهْ
7 رَأيَكَ في قارِبٍ يُريدُكَ أَنْ * تَنصُرَ أَحشاءَهُ عَلى قَرَبِهْ
8 صَبُّ تُداويهِ مِن صَبابَتِهِ * أَو وَصِبٍ تَفتَديهِ مِن وَصَبِهْ
9 وَقَد يُريني الحَبيبُ مُبتَسِمًا * يَروى غَليلُ الهَيمانِ عَن شَنَبِهْ
10 بَردَ رُضابٍ إِذا تَرَشَّفَهُ الـ * ـمَتبولُ خالَ الضَريبَ في ضَرَبِهْ
11 أَضيعُ في مَعشَرٍ وَكَمْ بَلَدٍ * يُعَدُّ عودُ الكِباءِ مِن حَطَبِهْ
12 لَن يَنصُرَ المَجدَ حَقَّ نُصرَتِهِ * إِلّا المَكينُ المَكانِ مِن رُتَبِهْ
13 يُخدَعُ عَن عِرضِهِ البَخيلُ وَلا * يُخدَعُ وَهُوَ الغَنِيُّ عَن نَشَبِهْ
14 أَوثَقُ مَن تُصطَفى عُراهُ فَإِنْ * حَلَّ بَعيدًا شَرواكَ في حَسَبِهْ
15 لا يُصرَمُ المُحدَثُ الكَهامُ وَإِنْ * أَخلَصَهُ الهالِكِيُّ مِن جَرَبِهْ
16 نَنسى أَيادي الزَمانِ فينا فَما * نَذكُرُ مِن دَهرِنا سِوى نُوَبِهْ
17 هَلّا شَكَرنا الأَيّامَ جودَ أَبي * عيسى وَما قَد أَرَتهُ مِن عَجَبِهْ
18 يَبتَدِرُ الراغِبونَ مِن يَدِهِ * وَقائِعَ الغَيثِ غِبَّ مُنسَكَبِهْ
19 يَغشَونَ جَمّاتَها كَأَنَّهُمُ * نُزّاعُ جَوٍّ يَسنونَ مِن قُلُبِهْ
20 كَأَنَّما يَفصِلونَ مِن فِلَقِ الـ * ـحَرَّةِ ما يَفصِلونَ مِن ذَهَبِهْ
21 تُبرَم في جَدِّهِ الأُمورُ وَقَد * تَتوى رِقابُ الأَموالِ في لَعِبِهْ
22 وَالحَمدُ لا يَكتَسيهِ غَيرُ فَتىً * يَنزِعُ فيهِ الخَطيرَ مِن سَلَبِهْ
23 أَسرَعَ عُلوًا في المَكرُماتِ كَما * أَسرَعَ فَيضُ الأَتِيِّ في صَبَبِهْ
24 يُنزِلُ أَهلَ الآدابِ مَنزِلَةَ الـ * ـأَكفاءِ أَن شارَكوهُ في أَدَبِهْ
25 لَم يُزهِهِ فيهِمُ وَهُمْ سُوَقٌ * في العَينِ وَطءُ المُلوكِ في عَقِبِهْ
26 غَيرُ المُضيعِ الناسي وَلا الوَكَـ * ـلِ المُحيلِ في عِلمِهِ عَلى كُتُبِهْ
27 إِحاطَةً بِالصَوابِ تُؤمِنُ مِن * لَجاجِهِ في المِحالِ أَو شَغَبِهْ
28 لا يَهضِمُ العُجمَ مِن خُؤولَتِهِ * تَمايُلًا لِلعُمومِ مِن عَرَبِهْ
29 تَزدادُ أُكرومَةً أُبُوَّتُهُ * إِذا اعتَزى شاهِدًا إِلى غَيَبِهْ
30 وَخَيرُ ساداتِكَ الأَكابِرُ مَن * يَرفَعُهُ الإِرتِفاعُ في نَسَبِهْ
31 جَمَعتُ شَملي إِلَيهِ مُتَّخِذًا * مِن طُنُبي قُربَةً إِلى طُنُبِهْ
32 وَقَد كَفى نَفسَهُ التَقَدُّمَ مِن * كَفَتهُ أُمُّ الطَريقِ مِن شُعُبِهْ
33 يَصونُ مِنهُ الحِجابُ مَنظَرَةً * تَبدو بُدُوَّ الهِلالِ مِن حُجُبِهْ
34 وَقَد تَفوتُ الرائِمينَ غُرَّتُهُ * إِعراسَ لَيثِ العَرينِ في أَشَبِهْ
35 لا نَعدَمُ الطَولَ في رِضاهُ وَلا * نَخافُ حَيفَ الغُلُوِّ مِن غَضَبِهْ
36 جَنَّبَكَ اللَهُ ما تُحاذِرُ مِن * إِبداءِ صَرفِ الزَمانِ أَو عُقَبِهْ
37 أَبَعدَ إِعطائِكَ الجَزيلَ وَإيما * نِ مُرَجٍّ مِن سوءِ مُنقَلَبِهْ
38 أَبغي شَفيعًا إِلَيكَ أَو سَبَبًا * عِندَكَ في الناسِ أَستَزيدُكَ بِهْ
39 وَالظُلمُ أَن يَبتَغي الفَتى سَبَبًا * يَجعَلُهُ وَصلَةً إِلى سَبَبِهْ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح العلاء أبا عيسى بن صاعد

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (241)،
2 - الأبيات (8-16) في صفحة (242)،
3 - الأبيات (17-27) في صفحة (243)،
4 - الأبيات (28-39) في صفحة (244)،

الرابط المختصر