الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لامَت مَلامَةَ مُشفِقٍ مُتَعَتِّبِ * وَسَطَت سَطِيَّةَ ناصِحٍ لَم يَكذِبِ
2 وَاستَشفَعَت بِدُموعِها وَدُموعُها * لُسُنٌ مَتى تَصِفُ الكَآبَةَ تُسهِبِ
3 وَلِحُزنِها بِصَميمِ قَلبي مَوقِعٌ * ذاكٍ عَلى جَمرِ الغَضا المُتَلَهِّبِ
4 غَيداءُ عاجَلَها الزَمانُ بِنَكثِهِ * وَبِرَيبِهِ المُتَصَرِّفِ المُتَقَلِّبِ
5 فَابتَزَّها حُسنَ العَزاءِ وَصادَفَت * مِنها الخُطوبُ غَريرَةً لَم تُنكَبِ
6 قالَت أَراكَ بِسُرِّ مَن را ثاوِيًا * في مَرتَعٍ جَشِبٍ وَعَيشٍ مُنصِبِ
7 في حَيثُ لا يُلفي الشَريفُ مُناسِبًا * يَحنو عَلَيهِ بِرَأفَةٍ وَتَحَدُّبِ
8 فَاعمِد لِظِلٍّ مِن نِزارَ فَإِنَّهُمْ * أَهلُ اللُهى أَو جانِبٍ مِن يَعرُبِ
9 وَانهَض لِأَيَّةِ بَلدَةٍ حَلّوا بِها * في الأَرضِ إِنْ قَرُبَتْ وَإِنْ لَم تَقرُبِ
10 فَهُنالِكَ الحَسَبُ الصَميمُ وَحَيثُ لا * يُغريكَ مِن نَسَبٍ قَريبِ المَطلَبِ
11 قُلتُ اربَعي في سُرِّ مَن را سَيِّدٌ * كَرُمَت ضَرائِبُهُ عَظيمُ المَنصِبِ
12 بَحرٌ مَتى تَقِفُ الظِماءُ بِمَورِدٍ * مِنهُ يَطيبُ لَهُم جَداهُ وَيَعذُبِ
13 خِضرُ بنُ أَحمَدَ طَودُ عِزٍّ شامِخٌ * راسٍ دَعائِمُهُ أَمينُ المَنكِبِ
14 كَهفٌ إِذا استَذرى العُفاةُ بِظِلِّهِ * لَجَؤوا إِلى كَنَفٍ رَحيبٍ مُخصِبِ
15 إِن تَمسِ عَبدُ القَيسِ عَنّي قَد نَأَت * وَالأَزدُ بَينَ تَشَتُّتٍ وَتَشَعُّبِ
16 فَقَدِ اعتَصَمتُ بِمَوئِلٍ مِن وائِلٍ * وَغَلَبتُ أَحداثَ الزَمانِ بِتَغلِبِ
17 بِابنِ المُوَرَّثِ مِن رَبيعَةَ مَجدَها * وَابنِ المُؤَثَّلِ كُلَّ عِزٍّ أَغلَبِ
18 كَم مِن أَبٍ لَكَ ذي مَناقِبَ جَمَّةٍ * حامٍ وَجَدٍّ ذي مَكارِمَ مُنجِبِ
19 وَعُلًا تَقاصَرَتِ المَساعي دونَهُ * فَسَمَت بِذِكرِكُمُ سُمُوَّ الكَوكَبِ
20 وَإِذا الكُماةُ تَكافَحَت في مَعرَكٍ * وَتَنازَعَت كَأسَ الرَدى مِن مَشرَبِ
21 فَلَكُم مَواقِفُ في الوَغى مَشهورَةٌ * بِوِراثَةٍ عَن كُلِّ لَيثٍ مِحرَبِ
22 ياخِضرُ أَنتَ مُسَوَّدٌ في سادَةٍ * مِن كُلِّ مُحتَضَرِ الرُواقِ مُحَجَّبِ
23 قَد سُدتَ في حالِ الحَداثَةِ يافِعًا * وَلَبِستَ أُبَّهَةَ الجَليلِ الأَشيَبِ
24 وَأَرَتكَ أَعقابَ الأُمورِ رَوِيَّةً * مِن حازِمٍ ماضي العَزيمِ مُجَرِّبِ
25 فَلَأَنتَ أَرهَفُ حينَ تُدهِمُ خُطَّةً * مِن مُرهَفٍ شَهَرَتهُ كَفُّكَ مِقضَبِ
26 وَلَأَنتَ أَنفَحُ بِالنَوافِلِ وَالنَدى * مِن واكِفٍ مُسحَنفِرٍ مُتَصَبِّبِ
27 وَلَأَنتَ أَمنَعُ مِن كُلَيبٍ جانِبًا * لِلمُستَجيرِ المُرهَقِ المُتَرَقِّبِ
28 وَكَأَنَّ وَجهَكَ حينَ تُسأَلُ مُشرَبٌ * مِن حُسنِهِ ماءَ الحُسامِ المُذهَبِ
29 خُذها إِلَيكَ وَسيلَةً مِن راغِبٍ * مُتَقَرِّبٍ مُتَوَصِّلٍ مُتَسَبِّبِ
30 جاءَتكَ في طيبِ التَحِيَّةِ تُجتَنى * مِن مَنبِتٍ أَنِقٍ وَرَوضٍ مُعشِبِ
31 أَوفى بِها كَالعِقدِ فُصِّلُ نَظمُهُ * بِالدُرِّ إِلّا أَنَّهُ لَم يُثقَبِ
32 هَذا وَلِيُّكَ مُستَجيرًا عائِذًا * بِذَراكَ مِن زَمَنٍ حَديدِ المِخلَبِ
33 قَد شامَ بَرقًا مِن نَداكَ أَحَبَّهُ * إِذ كانَ بَرقُ يَدَيكَ لَيسَ بِخُلَّبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال في الخضر بن أحمد

الصفحات

1- الأبيات (1-8) في صفحة (340)،
2 - الأبيات (9-20) في صفحة (341)،
3 - الأبيات (21-33) في صفحة (342)،

الرابط المختصر