الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 إِمّا أَلَمَّ فَبَعدَ فَرطِ تَجَنُّبِ * أَو آبَهُ هَمٌّ فَمِن مُتَأَوِّبِ
2 هَجَرَ المَنازِلَ بُرهَةً حَتّى انبَرَتْ * تَثني عَزيمَتَهُ مَنازِلُ زَينَبِ
3 وَهوَ الخَلِيُّ وَإِنْ أُعيرَ صَبابَةً * حَتّى يُطالِعَ مَشرِقًا مِن مَغرِبِ
4 إِنَّ الفِراقَ جَلا لَنا عَن غادَةٍ * بَيضاءَ تَجلو عَن شَتيتٍ أَشنَبِ
5 أَلوَت بِمَوعِدِها القَديمِ وَآيَسَت * مِنهُ بِلَيِّ بَنانَةٍ لَم تُخضَبِ
6 وَأَرى عُهودَ الغانِياتِ صُبابَتي * آلٍ جَرى وَوَميضَ بَرقٍ خُلَّبِ
7 فَعَلامَ فَيضُ مَدامِعٍ تَدِقُ الجَوى * وَعَذابُ قَلبٍ بِالحِسانِ مُعَذَّبِ
8 وَسُهادُ عَينٍ مايَزالُ يَروقُها * أَجيادُ سِربٍ أَو نَواظِرُ رَبرَبِ
9 جُزتُ البَخيلَ وَقَد عَثَرْتُ بِمَنعِهِ * صَفحًا وَقُلتُ رَمِيَّةٌ لَم تُكثِبِ
10 وَعَذَرتُ سَيفي في نُبُوِّ غِرارِهِ * أَنّي ضَرَبتُ فَلَم أَقَع بِالمَضرَبِ
11 كَم مَشرِقِيٍّ قَد نَقَلتُ نَوالَهُ * فَجَعَلتُهُ لي عُدَّةً بِالمَغرِبِ
12 وَأَحَبُّ آفاقِ البِلادِ إِلى الفَتى * أَرضٌ يَنالُ بِها كَريمَ المَطلَبِ
13 وَلَدى بَني يَزدادَ حَيثُ لَقيتُهُمْ * كَرَمٌ كَغادِيَةِ السَحابِ الصَيِّبِ
14 فَإِذا لَقَيتَهُمُ فَمَوكِبُ أَنجُمٍ * زُهرٍ وَعَبدُ اللَهِ بَدرُ المَوكِبِ
15 قاسي الضَميرِ عَلى التِلادِ كَأَنَّما * يَغدو عَلى تَفريقِ مالٍ مُذنِبِ
16 حاطَ الخِلافَةَ ناصِرًا وَمُدَبِّرا * بِوَفاءِ مُجتَهِدٍ وَحَزمِ مُجَرِّبِ
17 وَلَوَ انَّهُم نَدَبوهُ لِلأُخرى إِذن * دُفِعَ اللِواءُ إِلى الشُجاعِ المِحرَبِ
18 أَفديكَ مِن عَتَبِ الصَديقِ فَإِنَّهُ * لَأَشَدُّ مِن كَيدِ العَدُوِّ المُجلِبِ
19 لاقَيتُ جودَكَ بِالسَماعِ وَدونَنا * شُغلُ المَهاري مِن فَضاءٍ سَبسَبِ
20 وَرَأَيتُ بِشرَكَ وَالتَنائِفُ دونَهُ * وَاللَيلُ يَكشِفُ غَيهَبًا عَن غَيهَبِ
21 وَتَبَسُّماتِكَ لِلعَطاءِ كَأَنَّها * زَهرُ الرَبيعِ خِلالَ رَوضٍ مَعشِبِ
22 هَل أَنتَ مُبلِغِيَ الَّتي أَغدو لَها * بِمُقَلِّصِ السِربالِ أَحمَرَ مُذهَبِ
23 لَو يوقَدُ المِصباحُ مِنهُ لَسامَحَتْ * بِضِيائِهِ شِيَةٌ كَضَوءِ الكَوكَبِ
24 إِمّا أَغَرُّ تَشُقُّ غُرَّتُهُ الدُجى * أَو أَرثَمٌ كَالضاحِكِ المُستَغرِبِ
25 مُتَقارِبُ الأَقطارِ يَملَأُ حُسنُهُ * لَحَظاتِ عَينُ الناظِرِ المُتَعَجِّبِ
26 وَأَجَلُّ سَيبِكَ أَن تَكونَ قَناعَتي * مِنهُ بِأَشقَرَ ساطِعٍ أَو أَشهَبِ
27 وَإِذا التَقى شِعري وَجودُكَ يَسَّرا * نَيلَ الجَزيلِ وَثَنَّيا بِالمَركَبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا صالح يزداد

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (282)،
2 - الأبيات (6-14) في صفحة (283)،
3 - الأبيات (15-27) في صفحة (284)،

الرابط المختصر