الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حاجَةُ ذا الحَيرانِ أَن تُرشِدَهْ * أَو تَترُكَ اللَومَ الَّذي لَدَّدَهْ
2 يَمضي أَخو الحُبِّ عَلى نَهجِهِ * فَنَّدَهُ في الحُبِّ مَن فَنَّدَهْ
3 وَيُعرَفُ المَرذولُ مِن غَيرِهِ * بِمَن لَحى المَبتولَ أَو أَسعَدَهْ
4 لا أَدَعُ الأُلّافَ أَشتاقُهُمْ * وَاللَهوَ أَن أَتبَعَ فيهِمْ دَدَهْ
5 وَلا التَصابي أَرتَدي بُردَهُ * وَمَشهَدَ اللَذّاتِ أَن أَشهَدَهْ
6 وَالدَهرُ لَونانِ فَهَل مُخلِقٌ * أَبيَضَهُ بَاللُبسِ أَم أَسوَدَهْ
7 يا هَل تُرى مُدنِيَةٌ لِلهَوى * بِمَنبِجٍ أَيامُهُ المُبعَدَةْ
8 نَشَدتُ هَذا الدَهرَ لَمّا ثَنى * يُصلِحُ مِن شَأني الَّذي أَفسَدَهْ
9 مَذَمَّةٌ مِنهُ تَغَمَّدتُها * بِالصَبرِ حَتّى خُيِّلَت مَحمَدَةْ
10 فَرَّقَ بَينَ الناسِ في نَجرِهِمْ * ما يُعظِمُ العَبدُ لَهُ سَيِّدَهْ
11 وَأَنجُمُ الأُفقِ نِظامٌ ذَلا * ما خالَفَت أَنحُسُهُ أَسعَدَهْ
12 لا أَحفِلُ الأَشباحَ حَتّى أَرى * بَيانَ ما تَأتي بِهِ الأَفئِدَةْ
13 وَالبُخلُ غُلٌّ آسِرٌ بَعضُهُمْ * يَقصُرُ عَن نَيلِ المَساعي يَدَهْ
14 وَمُغرَمٌ بِالمَنعِ أُغرِمتُ بِالـ * ـإِعراضِ عَن أَبوابِهِ الموصَدَةْ
15 أَصونُ نَفسًا لا أَرى بَذلَها * حَظًّا وَأَخلاقًا سَمَت مُصعِدَةْ
16 ما استَنَّ عَبدُ اللَهِ أُكرومَةً * إِلّا وَقَد نازَعَها مَخلَدَهْ
17 اُنظُر إِلى كُلِّ الَّذي جاءَهُ * فَإِنَّهُ بَعضُ الَّذي عَوَّدَهْ
18 سَوابِقٌ مِن شَرَفٍ أَوَّلٍ * أَكَّدَهُ الأَعشى بِما أَكَّدَهْ
19 وَالمَجدُ قَد يَأبِقُ مِن أَهلِهِ * لَولا عُرى الشِعرِ الَّذي قَيَّدَهْ
20 إِذا تَأَمَّلتَ فَتى مَذحِجٍ * مَلَأتَ عَينًا رَمَقَت سُؤدَدَهْ
21 واحِدُ دَهرٍ إِن بَدا نائِلًا * ثَنّاهُ في الأَقوامِ أَو رَدَّدَهْ
22 مَتى اختَبَرناهُ حَمِدنا وَقَدْ * يُخرِجُ ما في السَيفِ مَن جَرَّدَهْ
23 تَرى بِهِ الحُسّادُ مِن سَروِهِ * نارًا عَلى أَكبادِهِم موقَدَةْ
24 إِنَّ القَناني وَإِنَّ النَدى * تِربا اصطِحابٍ وَأُخَيّا لِدَهْ
25 تَعاقَدا حِلفًا عَلى وَفرِ ذي * وَفرٍ إِذا جَمَّعَهُ بَدَّدَهْ
26 فَالفِعلُ فَوتَ القَولِ إِن فاضَ في * عارِفَةٍ وَالجودُ فَوتَ الجِدَةْ
27 أَنجَحَ ما قَدَّمَ مِن مَوعِدِ * مُشَيَّعٌ يُصدِرُ ما أَورَدَهْ
28 إِذا ابتَلى يَومَ جَداهُ امرُؤٌ * أَغناهُ عَن أَن يَتَرَجّى غَدَهْ
29 طَولٌ إِذا لَم يَستَطِع شُكرُهُ * هَمَّ لَئيمُ القَومِ أَن يَجحَدَهْ
30 يُشرِقُ بِشرًا وَهوَ في مَغرَمٍ * لَو مُنِيَ البَدرُ بِهِ رَبَّدَهْ
31 ضَوءٌ لَو اَنَّ الفَلَكَ ازدادَ في * أَنجُمِهِ مِنهُ لَما أَنفَدَهْ
32 بَقيتَ مَرغوبًا إِلَيهِ وَإِنْ * جِئتَ بِبِنتِ الجَبَلِ المُؤيِدَةْ
33 ما كُنتُ أَخشاكَ عَلى مِثلِها * أَن تُسقِطَ الرِزقَ وَتَنسى العِدَةْ
34 إِن كانَ عَن وَهمٍ رَضينا الَّذي * تَسخَطُهُ أَو كانَ عَن مَوجِدِةْ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عبدون بن مخلد

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (662)،
2 - الأبيات (9-18) في صفحة (663)،
3 - الأبيات (19-26) في صفحة (664)،
4 - الأبيات (27-34) في صفحة (665)،

الرابط المختصر