الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مِثالُكِ مِن طَيفِ الخَيالِ المُعاوِدِ * أَلَمَّ بِنا مِن أُفقِهِ المُتَباعِدِ
2 يُحَيِّ هُجودًا مُنتَشينَ مِنَ الكَرى * وَما نَفعُ إِهداءِ السَلامِ لَهاجِدِ
3 إِذا هِيَ مالَت لِلعِناقِ تَعَطَّفَتْ * تَعَطُّفَ أُملودٍ مِنَ البانِ مائِدِ
4 إِذا وَصَلَتنا لَم تَصِل عَن تَعَمُّدٍ * وَإِنْ هَجَرَت أَبدَت لَنا هَجرَ عامِدِ
5 تُقَلِّبُ قَلبًا ما يَلينُ إِلى الصِبا * وَمَنزورَ دَمعٍ عَن جَوى الحُبِّ جامِدِ
6 تَمادى بِها وَجدي وَمُلِّكَ وَصلَها * خَلِيُّ الحَشا في وَصلِها جِدُّ زاهِدِ
7 وَما الناسُ إِلّا واجِدٌ غَيرُ مالِكٍ * لِما يَبتَغي أَو مالِكٌ غَيرُ واجِدِ
8 سَقى الغَيثُ أَكنافَ الحِمى مِن مَحَلَّةٍ * إِلى الحِقفِ مِن رَملِ اللِوى المُتَقاوِدِ
9 وَلازالَ مُخضَرٌّ مِنَ الرَوضِ يانِعٌ * عَلَيهِ بِمُحمَرٍّ مِنَ النورِ جاسِدِ
10 يُذَكِّرُنا رَيّا الأَحِبَّةِ كُلَّما * تَنَفَّسَ في جُنحٍ مِنَ اللَيلِ بارِدِ
11 شَقائِقُ يَحمِلنَ النَدى فَكَأَنَّهُ * دُموعُ التَصابي في خُدودِ الخَرائِدِ
12 وَمِن لُؤلُؤٍ في الأُقحُوانِ مُنَظَّمٍ * عَلى نُكَتٍ مُصفَرَّةٍ كَالفَرائِدِ
13 كَأَنَّ جَنى الحَوذانِ في رَونَقِ الضُحى * دَنانيرُ تِبرٍ مِن تُؤامِن وَفارِدِ
14 رِباعٌ تَرَدَّت بِالرِياضِ مَجودَةً * بِكُلِّ جَديدِ الماءِ عَذبِ المَوارِدِ
15 إِذا راوَحَتها مُزنَةٌ بَكَرَت لَها * شآبيبُ مُجتازٍ عَلَيها وَقاصِدِ
16 كَأَنَّ يَدَ الفَتحِ بنِ خاقانَ أَقبَلَتْ * تَليها بِتِلكَ البارِقاتِ الرَواعِدِ
17 مَلِيًّا إِذا ما كانَ بادِئَ نِعمَةٍ * بِكَرِّ العَطايا البادِئاتِ العَوائِدِ
18 رَأَيتُ النَدى أَمسى شَقيقًا مُناسِبًا * لِأَخلاقِهِ دونَ الحَليفِ المُعاقِدِ
19 تَلَفَّتَ فَوقَ القائِمينَ فَطالَهُمْ * تَشَوُّفُ بَسّامٍ إِلى الوَفدِ قاعِدِ
20 جَهيرُ الخِطابِ يَخفِضُ القَومُ عِندَهُ * مَعاريضَ قَولٍ كَالرِياحِ الرَواكِدِ
21 يَخُضّونَ بِالتَبجيلِ أَطوَلَهُمْ يَدًا * وَأَظهَرَهُمْ أُكرومَةً في المَشاهِدِ
22 وَلَم أَرَ أَمثالَ الرِجالِ تَفاوَتَتْ * إِلى الفَضلِ حَتّى عُدَّ أَلفٌ بِواحِدِ
23 وَلا عَيبَ في أَخلاقِهِ غَيرَ أَنَّهُ * غَريبُ الأُسى فيها قَليلُ المُساعِدِ
24 مَكارِمُ هُنَّ الغَيظُ باتَ غَليلُهُ * يُضَرَّمُ في صَدرِ الحَسودِ المُكايِدِ
25 وَلَن تَستَبينَ الدَهرَ مَوضِعَ نِعمَةٍ * إِذا أَنتَ لَم تُدلَل عَلَيها بِحاسِدِ
26 كَفى رَأيُهُ الجُلّى وَأَلقى سَماحُهُ * نَفاقًا عَلى عِلقٍ مِنَ الشِعرِ كاسِدِ
27 وَإِنَّ مُقامي حَيثُ خَيَّمتُ مِحنَةٌ * تُخَبِّرُ عَن فَهمِ الكِرامِ الأَجاوِدِ
28 وَكائِن لَهُ في ساحَتي مِن صَنيعَةٍ * قَطَعتُ بِها عُقلَ القَوافي الشَوارِدِ
29 وَإِنّي لَمَحقوقٌ بِأَلّا يَطولَني * نَداهُ إِذا طاوَلتُهُ بِالقَصائِدِ
30 يُحَكنَ لَهُ حَوكَ البُرودِ لِزينَةٍ * وَيُنظَمنَ عَن جَدواهُ نَظمَ القَلائِدِ
31 وَحَسبُ أَخي النَعمى جَزاءً إِذا امتَطى * سَوائِرَ مِن شِعرٍ عَلى الدَهرِ خالِدِ
32 مَلَكتُ بِهِ وُدَّ العِدا وَأَجَدَّ لي * أَواصِرَ قُربى في الرِجالِ الأَباعِدِ
33 جَمالُ اللَيالي في بَقائِكَ فَليَدُم * بَقاؤُكَ في عُمرٍ عَلَيهِنَّ زائِدِ
34 وَمُلّيتَ عَيشًا مِن أَبي الفَتحِ إِنَّهُ * سَليلُ العُلا وَالسُؤدُدِ المُتَراقِدِ
35 مَتى ما يَشِد مَجدًا يَشِدهُ بِهِمَّةٍ * تَقَيَّلَ فيها ماجِدًا بَعدَ ماجِدِ
36 وَإِنْ يَطَّلِب مَسعاةَ مَجدٍ بَعيدَةٍ * يَنَلها بِجَدٍّ أَريَحِيٍّ وَوالِدِ
37 كَما مُدَّتِ الكَفُّ المُضافُ بَنانُها * إِلى عَضُدٍ في المَكرُماتِ وَساعِدِ
38 يَسُرُّكَ في هَديٍ إِلى الرُشدِ ذاهِبٍ * وَيُرضيكَ في هَمٍّ إِلى المَجدِ صاعِدِ
39 لَهُ حَرَكاتٌ موجِباتٌ بِأَنَّهُ * سَيَعلو عُلُوَّ البَدرِ بَينَ الفَراقِدِ
40 مَواعِدُ لِلأَيّامِ فيهِ وَرَغبَتي * إِلى اللَهِ في إِنجازِ تِلكَ المَواعِدِ
41 أَأَجحَدُكَ النَعماءَ وَهيَ جَلِيَّةٌ * وَما أَنا لِلبِرِّ الخَفِيِّ بِجاحِدِ
42 مَتى ما أُسَيِّر في البِلادِ رَكائِبي * أَجِد سائِقي يَهوي إِلَيكَ وَقائِدي
43 وَأَكرَمُ ذُخري حُسنُ رَأيِكَ إِنَّهُ * طَريفي الَّذي آوي إِلَيهِ وَتالِدي

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الفتح بن خاقان وابنه أبا الفتح

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (622)،
2 - الأبيات (8-12) في صفحة (623)،
3 - الأبيات (13-21) في صفحة (624)،
4 - الأبيات (22-30) في صفحة (625)،
5 - الأبيات (31-43) في صفحة (626)،

الرابط المختصر