الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ * وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
2 قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِبًا * مُنذُ ابتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
3 أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعًا * إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
4 فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ * أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ ووَدَّعوا
5 أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني حَسْرَةً * بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ
6 وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ * وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ
7 سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ * فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
8 فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ * وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ
9 وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ * فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ
10 وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها * أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
11 فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها * سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ
12 حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ * بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ
13 وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ * أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
14 وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها * فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
15 وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ * جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ
16 صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ * عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ
17 أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ * مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ
18 بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ * واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ
19 فَلَبِثنَ حينًا يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ * فَيَجِدُّ حينًا في العِلاجِ وَيَشمَعُ
20 حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ * وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ
21 ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ * شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ
22 فَافتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ * بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ
23 فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ نُبَايعٍ * وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ
24 وَكَأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وَكَأَنَّهُ * يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ
25 وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ * في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ
26 فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الضـ * ـضُرَباءِ فَوقَ النَظمِ لا يَتَتَلَّعُ
27 فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ * حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ
28 فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسًّا دونَهُ * شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ
29 وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ * في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ
30 فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَامتَرَسَت بِهِ * عَوْجَاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ
31 فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ * سَهمًا فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ
32 فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغًا * عَجِلًا فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ
33 فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيًّا مِطحَرًا * بِالكَشحِ فَاشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ
34 فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ * بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ
35 يَعثُرنَ في عَلَقِ النَّجِيعِ كَأَنَّما * كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ
36 وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ * شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ
37 شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ * فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ
38 وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ * قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ
39 يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ * مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ
40 فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ * أَولى سَوابِقَها قَريبًا توزَعُ
41 فانْصَاعَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ * غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ
42 فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما * بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ
43 يَنهَسنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي * عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ
44 حَتّى إِذا ارتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً * مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ
45 فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا * عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ
46 فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ * بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ
47 ففَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ * سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ
48 فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ * بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ
49 وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ * مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ
50 حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ * مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ
51 تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها * حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ
52 قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها * بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ
53 تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما استُكرِهَت * إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ
54 مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِئٍ * كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ
55 بَينَنا تَعَانُقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ * يَومًا أُتيحَ لَهُ جَريءٌ سَلفَعُ
56 يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ * صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ
57 فَتَنَازَلا وَتَواقَفَت خَيلاهُما * وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ
58 يَتَنَاهَبَانِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ * بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ
59 وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ * عَضبًا إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ
60 وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ * فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ
61 وَعَلَيهِما مَاذِيَّتَانِ قَضاهُما * داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ
62 فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ * كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ
63 وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ * وَجَنى العَلاءَ لَو انَّ شَيئًا يَنفَعُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (4)،
2 - البيتان (2-3) في صفحة (5)،
3 - البيتان (5-6) في صفحة (6)،
4 - البيتان (6-7) في صفحة (7)،
5 -الأبيات (7-10) في صفحة (8)،
6 - البيتان (11-12) في صفحة (9)،
7 - البيت (13) في صفحة (10)،
8 - البيتان (14-15) في صفحة (11)،
9 - البيت (16) في صفحة (12)،
10 - البيت (17) في صفحة (13)،
11 - البيتان (18-19) في صفحة (14)،
12 - البيت (20) في صفحة (15)،
13 - البيتان (21-22) في صفحة (16)،
14 - البيت (23) في صفحة (17)،
15 - البيت (24) في صفحة (18)،
16 - البيتان (25-26) في صفحة (19)،
17 - البيتان (27-28) في صفحة (20)،
18 - البيت (29) في صفحة (21)،
19 - البيتان (30-31) في صفحة (22)،
20 - البيت (32) في صفحة (23)،
21 - البيتان (33-34) في صفحة (24)،
22 - البيت (35) في صفحة (25)،
23 - البيتان (36-37) في صفحة (26)،
24 - الأبيات (38-40) في صفحة (27)،
25 - البيتان (41-42) في صفحة (28)،
26 - البيت (43) في صفحة (29)،
27 - البيتان (44-45) في صفحة (30)،
28 - البيتان (46-47) في صفحة (31)،
29 - البيت (48) في صفحة (32)،
30 - الأبيات (49-52) في صفحة (33)،
31 - البيت (53) في صفحة (34)،
32 - البيت (54) في صفحة (35)،
33 - الأبيات (55-56) في صفحة (36)،
34 - الأبيات (57-60) في صفحة (37)،
35 - البيت (61) في صفحة (38)،
36 - البيت (62-63) في صفحة (39)،

الرابط المختصر