الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ماذا تَذَكَّرُ مِن هُنَيدَةَ بَعدَما * قَطَعَ التَجَنُّبُ هاجَ مَن يَتَذَكَّرُ
2 وَسَعى الوُشاةُ فَأَنجَحوا وَتَغَيرَت * وَتَعَهَّدوا وُدّي فَما أَتَغَيَرُ
3 وَرَأى الَّذي طَلبَ الوِشايَةَ مِنهُمُ * ما كُنتَ مِن نُجحِ الصَبابَةِ تَحذَرُ
4 كِدتَ العَشيرَةَ تَعتَريكَ صَبابَةٌ * لَو أَنَّ مِثلَكَ في الصَبابَةِ يَعذُرُ
5 وَأَرَتكَ عَن أَهلِ الجَواءِ وَدونَها * عَرضُ الكُثابِ فَمُسحَلانُ فَعَرعَرُ
6 وَمَحَلُّها رَوضُ الجَواءِ فَصارَةٌ * فَالوادِيانِ لِأَهلِها مُتَدَيَّرُ
7 وَلَها إِذا رَمَضَ الجَنادِبُ وَالحَصى * بِالوابِشِيَّةِ أَو بِجُرثُمَ مَحضَرُ
8 وَلَقَد جَرى لَكَ لَو زَجَرتَ مَمَرَّهُ * بِمَمَرِّها حَرِقُ القَوادِمِ أَعوَرُ
9 شَمٌّ أَتاكَ عَن الشِمالِ كَأَنَّهُ * حَنِقٌ عَلَيكَ بِبَينِها مُستَبشِرُ
10 قَطَعَ الهَوى أَلّا أَزالَ بِقَفرَةٍ * يَطوي أَقاصِيَها هِبَلٌّ مُجفَرُ
11 تُضحي إِذا ما القَومُ كَمَّشَ حاذَهُمْ * سَيرٌ بِأَجوازِ القِلاةِ عَذَوَّرُ
12 أَو رَسلَةٌ تَقِصُ الحُزومَ كَأَنَّها * طاوٍ تَرَيَّعَ بِالسَليلَةِ مُقفِرُ
13 صَعراءُ ناجِيَةً يَظَلُّ جَديلُها * وَهِلًا كَما هَرَبَ الشُجاعُ المُنفَرُ
14 وَكَأَنَّ خَلفَ حِجاجِها مِن رَأسِها * وَأَمامَ مَجمَعِ أَخدَعَيها قَهقَرُ
15 بَل أَيُّها الرَجُلُ المُعِرِّضُ نَفسَهُ * وَبِما تُفاخِرُني وَما لَكَ مَفخَرُ
16 إِنّي نَمَتني لِلمَكارِمِ نَوفَلٌ * وَالخالِدانِ وَمَعبَدٌ وَالأَشتَرُ
17 وَتَعَطَّفَت أَسَدٌ عَلَيَّ فَكُلُّها * شَرعٌ إِلَيَّ فَعالُهُ المُتَخَيِّرُ
18 وِإِذا افتَخَرتَ بِمُنقِذٍ أَو فَقعَسٍ * مَدَّت لِأَبحُرِهِم بُحورٌ تَزخَرُ
19 وَإِذا القَبائِلُ جَمهَروا آباءَهُمْ * يَومَ الفَخارِ فَإِنَّني أَتَمَضَّرُ
20 نَحنُ الَّذينَ عَلِمَت مِن أَيّامِهِمْ * وَرَأَيتَ حينَ يُقالُ أَينَ العُنصُرُ
21 الطالِعونَ إِذا الطَلائِعُ أَحصَرَت * وَالعالِمونَ يَقينَ ما يُتَخَيَّرُ
22 المُقدِمونَ إِذا الكَتائِبُ أَحجَمَت * وَالعاطِفونَ إِذا استَضافَ المُجحَرُ
23 النازِلونَ بِكُلِّ دارِ حَفيظَةٍ * عَرَضٍ تُراحُ بِها العِشارُ وَتُنحَرُ
24 وَالضارِبونَ رَئيسَ كُلِّ كَتيبَةٍ * قَوّادَ مَملَكَةٍ عَلَيهِ المِغفَرُ
25 وَالطاعِنونَ زُوَيرَ كُلِّ كَتيبَةٍ * حَتّى يُضَرِّجَهُ النَجيعُ الأَحمَرُ
26 فَاعجَل فَإِنَّكَ حَيثُ يُلتَقَطُ الحَصى * فَاُنظُر هُنالِكَ مَن يُجابُ وَيُنصَرُ
27 فَخرُ المُلوكِ بِجَوفِ يَثرِبَ فَخرُنا * وَلَنا المَساجِدُ كُلُّها وَالمِنبَرُ
28 وَأَغَرَّ جَبّارٍ ضَرَبنا رَأسَهُ * وَكَذاكَ نَضرِبُ رَأسَ مَن يَتَجَبَّرُ
29 ما رامَنا مُتَجَبِّرٌ ذو ثَورَةٍ * إِلّا سَيُقتَلُ عَنوَةً أَو يوسَرُ
30 إِنّا لَنُحمُدُ في الصَباحِ إِذا بَدا * يَومٌ أَغَرُّ مِنَ القِتالِ مُشَهَّرُ
31 وَنَكُرُّ في يَومِ الوَغى وَرِماحُنا * حُمرُ الأَسِنَّةِ حينَ يُغشى المُنكَرُ
32 وَنَكُرُ مَحمِيَةً وَيَمنَعُ سِربَنا * جُردٌ تُلَوِّحُها المَقانِبُ ضُمَّرُ
33 وَمساعِرٌ حَلَقُ الحَديدِ لَبوسُهُمْ * وَالمَشرَفِيَّةُ وَالوَشيجُ الأَسمَرُ
34 وَتَرى لِعارِضِنا عَلى أَعدائِنا * رَهَجًا يَثورُ لَهُ عَجاجُ أَكدَرُ
35 إِنّا إِذا اجتَمَعَ النَفيرُ بِمَجمَعٍ * يَنفي الأَذَلَّ بِهِ الأَعَزُّ الأَكثَرُ
36 نَحمي حَقيقَتَنا وَيُدرِكُ حَقَّنا * إِذا اجتَمَعَ الجَماجِمُ مِجهَرُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - البيتان (1-2) في صفحة (162)،
2 - الأبيات (3-13) في صفحة (163)،
3 - الأبيات (14-24) في صفحة (164)،
4 - الأبيات (25-35) في صفحة (165)،
5 - البيت (6) في صفحة (166)،

الرابط المختصر