1 |
مِثالُكِ مِن طَيفِ الخَيالِ المُعاوِدِ |
* |
أَلَمَّ بِنا مِن أُفقِهِ المُتَباعِدِ |
2 |
يُحَيِّ هُجودًا مُنتَشينَ مِنَ الكَرى |
* |
وَما نَفعُ إِهداءِ السَلامِ لَهاجِدِ |
3 |
إِذا هِيَ مالَت لِلعِناقِ تَعَطَّفَتْ |
* |
تَعَطُّفَ أُملودٍ مِنَ البانِ مائِدِ |
4 |
إِذا وَصَلَتنا لَم تَصِل عَن تَعَمُّدٍ |
* |
وَإِنْ هَجَرَت أَبدَت لَنا هَجرَ عامِدِ |
5 |
تُقَلِّبُ قَلبًا ما يَلينُ إِلى الصِبا |
* |
وَمَنزورَ دَمعٍ عَن جَوى الحُبِّ جامِدِ |
6 |
تَمادى بِها وَجدي وَمُلِّكَ وَصلَها |
* |
خَلِيُّ الحَشا في وَصلِها جِدُّ زاهِدِ |
7 |
وَما الناسُ إِلّا واجِدٌ غَيرُ مالِكٍ |
* |
لِما يَبتَغي أَو مالِكٌ غَيرُ واجِدِ |
8 |
سَقى الغَيثُ أَكنافَ الحِمى مِن مَحَلَّةٍ |
* |
إِلى الحِقفِ مِن رَملِ اللِوى المُتَقاوِدِ |
9 |
وَلازالَ مُخضَرٌّ مِنَ الرَوضِ يانِعٌ |
* |
عَلَيهِ بِمُحمَرٍّ مِنَ النورِ جاسِدِ |
10 |
يُذَكِّرُنا رَيّا الأَحِبَّةِ كُلَّما |
* |
تَنَفَّسَ في جُنحٍ مِنَ اللَيلِ بارِدِ |
11 |
شَقائِقُ يَحمِلنَ النَدى فَكَأَنَّهُ |
* |
دُموعُ التَصابي في خُدودِ الخَرائِدِ |
12 |
وَمِن لُؤلُؤٍ في الأُقحُوانِ مُنَظَّمٍ |
* |
عَلى نُكَتٍ مُصفَرَّةٍ كَالفَرائِدِ |
13 |
كَأَنَّ جَنى الحَوذانِ في رَونَقِ الضُحى |
* |
دَنانيرُ تِبرٍ مِن تُؤامِن وَفارِدِ |
14 |
رِباعٌ تَرَدَّت بِالرِياضِ مَجودَةً |
* |
بِكُلِّ جَديدِ الماءِ عَذبِ المَوارِدِ |
15 |
إِذا راوَحَتها مُزنَةٌ بَكَرَت لَها |
* |
شآبيبُ مُجتازٍ عَلَيها وَقاصِدِ |
16 |
كَأَنَّ يَدَ الفَتحِ بنِ خاقانَ أَقبَلَتْ |
* |
تَليها بِتِلكَ البارِقاتِ الرَواعِدِ |
17 |
مَلِيًّا إِذا ما كانَ بادِئَ نِعمَةٍ |
* |
بِكَرِّ العَطايا البادِئاتِ العَوائِدِ |
18 |
رَأَيتُ النَدى أَمسى شَقيقًا مُناسِبًا |
* |
لِأَخلاقِهِ دونَ الحَليفِ المُعاقِدِ |
19 |
تَلَفَّتَ فَوقَ القائِمينَ فَطالَهُمْ |
* |
تَشَوُّفُ بَسّامٍ إِلى الوَفدِ قاعِدِ |
20 |
جَهيرُ الخِطابِ يَخفِضُ القَومُ عِندَهُ |
* |
مَعاريضَ قَولٍ كَالرِياحِ الرَواكِدِ |
21 |
يَخُضّونَ بِالتَبجيلِ أَطوَلَهُمْ يَدًا |
* |
وَأَظهَرَهُمْ أُكرومَةً في المَشاهِدِ |
22 |
وَلَم أَرَ أَمثالَ الرِجالِ تَفاوَتَتْ |
* |
إِلى الفَضلِ حَتّى عُدَّ أَلفٌ بِواحِدِ |
23 |
وَلا عَيبَ في أَخلاقِهِ غَيرَ أَنَّهُ |
* |
غَريبُ الأُسى فيها قَليلُ المُساعِدِ |
24 |
مَكارِمُ هُنَّ الغَيظُ باتَ غَليلُهُ |
* |
يُضَرَّمُ في صَدرِ الحَسودِ المُكايِدِ |
25 |
وَلَن تَستَبينَ الدَهرَ مَوضِعَ نِعمَةٍ |
* |
إِذا أَنتَ لَم تُدلَل عَلَيها بِحاسِدِ |
26 |
كَفى رَأيُهُ الجُلّى وَأَلقى سَماحُهُ |
* |
نَفاقًا عَلى عِلقٍ مِنَ الشِعرِ كاسِدِ |
27 |
وَإِنَّ مُقامي حَيثُ خَيَّمتُ مِحنَةٌ |
* |
تُخَبِّرُ عَن فَهمِ الكِرامِ الأَجاوِدِ |
28 |
وَكائِن لَهُ في ساحَتي مِن صَنيعَةٍ |
* |
قَطَعتُ بِها عُقلَ القَوافي الشَوارِدِ |
29 |
وَإِنّي لَمَحقوقٌ بِأَلّا يَطولَني |
* |
نَداهُ إِذا طاوَلتُهُ بِالقَصائِدِ |
30 |
يُحَكنَ لَهُ حَوكَ البُرودِ لِزينَةٍ |
* |
وَيُنظَمنَ عَن جَدواهُ نَظمَ القَلائِدِ |
31 |
وَحَسبُ أَخي النَعمى جَزاءً إِذا امتَطى |
* |
سَوائِرَ مِن شِعرٍ عَلى الدَهرِ خالِدِ |
32 |
مَلَكتُ بِهِ وُدَّ العِدا وَأَجَدَّ لي |
* |
أَواصِرَ قُربى في الرِجالِ الأَباعِدِ |
33 |
جَمالُ اللَيالي في بَقائِكَ فَليَدُم |
* |
بَقاؤُكَ في عُمرٍ عَلَيهِنَّ زائِدِ |
34 |
وَمُلّيتَ عَيشًا مِن أَبي الفَتحِ إِنَّهُ |
* |
سَليلُ العُلا وَالسُؤدُدِ المُتَراقِدِ |
35 |
مَتى ما يَشِد مَجدًا يَشِدهُ بِهِمَّةٍ |
* |
تَقَيَّلَ فيها ماجِدًا بَعدَ ماجِدِ |
36 |
وَإِنْ يَطَّلِب مَسعاةَ مَجدٍ بَعيدَةٍ |
* |
يَنَلها بِجَدٍّ أَريَحِيٍّ وَوالِدِ |
37 |
كَما مُدَّتِ الكَفُّ المُضافُ بَنانُها |
* |
إِلى عَضُدٍ في المَكرُماتِ وَساعِدِ |
38 |
يَسُرُّكَ في هَديٍ إِلى الرُشدِ ذاهِبٍ |
* |
وَيُرضيكَ في هَمٍّ إِلى المَجدِ صاعِدِ |
39 |
لَهُ حَرَكاتٌ موجِباتٌ بِأَنَّهُ |
* |
سَيَعلو عُلُوَّ البَدرِ بَينَ الفَراقِدِ |
40 |
مَواعِدُ لِلأَيّامِ فيهِ وَرَغبَتي |
* |
إِلى اللَهِ في إِنجازِ تِلكَ المَواعِدِ |
41 |
أَأَجحَدُكَ النَعماءَ وَهيَ جَلِيَّةٌ |
* |
وَما أَنا لِلبِرِّ الخَفِيِّ بِجاحِدِ |
42 |
مَتى ما أُسَيِّر في البِلادِ رَكائِبي |
* |
أَجِد سائِقي يَهوي إِلَيكَ وَقائِدي |
43 |
وَأَكرَمُ ذُخري حُسنُ رَأيِكَ إِنَّهُ |
* |
طَريفي الَّذي آوي إِلَيهِ وَتالِدي |