1 |
رَأَتني ابنَةُ الكَلبِيِّ أَقصَرَ باطِلي |
* |
وَكادَت نَدامى رائِدِ الخَيلِ تُنزَفُ |
2 |
وَأَصبَحَ أَخداني كَأَنَّ رُؤوسَهُمْ |
* |
حَماطُ شِتاءٍ بَعدَ نَبتٍ مُنَصَّفُ |
3 |
وَقَد كُنتُ بِالبيدِ القَليلِ أَنيسُها |
* |
أَقوفُ وَأَمضي قَبلَ مَن يَتَقَوَّفُ |
4 |
فَأَصبَحتُ مِمّا يُحدِثُ الدَهرُ لِلفَتى |
* |
أَقُصُّ العَلاماتِ الَّتي كُنتُ أَعرِفُ |
5 |
إِذا ما رَأَت يَومًا مَطِيَّةَ راكِبٍ |
* |
تُبَصِّرُ مِن جيرانِها أَو تُكَوِّفُ |
6 |
تَقولُ ارتَحِل إِنَّ المَكاسِبَ جَمَّةٌ |
* |
فَقُلتُ لَها إِنّي امرُؤٌ أَتَعَفَّفُ |
7 |
وَأَرجو عَطاءَ اللَهِ مِن كُلِّ جانِبٍ |
* |
وَيَنفَعُني المالُ الذَي أَتَسَخَّفُ |
8 |
وَأُبغِضُ إِرقاصًا إِلى رَبِّ دارِهِ |
* |
لَئيمٌ لَهُ كِتَّانَتانِ وَمِطرَفُ |
9 |
تَجَبَّرُ مالًا بَعدَ لُؤمٍ وَدِقَّةٍ |
* |
كَما شُدَّ بِالشَعبِ الإِناءُ المُكَتَّفُ |
10 |
كَمُستَمسِكٍ بِالحَبلِ لَولا اعتِصامُهُ |
* |
إِذنٌ لَتَراماهُ مِنَ الجَولِ نَفنَفُ |
11 |
ينامُ الضُحى حَتّى يَطولَ رُقادُهُ |
* |
وَيَقصُرُ سِترًا دونَ مَن يَتَضَيَّفُ |
12 |
يَكونُ عَلى الديوانِ عِبأً وَباعُهُ |
* |
قَصيرٌ كَإِبهامِ النُغاشِيِّ أَجدَفُ |
13 |
وَإِن أُنزِلَ الخُدَّامُ يَومًا لِضَيعَةٍ |
* |
يُقالُ لَهُ انزِل عَن حِمارِكَ أَقلَفُ |
14 |
وَإِنْ أَيَّهَ القَومُ الكِرامُ أَجابَهُ |
* |
بِجُرجَيهِ مَوشِيُّ الأَكارِعِ مُوكَفُ |
15 |
عَلى تُكُآتٍ مِن وَسائِدَ تَحتَها |
* |
سَريرٌ كَأَنقاءِ النَعامَةِ يَرجُفُ |
16 |
فَلَأيًا بِلَأيٍ ما يُكَلِّمُ ضَيفَهُ |
* |
لِحينٍ وَلا تِلكَ المَطِيَّةُ تُعلَفُ |
17 |
فَيُعطي قَليلًا أَو يَكونُ عَطاؤُهُ |
* |
مَواعِدَ بُخلٍ دونَها البابُ يَصرِفُ |
18 |
رِصادَ سحوقِ النَخلِ يُرصَدُ حِجَّةً |
* |
وَدونَ ثَراها ليفُها المُتَلَيِّفُ |
19 |
وَإِنَّ لَنا مِن نِعمَةِ اللَهِ هَجمَةً |
* |
يُهَدهِدُ فيها ذو مَناكِبَ أَكلَفُ |
20 |
طَويلُ القَرى خاظي البَضيعِ كَأَنَّما |
* |
غَذَتهُ دِيافٌ وَالقَصيلُ المُقَطَّفُ |
21 |
إِذا بَيَّتَتهُ الريحُ يُنبي سَقيطُها |
* |
خَبائِرُهُ كَأَنَّما هِيَ قَرطَفُ |
22 |
يُمَشّي عَلَيها يَرفَأَيٌّ كَأَنَّهُ |
* |
ظَليمٌ بِصَحراءِ الأَباتِمِ أَصدَفُ |
23 |
وَنَجدِيَّةٌ حُوٌّ كَأَنَّ ضُروعَها |
* |
أَداوى سَقاها مِن جَلاميدَ مُخلِفُ |
24 |
وَجَرداءُ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّها |
* |
قَناةٌ بَراها مُستَجيدٌ مُثَقِّفُ |
25 |
وَفِتيانُ صِدقٍ مِن عَطِيَّةِ رَبِّنا |
* |
بِمِثلِهِمُ نَأبى الظَلامَ وَنَأنَفُ |
26 |
وَجُرثومَةٌ مِن عِزِّ غَرفٍ وَمالِكٍ |
* |
يَفاعٌ إِلَيها نَستَفيدُ وَنُثلِفُ |
27 |
وَلَكِن لَيالينا بِبُرقَةِ بَرمَلٍ |
* |
وَهَضبِ شَرَورى دونَنا لا تَصَدَّفُ |
28 |
لَيالِيَ مالي غامِرٌ لِعِيالِها |
* |
وَإِذ أَنا بَرّاقُ العَشِيّاتِ أَهيَفُ |
29 |
إِلَيها وَلَكِن لا تَدومُ خَليقَةٌ |
* |
لِمَن في ذِراعَيهِ وُشومٌ وَأَوقُفُ |
30 |
وَداوِيَّةٍ بَينَ المياهِ وَبَينَها |
* |
مَجالٌ عَريضٌ لِلرِياحِ وَمَوقِفُ |
31 |
قَطَعتُ إِلى مَعروفِها مُنكَراتِها |
* |
بِعَيرانَةٍ فيها هِبابٌ وَعَجرَفُ |
32 |
هِجانٌ تَبُزُّ العُفرَ فَيءَ ظِلالِها |
* |
وَتَذعَرُ أَسرابَ القَطا يَتَصَيَّفُ |
33 |
كَأَنّي عَلى طاوي الحَشا باتَ بَينَهُ |
* |
وَبينَ الصِبا مِن رَملِ خَيفَقَ أَحقُفُ |
34 |
يَشيمُ البُروقَ الَلامِعاتِ وَفَوقَهُ |
* |
مِن الحاذِ وَالأَرطى كِناسٌ مُجَوَّفُ |
35 |
يَكُفُّ بِرَوقَيهِ الغُصونَ وَيَنتَحي |
* |
بِظِلفَيهِ في هارِ النَقا يَتَقَصَّفُ |
36 |
كَما بَحثَ الحِسيَ الكِلابِيَّ مُنهِلٌ |
* |
رِضابُ النَدى في روعِهِ يَتَزَلَّفُ |
37 |
إِذا ناطِفُ الأَرطاءِ فَوقَ جَبينِهِ |
* |
تَحَدَّرَ جَلّى أَنجَلُ العَينِ أَذلَفُ |
38 |
وَأَصبَحَ مَولِيُّ النَدى في مُرادِهِ |
* |
عَلى ثَمرِ البُركانِ وَالحادِ يَنطُف |
39 |
فَلَمّا بَدَت في مَتنِهِ الشَمسُ غُدوَةً |
* |
وَأَقلَعَ دَجنٌ ذو هَمائِمَ أَوطَفُ |
40 |
أَظَلَّت لَهُ مَسعورَةً يَبتَغي بِها |
* |
لُحومَ الهَوادي ابنا بُرَيدٍ وَأَعرَفُ |
41 |
سَلوقِيِّةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيونَها |
* |
إِذا حُرِّبَت جَمرٌ بِظَلماءَ مُسدِفُ |
42 |
تُضَرَّى بِآذانِ الوحوشِ فَكُلُّها |
* |
حَفيفٌ كَمِرّيخِ المَناضِلِ أَعجَفُ |
43 |
فَكَرَّ بِرَوقَيهِ كَمِيٌّ مُناجِدٌ |
* |
يَخُلُّ صُدورَ الهادِياتِ وَيَخصِفُ |
44 |
فَلَمّا رَأَى أَربابَها قَد دَنَوا لَهُ |
* |
وَأَزهَفَها بَعضُ الَّذي كانَ يُزهِفُ |
45 |
أَجَدَّ وَلَم يُعقِب كَما انقَضَّ كَوكَبٌ |
* |
وَذو الكَربِ يَنجو بَعدَما يُتَكَنَّفُ |
46 |
وَأَصبَحَ كَالبَرقِ اليَماني وَدونَهُ |
* |
حُقوفٌ وَأَنقاءٌ مِن الرَملِ تَعزِفُ |
47 |
وَلَيلَةِ نَجوى مُرجَحِنٌّ ظَلامُها |
* |
حَوامِلُها مِن خَشيَةِ الشَرِّ دُلَّفُ |
48 |
مَخوفٍ دواهيها يَبيتُ نَجِيُّها |
* |
كَأَنَّ عَميدًا بَينَ ظَهرَيهِ مُدنَفُ |
49 |
إِذا القَومُ قالوا مَن سَعيدٌ بِهَذِهِ |
* |
غَداةَ غَدٍ أَو مَن يُلامُ وَيُصلَفُ |
50 |
هُديتُ لِمُنجى القَومِ مِن غَمَراتِها |
* |
نَجاءَ المُعَلّى يَستَبينُ وَيَعطِفُ |
51 |
وَقومٍ تَمَنَّوا باطِلًا فَرَدَدتُهُمْ |
* |
وَإِنْ حَرَّفوا أَنيابَهمْ وَتَلَهَّفوا |
52 |
إِذا ما تَمَنَّوا مُنيَةً كُنتُ بَينَهم |
* |
وَبَينَ المُنى مِثلَ الشَجا يُتَحَرَّفُ |