الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مَلامَكَ إِنَّهُ عَهدٌ قَريبُ * وَرُزءٌ ما عَفَت مِنهُ النُدوبُ
2 تُعَلِّلُني أَضاليلُ الأَماني * بِعَيشٍ بَعدَ قَيصَرَ لا يَطيبُ
3 تَوَلّى العَيشُ إِذ وَلّى التَصابي * وَماتَ الحُبُّ إِذ ماتَ الحَبيبُ
4 نَصيبي كانَ مِن دُنيايَ وَلّى * فَلا الدُنيا تُحَسُّ وَلا النَصيبُ
5 ضَجيعُ مُسَنَّدينَ بِكَفْرِ تُوثَى * خُفوتًا مِثلَ ما خَفَتَ الشُروبُ
6 هُجودٌ لَم يَسَلْ بِهِمُ حَفِيٌّ * وَلَم تُقلَبْ لِضَجعَتِهِمْ جُنوبُ
7 تُغَلَّقُ دورَهُمْ عَنهُمْ عِشاءً * وَقَد عَزّوا بِها زَمَنًا وَهيبوا
8 تُقِضُّ أَضالِعي أَنفاسُ وَجدٍ * لِمُختَضَرٍ كَما اختُضِرَ القَضيبُ
9 أُرَثّيهِ وَلَو صَدَقَ اختِياري * لَكانَ مَكانَ مَرثِيَتي النَسيبُ
10 وَكُنتُ وَتُربُهُمْ يُحثى عَلَيهِمْ * كَنِضوِ الداءِ آيَسَهُ الطَبيبُ
11 كَفى حَزَنًا بِأَنَّ الحُزنَ يَخبو * ذَكِيُّ الجَمرِ عَنهُ وَاللَهيبُ
12 أَأَنسى مَن يُذَكِّرُنيهِ أَلّا * نَديدَ يَنوبُ عَنهُ وَلا ضَريبُ
13 وَأَترُكُ لِلثَرى مَن كُنتُ أَخشى * عَلَيهِ العَينَ تومِئُ أَو تَريبُ
14 وَأَصفَحُ لِلبَلى عَن ضَوءِ وَجهٍ * غَنيتُ يَروعُني مِنهُ الشُحوبُ
15 وَمِن حَقِّ الأَحِبَّةِ لَو أَجَنَّتْ * رَمائِمَها الجَوانِحُ وَالقُلوبُ
16 سَقى اللهُ الجَزيرَةَ لا لِشَيءٍ * سِوى أَنْ يَرتَوي ذاكَ القَليبُ
17 مُلَطٌّ بِالطَريقِ وَلَيسَ يُصغي * لِأَنجِيَةِ الطَريقِ وَلا يُجيبُ
18 تَعودُ الباكِياتُ مُجاوِريهِ * وَيُزوى النَوحُ عَنهُ وَالنَحيبُ
19 وَأَيُّهُمُ يُعيرُ عَلَيكَ دَمْعًا * وَآلِسُ دونَ أَهلِكَ وَالدُروبُ
20 وَما كانَت لِتَبعُدَ عَنكَ عَينٌ * سَفوحُ الدَمعِ لَو أَنّي قَريبُ
21 يُرينيكَ المُنى خَلْسًا وَأَنّى * بِرُؤيَةِ مَن تُغَيِّبُهُ الغُيوبُ
22 وَكَيفَ يَؤوبُ مَن تُمضي المَنايا * وَقَد يَمضي الشَبابُ فَما يَؤوبُ
23 أُلامُ إِذا ذَكَرتُكَ فَاستَهَلَّتْ * غُروبُ العَينِ تَتبَعُها الغُروبُ
24 وَلَو أَنَّ الجِبالَ فَقَدنَ إِلفًا * لَأَوشَكَ جامِدٌ مِنها يَذوبُ
25 لَعَمري إِنَّ دَهرًا غالَ إِلفي * وَمالي لِلخَؤونُ لَنا الشَعوبُ
26 فَإِنْ سِتٌّ وَسُتّونَ استَقَلَّتْ * فَلا كَرَّت بِرَجعَتِها الخُطوبُ
27 لَقَد سَرَّ الأَعادي فِيَّ أَنّي * بِرَأسِ العَينِ مَحزونٌ كَئيبُ
28 وَأَنّي اليَومَ عَن وَطَني شَريدٌ * بِلا جُرمٍ وَمِن مالي حَريبُ
29 تَعاظَمَتِ الحَوادِثُ حَولَ حَظّي * وَشُبَّتْ دونَ بُغيَتِيَ الحُروبُ
30 عَلى حينِ استَتَمَّ الوَهنُ عَظمي * وَأُعطِيَ فِيَّ ما احتَكَمَ المَشيبُ
31 وَقَد يَرِدُ المَناهِلَ مَن يُحَلّا * عَلى ظَمَإٍ وَيَغنَمُ مَن يَخيبُ
32 وَأَيسَرُ فائِتٍ خَلَفًا سَريعًا * رِقابُ المالِ يُرزَؤُها الكَسوبُ
33 فَمَن ذا يَسأَلُ البَجَلِيَّ عَمّا * يَذُمُّ مِنَ اختِياري أَو يَعيبُ
34 يُعَنِّفُني عَلى بَغَتاتِ عَزمي * وَكُنتُ وَلا يُعَنِّفُني الأَريبُ
35 وَقَد أَكدى الصَوابُ عَلَيَّ حَتّى * وَدِدتُ بِأَنَّ شانِيَّ المُصيبُ
36 لَعَلَّ أَخاكَ يَرقُبُ هَل تُطاطي * لَهُ مِنّي النَوائِبُ إِذ تَنوبُ
37 فَأَينَ النَفسُ ذاتُ الفَضلِ عَمّا * تَسَكَّعُ فيهِ وَالصَدرُ الرَحيبُ
38 فَأَولى لِلظَلومِ لَوَ اْنَّ نَفسي * بِشَيءٍ مِن مَوَدَّتِهِ تَطيبُ
39 أَيَغضَبُ أَن يُعاتَبَ بِالقَوافي * وَفيها المَجدُ وَالحَسَبُ الحَسيبُ
40 وَكَم مِن آمِلٍ هَجوي لِيَحظى * بِذِكرٍ مِنهُ يَصعَدُ أَو يَصوبُ
41 فَكَيفَ بِسُيَّرٍ مُتنَخَلّاتٍ * تَجوبُ مِنَ التَنائِفِ ما تَجوبُ
42 يُنافِسُ سامِعٌ فيها أَباهُ * إِذا جَعَلَت بِسُؤدُدِهِ تُهيبُ
43 بَلَغنَ الأَرضَ لَم يَلغُبنَ فيها * وَبَعضُ الشِعرِ يُدرِكُهُ اللُغوبُ
44 فَإِلّا تُحسَبِ الحَسَناتُ مِنّا * لِصاحِبِها فَلا تُحصَ الذُنوبُ
45 أَتوبُ مِنَ الإِساءَةِ إِنْ أَلَمَّْت * وَأَعرِفُ مَن يُسيءُ وَلا يَتوبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يرثي غلاما له اسمه قيصر

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (255)،
2 - الأبيات (7-16) في صفحة (256)،
3 - الأبيات (17-25) في صفحة (257)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (258)،
5 - الأبيات (35-45) في صفحة (259)،

الرابط المختصر