الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مَن قائِلٌ لِلزَمانُِ ما أَرَبُهْ * في خُلُقٍ مِنهُ قَد خَلا عَجَبُهْ
2 يُعطى امرُؤٌ حَظَّهُ بِلا سَبَبٍ * وَيُحرَمُ الحَظَّ مُحصَدٌ سَبَبُهْ
3 نَجهَلُ نَفعَ الدُنيا فَنَدفَعُهُ * وَقَد نَرى ضَرَّها فَنَجتَلبُهْ
4 لا يَيأَسَ المَرءُ أَن يُنَجِّيَهُ * ما يَحسِبُ الناسُ أَنَّهُ عَطَبُهْ
5 يَسُرُّكَ الشَيءُ قَد يَسوءُ وَكَم * نَوَّهَ يَومًا بِخامِلٍ لَقَبُهْ
6 رَأَيتُ خَيرَ الأَيّامِ قَلَّ فَعِنـ * ـدَ اللَهِ أُخرى الأَيّامِ أَحتَسِبُهْ
7 وَاستُؤنِفَ الظُلمُ في الصَديقِ فَهَل * حُرٌّ يَبيعُ الإِنصافُ أَو يَهِبُهْ
8 عِندي مُمِضٌّ مِنَ الهَناءِ إِذا * عِرّيضُ قَومٍ أَحَكَّهُ جَرَبُهْ
9 وَلي مِنَ اثنَينِ واحِدٌ أَبَدًا * عِرضُ عَزيزِ الرِجالِ أَو سَلَبُهْ
10 وَخَيرُ ما اختَرتُ أَو تُخُيِّرَ لي * رِضا شَريفٍ يَسوؤُني غَضَبُهْ
11 وَصاحِبٍ ذاهِبٍ بِخُلَّتِهِ * وَلّى بِها وَانثَنَيتُ أَطَّلِبُهْ
12 يُرصِدُ لي إِن وَصَلتُهُ مَلَلَ الـ * ـجافي وَأَشتاقُ حينَ أَجتَنِبُهْ
13 فَلَستُ أَدري أَبُعدُ شُقَّتِهِ * أَشَقُّ رُزءًا عَلَيَّ أَم صَقَبُهْ
14 تارَكتُهُ ناصِرًا هَواهُ عَلى * هَوايَ فيهِ حَتّى انقَضى أَرَبُهْ
15 هَجَرَ أَخي لَوعَةٍ يُري جَلَدًا * وَهُوَ مَريضُ الحَشا لَها وَصَبُهْ
16 فاضَلَ بَينَ الأَخَوانِ عُسري وَعَن * ظَلماءِ لَيلٍ تَفاضَلَت شُهُبُهْ
17 وَعُدَّتي لِلهُمومِ إِن طَرَقَت * تَوخيدُ ذاكَ المَطِيِّ أَو خَبَبُهْ
18 ساقَت بِنا نَكبَةُ مُذَمَّمَةٌ * فينا وَدَهرٌ رَخيصَةٌ نُوَبُهْ
19 فَهَل لِضَيفِ العِراقِ مِن صَفَدٍ * عِندَ عَميدِ العِراقِ يَرتَقِبُهْ
20 وَمُستَسِرّينَ في الخُمولِ بَلَو * ناهُم فَذَمَّ الحَرامَ مُكتَسِبُهْ
21 كانوا كَشَوكِ القَتادِ يَسخَطُ را * عيهِ وَيَأبى رِضاهُ مُحتَطِبُهْ
22 لا أَحفِلُ المَرءَ أَو تُقَدِّمُهُ * شَتّى خِصالٍ أَشَفُّها أَدَبُهْ
23 وَلَستُ أَعتَدُّ لِلفَتى حَسَبًا * حَتّى يُرى في فِعالِهِ حَسَبُهْ
24 مِثلُ إِبنِ بِسطامٍ الَّذي شَرُفَتْ * أَبداؤُهُ ثُمَّ تُمِّمَت عُقَبُهْ
25 ما دارَ لِلمَكرُماتِ مِن فَلَكٍ * إِلّا وَزاكى فَعالِهِ قُطُبُهْ
26 يَنقادُ طَوعًا لَهُ إِذا حَشَدَت * عَلَيهِ تِلكَ الأَشباهُ تَجتَذِبُهْ
27 تَنافَسَ الناسُ فيهِ أَسعَدَهُمْ * عِندَهُمْ مَن يَخُصُّهُ نَسَبُهْ
28 يُبهِجُ عُجمَ البِلادِ فَوزُهُمُ * بِهِ وَتَأسى لِفَوتِهِ عَرَبُهْ
29 مَن يَتَصَرَّع في إِثرِ مَكرُمَةٍ * فَدَأبُهُ في ابتِغائِها دَأَبُهْ
30 كَم راحَ طَلقًا وَراحَ تالِدُهُ * مَطِيَّةً لِلحُقوقِ تَعتَقِبُهْ
31 تُحسَبُ في وَفرِهِ يَداهُ يَدَي * عَدُوِّهِ أَو لِغَيرِهِ نَشَبُهْ
32 مالٌ إِذا الحَمدُ عيضَ مِنهُ غَدا * مُنهُبهُ غانِمًا وَمُنتَهِبُهْ
33 وَبَينَما المُشكِلاتُ رائِدَةٌ * مُيَسَّرًا لِلصَوابِ يَقتَضِبُهْ
34 تيحُ لَها وادِعًا تَمَهُّلُهُ * في مُرهِقِ الأَمرِ واسِعًا لَبَبُهْ
35 كَأَنَّ إِسراعَهُ تَرَسُّلُهُ * قَرارَ جَأشٍ أَو جِدَّهُ لَعِبُهْ
36 دَنّى الأَقاصي إِبساسُ مُتَّئِدٍ * يَستَنزِلُ الدَرَّ ثُمَّ يَحتَلِبُهْ
37 يُغني غِناءَ الجُيوشِ في طَلَبِ الـ * ـفَيءِ إِذا ما تَناصَرَت كُتُبُهْ
38 ظَلَّ وَظَلَّ العُمّالُ حَيثُ هُمُ * حاضِرَ ما دَبَّروا وَهُم غَيَبُهْ
39 مُراهِقٌ رَأسَ أَمرِهِ وَأَخو العَجـ * ـزِ يَليهِ مِن أَمرِهِ ذَنَبُهْ
40 فَلَيسَ يَعرو خَطبٌ يُرادُ بِهِ السُلـ * ـطانَ إِلّا مَأخوذَةٌ أُهَبُهْ
41 أَقلامُ كُتّابِهِ مُوَجَّهَةٌ * لِلرَأيِ يَختارُهُ وَيَنتَخِبُهْ
42 يَحمِلُ عَنهُم ما لا يَفونَ بِهِ * كافي كُفاةٍ يُريحُهُم تَعَبُهْ
43 مُنتَظَرٌ إِذنُهُ وَإِن سَئِمَتْ * نَفسُ أَبِيٍّ وَطالَ مُرتَقَبُهْ
44 إِذا بَدا لِلعُيونِ حَوَّلَها * ساطِعَ بِشرِ يَروقُها لَهَبُهْ
45 وَإِن أَتى دونَهُ الحِجابُ فَلَن * تَستُرَ عَنهُم آلاءَهُ حُجُبُهْ
46 يَهتالُهُ المَجدُ مِن جَوانِبِهِ * كَالماءِ يَهتالُ عَفوَهُ صَبَبُهْ
47 إِن قالَ أَو قُلتُ لَم يُخَف كَذِبي * في حِفظِ أُكرومَةٍ وَلا كَذِبُهْ
48 أَو استَبَقنا المَجازِياتِ فَلَن * يَذهَبَ شِعري لَغوًا وَلا ذَهَبُهْ
49 يَتبَعُ تَأميلَهُ الثَراءُ كَما * أَتبَعُ غُزرًا مِن ديمَةٍ عُشُبُهْ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا العباس بن بسطام

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (277)،
2 - الأبيات (7-19) في صفحة (278)،
3 - الأبيات (20-30) في صفحة (279)،
4 - الأبيات (31-43) في صفحة (280)،
5 - الأبيات (44-49) في صفحة (281)،

الرابط المختصر