1 |
أَلا حَيِّيا رَبعًا عَلى الماءِ حاضِرًا |
* |
وَرَبعًا بِجَنبِ الصُدِّ أَصبَحَ بادِيا |
2 |
مَنازِلَ هِندٍ لَيتَ أَنّي لَم أَكُن |
* |
عَهِدتُ بِها هِندًا وَلَم أَدرِ ما هِيا |
3 |
بِذي الطَلحِ مِن وادي النُزوحِ كَأَنَّما |
* |
كَست وجهها جَونًا مِنَ التُربِ عافِيا |
4 |
أَرَبَّت عَلَيها حَرجَفٌ تَنخُلُ الحَصى |
* |
تَهادى بِجَولانِ التُرابِ تَهادِيا |
5 |
فَلَم يَرقَ إِلّا مَنزِلُ الحَيِّ قَد عَفا |
* |
وَآثارُهُمْ غِبَّ الثَرى وَالدَوادِيا |
6 |
ذَكَرتُ وَقَد لاحَت مِنَ الصُبحِ غُرَّةٌ |
* |
وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ إِلّا التَوالِيا |
7 |
عِراقِيَّةً لا أَنتَ صارِمُ حَبلِها |
* |
وَلا وَصلُها بِالنَجدِ أَصبَحَ دانِيا |
8 |
سَمِعتُ وَأَصحابي تَخُبُ رِكابُهُمْ |
* |
بِصَحراءِ فَيدٍ مِن هُنَيدَةَ داعِيا |
9 |
فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ عَوَّجَ صُحبَتي |
* |
مَهارى مِنَ الإيجافِ صُعرًا صَوادِيا |
10 |
مَسانيفُ لا يُلقَينَ إِلّا رَوائِحًا |
* |
إِلى حاجَةٍ يَطلُبنَها أَو غَوادِيا |
11 |
يَدَعنَ الحَصى رَفضًا إِذا القَومُ رَفَّعوا |
* |
لَهُنَّ بِأَجوازِ الفَلاةِ المَثانِيا |
12 |
إِذا اختَلَفَت أَخفافُهُنَّ بِقَفرَةٍ |
* |
تَراقى الحَصى مِن وَقعِهِنَّ تَراقِيا |
13 |
إِذا قِسنَ أَرضًا لَم يَقُلنَ بِها غَدًا |
* |
خَبَطنَ بِها حِلسًا مِنَ اللَيلِ داجِيا |
14 |
تَراهُنَّ مِثلَ الخَيمِ خَوّى فُروجُهُ |
* |
وَأَمسَكَ مَتناهُ الثَمامَ الأَعالِيا |
15 |
وَمَجدولَةِ الأَعناقِ حُلّينَ حُبوَةً |
* |
يُجَلِّلنَ مِن دَوحِ العِضاهِ المَدارِيا |
16 |
ذَعَرتُ بِرَكبٍ يَطلُبونَكَ بَعدَما |
* |
تَجَلَّلَ رَقراقُ السَرابِ المَقارِيا |
17 |
عَلى قُلُصٍ يَضبَعنَ بِالفَومِ بَعدَما |
* |
وَطِئنَ دَمًا مِن مَسحِهِنَّ الصَحارِيا |
18 |
وَظَلماءَ مِن جَرّاكَ جُبتُ وَقَفرَةٍ |
* |
وَضَعتُ بِها شِقًّا عَنِ النَومِ جافِيا |
19 |
إِلى دَفِّ هِلواعٍ كَأَنَّ زِمامَها |
* |
قُرى حَيَّةٍ تَخشى مِنَ السِندِ حاوِيا |
20 |
تَبيتُ إِذا ما الجيسُ نامَت رِكابُهُ |
* |
تُثيرُ الحَصى حَيثُ افتَحَصنَ الأَداحِيا |
21 |
إِذا ما انجَلى عَنها الظَلامُ رَأَيتَها |
* |
كَأَنَّ عَلَيها مَطلِعَ الشَمسِ بادِيا |
22 |
وَشاوٍ كِظاظٍ قَد شَهِدتُ وَمَوقِفٍ |
* |
تَسامى بِهِ أَيدي الخُصومِ تَسامِيا |
23 |
شَهِدتُ فَلَم تُتبِع مُقامي ملَامَةٌ |
* |
وَلَم أُبلَ فيهِ عاجِزًا مُتوانِيا |
24 |
وَإِنّي لَأَستَحيي إِذا ما تُحُضِّرَت |
* |
عُيونٌ وَأَستَحيي إِذا كُنتُ خالِيا |
25 |
فَأَعزِفُ نَفسي عَن مَطاعِمَ جَمَّةٍ |
* |
وَأَربِطُ لِلَهوِ المَخوفِ جَنانِيا |
26 |
إِذا التَفَتَ ابنُ العَمِّ لِلنَصرِ سَرَّهُ |
* |
إِذا خافَ إِضرارَ الخُصومِ مَكانِيا |
27 |
وَلَم أُلقَ يَومًا عِندَ أَمرٍ يَهُمُّني |
* |
كَئيبًا وَلا جَذلانَ إِن كُنتُ راضِيا |
28 |
وَلم تُبلَ مِنّي نَبوَةٌ في مُلِمَّةِ |
* |
وَلا عَثرَةٌ فيما مَضى مِن زَمانِيا |
29 |
وَعَوراءَ مِن قيلِ امرِئٍ قَد رَدَدتُها |
* |
بِمُبصِرَةٍ لِلعُذرِ لَم يَدرِ ماهِيا |
30 |
طَلَبتُ بِها فَضلي عَلَيهِ وَلَم يَكُن |
* |
لِيُدرِكَ سَعيي إِن عَدَدنا المَساعِيا |
31 |
أَنا ابنُ أَبي صَخرٍ بِهِ أُدرِكُ العُلا |
* |
وَثَورُ النَدى وَالهَيثَمِ الخَيرِ خالِيا |
32 |
أَنا ابنُ رَئيسِ القَومِ يَومَ يَقودُهُمْ |
* |
بِتِعشارَ إِذ هَزَّ الكُماةُ العَوالِيا |
33 |
فَآبَ بِبَزِّ السَلهَبَينِ كِلاهُما |
* |
وَأَبكى عَلى ابنِ الثَعلَبِيِّ البَواكِيا |
34 |
وَلَمّا زَجَرنا الخَيلَ خاضَت بِنا القَنا |
* |
كَما خاضَتِ البُزلُ النِهاء الطَوامِيا |
35 |
رَمَونا بِرَشقٍ ثُمَّ إِنَّ سُيوفَنا |
* |
وَرَدنَ فَأَبطَرنَ القَبيلَ التَرامِيا |
36 |
وَلَم يَكُ وَقعُ النَبلِ يَقدَعُ خَيلَنا |
* |
إِذا ما عَقدَنا لِلظِعانِ النَواصِيا |
37 |
أَبا جَنبَرٍ أَبصِر طَريقَكَ وَالتَمِسْ |
* |
سِوى حَقِّنا مَعداكَ إِن كُنتَ عادِيا |
38 |
فَإِنَّ لَنا الخَيلَ الَّتي كُنتَ تَتَّقي |
* |
بِفُرسانِها يَومَ الصَباحِ العَوالِيا |
39 |
مَنَعناكُمُ يَومَ النِسارِ وَأَنتُمُ |
* |
قُعودٌ بِجَوٍّ يَحرُنونَ التَوادِيا |
40 |
وَبِالعِرضِ نَجَّينا أَباكَ وَقَد رَأى |
* |
عَلى رَأسِهِ طُلًّا مِنَ السَيفِ غاشِيا |
41 |
وَنَحنُ رَدَدنا حُكمَ دَلجَةَ بَعدَما |
* |
تَتَبَّعَ خَرزًا مِن أَديمِكَ واهِيا |
42 |
أَلَم تَرَني أَوفَيتُ جَحوانَ حَقَّها |
* |
وَفَرّجتُ غَمَّي مُدرِكٍ إِذ دَعانِيا |
43 |
وَكَيفَ أُحابي النَفسَ في حَقِ فَقعَسٍ |
* |
وَإِيّايَ يَدعوني الكَمِيَّ المُحامِيا |
44 |
فَلَستُ بِراضٍ حينَ تَغضَبُ فَقعَسٌ |
* |
وَلا مُحلِبٌ يَومًا عَلَيها الأَعادِيا |
45 |
فَدَع مَنزِلَ القَومِ المَحِقّينَ وَالتَمِس |
* |
لِضانِكَ مِن جَشرٍ بِهِ التَبنُ وادِيا |