الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَرُسومُ دارٍ أَم سُطورُ كِتابِ * دَرَسَت بَشاشَتُها مَعَ الأَحقابِ
2 يَجتازُ زائِرُها بِغَيرِ لُبانَةٍ * وَيُرَدُّ سائِلُها بِغَيرِ جَوابِ
3 وَلَرُبَّما كانَ الزَمانُ مُحَبَّبًا * فينا بِمَن فيهِ مِنَ الأَحبابِ
4 أَيّامَ رَوضِ العَيشِ أَخضَرُ وَالهَوى * تِربٌ لِأُدمِ ظِبائِها الأَترابِ
5 بيضٌ كَواعِبُ يَشتَبِهنَ غَرارَةً * وَيَبِنَّ عَن نَشوى الجُفونِ كَعابِ
6 تَرنو فَتَنقَلِبُ القُلوبُ لِلَحظِها * مَرضى السُلُوِّ صَحائِحَ الأَوصابِ
7 رَفَعَت مِنَ السِجفِ المُنيفِ وَسَلَّمَت * بِأَنامِلٍ فيهِنَّ دَرسُ خِضابِ
8 وَتَعَجَّبَت مِن لَوعَتي فَتَبَسَّمَت * عَن واضِحاتٍ لَو لُثِمنَ عِذابِ
9 لَو تُسعِفينَ وَماسَأَلتُ مَشَقَّةً * لَعَدَلتِ حَرَّ هَوىً بِبَردِ رُضابِ
10 وَلَئِن شَكَوتُ ظَمايَ إِنَّكِ لِلَّتي * قِدمًا جَعَلتِ مِنَ السَرابِ شَرابي
11 وَعَتَبتِ مِن حُبّيكِ حَتّى إِنَّني * أَخشى مَلامَكِ أَن أَبُثَّكِ مابي
12 وَلَقَد عَلِمتُ وَلِلمُحِبِّ جَهالَةٌ * أَنَّ الصِبا بَعدَ المَشيبِ تَصابِ
13 وَأَما لَوَ انَّ الغَدرَ يَجمُلُ في الهَوى * لَسَلَوتُ عَنكِ وَفِيَّ بَعضُ شَبابي
14 لاتَغلُ في شَمسِ بنِ أَكلُبَ إِنَّها * ظُفري فَرَيتُ بِها العَدُوَّ وَنابي
15 وَدَعِ الخُطوبَ فَإِنَّهُ يَكفيكَها * مِن حَيثُ واجَهَها أَبو الخَطّابِ
16 خِرقٌ إِذا بَلَغَ الزَمانُ فِناءَهُ * نَكَصَت عَواقِبُهُ عَلى الأَعقابِ
17 نَصَرَ السَماحَ عَلى التِلادِ وَلَم يَقِف * دونَ المَكارِمِ وَقفَةَ المُرتابِ
18 لَيسَ السَحابُ بِبالِغٍ فيهِ الرِضا * فَأَقولَ إِنَّ نَداهُ صَوبُ سَحابِ
19 وَلَئِن طَلَبتُ شَبيهَهُ إِنّي إِذن * لَمُكَلِّفٌ طَلَبَ المُحالِ رِكابي
20 صاحَبتُ مِنهُ خَلائِقًا لَم تَدنُ مِن * ذَمٍّ وَكُنتُ مُهَذَّبَ الأَصحابِ
21 وَاختَرتُهُ عَضبَ المَهَزِّ وَلَم أَكُن * أَتَقَلَّدُ السَيفَ الكَهامَ النابي
22 وُصِلَت بَنو عِمرانَ يَومَ فَخارِهِ * بِمَناقِبٍ طائِيَّةِ الأَنسابِ
23 قَومٌ يَضيمونَ الجِبالَ وَقَد رَسَت * أَعلامُها بِرَجاحَةَ الأَلبابِ
24 سَحَبوا حَواشي الأَتحَمِيِّ وَإِنَّما * وَشيُ البُرودِ عَلى أُسودِ الغابِ
25 نَزَلوا مِنَ الجَبَلَينِ حَيثُ تَعَلَّقَت * غُرُّ السَحائِبِ مِن رُبًا وَهِضابِ
26 مُتَمَسِّكينَ بِأَوَّلِيَّةِ سُؤدُدٍ * وَبِمَنصِبٍ في أَسوَدانَ لُبابِ
27 يَستَحدِثونَ مَكارِمًا قَد أَحسَروا * فيها نُفوسَهُمُ مِنَ الإِتعابِ
28 وَكَأَنَّما سَبَقوا إِلى قِدَمِ العُلا * في القُربِ أَو غَلَبوا عَلى الأَحسابِ
29 أَلقَوا إِلى الحَسَنِ الأُمورَ وَأَصحَبوا * لِمُباعِدٍ عِندَ الدَنِيَّةِ آبِ
30 يَغدو وَأُبَّهَةُ المُلوكِ تُريكَهُ * مُستَعلِيًا وَجَلالَةُ الكُتّابِ
31 فاتَ الرِجالَ وَفي الرِجالِ تَفاوُتٌ * بِخَصائِصِ الأَخلاقِ وَالآدابِ
32 فَكَأَنَّما البَحرُ استَجاشَ يَمينَهُ * فَقَضى بِها أَرَبًا مِنَ الآرابِ
33 وَالمَكرُماتِ مَواهِبٌ مَمنوعَةٌ * إِلّا مِنَ المُتَكَرِّمِ الوَهّابِ
34 بِكَ يا أَبا الخَطابِ أَسهَلَ مَطلَبي * وَأَضاءَ في ظُلَمِ الخُطوبِ شِهابي
35 وَلَئِن تَوَلَّتني يَداكَ بِنائِلٍ * جَزلٍ وَأَمرَعَ مِن نَداكَ جَنابي
36 فَأَنا ابنُ عَمِّكَ وَالمَوَدَّةُ بَينَنا * ثُمَّ القَوافي سائِرُ الأَنسابِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا الخطاب الطائي:

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (294)،
2 - الأبيات (8-19) في صفحة (295)،
3 - الأبيات (20-31) في صفحة (296)،
4 - الأبيات (32-36) في صفحة (297)،

الرابط المختصر