الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 شُغلانِ مِن عَذلِ وَمِن تَفنيدِ * وَرَسيسِ حُبٍّ طارِفٍ وَتَليدِ
2 وَأَما وَأَرآمِ الظِباءِ لَقَد نَأَتْ * بِهَواكَ أَرآمُ الظِباءِ الغيدِ
3 طالَعنَ غَورًا مِن تِهامَةَ وَاعتَلى * عَنهُنَّ رَملا عالِجٍ وَزَرودِ
4 لَمّا مَشَينَ بِذي الأَراكِ تَشابَهَتْ * أَعطافُ قُضبانٍ بِهِ وَقُدودِ
5 في حُلَّتي حِبرٍ وَرَوضٍ فَالتَقى * وَشيانِ وَشيُ رُبًا وَوَشيُ بُرودِ
6 وَسَفَرنَ فَامتَلَأَت عُيونٌ راقَها * وَردانِ وَردُ جَنًا وَوَردُ خُدودِ
7 وَضَحِكنَ فَاغتَرَفَ الأَقاحي مِن نَدىً * غَضٍّ وَسَلسالِ الرِضابِ بَرودِ
8 نَرجو مُقارَبَةَ الحَبيبِ وَدونُهُ * وَخدٌ يُبَرِّحُ بِالمَهارى القودِ
9 وَمَتى يُساعِدُنا الوِصالُ وَدَهرُنا * يَومانِ يَومُ نَوىً وَيَومُ صُدودِ
10 طَلَبَت أَميرَ المُؤمِنينَ رِكابُنا * مِن مَنزَعٍ لِلطالِبينَ بَعيدِ
11 فَالخِمسُ بَعدَ الخِمسِ يَذهَبُ عِرضُهُ * في سَيرِها وَالبيدُ بَعدَ البيدِ
12 نَجلو بِغُرَّتِهِ الدُجى فَكَأَنَّنا * نَسري بِبَدرٍ في الدَآدي السودِ
13 حَتّى وَرَدنا بَحرَهُ فَتَقَطَّعَت * غُلَلُ الظَما عَن بَحرِهِ المَورودِ
14 في حَيثِ يَعتَصِرُ النَدى مِن عودِهِ * وَيُرى مَكانُ السُؤدُدِ المَنشودِ
15 عَجِلٌ إِلى نُجحِ الفَعالِ كَأَنَّما * يُمسي عَلى وِترٍ مِنَ المَوعودِ
16 يَعلو بِقَدرٍ في القُلوبِ مُعَظَّمٍ * أَبَدًا وَعِزٍّ في النُفوسِ جَديدِ
17 في هَضبَةِ الإِسلامِ حَيثُ تَكامَلَتْ * أَنصارُهُ مِن عُدَّةٍ وَعَديدِ
18 مُتَرادِفينَ عَلى سُرادِقِ أَغلَبٍ * تَعنو لَهُ نَظَرُ المُلوكِ الصيدِ
19 جَوٌّ إِذا رُكِزَ القَنا في أَرضِهِ * أَيقَنتَ أَنَّ الغابَ غابُ أُسودِ
20 وَإِذا السِلاحُ أَضاءَ فيهِ حَسِبتَهُ * بَرًّا تَأَلَّقَ فيهِ بَحرُ حَديدِ
21 وَمُدَرَّبينَ عَلى اللِقاءَ يَشُفُّهُمْ * شَوقٌ إِلى يَومِ الوَغى المَوعودِ
22 لَحِقَت خُطاهُ الخالِعينَ وَأَثقَبَتْ * عَزَماتُهُ في الصَخرَةِ الصَيخودِ
23 وَرَمى سَوادَ الأَرمَنينَ وَقَد عَدا * في عُقرِ دارِهِمِ قُدارُ ثَمودِ
24 فَغَدَوا حَصيدًا لِلسُيوفِ تَكُبُّهُمْ * أَطرافُهُنَّ وَقائِمًا كَحَصيدِ
25 أَحيا الخَليفَةُ جَعفَرٌ بِفَعالِهِ * أَفعالَ آباءٍ لَهُ وَجُدودِ
26 تَتَكَشَّفُ الأَيّامُ مِن أَخلاقِهِ * عَن هَديِ مَهدِيٍّ وَرُشدِ رَشيدِ
27 وَلَهُ وَراءَ المُذنِبينَ وَدونَهُمْ * عَفوٌ كَظِلِّ المُزنَةِ المَمدودِ
28 وَأَناةُ مُقتَدِرٍ تُكَفكِفُ بَأسَهُ * وَقَفاتُ حِلمٍ عِندَهُ مَوجودِ
29 أَمسَكنَ مِن رَمَقِ الجَريحِ وَرُمنَ أَنْ * يُحيينَ مِن نَفسِ القَتيلِ المودي
30 حاطَ الرَعِيَّةَ حينَ ناطَ أُمورُها * بِثَلاثَةٍ بَكَروا وُلاةَ عُهودِ
31 قُدّامَهُمْ نورُ النَبِيِّ وَخَلفَهُمْ * هَديُ الإِمامِ القائِمِ المَحمودِ
32 لَن يَجهَلَ الساري المَحَجَّةَ بَعدَ ما * رُفِعَت لَنا مِنهُمْ بُدورُ سُعودُ
33 كانوا أَحَقَّ بِعَقدِ بَيعَتِها ضُحًا * وَبِنَظمِ لُؤلُؤِ تاجِها المَعقودِ
34 عُرِفوا بِسيماها فَلَيسَ لِمُدَّعٍ * مِن غَيرِهِمْ فيها سِوى الجُلمودِ
35 فَنِيَت أَحاديثُ النُفوسِ بِذِكرِها * وَأَفاقَ كُلُّ مُنافِسٍ وَحَسودِ
36 وَاليَأسُ إِحدى الراحَتَينِ وَلَن تَرى * تَعَبًا كَظَنِّ الخائِبِ المَكدودِ
37 فَاسلَم أَميرَ المُؤمِنينَ وَلا تَزَْل * مُستَعلِيًا بِالنَصرِ وَالتَأَييدِ
38 نَعتَدُّ عِزَّكَ عِزَّ دينِ مُحَمَّدٍ * وَنَرى بَقاءَكَ مِن بَقاءِ الجودِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المتوكل

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (697)،
2 - الأبيات (5-10) في صفحة (698)،
3 - الأبيات (11-19) في صفحة (699)،
4 - الأبيات (20-26) في صفحة (700)،
5 - الأبيات (27-38) في صفحة (701)،

الرابط المختصر