الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ضَلالًا لَها ماذا أَرادَت إِلى الصَدِّ * وَنَحنُ وُقوفٌ مِن فِراقِ عَلى حَدِّ
2 مُزاوِلَةٌ أَن تَخلِطَ الوُدَّ بِالقِلى * وَمُزمِعَةٌ أَن تُلحِقَ القُربَ بِالبُعدِ
3 رَأَت لَمَّةً عَلّى بَياضًا سَوادَها * تَعاقُبِ مُبيَضٍّ عَلَيها وَمُسوَدِّ
4 فَلا تَسأَلا عَن هَجرِها إِنَّ هَجرَها * جَنى الصَبرِ يُسقى مُرُّهُ مِن جَنى الشُهدِ
5 وَلا تَعجَبا مِن بُخلِ دَعدٍ بِنَيلِها * فَفي النَفَرِ الأَعلَينَ أَبخَلُ مِن دَعدِ
6 أَضِنُّ أَخِلّاءٍ وَضِنُّ أَحِبَّةٍ * فَلا خِلَّةٍ تَصفى وَلا صِلَةٍ تَجدي
7 أَيَذهَبُ هَذا الدَهرُ لَم يُرَ مَوضِعي * وَلَم يَدرِ ما مِقدارَ حَلّي وَلا عَقدي
8 وَيَكسُدُ مِثلي وَهوَ تاجِرُ سُؤدَدٍ * يَبيعُ ثَميناتِ المَكارِمِ وَالحَمدِ
9 سَوائِرُ شِعرٍ جامِعٍ بَدَّدَ العُلا * تَعَلَّقنَ مَن قَبلي وَأَتعَبنَ مَن بَعدي
10 يُقَدِّرُ فيها صانِعٌ مُتَعَمِّلٌ * لِإِحكامِها تَقديرَ داوُدَ في السَردِ
11 خَليلَيَّ لَو في المَرخِ أَقدَحُ إِذ أَبى * رِجالٌ مُؤاتاتي إِذن لَكَبا زَندي
12 وَما عارَضَتني كُديَةٌ دونَ مَدحِهِمْ * فَكَيفَ أَراني دونَ مَعروفِهِمْ أُكدي
13 أَأَضرِبُ أَكبادَ المَطايا إِلَيهِمُ * مُطالَبَةً مِنّي وَحاجاتُهُمْ عِندي
14 أَبى ذاكَ أَنّي زاهِدٌ في نَوالِ مَن * أَراهُ لِنَقصِ الرَأيِ يَزهَدُ في حَمدي
15 لَأَفحَشَ تَقصيرِ الغَنِيِّ عَنِ العُلا * كَما يَفحَشُ الإِقتارُ بِالحازِمِ الجَلدِ
16 رَحيلُ اشتِياقٍ مُبرِحٍ وَصَبابَةٍ * إِلى قَريَةِ النُعمانِ وَالسَيِّدِ الفَردِ
17 إِلى سابِقٍ لا يَعلَقُ القَومُ شَأوَهُ * بِسَعيٍ وَلا يُهدَونَ مِنهُ إِلى قَصدِ
18 إِلى أَبيَضِ الأَخلاقِ ما مَرَّ أَبيَضٌ * مِنَ الدَهرِ إِلّا عَن جَدًا مِنهُ أَو رِفدِ
19 جَديرٌ إِذا ما زُرتُهُ عَن جَنابَةٍ * وَإِنْ طالَ عَهدٌ أَن يَكونَ عَلى العَهدِ
20 وَإِنْ أَنا أَهدَيتُ القَريضَ مَجازِيًا * فَلَن يوكَسَ المُهدى إِلَيهِ وَلا المُهدي
21 مُزايَدَةً مِنّي وَمِنهُ وَكُلُّنا * إِلى أَمَدٍ وافي النَصيبِ مِنَ البُعدِ
22 تَشَذَّبَ مَن يُعطي الرَغائِبَ دَونَهُ * وَبانَ بِهِ ما بانَ بِالكَوكَبِ السَعدِ
23 فَمِن أَينَ جِئنا جَمَّةً مِن عَطائِهِ * وَرَدنا وَسَيرُ العيسِ خِمسٌ إِلى الوِردِ
24 يُغَضُّ عَنِ المَرفوعِ مِن دَرَجاتِهِ * كَما زِيدَ في سُلطانِ ذي تُدرَإٍ نَجدِ
25 وَيُخشى شَذاهُ وَهوَ غَيرُ مُسَلَّطٍ * وَقَد يُتَوَقّى السَيفُ وَالسَيفُ في الغِمدِ
26 إِذا قارَعوهُ عَن عُلا الأَمرِ قارَعوا * صَليبَ الصَفا مِن دونِها خَشِنَ الحَدِّ
27 ثَوابَةُ أَو مِهرانُ يَقتَضِيانِهِ الـ * ـسُمُوَّ اقتِضاءَ الوَعدِ مِن مُنجِزِ الوَعدِ
28 وَلِلسَيفِ ذو الحَدَّينِ أَجنى عَلى العِدا * وَأَبأَسُ في الجُلّى مِنَ السَيفِ ذي الحَدِ
29 مُعَوَّلُ آمالٍ يَرُحنَ نَسيئَةً * وَيُصبِحُ مُنسوها مَلِيّينَ بِالنَقدِ
30 وَقَد دَفَعوا بُخلَ الزَمانِ بِجودِهِ * وَلا طِبَّ حَتّى يُدفَعَ الضِدُّ بِالضِدِّ
31 مُقيمينَ في نُعماهُ لا يَبرَحونَها * فَواقًا وَلَو باتَ المَطِيُّ بِهِمْ يَخدي
32 يَفوتُ احتِفالَ القَومِ أَوَّلَ عَفوِهِ * وَقَد بَلَغوا أَو جاوَزوا آخِرَ الجُهدِ
33 مُخَفَّضَةٌ أَقدارُهُمْ دونَ قَدرِهِ * كَما انخَفَضَت سُفلى تِهامَةَ عَن نَجدِ
34 فَكَم سَبِطٍ مِنهُمْ إِذا اختَبَرَ امرُؤٌ * عُلالَتُهُ أَلفاهُ ذا خُلُقٍ جَعدِ
35 وَواجِدِ مُلكٍ أَعوَزَتهُ سَجِيَّةٌ * تُسَلِّطُهُ يَومًا عَلى ذَلِكَ الوَجدِ
36 فَعُسرَكَ لا مَيسورَ نُكدٍ أَشائِمٍ * وَهَونَكَ لا مَرفوعَ أَحمِرَةٍ قُفدِ
37 لَقَد كُنتُ أَستَعدي إِلى الدَهرِ مَرَّةً * فَجِئتُكَ مِن عَتبٍ عَلى الدَهرِ أَستَعدي
38 وَما كُنتُ إِذ أَنحى عَلَيَّ بِلاجِئٍ * إِلى فِئَةٍ مِنهُ سِواكَ وَلا رِدِّ
39 تَمُرُّ بِأَعلى جَرجَراياءَ صُحبَتي * وَقَد عَلِموا ما جَرجَراياءُ مِن عَمدي
40 وَلا قَصرَ بي عَن ضامِنٍ مُتَكَفِّلٍ * بَوائِقَ ما يَطوي الزَمانُ وَما يُبدي
41 فَأَشهَدُ أَنّي في اختِيارِكَ دونَهُمْ * مُؤَدًّا إِلى حَظّي وَمُتَّبِعٌ رُشدي
42 وَأَعلَمُ أَنَّ السُبلَ ما فَجِأَتكُمُ * بِزَورٍ مِنَ الأَقوامِ مِثلي وَلا وَفدِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح ابن ثوابة

الصفحات

1 - الأبيات (1-6) في صفحة (746)،
2 - الأبيات (7-14) في صفحة (747)،
3 - الأبيات (15-23) في صفحة (748)،
4 - الأبيات (24-32) في صفحة (749)،
5 - الأبيات (33-39) في صفحة (750)،
6 - الأبيات (40-42) في صفحة (751)،

الرابط المختصر