1 |
وَراءَكَ عَنّي يا عَذولَ الأَشايِبِ |
* |
بِكُلفَةِ عَذلٍ بَعدَ شَيبِ الذَوائِبِ |
2 |
أَلَم تَعلَمي أَن لَيسَ في الأَرضِ مَرأَةٌ |
* |
تَقومُ عَلى حَدِّ اعتِدالِ المَذاهِبِ |
3 |
أَعاذِلَ ما نَيلي مَكانَ الكَواكِبِ |
* |
بِأَبعَدَ عِندي مِن وِصالِ الكَواعِبِ |
4 |
وَعَذلُكِ عِندي مِثلُ عُذرٍ فَأَقصِري |
* |
وَلَومُ القَعودِ الفَحلَ إِحدى العَجائِبِ |
5 |
أَلَستِ إِذا مُيِّزتِ نَفسًا وَعُنصُرًا |
* |
مِنَ الواعِداتِ المُخلِفاتِ الكَواذِبِ |
6 |
فَلَيسَ لِمِثلي لَومُ مِثلِكِ جائِزًا |
* |
لَقَد ساءَ مَسموعًا خِطابُ المُخاطِبِ |
7 |
تَرَكتُ الصِبا وَالغَيَّ قَبلَ مَداهُما |
* |
وَتَركُهُما إِيّايَ بَينَ النَوائِبِ |
8 |
عَلى حِفظِ عَهدِ الحُبِّ في كُلِّ مَوطِنٍ |
* |
يُنَسّي المُحِبّينَ ادِّكارَ الحَبائِبِ |
9 |
فَيا أَيُّها الخِلُّ الَّذي لَيسَ تارِكي |
* |
وَمَكروهَ دَهري مِن صُدودِ المُجانِبِ |
10 |
فَما أَبصَرَ الدُنيا بِعَينِ دُنوِّهِ |
* |
وَلا وِزرَ فيها لِلمُحِبِّ المُصاقِبِ |
11 |
ظَلَمتُكَ إِن شَبَّهتُكَ البَدرَ طالِعًا |
* |
وَبِالشَمسِ يَومُ الدَجنِ بَينَ سَحائِبِ |
12 |
لِأَنَّ لِكُلٍّ مِنهُما وَقتَ غَيبَةٍ |
* |
وَأَنَّكَ لا غُيِّبتَ لَستَ بِغائِبِ |
13 |
وَأَنَّ بِوَجهِ البَدرِ مَحوًا وَلَطخَةً |
* |
وَوَجهَكَ ما فيهِ مَعابٌ لِعائِبِ |
14 |
وَأَنَّكَ إِن قيسَت مَحاسِنُ جَمَّةٌ |
* |
إِلَيكَ تَناهَت أَتعَبَت كُلَّ حاسِبِ |
15 |
وَلَستُ بِناسٍ عَيشَنا وَاغتِباطَنا |
* |
بِعِزِّ شَبابٍ لِلحَوادِثِ غالِبِ |
16 |
وَإِدراكَنا في ظِلِّهِ كُلَّ بُغيَةِ |
* |
مِنَ العَيشِ فاقَت سامِياتِ المَطالِبِ |
17 |
فَمِنها إِذا ما الجِدُّ كانَ أَوانُهُ |
* |
بُلوغُ المَعالي الطَيِّباتِ المَكاسِبِ |
18 |
وَمِنها إِذا ما الهَزلُ حانَت هَناتُهُ |
* |
مُنى النَفسِ في سِترٍ عَنِ الفُحشِ حاجِبِ |
19 |
كُؤوسٌ مِنَ الصَهباءِ تَأبى اجتِماعَها |
* |
إِذا انتُشِحَت الهَمَّ في صَدرِ شارِبِ |
20 |
جَمَعنا وَأَطيارُ الصَباحِ نَواطِقٌ |
* |
لَنا وَلَها بَينَ الذُرى وَالحَواجِبِ |
21 |
فَكُلِّ سُرورٍ بِالغِناءِ وَبِالغِنى |
* |
وَبِالفَضلِ وَالجَدوى عَلى كُلِّ راغِبِ |
22 |
أَعاذِلَ إِنَّ اللَومَ مِنكَ غَضاضَةٌ |
* |
عَلَيَّ وَإِنّي لائِمٌ كُلَّ جانِبِ |
23 |
عَرَفتُ زَماني فَاعتَذَرتُ لِحَربِهِ |
* |
وَلَمّا أَضَعْ عَنّي ثِيابَ المُحارِبِ |
24 |
وَجَرَّبتُ حَتّى ما أَرى الدَهرَ مُغرِبًا |
* |
عَلَيَّ بِصَرفٍ لَم يَكُن في تَجارِبي |
25 |
وَما غَرَّني حُسنُ المَبادي لِأَنَّهُ |
* |
مِنَ الدَهرِ مَحتومٌ بِسوءِ العَواقِبِ |
26 |
وَلَو لَم يَكُن إِلّا تَوَقَّعَ هابِطٍ |
* |
إِذن لَكَفاني مُنكَراتُ النَوائِبِ |
27 |
لَقَد أَحدَثَت فيهِ اللَيالي غَريبةً |
* |
مُصَدَّرَةً في أُمَّهاتِ الغَرائِبِ |
28 |
تَوَلّى فَصارَ الدَهرُ شَرًّا بِأَسرِهِ |
* |
صُراحًا بِلا شَوبٍ مِنَ الخَيرِ شايِبِ |
29 |
فَإِن نُحصِ بِالتَفصيلِ مِنهُ مَثالِبًا |
* |
تَناهَينَ نَعجَز قَبلَ جَمعِ المَثالِبِ |
30 |
وَإِن نَقتَصِرْ مِنهُ عَلى وَصفِ جُملَةٍ |
* |
تَدُلُّ عَلى التَفصيلِ نَعمَلْ بِواجِبِ |
31 |
عَلى أَنَّ أَدنى القَولِ فيهِ مُضَيَّعٌ |
* |
فَكَيفَ بِأَقصى القَولِ فَاصدُق وَقارِبِ |
32 |
وَأَعظَمُ مِمّا خَصَّني مِن أَذاتِهِ |
* |
عَلَيَّ بِقَولٍ صادِقٍ غَيرَ كاذِبِ |
33 |
جِنايَتُهُ في عِدلِ نَفسي وَواحِدي |
* |
عَلَيَّ فَقَد كانَت أَجَلَّ المَصايِبِ |
34 |
شَقيقي أَبي إِسحاقَ نَفسي فِداؤُهُ |
* |
وَرَأسُ بَقايا كُلِّ حُرٍّ وَكاتِبِ |
35 |
كَذَلِكَ كانَت نِعمَةُ اللَهِ تُمِّمَتْ |
* |
بِتَخليصِهِ عِندي أَجَلَّ المَواهِبِ |
36 |
فَهَنّاهُ ما أَولاهُ مَولاهُ مُسبِغًا |
* |
عَلَيهِ مَزيدًا جامِعًا لِلرَغائِبِ |
37 |
وَأَسعَدَهُ بِالصَومِ وَالفِطرِ تالِيًا |
* |
وَكُلِّ زَمانٍ بَعدُ جاءٍ وَذاهِبِ |
38 |
وَقُل لِأَخي عَنّي مَقالَةَ مُخلِصِ |
* |
لَهُ وُدَّهُ مِن دونِ أَدنى الأَقارِبِ |
39 |
لَعَمري لَقَد صادَقتَ لي مَن يَوَدُّني |
* |
وَعادَيتَ لي الأَعداءَ غَيرَ مُراقِبِ |
40 |
فَإِن أَنتَ والَيتَ الصَديقَ فَوالِ بي |
* |
وَإِن أَنتَ عادَيتَ العَدُوَّ فَعادِ بي |
41 |
وَلا يَخلُ فيما بَينَنا مِن سِفارَةٍ |
* |
مَكانُ ابنِ إِسماعيلَ أُنسي وَصاحِبي |
42 |
فَنِعمَ اختِيارُ العالَمينَ كِلاهُما |
* |
بِما حَصَّلا مِن كُلِّ غَضِّ الضَرائِبِ |
43 |
عَلى قَصدِ دَهرِ السوءِ إِيّاهُما مَعًا |
* |
لِفَهمِهِما إِيّاهُ فِعلُ المُناصِبِ |
44 |
وَإِعطائِهِ الكَلبَينِ ما حَظِيا بِهِ |
* |
عَطاءَ المُحابي لا عَطاءَ المُحاسِبِ |
45 |
وَما كانَ عَبدونُ الدَنِيُّ وَهابِطٌ |
* |
سِوى آيَةٍ في الأَرضِ مِن كُلِّ جانِبِ |
46 |
تُنَبِّئُنا الدُنيا بِفَرطِ هَوانِها |
* |
عَلى اللهِ في أَضعافِ تِلكَ المَواكِبِ |
47 |
وَلَو سَمِعَ الدَهرُ العِتابَ بِمَنطِقٍ |
* |
لَأَوجَعتُهُ مِنّي بِحَدِّ المُعاتِبِ |
48 |
وَلَكِنَّ دَهرًا مَلَّكَ الوَغدَ هابِطًا |
* |
مَشارِقَها مَوصولَةً بِالمَغارِبِ |
49 |
فَعَمَّ بِشَرٍّ أَهلَها وَبِلادَها |
* |
وَخَصَّ ذَوي أَقدارِها بِالمَعاطِبِ |
50 |
هُوَ الدَهرُ قَد أَعلى أَبا جَهلٍِ الَّذي |
* |
أُطيعَ بِأَرضِ الأَكرَمينَ الأَطايِبِ |
51 |
فَما زالَ في الإِملاءِ حَتّى أَصارَهُ |
* |
إِلى النارِ مِن بَعدِ السُيوفِ القَواضِبِ |
52 |
تَرى الناسَ طَوعَ ابنى نِزارٍ وَإِنَّما |
* |
تَرى ابنى نِزارٍ طَوعَ فِهرٍ وَغالِبِ |
53 |
مِنَ الهاشِمِيِّينَ الأُلى كُلَّما دَنَوا |
* |
إِلى هاشِمٍ خُصّوا بِأَعلى المَناقِبِ |
54 |
وَإِن نَزَلوا في النَسبِ مِن بَعدِ هاشِمِ |
* |
بِبَطنٍ عَلَوا في المَجدِ أَعلى المَراتِبِ |
55 |
وَإِن حَضَروا الأَيسارَ حازوا مَدى العُلا |
* |
وَفازوا بِقَدحِ مُنجِحٍ غَيرَ خائِبِ |
56 |
وَما قِدحُهُم إِلّا المُعَلّى فَمَن أَبى |
* |
فَلَيسَ لَهُ إِلّا مَنيحُ الضَوارِبِ |
57 |
وَهُم سُبَّقُ السُبّاقِ لَكِن عَدُوُّهُمْ |
* |
سُكَيتٌ إِذا ما جَدَّ جَريُ الحَلائِبِ |
58 |
أَلَسنا مَواليهِمْ وَلاءَ بَنِيِّهِمْ |
* |
وَلَسنا مَواليهِمْ وَلاءَ المُحارِبِ |
59 |
فَنَحنُ لَهُم نَسلُ الحُسَينِ وَطاهِرٍ |
* |
لَبانًا وَلِلأَعداءِ نَسلُ المَصاعِبِ |
60 |
إِذا ما كِرامُ الناسِ ساموا بُمُلكِهِمْ |
* |
وَبِالفَضلِ وَالأَعراقِ عِندَ المَناسِبِ |
61 |
عَلَت هاشِمٌ مِن بَعدِ ذَلِكَ كُلِّهِ |
* |
سَنامَ العُلا فَوقَ الذُرى وَالغَوارِبِ |
62 |
لَهُم ذَلَّ صَعبَ المَجدِ يَعلونَ ظَهرَهُ |
* |
وَيَأبى سِواهُمْ أَن يَذِلَّ لِراكِبِ |
63 |
وَعَدلُهُمُ مِن آخِرِ المَجدِ حادِثٌ |
* |
بِأَفعالِهِمْ يَحدو قَديمَ المَناصِبِ |
64 |
وَقَد غُصِبوا مُلكًا ثَمانينَ حِجَّةً |
* |
وَمَجدُهُمُ يُعيِي يَدَي كُلِّ غاصِبِ |
65 |
مَدائِحُهُمْ في كُلِّ أَوبٍ وَوِجهَةٍ |
* |
يُغَنّي بِها الرُكبانُ فَوقَ الرَكائِبِ |
66 |
أَحَلَّهُمُ بَيتُ النُبُوَّةِ مَنزِلًا |
* |
خِلافَتُهُ بَينَ النُجومِ الثَواقِبِ |
67 |
بُيوتُ مُلوكِ الناسِ يُبنَينَ في الرُبى |
* |
وَهاشِمُ مَبنى بَيتِها في الكَواكِبِ |
68 |
حَياتُهُمُ وَقفٌ عَلى كُلِّ مادِحٍ |
* |
وَمَوتُهُمُ وَقفٌ عَلى كُلِّ نادِبِ |
69 |
وَلَو حَرَمَ اللَهُ المُعَظَّمَ قَدرُهُ |
* |
وَكانوا بِهِ حُكّامَ تِلكَ الأَخاشِبِ |
70 |
وَكانوا خِيارَ الجاهِلِيَّةِ كُلِّها |
* |
مَناكِبُهُم في المَجدَ أَعلى المَناكِبِ |
71 |
وَوَلّاهُمُ الإِسلامُ كُلَّ رِياسَةٍ |
* |
وَمِنهُم سَنا الأَعلامِ فَوقَ المَراقِبِ |
72 |
وَكانوا حُماةَ الناسِ في كُلِّ فَزعَةٍ |
* |
وَأَجوادَهُمْ في الحِصبِ أَوفى اللَوازِبِ |
73 |
يُفيضونَ ما هَبَّت دَبورٌ وَشَمأَلٌ |
* |
وَما عايَنوا مَجرى الصَبا وَالجَنائِبِ |
74 |
لَهُم عَلَمٌ فَوقَ البَنِيَّةِ ثابِتٌ |
* |
بِكَفَّي كَريمٍ لِلمَكارِمِ ناصِبِ |
75 |
فَمَلَّكَ دَهرُ السوءِ صاعِدَ مَجدِهِمْ |
* |
يَدَي هابِطٍ يا لِلقَنا وَالمَقانِبِ |
76 |
إِلى أَن أَراهُ اللَهُ قُدرَتَهُ الَّتي |
* |
تَهُدُّ مَنيعاتِ الجِبالِ الرَواسِبِ |
77 |
فَلِلَّهِ حَمدٌ زائِدٌ غَيرُ زائِلِ |
* |
وَلِلكَلبِ عِزٌّ زائِلٌ غَيرُ راتِبِ |