الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَصَبا الأَصائِل إِنَّ بُرقَةَ مُنشِدِ * تَشكو اختِلافَكِ بِالهُبوبِ السَرمَدِ
2 لا تُتعِبي عَرَصاتِها إِنَّ الهَوى * مُلقًى عَلى تِلكَ الرُسومِ الهُمَّدِ
3 دِمَنٌ مَواثِلُ كَالنُجومِ فَإِن عَفَت * فَبِأَيِّ نَجمٍ في الصَبابَةِ نَهتَدي
4 وَالدارُ تَعلَمُ أَنَّ دَمعي لَم يَغِص * فَأَروحَ أَحمِلُ مِنَّةً مِن مُسعِدِ
5 قامَت تَعَجَّبُ مِن أَسايَ وَأَرسَلَت * بِاللَحظِ في طَلَبِ الدُموعِ الشُّرَّدِ
6 ما كانَ لي جَلَدٌ فَيودِيَ إِنَّما * أَودى غَداةَ الظاعِنينِ تَجَلِّدي
7 وَرَمَت سَوادَ القَلبِ حينَ رَنَت عَلى * عَجَلٍ فَأَصمَتَهُ بِطَرفٍ أَصيَدِ
8 ما لي رَأَيتُ الناسَ مِن مُستَحسِنٍ * قُبحَ السُؤالِ وَسائِلٍ مُستَرفِدِ
9 كَرُمَ الأَميرُ ابنُ الأَميرِ فَأَصبَحَ الـ * ـمُجدي إِلَيهِ وَهوَ عافٍ مُجتَدِ
10 وَرَمى العَدُوَّ فَلَم يُقَصِّر سَهمُهُ * حَتّى تَخَضخَضَ في رَمِيٍّ مُقصَدِ
11 وَاهتَزَّ في وَرَقِ النَدى فَتَحَيَّرَتْ * حَرَكاتُ غُصنِ البانَةِ المُتَأَوِّدِ
12 عَقّادُ أَلوِيَةٍ تَظَلُّ لَها طُلى * أَعدائِهِ وَكَأَنَّها لَم تُعقَدِ
13 مَغموسَةٍ في النَصرِ تَشدو عَن يَدٍ * مَملوءةٍ ظَفَرًا تَروحُ وَتَغتَدي
14 بَثَّ الفَوائِدَ في الأَباعِدِ وَالدُنى * حَتّى تَوَهَّمناهُ مَخروقَ اليَدِ
15 يُعطي عَلى الغَضَبِ المُتَعتِعِ وَالرِضا * وَعَلى التَهَلُّلِ وَالعُبوسِ الأَربَدِ
16 كَالغَيثِ يَسقي الخابِطينَ بِأَبيَضِ * مِن غَيمِهِ وَبِأَحمَرٍ وَبِأَسوَدِ
17 يَستَقصِرُ اللَيلَ التَمامَ إِذا انتَحى * بِالخَيلِ ناحِيَةَ العَدُوِّ الأَبعَدِ
18 لا ناهِلُ الأَجفانِ إِن كانَ الكَرى * خِمسًا لِصادِيَةِ العُيونِ الوُرَّدِ
19 ما ضَرَّ أَهلَ الثَغرِ إِبطاءُ الحَيا * عَنهُمْ وَفيهِمْ يوسُفُ بنُ مُحَمَّدِ
20 يَسَلونَهُ فَيَكونُ نائِلُهُ الغِنى * وَيُقَصِّرونَ عَنِ السُؤالِ فَيَبتَدي
21 إِن ساسَهُمْ حَدَثًا فَساعَةُ رَأيِهِ * كَالدَهرِ جَدَّ الدَهرُ أَو لَم يَجدِدِ
22 بادي سَماحٍ غَرَ في وادي النَدى * لَهُمُ فَأَنجَدَ في العَلاءِ المُنجِدِ
23 وَنَضا غِرارى سَيفِهِ لِيُوَقِّيا * طَرَفَيهِمُ عَن كُلِّ خَطبٍ مُؤيِدِ
24 فَكَفاهُمُ فِسقَ المُوَحِّدِ أَن سَعى * فيهِمْ بِإِصلاحٍ وَشِركَ المُلحِدِ
25 أَوَ ما سَمِعتَ بِيَومِهِ المَشهودِ في * لُكّامِهِم إِن كُنتَ لَمّا تَشهَدِ
26 يَومُ الزَواقيلِ الَّذينَ تَقاصَرَت * أَعمارُهُم فَتَقَطَّعَت عَن مَوعِدِ
27 شَهَروا عَلى الإِسلامِ حَدَّ مَناصِلٍ * لَولا التِهابُ حُسامِهِ لَم تُغمَدِ
28 وَتَوَقَّدوا جَمرَن فَسالَ عَلَيهِمُ * مِن بَأسِهِ سَيلُ الغَمامِ المُزبَدِ
29 حُمرُ السُيوفِ كَأَنَّما دَرَبَت لَهُمْ * أَيدي القُيونِ صَفائِحًا مِن عَسجَدِ
30 وَكَأَنَّ مَشيَهُمُ وَقَد حَمَلوا الظُبا * مِن تَحتِ سَقفٍ بِالزُجاجِ مُمَرَّدِ
31 مَزَّقتَ أَنفُسَهُم بِقَلبٍ واحِدٍ * جُمِعَت قَواصيهِ وَسَيفٍ أَوحَدِ
32 لَم تَلقَهُمْ زَحفًا وَلَكِن حَملَةً * جاءَت كَضَربَةِ ثائِرٍ لَم يُنجَدِ
33 في فِتيَةٍ طَلَبوا غُبارَكَ إِنَّهُ * نَهجٌ تَرَفَّعَ عَن طَريقِ السُؤدُدِ
34 كَالرُمحِ فيهِ بِضعَ عَشرَةَ فِقرَةً * مُنقادَةً خَلفَ السِنانِ الأَصيَدِ
35 أَطفَأتَ جَمرَتُهُمْ وَكانَت ذا سَنًا * وَالعَمقُ بَعضُ حَريقِها المُتَوَقِّدِ
36 وَالنارُ لَو تُرِكَت عَلى ما أُذكِيَت * مِن خَلفِها وَأَمامِها لَم تَخمُدِ
37 وَقَعَدتُ عَنكَ وَلَو بِمُهجَةِ آخَر * غَيري أَقومُ إِلَيهِمُ لَم أَقعُدِ
38 ما كانَ قَلبُكَ في سَوادِ جَوانِحي * فَأَكونَ ثَمَّ وَلا لِساني في يَدي
39 وَأَنا الشُجاعُ وَقَد بَدا لَكَ مَوقِفي * بِعَقَرقُسٍ وَالمَشرَفِيَّةُ شُهَّدي
40 وَرَأَيتَني فَرَأَيتَ أَعجَبَ مَنظَرٍ * رَبُّ القَصائِدِ في القَنا المُتَقَصِّدِ
41 طائِيُّكَ الأَدنى أَساءَ إِساءَةً * في أَمسِهِ الماضي وَأَحسَنَ في غَدِ
42 فَاسلَم سَلامَةَ عِرضِكَ المَوفورِ مِن * صَرفِ الحَوادِثِ وَالزَمانِ الأَنكَدِ
43 فَلَقَد بَنَيتَ المَجدَ حَتّى لَو بَنَت * كَفّاكَ مَجدًا ثانِيًا لَم تُحمَدِ
44 وَجَعَلتَ فِعلَكَ تِلوَ قَولِكَ قاصِرًا * عُمرَ العَدُوِّ بِهِ وَعُمرَ المَوعِدِ
45 وَمَلَأتَ أَحشاءَ العَدُوِّ بَلابِلًا * فَارتَدَّ يَحسُدُ فيكَ مَن لَم يَحسُدِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح يوسف بن محمد

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (544)،
2 - الأبيات (6-14) في صفحة (545)،
3 - الأبيات (15-21) في صفحة (546)،
4 - الأبيات (22-30) في صفحة (547)،
5 - الأبيات (31-38) في صفحة (548)،
6 - الأبيات (39-45) في صفحة (549)،

الرابط المختصر