الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَقَد كُنتُ أُشكى بِالعَزاءِ فَهاجَني * حَمائِمُ أُلّافٍ لَهُنَّ نَحيبُ
2 وَما كادَ لَيلي بِالسَّليلَةِ يَنجلي * وَلا الشَمسُ يَومَ الأَنعَمَينِ تَغيبُ
3 وَيَومًا بِرَسِّ ابنِ الشَمَردَلِ هَيَّجَتْ * لَكَ الشَوقَ حَمّاءُ العِلاطِ دَؤوبُ
4 مِنَ المُؤلِفاتِ الطَلحَ في كُلِّ صَيفَةٍ * لَها جَوزَلٌ في الجَدوَلَينِ رَبيبُ
5 لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ عُرنَةِ صارَةٍ * وَإِن قيلَ صَبٌّ لِلهَوى لَغَلوبُ
6 أُجاذبُِ أَقرانَ التِلادِ مِنَ الهَوى * لِهَنِّي لِأَقرانِ الهَوى لَجَذوبُ
7 إِذا عَطَفاتُ الرَملِ أَعرَضنَ دونَنا * وَمِن دونِ هِندٍ يافِعٌ فَطَلوبُ
8 نَأى الوَصلُ إِلّا أَن يُقَرِّبَ بَينَنا * مِنَ العيسِ مِقلاتُ اللِقاحِ سَلوبُ
9 غُرَيرِيَّةُ الأَعراقِ أَو أَرحَبِيَّةٌ * بِها مِن مُرادِ النِسعَتَينِ نُدوبُ
10 مُنَفِّهَةٌ ذِلًّا وَتَحسِبُ أَنَّها * مِنَ البَغيِ لا يَخفى عَلَيكَ قَضيبُ
11 إِذا القَومُ راحوا مِن مَقيلٍ وَعُلِّقَت * ظُروفُ أَداوى ما لَهُنَّ ضَبيبُ
12 تَرى ظِلَّها عِندَ الرَواحِ كَأَنَّهُ * إِلى دَفَّها رَألٌ يَخُبُّ جَنيبُ
13 إِذا العيسُ حاذَت جانِبَيها تَغَيَّظَت * عَلى العيسِ مِضرارٌ بِهِنَّ غَضوبُ
14 تَراها إِذا التاثُ المَطايا كَأَنَّها * مِنَ الكُدرِ فَتخاءُ الجِناحِ ضَروبُ
15 تُحِلُّ بَنيها بِالفَلاةِ وَتَغتَدي * مُعاوِدَةٌ وِردَ الهَجيرِ قَروبُ
16 فَقَد عَجِبَت مِنّا مُعاذَةُ أَن بَدا * بِنا أَثَرٌ مِن لَوحَةٍ وَشُحوبُ
17 رَأَتني وَعَبسِيًّا تَريعَي جَنازَةٍ * تَرامَت بِهِ داوِيَّةٌ وَشُهوبُ
18 كِلانا طَواهُ الهَمُّ حَتّى ضَجيعُهُ * حُسامٌ وَمِذعانُ الرَواحِ خَبوبُ
19 فَقالَت غَريبٌ لَيسَ بِالشامِ أَهلُهُ * أَجَل كُلُّ عُلوِيٍّ هُناكَ غَريبُ
20 فَهَلّا سَأَلتَ الرَكبَ عنِّي إذا ارتمى * بهنَّ أطاويحُ الفَلاةِ جنوب
21 أُهينُ لَهُم رَحلي وَأَعلَمُ أَنَّما * يَؤولُ حَديثُ الرَكبِ حينَ يَؤوبُ
22 وَأَقفي بِما شاءوا مِنَ الثِقلِ ناقَتي * وَإِن كانَ فيها فَترَةٌ وَلُغوبُ
23 أَلا لَيتَ حَظِي مِن عُثَيمَةَ إِنَّها * تَميلُ إِلَيها أَعيُنٌ وَقُلوبُ
24 يَقِرُّ بِعَيني أَن أَرى البَرقَ نَحوَها * يَلوحُ لَنا أَو أَن تَهُبَّ جَنوبُ
25 تَجيءُ بِرَيّا مِن عُثَيمَةَ طَلَّةٌ * يُفيقُ لِمَسراها الدَوا فَيُثيبُ
26 وَإِنَّ الَّتي مَنَّتكَ أَن تُسعِفَ النَوى * بِها يَومَ نَعفي صارَةٍ لَكَذوبُ
27 وَإِنَّ الَّذي يَشفيكَ مِمّا تَضَمَّنَت * ضُلوعُكَ مِن وَجدٍ بِها لَطَبيبُ
28 وإِنّي بَعيدٌ مَحتِدي مِن مَوَدَّتي * وَبَعدَ المَدى في المُحفِظاتِ غَضوبُ
29 فَما النَأيُ سَلّى عَن قَلوصٍ وَلا القِلى * وَلَكِن عَداكَ اليَأَسُ وَهيَ قَريبُ

بيانات القصيدة

الصفحات

1 - الأبيات (1-11) في صفحة (178)،
2 - الأبيات (12-22) في صفحة (179)،
3 - الأبيات (23-29) في صفحة (180)،

الرابط المختصر