1 |
أَعَرَفتَ مِن سَلمى رُسومَ دِيارِ |
* |
بِالشَطِّ بَينَ مُخَفِّقٍ وَصَحارِ |
2 |
وَكَأَنَّما أَثرُ النِعاجِ بِجَوِّها |
* |
بِمَدافِعِ الرُكنَينِ وَدعُ جَواري |
3 |
وَسَأَلتُها عَن أَهلِها فَوَجَدتُها |
* |
عَمياءَ جافِيَةً عَنِ الأَخبارِ |
4 |
وَكأَنَّ عَينَ غُرابِ أَدهَمَ داجِنٍ |
* |
مُتَعَوِّدِ الإِقبالِ وَالإِدبارِ |
5 |
تَئِقٌ يُقَسِّمُ زارِعٌ أَنهارَهُ |
* |
بِالمَرِّ يَقسِمُهُنَّ بَينَ دِبارِ |
6 |
حَتّى إِذا مالَ النَهارُ وَأَنزَفَت |
* |
عَيني الدُموعَ وَقُلتُ أَيُّ مَزارِ |
7 |
قَرَّبتُ حادِرَةَ المَناكِبِ حُرَّةً |
* |
خُلِقَت مَطِيَّةَ رِحلَةٍ وَسَفارِ |
8 |
أُجُدًا مُداخَلَةً كَأَنَّ فُروجَها |
* |
بُلقُ الموارِدَ مِن خِلالِ عَفارِ |
9 |
وَيلي بَياضَ الأَرضِ مِن أَخفافِها |
* |
سُمرُ الطِباقِ غَليظَةُ الأَصبارِ |
10 |
وَكَأَنَّما رَفَعَت يَدي نَوّاحَةً |
* |
شَمطاءَ قامَت غَيرَ ذاتِ خِمارِ |
11 |
وَكَأَنَّها لَما غَدَت سَرَوِيَّةً |
* |
مَسعودَةً بِاللَحمِ أُمَّ جِوارِ |
12 |
وَكَأَنَّما عَلِقَت وَلِيَّةَ كَورِها |
* |
وَقُتودَها بِمُصَدَّرٍ عَيّارِ |
13 |
غَرِدٍ تَرَبَّعَ في رَبيعٍ ذي نَدىً |
* |
بَينَ الصَليبِ فَصُوَّةِ الأَحفارِ |
14 |
فَرَعى بِصُوَّتِهِ ثَلاثَةَ أَشهُرٍ |
* |
وَهراقَ ماءُ البَقلِ في الأَسآرِ |
15 |
حَتّى إِذا أَخَذَ المَراغُ نَسيلَهُ |
* |
مِن مُدَّعٍ مِن خَلقِهِ وَشِوارِ |
16 |
وَرَمى أَنابيشَ الشِفا أَرساغَهُ |
* |
مِن كُلِّ ظاهِرَةٍ وَكُلِّ قَرارِ |
17 |
وَتَجَنَّبَ القُربانَ وَاختارَ الصُوى |
* |
يَعدو بِهِنَّ كَفارِسِ المِضمارِ |
18 |
ذَكَرَ العُيونَ وَعارَضَتهُ سَمحَجٌ |
* |
حَمَلَت لَهُ شَهرَينِ بَعدَ نِزارِ |
19 |
يَرضى بِصُحبَتِها إِذا بَرَزَت لَهُ |
* |
وَأَشَذَّ عَنها أَلفَ كُلِّ حِمارِ |
20 |
فَأَقالَها بِقَرارَةٍ فيها السَفا |
* |
ظَمأى وَظَلَّ كَأَنَّهُ بِإِسارِ |
21 |
وَتَفَقَّدا ماءَ القَلاتِ فَلَم يَجِد |
* |
إِلّا بَقِيَّةَ آجِنٍ أَصفارِ |
22 |
فَأَدارَها أَصلًا وَكَلَّفَ نَفسَهُ |
* |
تَقريبَ صادِقَةِ النَجاءِ نَوارِ |
23 |
يَغشى كَريهَتَها عَلى ما قَد يَرى |
* |
في نَفسِها مِن بُغضَةٍ وَفِرارِ |
24 |
تَرمي ذِراعَيهِ وَبَلدةَ نَحرِهِ |
* |
بِحَصىً يَطيرُ فَضاضُهُ وَغُبارِ |
25 |
وَتَفوتُهُ نَشزًا فَيَلحَقُ مُعجِلًا |
* |
رَبضَ اليَدَينِ كَفائِضِ الأَيسارِ |
26 |
يَعلو فُروعَ قَطاتِها مِن أُنسِهِ |
* |
بِمَلاحِلٍ كَرِحالَةِ النَجّارِ |
27 |
فَتَذَكَّرا عَينًا يَطيرُ بَعوضُها |
* |
زَرقاءَ خالِيَةً مِنَ الحَضّارِ |
28 |
طَرَقا مِنَ المَفدى طَريقًا صافِيًا |
* |
فيهِ الضَفادِعُ شائِعُ الأَنهارِ |
29 |
وَالأَزرَقُ العِجلِيُّ في ناموسِهِ |
* |
باري القِداحِ وَصانِعُ الأَوتارِ |
30 |
مِن عَيشِهِ القَتَراتُ أَحسَنَ صُنعَها |
* |
بِحَصا يَدِ القَصباءِ وَالجَبّارِ |
31 |
فَدَنَت لَهُ حَتّى إِذا ما أَمكَنَت |
* |
أَرساغُهُ مِن مُعظَمِ السَيّارِ |
32 |
وَأَحَسَّ حِسَّهُما فَيَسَّرَ قَبضَةً |
* |
صَفراءَ راشَ نَضِيَّها بِظِهارِ |
33 |
فَرَمى فَأَخطَأَها وَلَهَّفَ أُمَّهُ |
* |
وَلِكُلِّ ما وَقِيَ المَنِيَّةَ صاري |
34 |
فَتَوَلَّيا يَتَنازَعانِ بِساطِعٍ |
* |
مُتَقَطِّعٍ كَمَلاءَةِ الأَنبارِ |
35 |
يَتَعاوَرانِ الشَوطَ حَتّى أَصبَحا |
* |
بِالجَزعِ بَينَ مُثَقِّبٍ وَمَطارِ |
36 |
فَبِتِلكَ أُفضي الهَمَّ إِذ وَهَمَت بِهِ |
* |
نَفسي وَلَستُ ناءَ عِوارِ |
37 |
وَقَبيلَةٍ جُنُبٍ إِذا لاقَيتُهُمْ |
* |
نَظَروا إِلَيَّ بِأَوجُهٍ أَنكارِ |
38 |
حَيَّيتُ بَعضَهُمُ لِأُرجِعَ وُدَّهُمْ |
* |
بِخَلائِقٍ مَعروفَةٍ وَجِوارِ |
39 |
وَالجارُ أومِنَ سَرحُهُ وَمَحَلُّهُ |
* |
حَتّى يُبينَ لِنِيَّةِ المُختارِ |
40 |
فَلَئِن رَأَيتَ الشيبَ خَوَّصَ لُمَّتي |
* |
مِن طولِ لَيلٍ كائِبٍ وَنَهارِ |
41 |
إِنّي لَتَرزَؤُني النَوائِبُ في الغِنى |
* |
وَأَعِفُّ عِندَ مَشَحَّةِ الإِقتارِ |
42 |
فَجَزى الإِلَهُ سُراةَ قَومي نُصرَةً |
* |
وَسَقاهُمُ بِمَشارِبِ الأَبرارِ |
43 |
قَومٌ إِذا خافوا عِثارَ أَخيهِمُ |
* |
لا يُسلِمونَ أَخاهُمُ لِعِثارِ |
44 |
أَمثالُ عَلقَمَةَ بنِ هوذَةَ إِذ سَعى |
* |
يَخشى عَلَيَّ مَتالِفَ الأَمصارِ |
45 |
أَثنَوا عَلَيَّ فَأَحسَنوا فَتَرافَدوا |
* |
لي بِالمَخاضِ البَزلِ وَالأَبكارِ |
46 |
وَالشَولُ يَتبَعُها بَناتُ لَبونِها |
* |
شُرُقًا حَناجِرُها مِنَ الجَرجارِ |
47 |
حَتّى تَأَوّى حَولَ بَيتي هَجمَةً |
* |
أَبكارُها كَنَواعِمِ الجُبّارِ |
48 |
وَكَأَن خِلفَتَها عَطيفَةُ شَوحَطٍ |
* |
عَطلٍ بَراها مِن خُزاعَةَ باري |
49 |
وَبَغى بِها ماءَ النِطافِ فَلَم يَجِد |
* |
ماءً بِتَنهِيَةٍ وَلا بِعِمارِ |