الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 دَنا السِربُ إِلّا أَنَّ هَجرًا يُباعِدُه * وَلاحَت لَنا أَفرادُهُ وَفَرائِدُه
2 بَدَأنَ غَريبَ الحُسنِ ثُمَّ أَعَدنَهُ * فَهُنَّ بَواديهِ وَهُنَّ عَوائِدُه
3 نَوازِلُ مِن عَرضِ اللِوى كُلَّ مَنزِلٍ * أَقامَ طَريفُ الحُسنِ فيهِ وَتالِدُه
4 أَلا تَرَيانِ الرَبعَ راجَعَ أُنسَهُ * وَعادَت إِلى العَهدِ القَديمِ مَعاهِدُه
5 كَقَصرِ حُمَيدٍ بَعدَما غاضَ حُسنُهُ * وَأَقوَت نَواحيهِ وَأَجدَبَ رائِدُه
6 تَلافاهُ سَيبُ الصامِتِيِّ مُحَمَّدٍ * فَعادَت لَهُ أَيّامُهُ وَمَشاهِدُه
7 فَقَد جُمِعَت أَشتاتُ قَومٍ وَأُصلِحَت * جَوانِبُ أَمرٍ بَعدَما التاثَ فاسِدُه
8 تَجَلّى فَأَجلى ظُلمَةَ الظُلمِ عَنهُمُ * وَأَشرَقَ فيهِمْ عَدلُهُ وَرَوافِدُه
9 وَمازالَ يُحيِ الحَقَّ حَتّى أَنارَهُ * لَهُ وَأَماتَ الجَورَ فَارتَدَّ خامِدُه
10 تَوَسَّطَ أَوساطَ الأُمورِ بِنَفسِهِ * وَنالَ نَواحيها الأَقاصي تَعاهُدُه
11 فَإِن تَجحَدوهُ أَنعُمًا بَعدَ أَنعُمٍ * مُرَدَّدَةٍ فيكُمْ فَهُنَّ شَواهِدُه
12 وَإِن تَنقُصوهُ حَقَّ ما أَوجَبَت لَهُ * إِرادَتُهُ في اللَهِ فَاللَهِ رائِدُه
13 خَليلُ هُدىً طَوعَ الرَشادِ قَضاؤُهُ * حَليفُ نَدىً أَخذُ اليَدَينِ مَواعِدُه
14 وَأَحيا حُمَيدًا عِزُّهُ وَإِباؤُهُ * وَنَجدَتُهُ وَجودُهُ وَفَوائِدُه
15 وَما اشتَدَّ خَطبُ الدَهرِ إِلّا انبَرى لَهُ * أَبو نَهشَلٍ حَتّى تَلينَ شَدائِدُه
16 فَقُل لِقَليلٍ في المُروءَةِ وَالحِجى * تَكَثَّرَ عِندَ الناسِ أَن قَلَّ حاسِدُه
17 حَذارِ فَإِنَّ البَغيَ حَوضُ مَنِيَّةٍ * مَصادِرُهُ مَذمومَةٌ وَمَحامِدُه
18 وَراءَكَ عَن بَحرٍ يَغُطُّكَ مَوجُهُ * وَعَن جَبَلٍ تَعلو عَلَيكَ جَلامِدُه
19 تَرومُ عَظيمًا جَلَّ عَنكَ وَتَرتَجي * رِياسَةَ خِرقٍ عَطَّلَتكَ قَلائِدُه
20 وَمَسبَعَةٌ مِن دونِ ذاكَ أُسودُهُ * حَصاها وَمَحواةٌ نَقاها أَساوِدُه
21 وَتَدبيرُ مَنصورِ العَزيمَةِ يَغتَدي * وَتَدبيرُهُ حادي النَجاحِ وَقائِدُه
22 إِذا ما رَمى بِالرَأيِ خَلفَ أَبِيَّةٍ * مِنَ الأَمرِ يَومًا أَدرَكَتها مَصايِدُه
23 لَهُ فِكَرٌ بَينَ الغُيوبِ إِذا انتَهى * إِلى مُقفَلٍ مِنها فَهُنَّ مَقالِدُه
24 صَواعِقُ آراءٍ لَوِ انقَضَّ بَعضُها * عَلى يَذبُلٍ لَانقَضَّ أَو ذابَ جامِدُه
25 غَمامُ حَيًا ما تَستَريحُ بُروقُهُ * وَعارِضُ مَوتٍ لا تَفيلُ رَواعِدُه
26 وَعَمرُ بنُ مَعدي إِن ذَهَبتَ تَهيجُهُ * وَأَوسُ بنُ سُعدى إِن ذَهَبتَ تُكايِدُه
27 تَظَلُّ العَطايا وَالمَنايا قَرائِنًا * لِعافٍ يُرَجّيهِ وَغاوٍ يُعانِدُه
28 إِذا افتَرَقَت أَسيافُهُ وَسطَ جَحفَلٍ * تَفَرَّقَ عَنهُ هامُهُ وَسَواعِدُه
29 فَلا تَسأَلَنهُ خُطَّةَ الظُلمِ إِنَّهُ * إِلى مَنصِبٍ تَأبى الظَلامَ مَحاتِدُه
30 فَصامِتُهُ وَشَمسُهُ وَحُمَيدُهُ * وَرِبعِيُّهُ تِربُ الرَبيعِ وَخالِدُه
31 وَأَكرِم بِغَرسٍ هَؤُلاءِ أُصولُهُ * وَأَعظِم بِبَيتٍ هَؤُلاءِ قَواعِدُه
32 لَهُ بِدَعٌ في الجودِ تَدعو عَذولَهُ * عَلَيهِ إِلى استِحسانِها فَيُساعِدُه
33 إِذا ذَهَبَت أَموالُهُ نَحوَ أَوجُهٍ * مِنَ البَذلِ جاءَت مِن وُجوهٍ مَحامِدُه
34 وَلَو أَنَّ خَلفَ المَجدِ لِلمَرءِ غايَةً * لَجازَ المَدى الأَقصى الَّذي حازَ والِدُه
35 يُعارِضُهُ في كُلِّ فِعلٍ كَأَنَّهُ * غَداةَ يُباريهِ عَدُوٌّ يُجاهِدُه

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا نهشل محمد بن حميد الطوسي

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (583)،
2- الأبيات (7-18) في صفحة (584)،
3 - الأبيات (19-26) في صفحة (585)،
4 - الأبيات (27-35) في صفحة (586)،

الرابط المختصر