الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 قَد كانَ طَيفُكَ مَرَّةً يُغرى بي * يَعتادُ رَكبي طارِقًا وَرِكابي
2 فَالآنَ ما يَزدارُ غَيرَ مَغَبَّةٍ * وَمِنَ الصُدودِ زِيارَةُ الإِغبابِ
3 جِئنا نُحَيّي مِن أُثَيلَةَ مَنزِلًا * جُدُدًا مَعالِمُهُ بِذي الأَنصابِ
4 أَدّى إِلَيَّ العَهدَ مِن عِرفانِهِ * حَتّى لَكادَ يَرُدُّ رَجعَ جَوابي
5 سَدِكَ النِساءُ بِنا مَلامَةَ عانِسٍ * نُلحى عَلى غَزَلٍ وَصَدِّ كَعابِ
6 مازالَ صَرفُ الدَهرِ يوكِسُ صَفقَتي * حَتّى رَهَنتُ عَلى المَشيبِ شَبابي
7 أَفَحَظُّ نَفسي ظَلتُ أُنقِصُ أَم عَلى * نَفسي غَداتَئِذٍ غَدَوتُ أُحابي
8 وَعَذَلتَني أَن أَدرَكَتني صَبوَةٌ * خَلَصَت إِلى داوُدَ في المِحرابِ
9 وَمُلَوَّمٍ في الحُبِّ قُلتُ وَأَرسَلَت * عَيناهُ واكِفَ أَدمُعٍ أَسرابِ
10 لَو كُنتَ تُؤثِرُ بِالصَبابَةِ أَهلَها * لَتَرَكتَ ما بِكَ مِن جَواكَ لِما بي
11 مَن مُخبِري بِابنِ المُدَبِّرِ وَالوَغى * تُزجي أَواخِرَ قَسطَلٍ مُنجابِ
12 غَضبانُ تُجلى عَن وَقائِعِ سَيفِهِ * عَكَراتُ حُمسٍ في الحَديدِ غِضابِ
13 خِرقٌ تَغَيَّبَ ناصِروهُ وَأُحضِرَت * أَعداؤُهُ وَاليَومُ يَومُ غِلابِ
14 آساهُ نَصلُ السَيفِ لاصَدرُ الفَتى * حَرِجًا وَلا صَدرُ الحُسامِ بِنابِ
15 لَو أَنَّهُ استامَ النَجاةَ لِنَفسِهِ * وَجَدَ النَجاةَ رَخيصَةَ الأَسبابِ
16 لَو أَسعَدَتهُ خَيلُهُ لَتَتابَعَت * آلافُ قَتلى بَذَّةُ الأَسلابِ
17 إِنَّ المُشَيِّعَ لا يُبيرُ عَدُوَّهُ * حَتّى يَكونَ مُشَيَّعَ الأَصحابِ
18 نَصَبَت جَبينَكَ لِلسُيوفِ حَفيظَةٌ * جَرَّت عَلَيكَ نَفاسَةَ الهُرّابِ
19 وَأَبَيتَ إِعطاءَ الدَنِيَّةِ دونَهُمْ * إِنَّ الأَبِيَّ لِأَن يُعَيَّرَ آبِ
20 وَمُبينَةٍ شَهَرَ المُنازِلُ وَسمَها * وَالخَيلُ تَكبو في العَجاجِ الكابي
21 كانَت بِوَجهِكَ دونَ عِرضِكَ إِذ رَأَوا * أَنَّ الوُجوهَ تُصانُ بِالأَحسابِ
22 وَلَئِن أُسِرتَ فَما الإِسارُ عَلى امرِئٍ * نَصَرَ الإِسارَ عَلى الفَرارِ بِعابِ
23 لَو كانَ غَيرُكَ كانَ مُنخَزِلَ القُوى * عَمّا مَضى بِكَ ضَيِّقَ التِلبابِ
24 نامَ المُضَلَّلُ عَن سُراكَ وَلَم يَخَف * سِنَةَ الرَقيبِ وَنَشوَةَ البَوّابِ
25 وَرَأى بِأَنَّ البابَ مَذهَبُكَ الَّذي * يُخشى وَهَمُّكَ كانَ غَيرَ البابِ
26 فَرَكَبتَها هَولًا مَتى تُخبِر بِها * يَقُلِ الجَبانُ أَتَيتَ غَيرَ صَوابِ
27 ما راعَهُم إِلّا امتِراقُكَ مُصلِتًا * مِن مِثلِ بُردِ الأَرقَمِ المُنسابِ
28 تَحمي أُغَيلِمَةً وَطائِشَةَ الخُطى * تَصِلُ التَلَفُّتَ خَشيَةَ الطُلّابِ
29 تَرتاعُ مِن وَهَلٍ وَتَأنَسُ أَن تَرى * قَمَرًا يَنوءُ بِباتِكٍ قَضّابِ
30 شَهِدَتهُ يَومَ الهِندُوانَ وَلَم تَكُن * لِتَبيعَهُ بِاليَومِ في دولابِ
31 وَرَأَت جِلادَ مُحَبَّبٍ لَم تُخزِهِ * يَومًا مَواقِفُهُ لَدى الأَحبابِ
32 قَد كانَ يَومُ نَدى بِطَولِكَ راهِنٌ * حَتّى أَضَفتَ إِلَيهِ يَومَ ضِرابِ
33 ذِكرٌ مِنَ البَأسِ استَعَرتَ إِلى الَّذي * أُعطيتَ في الأَخلاقِ وَالآدابِ
34 وَجَديدُ شُغلٍ لِلقَوافِيَ زائِدٌ * فيما ابتَغَيتَ لَها مِنَ الإِسهابِ
35 وَفَريضَةٌ أَنتَ استَنَنتَ بَديئَها * لَولاكَ ماكُتِبَت عَلى الكُتّابِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح إبراهيم بن المدبر، ويذكر أسر الزنج إياه وقد هرب من يد الدعي:

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (289)،
2 - الأبيات (4-14) في صفحة (290)،
3 - الأبيات (15-23) في صفحة (291)،
4- الأبيات (24-31) في صفحة (292)،
5 - الأبيات (32-35) في صفحة (293)،

الرابط المختصر