الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

١ أَلا حَيِّيا رَبعًا عَلى الماءِ حاضِرًا * وَرَبعًا بِجَنبِ الصُدِّ أَصبَحَ بادِيا
٢ مَنازِلَ هِندٍ لَيتَ أَنّي لَم أَكُن * عَهِدتُ بِها هِندًا وَلَم أَدرِ ما هِيا
٣ بِذي الطَلحِ مِن وادي النُزوحِ كَأَنَّما * كَست وجهها جَونًا مِنَ التُربِ عافِيا
٤ أَرَبَّت عَلَيها حَرجَفٌ تَنخُلُ الحَصى * تَهادى بِجَولانِ التُرابِ تَهادِيا
٥ فَلَم يَرقَ إِلّا مَنزِلُ الحَيِّ قَد عَفا * وَآثارُهُمْ غِبَّ الثَرى وَالدَوادِيا
٦ ذَكَرتُ وَقَد لاحَت مِنَ الصُبحِ غُرَّةٌ * وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ إِلّا التَوالِيا
٧ عِراقِيَّةً لا أَنتَ صارِمُ حَبلِها * وَلا وَصلُها بِالنَجدِ أَصبَحَ دانِيا
٨ سَمِعتُ وَأَصحابي تَخُبُ رِكابُهُمْ * بِصَحراءِ فَيدٍ مِن هُنَيدَةَ داعِيا
٩ فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ عَوَّجَ صُحبَتي * مَهارى مِنَ الإيجافِ صُعرًا صَوادِيا
١٠ مَسانيفُ لا يُلقَينَ إِلّا رَوائِحًا * إِلى حاجَةٍ يَطلُبنَها أَو غَوادِيا
١١ يَدَعنَ الحَصى رَفضًا إِذا القَومُ رَفَّعوا * لَهُنَّ بِأَجوازِ الفَلاةِ المَثانِيا
١٢ إِذا اختَلَفَت أَخفافُهُنَّ بِقَفرَةٍ * تَراقى الحَصى مِن وَقعِهِنَّ تَراقِيا
١٣ إِذا قِسنَ أَرضًا لَم يَقُلنَ بِها غَدًا * خَبَطنَ بِها حِلسًا مِنَ اللَيلِ داجِيا
١٤ تَراهُنَّ مِثلَ الخَيمِ خَوّى فُروجُهُ * وَأَمسَكَ مَتناهُ الثَمامَ الأَعالِيا
١٥ وَمَجدولَةِ الأَعناقِ حُلّينَ حُبوَةً * يُجَلِّلنَ مِن دَوحِ العِضاهِ المَدارِيا
١٦ ذَعَرتُ بِرَكبٍ يَطلُبونَكَ بَعدَما * تَجَلَّلَ رَقراقُ السَرابِ المَقارِيا
١٧ عَلى قُلُصٍ يَضبَعنَ بِالفَومِ بَعدَما * وَطِئنَ دَمًا مِن مَسحِهِنَّ الصَحارِيا
١٨ وَظَلماءَ مِن جَرّاكَ جُبتُ وَقَفرَةٍ * وَضَعتُ بِها شِقًّا عَنِ النَومِ جافِيا
١٩ إِلى دَفِّ هِلواعٍ كَأَنَّ زِمامَها * قُرى حَيَّةٍ تَخشى مِنَ السِندِ حاوِيا
٢٠ تَبيتُ إِذا ما الجيسُ نامَت رِكابُهُ * تُثيرُ الحَصى حَيثُ افتَحَصنَ الأَداحِيا
٢١ إِذا ما انجَلى عَنها الظَلامُ رَأَيتَها * كَأَنَّ عَلَيها مَطلِعَ الشَمسِ بادِيا
٢٢ وَشاوٍ كِظاظٍ قَد شَهِدتُ وَمَوقِفٍ * تَسامى بِهِ أَيدي الخُصومِ تَسامِيا
٢٣ شَهِدتُ فَلَم تُتبِع مُقامي ملَامَةٌ * وَلَم أُبلَ فيهِ عاجِزًا مُتوانِيا
٢٤ وَإِنّي لَأَستَحيي إِذا ما تُحُضِّرَت * عُيونٌ وَأَستَحيي إِذا كُنتُ خالِيا
٢٥ فَأَعزِفُ نَفسي عَن مَطاعِمَ جَمَّةٍ * وَأَربِطُ لِلَهوِ المَخوفِ جَنانِيا
٢٦ إِذا التَفَتَ ابنُ العَمِّ لِلنَصرِ سَرَّهُ * إِذا خافَ إِضرارَ الخُصومِ مَكانِيا
٢٧ وَلَم أُلقَ يَومًا عِندَ أَمرٍ يَهُمُّني * كَئيبًا وَلا جَذلانَ إِن كُنتُ راضِيا
٢٨ وَلم تُبلَ مِنّي نَبوَةٌ في مُلِمَّةِ * وَلا عَثرَةٌ فيما مَضى مِن زَمانِيا
٢٩ وَعَوراءَ مِن قيلِ امرِئٍ قَد رَدَدتُها * بِمُبصِرَةٍ لِلعُذرِ لَم يَدرِ ماهِيا
٣٠ طَلَبتُ بِها فَضلي عَلَيهِ وَلَم يَكُن * لِيُدرِكَ سَعيي إِن عَدَدنا المَساعِيا
٣١ أَنا ابنُ أَبي صَخرٍ بِهِ أُدرِكُ العُلا * وَثَورُ النَدى وَالهَيثَمِ الخَيرِ خالِيا
٣٢ أَنا ابنُ رَئيسِ القَومِ يَومَ يَقودُهُمْ * بِتِعشارَ إِذ هَزَّ الكُماةُ العَوالِيا
٣٣ فَآبَ بِبَزِّ السَلهَبَينِ كِلاهُما * وَأَبكى عَلى ابنِ الثَعلَبِيِّ البَواكِيا
٣٤ وَلَمّا زَجَرنا الخَيلَ خاضَت بِنا القَنا * كَما خاضَتِ البُزلُ النِهاء الطَوامِيا
٣٥ رَمَونا بِرَشقٍ ثُمَّ إِنَّ سُيوفَنا * وَرَدنَ فَأَبطَرنَ القَبيلَ التَرامِيا
٣٦ وَلَم يَكُ وَقعُ النَبلِ يَقدَعُ خَيلَنا * إِذا ما عَقدَنا لِلظِعانِ النَواصِيا
٣٧ أَبا جَنبَرٍ أَبصِر طَريقَكَ وَالتَمِسْ * سِوى حَقِّنا مَعداكَ إِن كُنتَ عادِيا
٣٨ فَإِنَّ لَنا الخَيلَ الَّتي كُنتَ تَتَّقي * بِفُرسانِها يَومَ الصَباحِ العَوالِيا
٣٩ مَنَعناكُمُ يَومَ النِسارِ وَأَنتُمُ * قُعودٌ بِجَوٍّ يَحرُنونَ التَوادِيا
٤٠ وَبِالعِرضِ نَجَّينا أَباكَ وَقَد رَأى * عَلى رَأسِهِ طُلًّا مِنَ السَيفِ غاشِيا
٤١ وَنَحنُ رَدَدنا حُكمَ دَلجَةَ بَعدَما * تَتَبَّعَ خَرزًا مِن أَديمِكَ واهِيا
٤٢ أَلَم تَرَني أَوفَيتُ جَحوانَ حَقَّها * وَفَرّجتُ غَمَّي مُدرِكٍ إِذ دَعانِيا
٤٣ وَكَيفَ أُحابي النَفسَ في حَقِ فَقعَسٍ * وَإِيّايَ يَدعوني الكَمِيَّ المُحامِيا
٤٤ فَلَستُ بِراضٍ حينَ تَغضَبُ فَقعَسٌ * وَلا مُحلِبٌ يَومًا عَلَيها الأَعادِيا
٤٥ فَدَع مَنزِلَ القَومِ المَحِقّينَ وَالتَمِس * لِضانِكَ مِن جَشرٍ بِهِ التَبنُ وادِيا

بيانات القصيدة

الصفحات

١ - البيت (١) في صفحة (١٨٠)،
٢ - الأبيات (٢-١٢) في صفحة (١٨١)،
٣ - الأبيات (١٣-٢٣) في صفحة (١٨٢)،
٤ - الأبيات (٢٤-٣٤) في صفحة (١٨٣)،
٥ - الأبيات (٣٥-٤٥) في صفحة (١٨٤)،

الرابط المختصر