الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَحبِب إِلَيَّ بِطَيفِ سُعدى الآتي * وَطُروقِهِ في أَعجَبِ الأَوقاتِ
2 أَنّي اهتَدَيتُ لِمُحرِمينَ تَصَوَّبوا * لِسُفوحِ مَكَّةَ مِن رُبى عَرَفاتِ
3 ذَكَّرتَنا عَهدَ الشَآمِ وَعَيشَنا * بَينَ القِنانِ السودِ وَالهَضَباتِ
4 إِذ أَنتَ شَكلُ مُخالِفٍ وَمُوافِقِ * وَالدَهرُ فيكَ مُمانِعٌ وَمُؤاتِ
5 لَولا مُكاثَرَةُ الخُطوبِ وَنَحتُها * مِن جانِبَيَّ لَكُنتَ مِن حاجاتي
6 فَيئي إِلَيكَ فَقَد تَخَوَّنَ أُسرَتي * حَيفُ الرَدى وَتَحامُلُ النَكَباتِ
7 تِلكَ المَنازِلُ ما تُمَتِّعُ واقِفًا * بِزُها الشُخوصِ وَلا وَغى الأَصواتِ
8 أَبَني عُبَيدٍ شَدَّما احتَرَقَت لَكُمْ * كَبِدي وَفاضَت فيكُمُ عَبَراتي
9 أَلقى مَكارِمَكُمْ شَجىً لي بَعدَكُمْ * وَأَرى سَوابِقَ مَجدِكُمْ حَسَراتي
10 شَرَفٌ تَفاقَدَ وارِثوهُ فَأَصبَحوا * أَصداءَ فَقرٍ بِالعَراءِ رُفاتِ
11 مِن بَعدِ ما بُنِيَت عَلى جَبَلِ العُلا * أَحسابُهُمْ وَجَرَوا إِلى الغاياتِ
12 كانوا هُمُ ثَبَجَ الجَميعِ لِطَيِّئٍ * في أَمرِها وَطَوائِفَ الأَشتاتِ
13 لَن تُحدِثِ الأَيّامُ لي بَدَلًا بِهِمْ * أَيهاتِ مِن بَدَلٍ بِهِمْ أَيهاتِ
14 ذاكي حَريقٍ أَثقَبَت شُهُباتُهُ * في الجَوِّ مُصعِدَةً وَمَدُّ فُراتِ
15 وَمُعَيِّري بِالدَهرِ يَعلَمُ في غَدٍ * أَنَّ الحَصادَ وَراءَ كُلِّ نَباتِ
16 أَبُنَيَّ إِنّي قَد نَضَوتُ بَطالَتي * فَتَحَسَّرَت وَصَحَوتُ مِن سَكَراتي
17 نَظَرَت إِلَيَّ الأَربَعونَ فَأَصرَخَت * شيبي وَهَزَّت لُلحُنُوِّ قَناتي
18 وَأَرى لِداتَ أَبي تَتابَعَ كُثرُهُمْ * فَمَضَوا وَكَرَّ الدَهرُ نَحوَ لِداتي
19 وَمِنَ الأَقارِبِ مَن يُسَرُّ بِميتَتي * سَفَهًا وَعِزُّ حَياتِهِمْ بِحَياتي
20 إِن أَبقَ أَو أَهلَك فَقَد نُلتُ الَّتي * مَلَأَت صُدورَ أَصادِقي وَعُداتي
21 وَغَنيتُ نَدمانَ الخَلائِفِ نابِهًا * ذِكرى وَناعِمَةً بِهِمْ نَشَواتي
22 وَشَفَعتُ في الأَمرِ الجَليلِ إِلَيهِمُ * بَعدَ الجَليلِ فَأَنجَحوا طَلَباتي
23 وَصَنَعتُ في العَرَبِ الصَنائِعَ عِندَهُم * مِن رِفدِ طُلّابٍ وَفَكِّ عُناةِ
24 فَالآنَ إِذ ناصَيتُ أَعنانَ العُلا * وَرَقيتُ مِنها أَرفَعَ الدَرَجاتِ
25 يَجري لَيَدخُلَ في غُبارِ تَسَرُّعي * مَن لَيسَ يَعشُرُ في الرَهانِ أَناتي
26 وَيَذيمُني مَن لَو ضَغَمتُ قَبيلَهُ * يَومَ الفَخارِ لَطارَ في لَهَواتي
27 جَدّي الَّذي رَفَعَ الأَذانَ بِمَنبِجٍ * وَأَقامَ فيها قِبلَةَ الصَلواتِ
28 وَأَبي أَبوحَيّانَ قائِدُ طَيِّئٍ * لِلرومِ تَحتَ لِوائِهِ المُنصاتِ
29 وَوَلِيُّ فَتحِ الجِسرِ إِذ أُغري بِهِ * عُمَرٌ وَفاعِلُ تِلكُمُ الفَعَلاتِ
30 وَخُؤولَتي فَالحَوفَزانُ وَحاتِمٌ * وَالخالِدانِ الرافِدانِ حُماتي
31 وَمِنَ المَعاشِرِ أَقدَمونَ وَمُحدَثٌ * طَرِفُ النَباهَةِ رَيِّضُ المَسعاةِ
32 إِذ لَم يَكُن شَرَفُ المَناكِحِ يُشتَرى * بِالمالِ في اللَأواءِ وَاللَزَباتِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يفتخر ويعاتب قومًا من أهل بلده

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (363)،
2 - الأبيات (8-16) في صفحة (364)،
3 - الأبيات (17-26) في صفحة (365)،
4 - الأبيات (27-32) في صفحة (366)،

الرابط المختصر