الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَعادَ شَكوى مِنَ الطَيفِ الَّذي اعتادا * رُشدًا تَوَخَّيتَ أَم غَيًّا وَإِفنادا
2 أَلَمَّ بي وَبَياضُ الصُبحِ مُنتَظِرٌ * قَد رَقَّ عَنهُ سَوادُ اللَيلِ أَو كادا
3 فَأَيُّ مُفتَرَقٍ لَم يَبتَعِث أَسَفًا * وَمُلتَقىً لَم يَكُن لِلبَثِّ ميعادا
4 أَتوَيتَ لُبّي وَمِن شَأنِ المُحِبِّ إِذا * ما قيدَ لِلشَيءِ يُتوِي لُبَّهُ انقادا
5 يَرجو العَواذِلُ إِقصاري وَفي كَبِدي * نارٌ تَزيدُ عَلى الإِطفاءِ إيقادا
6 ما حَقُّنا مِن سُلَيمى أَن تُقايِضَنا * بِالبَذلِ مَنعًا وَبِالإِدناءِ إِبعادا
7 غادَتكَ مِنها غَداةَ السَبتِ مُؤذِنَةٌ * بِنِيَّةٍ وَأَشَقُّ الكُرهِ ما غادى
8 كانَت أَثانينَ أَيّامُ الفِراقِ فَقَدْ * صارَت سُبوتًا نُخَشّاها وَآحادا
9 أَدِلَّةُ المَرءِ أَيّامٌ عُدِدنَ لَهُ * يُرينَهُ القَصدَ تَقويمًا وَإِرشادا
10 وَقَد يُطالِبنَ ما قَدَّمنَ مِن سَلَفٍ * فيهِ فَيَنقُصنَهُ الفَضلَ الَّذي ازدادا
11 حَتّى يَعودَ الجَديدَ المُشتَرى خَلَقًا * تَرذُلُهُ العَينُ وَالمُنصاتُ مُنآدا
12 أَكثَرتَ عَن مُترَفي مِصرَ السُؤالَ وَلَن * تَلقى ثَمودًا بِواديها وَلا عادا
13 لَم أَرَ مِثلَ الرَدى وِردًا وَفَى بِهِمُ * وَلا كَحَشدِ بَني اللَكعاءِ وُرّادا
14 مِن حَينِهِمْ أَنَّ عَكسَ الحَظَّ أَعلَقَهُمْ * حُتوفَهُمْ ما ابتَغى مَنّا وَلا فادى
15 اللَهُ أَعلى عَلِيًّا في مَراسِهِمُ * عَنّا وَكادَ لَهُ الحِزبَ الَّذي كادا
16 مازالَ يَعمَلُ وَالأَقدارُ تَرفِدُهُ * لِلسَيفِ حَصدًا وَلِلهاماتِ إِحصادا
17 لا تُستَعارُ الهُوَينا مِن صَريمَتِهِ * إِن ساتَرَ الحَمِرُ الأَعداءَ أَو بادى
18 يَلقونَهُ عِندَ أَعلى المُزنِ حِفظَتُهُ * تَتَهُّمَ المُزنِ إِبراقًا وَإِرعادا
19 بَنو الحُسَينِ كُنوزَ الدَهرِ مِن كَرَمٍ * لا يَرِثُ الدَهرُ أَقصاهُنَّ إِنفادا
20 مُكَرَّرونَ عَلى الأَيّامِ في شِيَمٍ * تَقَيَّلوها أُبُوّاتٍ وَأَجدادا
21 أَفرادُ أُكرومَةٍ لا يُشرَكونَ وَقَد * تُدعى الصَوارِمُ في الأَجفانِ أَفرادا
22 إِن ساوَقَ المَحلَ أَقوامٌ بِبُخلِهِمُ * جاؤوا مَعَ المَطَرِ الرِّبعِيِّ أَجوادا
23 مُخَيِّمونَ عَلى سيحِ العِراقِ أَبَتْ * إِلّا سُمُوًّا مَساعيهِمْ وَإِنجادا
24 تَخَيَّروا الأَرضَ قَبلَ الناسِ أَمْ عَمَروا * لَدى الدَساكِرِ تِلكَ الأَرضَ رُوّادا
25 تُمسي سُهولًا لَهُم يَرضَونَ بَسطَتَها * وَيُصبِحونَ لَها بِالعِزِّ أَوتادا
26 يُرَفَّهونَ بِسيحِ النَهرَوانِ إِذا * ضَنَّ السَحابُ بِجاري سَيلِهِ جادا
27 فازوا بِأَرحَبِ دارٍ مِنهُ أَفنِيَةً * فيحًا وَأَقدَمَ مُلكٍ مِنهُ ميلادا
28 وَما نُخِلُّ بِتَقريظٍ نَخُصُّ بِهِ * أَبا مُحَمَّدِهِمْ شُكرًا وَإِحمادا
29 مِن خَيرِهِمْ خُلُقًا سَمحًا وَأَقعَدِهِمْ * فَضلًا وَأَكثَرِهِمْ في السَروِ إِسنادا
30 يُرضيكَ مِن حَسَنٍ قَصدٌ إِلى حَسَنٍ * أَخلَدَ يَرمي إِلى عُلياهُ إِخلادا
31 ما دَيرُ عاقولَكُمْ بِالبُعدِ مانِعَنا * مِن أَن نَجيأَكَ مِن بَغدادَ عُوّادا
32 نُجِدُّ عَهدًا بِأَوفى المُفضِلينَ نَدىً * وَأَقوَمِ القَومِ في خُطبٍ وَإِن آدا
33 عَلَيَّ أَن يَلحَقَ الأَقصَينَ سُؤدُدُكُمْ * إِذ كانَ قَد سادَ مِن أَدناهُ مَن سادا
34 لا تَنظُرَنَّ إِلى الفَيّاضِ مِن صِغَرٍ * في السِنِّ وَانظُر إِلى المَجدِ الَّذي شادا
35 إِنَّ النُجومَ نُجومَ اللَيلِ أَصغَرُها * في العَينِ أَذهَبُها في الجَوِّ إِصعادا
36 لَنا عَوارِفُ نُعمى مِن تَطَوُّلِهِ * يُضعِفنَ فَوقَ صُروفِ الدَهرِ أَعدادا
37 تَدَفُّقَ البَحرِ إِن بادَهتَ جُمَّتَهُ * سَقَتكَ رِيًّا وَإِن عاوَدتَهُ عادا
38 وَكَم أَنافَت مِنَ الأَبناءِ مَكرُمَةٌ * مَشهودَةٌ تَدَعُ الآباءَ حُسّادا
39 أَنتُم مَيامينُ في الحاجاتِ نَطلُبُها * وَلَستُمُ مُستَقِلّي النَفعِ أَنكادا
40 ثَلاثَةٌ تُسرِعُ النُجحَ المَكيثَ إِذا * تَسانَدوا فيهِ أَعوانًا وَرُفّادا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح علي بن محمد بن الفياض

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (607)،
2- الأبيات (8-17) في صفحة (608)،
3 - الأبيات (18-25) في صفحة (609)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (610)،
5 - الأبيات (35-40) في صفحة (611)،

الرابط المختصر