الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 حَقًّا أَقولُ لَقَد تَبَلتِ فُؤادي * وَأَطَلتِ مُدَّةَ غَيِّيَ المُتَمادي
2 بِجَوىً مُقيمٍ لَو بَلَوتِ غَليلَهُ * لَوَجَدتِهِ غَيرَ الجَوى المُعتادِ
3 وَلَقَد عَرَفتِ جَوى الهَوى في مِنَّتي * وَرَأَيتِ طاعَةَ قَلبِيَ المُنقادِ
4 وَالحُبُّ شَكوٌ لِلنُفوسِ يَسُرُّني * سَهوُ العَوائِدِ عَنهُ وَالعُوّادِ
5 هَل أَنتَ صارِفُ شَيبَةٍ إِن غَلَّسَت * في الوَقتِ أَو عَجِلَت عَنِ الميعادِ
6 جاءَت مُقَدِّمَةً أَمامَ طَوالِعٍ * هَذي تُراوِحُني وَتِلكَ تُغادي
7 وَأَخو الغَبينَةِ تاجِرٌ في لِمَّةٍ * يَشري جَديدَ بَياضِها بِسَوادِ
8 لا تَكذِبَنَّ فَما الصِبا بِمُخَلَّفٍ * فينا وَلا زَمَنُ الصِبا بِمُعادِ
9 وَأَرى الشَبابَ عَلى غَضارَةِ حُسنِهِ * وَجَمالِهِ عَدَدًا مِنَ الأَعدادِ
10 إِنَّ الخِلافَةَ أَحمَدَت مِن أَحمَدِ * شِيَمًا أَنافَ بِها عَلى الإِحمادِ
11 مَلِكٌ تُحَيِّهِ المُلوكُ وَدونَهُ * سيما التُقى وَتَخَشُّعُ الزُهّادِ
12 وَقَذَت مُوالاةُ الصِيامِ تَصَرُّفًا * مِن لَحظِ ظَمآنِ الهَواجِرِ صادِ
13 مُتَهَجِّدٌ يُخفي الصَلاةَ وَقَد أَبى * إِخفاءَها أَثرَ السُجودِ البادي
14 سَمحُ اليَدَينِ إِذا احتَبى في مَجلِسٍ * كانَ النَدى صِفَةً لِذاكَ النادي
15 أُنظُر إِلَيهِ إِذا تَلَفَّتَ مُعطِيًا * نَيلًا وَقُل في البَحرِ وَالوُرّادِ
16 وَإِذا تَكَلَّمَ فَاستَمِع مِن خُطبَةٍ * تَجلو عَمى المُتَحَيِّرِ المُرتادِ
17 أَفضى إِلَيهِ المُسلِمونَ فَصادَفوا * أَدنى البَرِيَّةِ مِن تُقى وَسَدادِ
18 بِفَضيلَةٍ في النَفسِ توصَلَ عِندَهُ * بِفَضائِلِ الآباءِ وَالأَجدادِ
19 وَمَحَلَّةٍ تَعلو فَتَسقُطُ دونَها * هِمَمُ العِدا وَنَفاسَةُ الحُسّادِ
20 وَزَنوا الأَصالَةَ مِن حِجاهُ وَإِنَّما * وَزَنوا بِها طَودًا مِنَ الأَطوادِ
21 وَوَراءَ ذاكَ الحِلمِ لَيثُ خَفِيَّةٍ * مِن دونِ حَوزَتِهِم وَحَيَّةُ وادِ
22 مُتَيَقِّظٌ عَصِمَت بَوادِرُ أَمرِهِ * بِعُرىً مِنَ الرَأيِ الأَصيلِ شِدادِ
23 كَالسَيفِ في ذاتِ الإِلَهِ وَقَد يَرى * كَرَمًا كَفَرعِ النَبعَةِ المُنآدِ
24 راعٍ أَراهُ الحَقُّ قَصدَ سَبيلِهِ * فَغَدا يُناضِلُ دونَهُ وَيُرادي
25 وَدَّت رَعِيَّتُهُ لَوَ اَنَّ لَيالِيًا * قَدُمَت بِهِ في المُلكِ وَالميلادِ
26 تَبِعَت بَنو العَبّاسِ هَديَ مُوَفَّقٍ * ثَبتِ البَصيرَةِ بِالمَحَجَّةِ هادِ
27 مُستَجلِبٍ لَهُمُ اجتِهادَ نَصيحَةٍ * مِن أَولِيائِهِم وَذَودَ أَعادِ
28 وَكَأَنَّهُم لَمّا اقتَفَوا آثارَهُ * تَبِعوا ضِياءَ الكَوكَبِ الوَقّادِ
29 يَنسى الذُنوبَ وَما تَقادَمَ عَهدُها * مُلقى الضَغائِنِ دارِسُ الأَحقادِ
30 تَعفو لِعَفوِ اللَهِ عَنكَ تَحَرِّيًا * وَالعَفوِ خَيرُ خَلائِقِ الأَمجادِ
31 بَلَغَ احتِياطُكَ وَفدَ كُلِّ قَبيلَةٍ * وَأَغاثَ عَدلُكَ أَهلَ كُلِّ بِلادِ
32 لا تَخلُ مِن عَيشٍ يَكُرُّ سُرورُهُ * أَبَدًا وَنَيروزٍ عَلَيكَ مُعادِ
33 وَبَقيتَ يَفديكَ الأَنامُ وَإِنَّهُ * لَيَقِلُّ لِلمَفدِيِّ قَدرُ الفادي
34 أَخشى الخَراجَ وَقَد دَعَوتُ لِعُظمِهِ * مَلِكَ المُلوكِ وَرافِدَ الرُفّادِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتمد على الله

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (731)،
2 - الأبيات (7-12) في صفحة (732)،
3 - الأبيات (13-25) في صفحة (733)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (734)،

الرابط المختصر