الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَجِرني مِنَ الواشي الَّذي جارَ وَاعتَدى * وَغابِرِ شَوقٍ غارَ بي ثُمَّ أَنجَدا
2 وَإِلّا فَأَسعِدني بِدَمعِكَ إِنَّهُ * يُهَوِّنُ ما بي أَن أَرى لِيَ مُسعِدا
3 سَقى الغَيثُ أَجراعًا عَهِدتُ بِجَوِّها * غَزالًا تُراعيهِ الجَآذِرُ أَغيَدا
4 إِذا ما الكَرى أَهدى إِلَيَّ خَيالَهُ * شَفى قُربُهُ التَبريحَ أَو نَقَعَ الصَدى
5 إِذا انتَزَعَتهُ مِن يَدَيَّ انتِباهَةٌ * عَدَدتُ حَبيبًا راحَ مِنِّيَ أَو غَدا
6 وَلَم أَرَ مِثلَينا وَلا مِثلَ شَأنِنا * نُعَذَّبُ أَيقاظًا وَنَنعَمُ هُجَّدا
7 تَصعَّدُ أَنفاسي جَوىً وَتَشَوُّقًا * إِذا البَرقُ مِن غَربِيِّ دِجلَةَ أَصعَدا
8 وَما ذاكَ إِلّا لَوعَةٌ لَكَ زادُها * تَنائي الدِيارَ جِدَّةً وَتَوَقُّدا
9 فَمَن غابَ يَنوي نِيَّةً عَن حَبيبِهِ * وَهَجرًا فَإِنّي غِبتُ عَنكَ لِأَشهَدا
10 وَما القُربُ في بَعضِ المَواطِنِ لِلَّذي * يَرى الحَزمَ إِلّا أَن يَشِطَّ وَيَبعُدا
11 إِلى ابنِ أَميرِ المُؤمِنينَ تَناهَبَتْ * بِنا العيسُ دَيجورًا مِنَ اللَيلِ أَسوَدا
12 إِلى مُنعِمٍ لا الجودُ عَنهُ بِعازِبٍ * بَطيءٍ وَلا المَعروفُ مِنهُ بِأَنكَدا
13 رَأَينا بَني الأَمجادِ في كُلِّ مَعشَرٍ * فَكانوا لِعَبدِ اللَهِ في المَجدِ أَعبَدا
14 عَلَيهِ مِنَ المُعتَزِّ بِاللَهِ بَهجَةٌ * أَضاءَت فَلَو يَسري بِها الرَكبُ لَاهتَدى
15 إِذا ما انتَمى ناصى المَجَرَّةَ وَاعتَزى * إِلى أَنجُمٍ ما زِلنَ لِلمُلكِ أَسعُدا
16 إِلى خُلَفاءِ سُنَّةٍ قَد تَنافَسوا * لِتَثقُلَ في أَعناقِهِمْ وَتُرَدَّدا
17 يَروقُ العُيونَ الناظِراتِ بِطَلعَةٍ * مِنَ الحُسنِ لَو وافى بِها البَدرَ باعَدا
18 لَهُ في قُلوبِ الأَولِياءِ مَحَبَّةٌ * تَعُدُّ بِها الأَعداءُ جُندًا مُجَنَّدا
19 تَأَمَّل أَمينَ اللَهِ فَرطَ جَلالَةٍ * وَأُبَّهَةٍ تَبدو عَلَيهِ إِذا بَدا
20 إِذا أَعجَبَتكَ اليَومَ مِنهُ خَليقَةٌ * مُهَذَّبَةٌ أَعطاكَ أَمثالَها غَدا
21 طُلوبٌ لِأَقصى غايَةٍ بَعدَ غايَةٍ * إِذا قُلتَ يَومًا قَد تَناهى تَزَيَّدا
22 سُرِرنا بِأَنْ أَمَّرتَهُ وَنَصَبتَهُ * لَنا عَلَمًا نَأوي إِلى ظِلِّهِ غَدا
23 وَأَبهَجَنا ضَربُ الدَنانيرِ بِاسمِهِ * وَتَقليدُهُ مِن أَمرِنا ما تَقَلَّدا
24 وَلِم لا يُرى ثانيكَ في السُلطَةِ الَّتي * خُصِصتَ بِها ثانيكَ في الجودِ وَالنَدى
25 حَقيقٌ بِأَن تَرمي بِهِ الجانِبَ الَّذي * يَهُمُّ وَأَن تُفضي إِلَيهِ وَتَعهَدا
26 وَمِثلُكَ حاطَ المُسلِمينَ بِمِثلِهِ * سَدادًا وَلَم يُهمِل رَعِيَّتَهُ سُدى
27 فَلَو دامَ شَيءٌ آخِرُ الدَهرِ سَرَّنا * غِنىً عَنهُ مَوجودٌ وَدُمتَ مُخَلَّدا
28 أَبِن فَضلَهُ وَاشهَر نَباهَةَ قَدرِهِ * وَأَبقِ لَهُ في الناسِ ذِكرًا مُجَدَّدا
29 فَلَلسَيفُ مَسلولًا أَشَدُّ مَهابَةً * وَأَظهَرَ إِفرِندًا مِنَ السَيفِ مُغمَدا
30 بَقيتَ تُرَجّيهِ وَعاشَ مُؤَمَّلًا * يُراعي اتِّصالًا مِن حَياتِكَ سَرمَدا
31 لَقَد ساوَرَت خَيلَ المُساوِرِ عُصبَةً * أَفاءَت عَلَيهِ الطَعنَ غَضًّا مُجَدَّدا
32 حَمَوهُ سُهولَ الأَرضِ مِن كُلِّ جانِبٍ * فَظَلَّ شَريدًا في الجِبالِ مُطَرَّدا
33 عُلوجٌ وَأَعرابٌ يُرَجّونَ حائِنًا * أَضاعَ الحِجى حَتّى طَغى وَتَمَرَّدا
34 يُسَمّونَهُ بِاسمِ الخَليفَةِ بَعدَ ما * رَعى الضَأنَ فيهِم ذا مَشيبٍ وَأَمرَدا
35 فَلِم لَم تَزَعهُ الوازِعاتُ وَيَجتَنِبْ * عَداوَةَ مَنصورِ اليَدَينِ عَلى العِدا
36 وَلَو شاوَرَ الأَيّامَ قَبلَ خُروجِهِ * نَهَينَ ابنَ أُمِّ الكَلبِ أَن يَتَوَرَّدا
37 كَأَنّي بِهِ إِمّا قَتيلًا مُضَرَّجًا * بِأَيدي المَوالى أَو أَسيرًا مُقَيَّدا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح عبد الله بن المعتز

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (670)،
2 - الأبيات (6-15) في صفحة (671)،
3 - الأبيات (16-27) في صفحة (672)،
4 - الأبيات (28-37) في صفحة (673)،

الرابط المختصر