الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ظَلَّت تَعَجَّبُ هِندٌ أَن رَأَت شَمطي * وَراقَها لمَمٌ أَعجَبنَها سودُ
2 هَل لِلشَبابِ الَّذي قَد فاتَ مَردودُ * أَم هَل لِرَأسِكَ بَعدَ الشَيبِ تَجديدُ
3 أَم هَل لِغُصنٍ ذَوي عُقبٌ فَنَعقُبَهُ * أَيّامَ أُملودُهُ وَالغُصنُ أُملودُ
4 أَم هَل عِتابَكَ هَذا الشَيبَ حابِسُهُ * أَم هَل لِما يُعجِبُ الأَقوامَ تَخليدُ
5 وَالعَيشُ كَالزَرعِ مِنهُ نابِتٌ خَضِرٌ * وَيابِسٌ يَبتَريهِ الدَهرُ مَحصودُ
6 كَالجَفنِ فيهِ اليَماني بَعدَ جِدَّتِهِ * يَبلى وَيَصفَرُّ بَعدَ الخُضرَةِ العودُ
7 سَقيًا لِلَيلى وَلِلعَهدِ الَّذي عَهِدَت * لَو دامَ مِنها عَلى الهِجرانِ مَعهودُ
8 وَأَحدَثُ العَهدِ مِن لَيلى مُخالَبَةٌ * شَكٌّ أَمانِيُّ لا بُخلٌ وَلا جودُ
9 إِذ عَرَّضَت ليَ أَقوالًا لِتَقصِدَني * وَالقَلبُ مِن حَذَرِ الهِجرانِ مَقصودُ
10 وَقَد أَراني أُراعي الخَيلَ يُعجِبُني * إِذا تُؤُمِّلَ مِنها النَحرُ وَالجيدُ
11 تَجلو بِعودِ أَراكٍ عَن ذُرى بَرَدٍ * كَأَنَّما شابَهُ مِسكٌ وَناجودُ
12 وَمضحكٍ بَذَلَتهُ عَن ذُرى أَشَرٍ * كَأَنَّهُ بَرَدٌ فيهِ أَخاديدُ
13 تُجري الرِهانَ عَلى وَحفٍ غدائِرُهُ * كَأَنَّهُ فَوقَ مَتنَيها العَناقيدُ
14 خَودٌ تَنوءُ إِذا قامَت رَوادِفُها * وَبَطنُها مُضمَرُ الكَشحَينِ مَخضودُ
15 عَرَّجتُ أَسأَلُ أَطلالًا بِذي سَلَمٍ * عَن عَهدِها وَحَبيبُ العَهدِ مَنشودُ
16 بَل هاجَكَ الرَبعُ بِالبَيداءِ مِن عُقَبٍ * وَما بُكاؤُكَ مِن أَن تَدرَسَ البيدُ
17 وَما يَهيجُكَ مِن أَطلالِ مَنزِلَةٍ * قَفرٍ تَنادى بِها الوُرقُ الهَداهيدُ
18 ذَكَرتَ بِالغَورِ مَن تَحتَلُّ وارِدَةً * فَآبَ عَينَيكَ دونَ الرَكبِ تَسهيدُ
19 حَتّى كَأَنّي بِأَعلى الغَورِ مِن مَلَلٍ * مُكَبَّلٌ شَفَّهُ حَبسٌ وَتَقييدُ
20 أَقولُ وَالعيسُ صعرٌ في أَزِمَّتِها * ما حانَ مِنهُنَّ بَعدَ الغَورِ تَنجيدُ
21 لفايدٍ وَطُلى الأَعناقِ مائِلَةٌ * وَالعيسُ سيرَتُها نَعبٌ وَتَخويدُ
22 وَقَد قَراهُنَّ مَعروفًا رَحَلنَ لَهُ * سَمَيدَعٌ مِن بَني الخَطّابِ مَحمودُ
23 جَمّاعُ أَندِيَةٍ رَفّاعُ أَلوِيَةٍ * مُوَفَّقٌ لِثَنايا الخَيرِ مَحسودُ
24 مَتى تَقولانِ أَهلُ الطَفِّ تَبلُغُهُمْ * مِن عَينِ ذي مَلَلِ العيدِيَّةِ القودُ
25 غُلبُ الغَلابِيِّ صَدْقاتٌ إِذا وَقَفتْ * لِلشَمسِ هاجِرَةً شَهباءُ صَيخودُ
26 ما في الحُداةِ إِذا شَدّوا مَآزِرَهُمْ * عَنها تَوانٍ وَلا في السَيرِ تَهويدُ
27 يَظَلُّ مِن حَرِّها الحِرباءُ مُرتَبِئًا * كَأَنَّه مُسلِمٌ بِالجُرمِ مَصفودُ
28 يَخلِطنَ ماءً مِنَ الماءَينِ بَينَهُما * خَرقٌ تَكِلُّ بِهِ البُزلُ المَقاحيدُ
29 مِن كُلِّ حُلسٍ غَداةَ الخِمسِ يَلحَقُها * قَلبٌ وَطَرفٌ حِذارَ السَوطِ مَزؤودُ
30 قَوداءُ مائِرَةُ الضَبعَينِ نِسبَتُها * في سِرِّ أَرحَبَ أَو تَنمي بِها العيدُ
31 ظَلَّت تَقيسُ فُروجَ الأَرضِ لاهِيَةً * كَما يُقاسُ سَجيلُ الغَزلِ مَحدودُ
32 كَأَنَّها فاقِدٌ وَرهاءُ مِدرَعُها * مُشَقَّقٌ عَن بَياضِ النَحرِ مَقدودُ
33 تَشُلُّ في الجِلبِ مِن قَلبِ العَشِيِّ كَما * تَمتَلُّ دُرِّيَّةٌ وَالصَحوُ مَمدودُ
34 ذو أَربَعٍ يَكلَأُ الأَشباحُ مُقتَفِرٌ * لِلأَرضِ يَنفُضُها لاءٍ وَمَنهودُ
35 حَتّى أُنيخَت بِهَجرٍ بَعدَما نَجِدَت * وَقَد تَلَظّى عَلى الأَثباجِ مَنضودُ
36 وَقَد تَحَسَّرَ مَن عَضَّ القُتود بِها * نَيٌّ وَنَحص عَلى الأثباجِ مَنضودُ
37 يا نَضلُ لا يوقِعَنَّ البَغيُ بَعضَكُمُ * في مُحصَدٍ حَبلُهُ لِلشَرِّ مَمدودُ
38 فَقَد يَهيجُ كَبيرَ الأَمرِ أَصغَرُهُ * حَتّى يَكونَ لَهُ صَوتٌ وَتَفنيدُ
39 أَما يَزالُ عَلى غِشٍّ يهيجُكُمُ * أَبناءُ شانِئَةٍ أَكبادُهُم سودُ
40 لا يَفزَعونَ إِذا ما الأَمرُ أَفزَعَكُمْ * وَلَن تَرَوهُم إِذا ما استُمطِرَ الجودُ
41 أَمسَوا رُؤوسًا وَما كانَت جُدودُهُمُ * يُرَأَّسونَ وَلا يَأبَونَ إِن قيدوا
42 فَقَد بَلاني مِنَ الأَقوامِ قَبلَكُمْ * جَمعُ الرِجالِ القُرابى وَالمَواحيدُ
43 فَأَقصِروا وَبِهِمْ مِمّا فَعَلتُ بِهِمْ * وَسمٌ عُلوبٌ وَآثارٌ أَخاديدُ
44 قَطَّعتُ أَنفاسَهُمْ حَتّى تَرَكتُهُمُ * وَكُلُّهُمْ مِن دَخيلِ الغَيظِ مَفؤودُ
45 فَأَصبَحوا اليَومَ مَنزورًا مَودَّتُهُمْ * كَرهًا كَما سيفَ بَعدَ الرَأمِ تَجليدُ
46 لَو قالَ ذو نُصحِكُمْ يَومًا لِجاهِلِكُمْ * عَن حَيَّةِ الأَرضِ لا يَشقوا بِهِ حيدُ
47 ذَوَّحتُ عَن فَقعَسٍ حَتّى إِذا كَفَحَتْ * عَنها القُرومُ مِنَ الناسِ الصَناديدُ
48 وَهابَ شَرِّيَ مَن يُبدي عَداوَتَهُ * كَما يُحاذِرُ لَيثَ الغابَةِ السيدُ
49 أَرادَ جُهّالُها أَن يَقرِموا حَسَبي * وَفِيَّ عَن حَسَبي ذَبٌّ وَتَذويدُ
50 هَل تَعلَمونَ بَلائي حينَ يُرهِقُكُمْ * يَومٌ يُعَدُّ مِنَ الأَيّامِ مَشهودُ
51 عِندَ الحِفاظِ إِذا ما الريقُ أَيبَسَهُ * ضيقُ المَقامِ وَهيبَ العُصبَةُ الصيدُ
52 إِنّي امرُؤٌ لِمَدى جَريي مُطاوَلَةٌ * يُقَصِّرُ الوَعلُ عَنها وَهُوَ مَجهودُ
53 وَمَن تَعَرَّضَ لي مِنكُم فَمَوعِدُهُ * أَقصى المَدى فَاقصِروا في الجَريِ أَو زيدوا
54 إِنّي لَتُعرَفُ دونَ الخَيلِ ناصِيَتي * إِذا تَلَعَّبَتِ الخَيلُ القَراديدُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (157)،
2 - الأبيات (4-14) في صفحة (158)،
3 - الأبيات (15-25) في صفحة (159)،
4 - الأبيات (26-37) في صفحة (160)،
5 - الأبيات (38-48) في صفحة (161)،
6 - الأبيات (49-54) في صفحة (162)،

الرابط المختصر