1 |
أَجِدَّكَ إن نُعمٌ نَأَت أَنتَ جازِعُ |
* |
قَدِ اقتَرَبَت لَو أَنَّ ذَلِكَ نافِعُ |
2 |
قَدِ اقتَرَبَت لَو أَنَّ في قُربِ دارِها |
* |
نَوالًا وَلَكِن كَلُّ مَن ضَنَّ مانِعُ |
3 |
وَقَد جاوَرَتنا في شُهورٍ كَثيرَةٍ |
* |
فَما نَوَّلَت وَاللَهُ راءٍ وَسامِعُ |
4 |
فَإِن تَلقَيَن نُعمى هُديتَ فَحَيِّها |
* |
وَسَل كَيفَ تُرعى بِالمَغيبِ الوَدائِعُ |
5 |
وَظَنّي بِها حِفظٌ لِغَيبي وَرِعيَةٌ |
* |
لِما استُرعِيَت وَالظَنُّ بِالغَيبِ واسِعُ |
6 |
وَقُلتُ لَها في السِرِّ بَيني وَبَينَها |
* |
عَلى عَجَلٍ أَيّانَ مَن سارَ راجِعُ |
7 |
فَقالَت لِقاءٌ بَعدَ حَولٍ وَحِجَّةٍ |
* |
وَشَحطُ النَوى إِلّا لِذي العَهدِ قاطِعُ |
8 |
وَقَد يَلتَقي بَعدَ الشَتاتِ أُولو النَوى |
* |
وَيَستَرجِعُ الحَيَّ السَحابُ اللَوامِعُ |
9 |
وَما إِنْ خَذولٌ نازَعَت حَبلَ حابِلٍ |
* |
لِتَنجُوَ إِلّا استَسلَمَت وَهيَ ظالِعُ |
10 |
بِأَحسَنَ مِنها ذاتَ يَومٍ لَقيتُها |
* |
لَها نَظَرٌ نَحوي كَذي البَثِّ خاشِعُ |
11 |
رَأَيتُ لَها نارًا تُشَبُّ وَدونَها |
* |
طَويلُ القَرا مِن رَأسِ ذَروَةَ فارِعُ |
12 |
فَقُلتُ لِأَصحابي اصطَلوا النارَ إِنَّها |
* |
قَريبٌ فَقالوا بَل مَكانُكَ نافِعُ |
13 |
فَيا لَكَ مِن حادٍ حَبَوت مُقَيَّدًا |
* |
وَأَنحى عَلى عِرنَين أَنفِكَ جادِعُ |
14 |
أَغَيظًا أَرادَت أَن تُخِبَّ جِمالُها |
* |
لِتَفجَعَ بِالأَضعانِ مَن أَنتَ فاجِعُ |
15 |
فَما نُطفَةٌ بِالطَودِ أَو بِضَرِيَّةٍ |
* |
بَقِيَّةُ سَيلٍ أَحرَزَتها الوَقائِعُ |
16 |
يُطيفُ بِها حَرّانُ صادٍ وَلا يَرى |
* |
إِلَيها سَبيلًا غَيرَ أَن سَيُطالِعُ |
17 |
بِأَطيَبَ مَن فيها إِذا جِئتَ طارِقًا |
* |
مِنَ اللَيلِ وَاخضَلَّت عَلَيكَ المَضاجِعُ |
18 |
وَحَسبُكَ مِن نَأيٍ ثَلاثَةُ أَشهُرٍ |
* |
وَمِن حَزَنٍ أَن زادَ شَوقَكَ رابِعُ |
19 |
سَعى بَينَهُم واشٍ بِأَفلاقِ بِرمَةٍ |
* |
لِيَفجَعَ بِالأَظغانِ مَن هُوَ جازِعُ |
20 |
بَكَت مِن حَديثٍ بَثَّهُ وَأَشاعَهُ |
* |
وَرَصَّفَهُ واشٍ مِنَ القَومِ راصِعُ |
21 |
بَكَت عَينُ مَن أَبكاكَ لا يَعرِفُ البُكا |
* |
وَلا تَتَخالَجكِ الأُمورُ النَوازِعُ |
22 |
فَلا يَسمَعَن سِرّي وَسِرَّكِ ثالِثٌ |
* |
أَلّا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ اثنَينِ شائِعُ |
23 |
وَكَيفَ يَشيعُ السِرُّ مِنّي وَدونَهُ |
* |
حِجابٌ وَمِن دونِ الحِجابِ الأَضالِعُ |
24 |
وَحُبٌّ لِهَذا الرَبعِ يَمضي أَمامَهُ |
* |
قَليلُ القِلى مِنهُ جَليلٌ وَرادِعُ |
25 |
لَهوتُ بِهِ حَتّى إِذا خِفتُ أَهلَهُ |
* |
وَبَيَّنَ مِنهُ لِلحَبيبِ المُخادِعُ |
26 |
نَزَعتُ فَما سِرّي لِأَوّلِ سائِلٍ |
* |
وَذو السِرِ ما لَم يَحفَظِ السِرَّ ماذِعُ |
27 |
وَقَد يَحمَدُ اللَهُ العَزاءَ مِنَ الفَتى |
* |
وَقَد يَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ الجَوامِعُ |
28 |
أَلا قَد يُسلّى ذو الهَوى عَن حَبيبِهِ |
* |
فَيَسلى وَقَد تُردي المَطِيَّ المَطامِعُ |
29 |
كَما قَد يُسلّى بِالعِقالِ وَبِالعَصا |
* |
وَبِالقَيدِ ضِغنُ الفَحلِ إِذ هُوَ نازِعُ |
30 |
وَما رَاعَني إِلّا المُنادي أَلا اظعَنوا |
* |
وَإِلّا الرَواغي غُدوَةً وَالقَعاقِعُ |
31 |
فَجِئتُ كَأَنّي مُستَضيفٌ وَسائِلٌ |
* |
لِأُخبِرَها كُلَّ الَّذي أَنا صانِعُ |
32 |
فَقالَت تُزَحزِح ما بِنا كُبرُ حاجَةٍ |
* |
إِلَيكَ وَلا مِنّا لِفَقرِكَ راقِعُ |
33 |
فَمازِلتُ تَحتَ السَترِ حَتّى كَأَنَّني |
* |
مِنَ الحَرِّ ذو طِمرَينِ في البَحرِ كارِعُ |
34 |
فَهَزَّت إِلَيَّ الرَأسَ مِنّي تَعَجُّبًا |
* |
وَعُضِّضَ مِما قَد فَعَلتُ الأَصابِعُ |
35 |
فَأَيُّهُما ما أَتبَعَنَّ فَإِنَّني |
* |
حَزينٌ عَلى إِثرِ الَّذي أَنا وادِعُ |
36 |
بَكى مِن فِراقِ الحَيِّ قَيسُ بنُ مُنقِذٍ |
* |
وَإِذراءُ عَينَي مِثلِهِ الدَمعُ شائِعُ |
37 |
بِأَربَعَةٍ تَنهَلُّ لَمّا تَقَدَّمَت |
* |
بِهِم طُرقٌ شَتّى وَهُنَّ جَوامِعُ |
38 |
وَما خِلتُ بَينَ الحَيِّ حَتّى رَأّيتُهم |
* |
بِبَينونَةَ السُفلى وَهَبَّت سَوافِعُ |
39 |
وَإِنّي لَأَنهى النَفسَ عَنها تَجَمُّلًا |
* |
وَقَلبي إِلَيها الدَهرَ عَطشانُ جائِعُ |
40 |
كَأَنَّ فُؤادي بَينَ شِقَّينِ مِن عَصًا |
* |
حِذارَ وُقوعِ البَينِ وَالبَينُ واقِعُ |
41 |
يَحُثُّ بِهِم حادٍ سَريعٌ نَجاؤُهُ |
* |
وَمُعرىً عَنِ الساقَينِ وَالثَوبُ واسِعُ |
42 |
فَقُلتُ لَها يا نُعمَ حُلّي مَحَلَّنا |
* |
فَإِنَّ الهَوى يا نُعمَ وَالعَيشُ جامِعُ |
43 |
فَقالَت وَعَيناها تَفيضانِ عَبرَةً |
* |
بِأَهلِيَ بَيِّن لي مَتى أَنتَ راجِعُ |
44 |
فَقُلتُ لَها تَاللَهِ يَدري مُسافِرٌ |
* |
إِذا أَضمَرَتهُ الأَرضُ ما اللَهُ صانِعُ |
45 |
فَشَدَّت عَلى فيها اللِثامَ وَأَعرَضَت |
* |
وَأَمعَنَ بِالكُحلِ السَحيقِ المَدامِعُ |
46 |
وَإِنّي لِعَهدِ الوُدِّ راعٍ وَإِنَّني |
* |
بِوَصلِكَ ما لَم يَطوِني المَوتُ طامِعُ |