الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ * بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ
2 تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلِيُّها * وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ
3 مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها * عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ
4 إِذا غابَ عَنها البَعلُ لَم تُفشِ سِرَّهُ * وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حينَ يَؤوبُ
5 فَلا تَعدِلي بَيني وَبَينَ مُغَمَّرٍ * سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيثُ تَصوبُ
6 سَقاكِ يَمانٍ ذو حَبِيٍّ وَعارِضٍ * تَروحُ بِهِ جُنحَ العَشِيِّ جُنوبُ
7 وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً * يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ
8 فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني * بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ
9 إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ أَو قَلَّ مالُهُ * فَلَيسَ لَهُ مِن وُدِّهِنَّ نَصيبُ
10 يُرِدنَ ثَراءَ المالِ حَيثُ عَلِمنَهُ * وَشَرخُ الشَبابِ عِندَهُنَّ عَجيبُ
11 فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ * كَهَمِّكَ فيها بِالرِدافِ خَبيبُ
12 وَناجِيَةٍ أَفنى رَكيبَ ضُلوعِها * وَحارِكَها تَهَجَّرٌ فَدُؤوبُ
13 وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّها * مُوَلَّعَةً تَخشى القَنيصَ شَبوبُ
14 تَعَفَّقَ بِالأَرطى لَها وَأَرادَها * رِجالٌ فَبَذَّت نَبلَهُمْ وَكَليبُ
15 إِلى الحارِثِ الوَهّابِ أَعمَلتُ ناقَتي * لِكَلكَلِها وَالقُصرَيَينَ وَجيبُ
16 لِتُبلِغَني دارَ امرِئٍ كانَ نائِيًا * فَقَد قَرَّبَتني مِن نَداكَ قَروبُ
17 إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ وَجيفُها * بِمُشتَبِهاتٍ هَولُهُنَّ مَهيبُ
18 تَتَبَّعُ أَفياءَ الظِلالِ عَشِيَّةً * عَلى طُرُقٍ كَأَنَّهُنَّ سُبوبُ
19 هَداني إِلَيكَ الفَرقَدانِ وَلاحِبٌ * لَهُ فَوقَ أَصواءِ المِتانِ عُلوبُ
20 بِها جِيَفُ الحَسرى فَأَمّا عِظامُها * فَبيضٌ وَأَمّا جِلدُها فَصَليبُ
21 فَأَورَدتُها ماءً كَأَنَّ جِمامَهُ * مِنَ الأَجنِ حِنّاءٌ مَعًا وَصَبيبُ
22 تُرادَ عَلى دِمْنِ الحِياضِ فَإِن تَعُفْ * فَإِنَّ المُنَدّى رِحلَةٌ فَرُكوبُ
23 وَأَنتَ امرُؤٌ أَفضَت إِلَيكَ أَمانَتي * وَقَبلَكَ رَبَّتني فَضِعتُ رُبوبُ
24 فَأَدَّت بَنو عَوفِ بنِ كَعبٍ رَبيبَها * وَغودِرَ في بَعضِ الجُنودِ رَبيبُ
25 فَوَاللهِ لَولا فارِسُ الجَونِ مِنهُمُ * لَآبوا خَزايا وَالإِيابُ حَبيبُ
26 تُقَدِّمُهُ حَتّى تَغيبَ حُجولُهُ * وَأَنتَ لِبَيضِ الدارِعينَ ضَروبُ
27 مُظاهِرُ سِربَالَي حَديدٌ عَلَيهِما * عَقيلا سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرَسُوبُ
28 فَجالَدتَهُمْ حَتّى اتَّقوكَ بِكَبشِهِمْ * وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ غُروبُ
29 وَقاتَلَ مِن غَسّانَ أَهلُ حِفاظِها * وَهِنبٌ وَقاسٌ جالَدَت وَشَبيبُ
30 تَخَشخَشُ أَبدانُ الحَديدِ عَلَيهِمُ * كَما خَشخَشَت يَبسَ الحَصادِ جَنوبُ
31 تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها * وَأَنتَ بِها يَومَ اللِقاءِ تَطيبُ
32 كَأَنَّ رِجالَ الأَوسِ تَحتَ لَبانِهِ * وَما جَمَعَت جَلٌّ مَعًا وَعَتيبُ
33 رَغا فَوقَهُم سَقبُ السَماءِ فَداحِصٌ * بِشَكَّتِهِ لَم يُستَلَب وَسَليبُ
34 كَأَنَّهُمُ صابَت عَلَيهِمْ سَحابَةٌ * صَواعِقُها لِطَيرِهُنَّ دَبيبُ
35 فَلَم تَنجُ إِلّا شَطْبَةٌ بِلِجامِها * وَإِلّا طِمِرٌّ كَالقَناةِ نَجيبُ
36 وَإِلّا كَمِيٌّ ذو حِفاظٍ كَأَنَّهُ * بِما ابتَلَّ مِن حَدِّ الظُباتِ خَضيبُ
37 وَفي كُلِّ حَيٍّ قَد خَبَطتَ بِنِعمَةٍ * فَحُقَّ لِشَأسٍ مِن نَداكَ ذَنوبُ
38 وَما مِثلُهُ في الناسِ إِلّا قَبيلُهُ * مُساوٍ وَلا دانٍ لَذاكَ قَريبُ
39 فلَا تُحرِمَنّي نائِلًا عَن جَنابَةٍ * فَإِنّي امرُؤٌ وَسطَ القِبابِ غَريبُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

يمدح الحارث بن جبلة بن أبي شمر الغساني، وكان أسر أخاه شأسًا فرحل إليه يطلب فكه:

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (33)،
2 - البيتان (5-6) في صفحة (34)،
3 - البيتان (7-8) في صفحة (35)،
4 - البيتان (9-10) في صفحة (36)،
5 - البيتان (11-12) في صفحة (37)،
6 -البيتان (13-14) في صفحة (38)،
7 - البيتان (15-16) في صفحة (39)،
8 - الأبيات (17-20) في صفحة (40)،
9 - البيتان (21-22) في صفحة (41)،
10 - الأبيات (23-26) في صفحة (42)،
11 - البيتان (27-28) في صفحة (43)،
12 - البيتان (29-30) في صفحة (44)،
13 - الأبيات (31-34) في صفحة (45)،
14 - البيتان (35-36) في صفحة (46)،
15 - الأبيات (37-39) في صفحة (47)،

الرابط المختصر