الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ * وَكَيفَ تُحَيّا المَنزِلاتُ البَلاقِعُ
2 حَنَنتُ غَداةَ البَينِ مِن لَوعَةِ الهَوى * كَما حَنَّ مَقصورٌ لَهُ القَيدُ نازِعُ
3 وَظَلَّت لِعَيني قَطرَةٌ مَرَحَت بِها * عَلى الجَفنِ حَتّى قَطرُها مُتَتابِعُ
4 وَلَيسَ بِناهي الشَوقِ عَن ذي صَبابَةٍ * تَذكَّرَ إِلفًا أَن تَفيضَ المَدامِعُ
5 وَقَد لَحَّ هَذا النَأيُ حَتّى تَقَطَّعَت * حِبالُ الهَوى وَالنَأيُ لِلوَصلِ قاطِعُ
6 وَما أَكثَرَ التَعويلُ إِلّا لَجاجَةٌ * وَما السِرُّ بَينَ الناسِ إِلّا وَدائِعُ
7 نقولُ بِمِرجِ الدَيرِ إِذ هي صُحبَتي * تَعَزَّ وَقَد أَيقَنتُ أَنّي جازِعُ
8 وَما مُغزِلٌ أَدماءُ مَرتَعُ طِفلِها * أَراكٌ وَسِدرٌ بِالمِراضَينِ يانِعُ
9 بِأَحسَنَ مِنها إِذ تَقولُ لِتربِها * سَليهِ يُخَبِّرنا مَتى هُوَ راجِعُ
10 فَقُلتُ لَها وَاللَهِ ما مِن مُسافِرٍ * يُحيطُ لَهُ عِلمٌ بِما اللَهُ صانِعُ
11 فَصَدَّتْ كَما صَدَّتْ شَموسُ جِبالُها * مَدى الفَوتِ لَم تَقدِر عَلَيها الأَصابِعُ
12 وَقالَت لَقَد بَلّاكَ أَنْ لَستُ زائِلًا * يَجوبُ بِكَ الحِزقَ القِلاصُ الخَواضِعُ
13 فَقُلتُ لَها الحاجاتُ يَطلُبُها الفَتى * فَعُذرٌ يُلاقي بَعدَها أَو مَنافِعُ
14 أَقولُ لِنَدمانَيَّ وَالحُزنُ دونَنا * وَشُمُّ العَوالي مِن جُفافٍ فَوارِعُ
15 أَنارٌ بَدَت بَينَ المَسَنّاةِ وَالحِما * لِعَينِكَ أَم بَرقٌ تَلَألَأَ لامِعُ
16 فَإِن تَكُ نارًا فَهيَ نارٌ يَشُبُّها * قَلوصٌ وَتَزهاها الرِياحُ الزَعازِعُ
17 وَإِن يَكُ بَرقًا فَهوَ بَرقُ سَحابَةٍ * لَها رَيِّقٌ لَن يُخلِفَ الشَيمَ رائِعُ
18 أَلَم تَعلَمي أَنَّ الفُؤادَ يُصيبُهُ * لِذِكراكِ أَحيانًا عَلى النَأيِ صادِعُ
19 فَيَلتاثُ حَتّى يَحسِبَ القَومُ أَنَّهُ * بِهِ وَجَعٌ أَو أَنَّهُ مُتَواجِعُ
20 سَقَتكِ السَواقي المُدجِناتُ عَلى الصَبا * أَثيبي مُحِبًّا قَبلَ ما البَينُ صانِعُ
21 فَقَد كُنتِ أَيّامَ الفراقِ قَريبَةً * مُجاوِرَةً لَو أَنَّ قُربَكِ نافِعُ
22 وَقَد زَعَمَت أُمُّ المُهَنَّدِ أَنَّني * كَبِرتُ وَأَنَّ الشَيبَ في الرَأسِ شائِعُ
23 وَما تِلكَ إِلّا رَوعَةٌ في ذُؤابَتي * وَأَيُّ فَتاءٍ لَم تُصِبهُ الرَوائِعُ
24 وَإِنّي وَإِن شابَت مَفارِقُ لِمَّتي * لَكالسَيفِ أَفنى جَفنُهُ وَهُوَ قاطِعُ
25 يُصانُ إِذا ما السِلمُ أَدجى قِناعَهُ * وَقَد جُرِّبَت في الحَربِ مِنهُ الوَقائِعُ
26 وَلَستُ بِجَثّامٍ يَبيتُ وَهَمُّهُ * قَصيرٌ وَإِنْ ضاقَت عَلَيهِ المَضاجِعُ
27 إِذا اعتَنَقَتني بَلدَةٌ لَم أَكُن لَها * نَسيبًا وَلَم تُسدَف عَلَيَّ المَطالِعُ
28 وَظَلماءَ مِذكارٍ كَأَنَّ فُروجَها * قَبائِلُ مِسحٍ أَترَصَتهُ الصَوانِعُ
29 نَصَبتُ لَها وَجهي وَصَدرَ مَطِيَّتي * إِلى أَن بَدا ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ
30 لِأُبلِيَ عُذرًا أَو لِأَسمَعَ حُجَّةً * عُنيتُ بِها وَالمُنكِرُ الضَيمَ دافِعُ
31 وَكُنتُ امرأً مِن خَيرِ جَحوانَ عُطِّفَت * عَلَيَّ الرَوابي مِنهُمُ وَالفَوارِعُ
32 نَمَتني فُروعٌ مِن دِثارِ بِنِ فَقَعَسٍ * وَمَن نَوفَلٍ تِلكَ الرُؤوسُ الجَوامِعُ
33 فَيا أَيُّها القَومُ الأُلى يَنبَحونَني * كَما نَبَحَ اللَيثَ الكِلابُ الضَوارِعُ
34 فَلا اللَهُ يَشفي غَيظَ ما في صُدورِهُمْ * وَلا أَنا إِنْ باعَدتُمُ الوُدَّ تابِعُ
35 وَإِنّي عَلى مَعروفِ أَخلاقِيَ الَّتي * أُزايِلُ مِن أَلقابِها وَأُجامِعُ
36 لَذو تُدراءٍ لا يَغمِزُ القَومُ عَظمَهُ * بِضَعفٍ وَلا يَرجونَ ما هُوَ مانِعُ
37 وَما قَصَّرَت بي هِمَّتي دونَ رَغبَةٍ * وَلا دَنَّسَتني مُذ نَشَأتُ المَطامِعُ
38 وَإِنّي إِذا ضاقَت عَلَيكُمْ بُيوتُكُمْ * لَيَعلَمُ قَومي أَنَّ بَيتِيَ واسِعُ
39 فَيَلجَأُ جانيهِمْ إِلَينا وَتَنتَهي * إِلَينا النُهى مِن أَمرِهِمْ وَالدَسائِعُ
40 وَما مِن بَديعاتِ الخَلائِقِ مُخزِيًا * إِذا كَثُرَت في المُحدَثينَ البَدائِعُ
41 وَما لامَ قَومي في حِفاظٍ شَهِدتُهُ * نِضالي إِذا لَم يَأتَلِ الغَلوَ فازِعُ
42 وَمازِلتُ مَحمولًا عَلَيَّ ضَغينَةً * وَمُطَّلَعُ الأَضغانِ مُذ أَنا يافِعُ
43 إِلى أَن مَضَت لِي أربَعونَ وَجُرِّبَتْ * طَبيعَةُ صُلبٍ حينَ تُبلى الطَبائِعُ
44 جَرَيتُ أَفانينَ الرِهانِ فَما جَرى * مَعي مُعجَبٌ إِلّا انتَهى وَهُوَ ظالِعُ
45 لَنا مَعقِلٌ في كُلِّ يَومِ حَفيظَةٍ * إِذا بَلَغَت طولَ القُنَيِّ الأَساجِعُ
46 وَقائِد دَهمٍ قَد حَوَتهُ رِماحُنا * أَسيرًا وَلَم يَحوينَهُ وَهُوَ ظالِعُ
47 فَلِلسَيِئِ في أَطلالِهِنَّ مَهابَةٌ * وَلِلقَومِ في أَطرافِهِنَّ مَصارِعُ
48 لِقَومي عَلَيَّ الطَولُ وَالفَضلُ إِنَّني * إِذا جَمَعَتني وَالخُطوبُ المَجامِعُ
49 وَهُم عُدَّتي في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ * وَأَقرانُ أَقراني الَّذين أُصارِعُ
50 خُلِقنا تِجارًا بِالطِعانِ وَلَم نَكُن * تِجارَ مُلاءٍ نَشتَري وَنُبايِعُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (169)،
2 - الأبيات (9-19) في صفحة (170)،
3 - الأبيات (20-30) في صفحة (171)،
4 - الأبيات (31-41) في صفحة (172)،
5 - الأبيات (42-50) في صفحة (173)،

الرابط المختصر