1 |
عَذيرُكَ مِن نَأيٍ غَدًا وَبِعادِ |
* |
وَسَيرِ مُحِبٍّ لا يَسيرُ بِزادِ |
2 |
لِعَلوَةَ في هَذا الفُؤادِ مَحَلَّةٌ |
* |
تَجانَفتُ عَن سَعدي بِها وَسُعادِ |
3 |
أَتُحسِنُ إِصفادي فَأَشكُرَ نَيلَها |
* |
وَإِن كانَ نَزرًا أَو تَحُلُّ صِفادي |
4 |
وَكَيفَ رَحيلي وَالفُؤادُ مُخَلَّفٌ |
* |
أَسيرٌ لَدَيها لا يُفَكُّ بِفادِ |
5 |
فَوَاللَهِ ما أَدري أَأَثني عَزيمَتي |
* |
عَنِ الغَربِ أَم أَمضي بِغَيرِ فُؤادِ |
6 |
وَلَيلَتَنا وَالراحُ عَجلى تَحُثُّها |
* |
فُنونُ غِناءٍ لِلزُجاجَةِ حادِ |
7 |
تَدارَكَ غَيِّ نَشوَةً مِن لِقائِها |
* |
ذَمَمتُ لَها حَتّى الصَباحِ رَشادي |
8 |
وَما بَلَغَ النَومُ المُسامِحُ لَذَّةً |
* |
سِوى أَرَقي في حُبِّها وَسُهادي |
9 |
عَلى بابِ قِنَّسرينَ وَاللَيلُ لاطِخٌ |
* |
جَوانِبَهُ مِن ظُلمَةٍ بِمِدادِ |
10 |
كَأَنَّ القُصورَ البيضَ في جَنَباتِهِ |
* |
خَضَبنَ مَشيبًا نازِلًا بِسَوادِ |
11 |
كَأَنَّ انخِراقَ الجَوِّ غَيَّرَ لَونَهُ |
* |
لَبوسُ حَديدٍ أَو لِباسُ حِدادِ |
12 |
كَأَنَّ النُجومَ المُستَسِرّاتِ في الدُجى |
* |
سِكاكُ دِلاصٍ أَو عُيونُ جَرادِ |
13 |
وَلا قَمَرٌ إِلّا حُشاشَةُ غائِرِ |
* |
كَعَينِ طِماسٍ رَنَّقَت لِرُقادِ |
14 |
فَبِتنا وَباتَت تَمزُجُ الراحَ بَينَنا |
* |
بِأَبيَضَ رَقراقِ الرُضابِ بُرادِ |
15 |
وَلَم نَفتَرِق حَتّى ثَنى الديكُ هاتِفًا |
* |
وَقامَ المُنادي بِالصَلاةِ يُنادي |
16 |
أَبا مُسلِمٍ اِلقَ السَلامَ مُضاعَفًا |
* |
وَرُح سالِمَ القُطرَينِ إِنِّيَ غادِ |
17 |
سَأَشكُرُ نُعماكَ المُرَفرِفَ ظِلُّها |
* |
عَلَيَّ وَهَل أَنسى رَبيعَ بِلادي |
18 |
وَفَيضَ عَطايا ما تَأَمَّلَ ناظِرٌ |
* |
إِلَيهِنَّ إِلّا قالَ فَيضُ غَوادِ |
19 |
وَكَم جاءَتِ الأَيامُ رَسلًا تَقودُني |
* |
إِلى نائِلٍ مِن راحَتَيكَ مُعادِ |
20 |
وَما تُنبِتُ البَطحاءُ مِن غَيرِ وابِلٍ |
* |
وَلا يَستَديمُ الشُكرَ غَيرُ جَوادِ |