1 |
ضَلالًا لَها ماذا أَرادَت إِلى الصَدِّ |
* |
وَنَحنُ وُقوفٌ مِن فِراقِ عَلى حَدِّ |
2 |
مُزاوِلَةٌ أَن تَخلِطَ الوُدَّ بِالقِلى |
* |
وَمُزمِعَةٌ أَن تُلحِقَ القُربَ بِالبُعدِ |
3 |
رَأَت لَمَّةً عَلّى بَياضًا سَوادَها |
* |
تَعاقُبِ مُبيَضٍّ عَلَيها وَمُسوَدِّ |
4 |
فَلا تَسأَلا عَن هَجرِها إِنَّ هَجرَها |
* |
جَنى الصَبرِ يُسقى مُرُّهُ مِن جَنى الشُهدِ |
5 |
وَلا تَعجَبا مِن بُخلِ دَعدٍ بِنَيلِها |
* |
فَفي النَفَرِ الأَعلَينَ أَبخَلُ مِن دَعدِ |
6 |
أَضِنُّ أَخِلّاءٍ وَضِنُّ أَحِبَّةٍ |
* |
فَلا خِلَّةٍ تَصفى وَلا صِلَةٍ تَجدي |
7 |
أَيَذهَبُ هَذا الدَهرُ لَم يُرَ مَوضِعي |
* |
وَلَم يَدرِ ما مِقدارَ حَلّي وَلا عَقدي |
8 |
وَيَكسُدُ مِثلي وَهوَ تاجِرُ سُؤدَدٍ |
* |
يَبيعُ ثَميناتِ المَكارِمِ وَالحَمدِ |
9 |
سَوائِرُ شِعرٍ جامِعٍ بَدَّدَ العُلا |
* |
تَعَلَّقنَ مَن قَبلي وَأَتعَبنَ مَن بَعدي |
10 |
يُقَدِّرُ فيها صانِعٌ مُتَعَمِّلٌ |
* |
لِإِحكامِها تَقديرَ داوُدَ في السَردِ |
11 |
خَليلَيَّ لَو في المَرخِ أَقدَحُ إِذ أَبى |
* |
رِجالٌ مُؤاتاتي إِذن لَكَبا زَندي |
12 |
وَما عارَضَتني كُديَةٌ دونَ مَدحِهِمْ |
* |
فَكَيفَ أَراني دونَ مَعروفِهِمْ أُكدي |
13 |
أَأَضرِبُ أَكبادَ المَطايا إِلَيهِمُ |
* |
مُطالَبَةً مِنّي وَحاجاتُهُمْ عِندي |
14 |
أَبى ذاكَ أَنّي زاهِدٌ في نَوالِ مَن |
* |
أَراهُ لِنَقصِ الرَأيِ يَزهَدُ في حَمدي |
15 |
لَأَفحَشَ تَقصيرِ الغَنِيِّ عَنِ العُلا |
* |
كَما يَفحَشُ الإِقتارُ بِالحازِمِ الجَلدِ |
16 |
رَحيلُ اشتِياقٍ مُبرِحٍ وَصَبابَةٍ |
* |
إِلى قَريَةِ النُعمانِ وَالسَيِّدِ الفَردِ |
17 |
إِلى سابِقٍ لا يَعلَقُ القَومُ شَأوَهُ |
* |
بِسَعيٍ وَلا يُهدَونَ مِنهُ إِلى قَصدِ |
18 |
إِلى أَبيَضِ الأَخلاقِ ما مَرَّ أَبيَضٌ |
* |
مِنَ الدَهرِ إِلّا عَن جَدًا مِنهُ أَو رِفدِ |
19 |
جَديرٌ إِذا ما زُرتُهُ عَن جَنابَةٍ |
* |
وَإِنْ طالَ عَهدٌ أَن يَكونَ عَلى العَهدِ |
20 |
وَإِنْ أَنا أَهدَيتُ القَريضَ مَجازِيًا |
* |
فَلَن يوكَسَ المُهدى إِلَيهِ وَلا المُهدي |
21 |
مُزايَدَةً مِنّي وَمِنهُ وَكُلُّنا |
* |
إِلى أَمَدٍ وافي النَصيبِ مِنَ البُعدِ |
22 |
تَشَذَّبَ مَن يُعطي الرَغائِبَ دَونَهُ |
* |
وَبانَ بِهِ ما بانَ بِالكَوكَبِ السَعدِ |
23 |
فَمِن أَينَ جِئنا جَمَّةً مِن عَطائِهِ |
* |
وَرَدنا وَسَيرُ العيسِ خِمسٌ إِلى الوِردِ |
24 |
يُغَضُّ عَنِ المَرفوعِ مِن دَرَجاتِهِ |
* |
كَما زِيدَ في سُلطانِ ذي تُدرَإٍ نَجدِ |
25 |
وَيُخشى شَذاهُ وَهوَ غَيرُ مُسَلَّطٍ |
* |
وَقَد يُتَوَقّى السَيفُ وَالسَيفُ في الغِمدِ |
26 |
إِذا قارَعوهُ عَن عُلا الأَمرِ قارَعوا |
* |
صَليبَ الصَفا مِن دونِها خَشِنَ الحَدِّ |
27 |
ثَوابَةُ أَو مِهرانُ يَقتَضِيانِهِ الـ |
* |
ـسُمُوَّ اقتِضاءَ الوَعدِ مِن مُنجِزِ الوَعدِ |
28 |
وَلِلسَيفِ ذو الحَدَّينِ أَجنى عَلى العِدا |
* |
وَأَبأَسُ في الجُلّى مِنَ السَيفِ ذي الحَدِ |
29 |
مُعَوَّلُ آمالٍ يَرُحنَ نَسيئَةً |
* |
وَيُصبِحُ مُنسوها مَلِيّينَ بِالنَقدِ |
30 |
وَقَد دَفَعوا بُخلَ الزَمانِ بِجودِهِ |
* |
وَلا طِبَّ حَتّى يُدفَعَ الضِدُّ بِالضِدِّ |
31 |
مُقيمينَ في نُعماهُ لا يَبرَحونَها |
* |
فَواقًا وَلَو باتَ المَطِيُّ بِهِمْ يَخدي |
32 |
يَفوتُ احتِفالَ القَومِ أَوَّلَ عَفوِهِ |
* |
وَقَد بَلَغوا أَو جاوَزوا آخِرَ الجُهدِ |
33 |
مُخَفَّضَةٌ أَقدارُهُمْ دونَ قَدرِهِ |
* |
كَما انخَفَضَت سُفلى تِهامَةَ عَن نَجدِ |
34 |
فَكَم سَبِطٍ مِنهُمْ إِذا اختَبَرَ امرُؤٌ |
* |
عُلالَتُهُ أَلفاهُ ذا خُلُقٍ جَعدِ |
35 |
وَواجِدِ مُلكٍ أَعوَزَتهُ سَجِيَّةٌ |
* |
تُسَلِّطُهُ يَومًا عَلى ذَلِكَ الوَجدِ |
36 |
فَعُسرَكَ لا مَيسورَ نُكدٍ أَشائِمٍ |
* |
وَهَونَكَ لا مَرفوعَ أَحمِرَةٍ قُفدِ |
37 |
لَقَد كُنتُ أَستَعدي إِلى الدَهرِ مَرَّةً |
* |
فَجِئتُكَ مِن عَتبٍ عَلى الدَهرِ أَستَعدي |
38 |
وَما كُنتُ إِذ أَنحى عَلَيَّ بِلاجِئٍ |
* |
إِلى فِئَةٍ مِنهُ سِواكَ وَلا رِدِّ |
39 |
تَمُرُّ بِأَعلى جَرجَراياءَ صُحبَتي |
* |
وَقَد عَلِموا ما جَرجَراياءُ مِن عَمدي |
40 |
وَلا قَصرَ بي عَن ضامِنٍ مُتَكَفِّلٍ |
* |
بَوائِقَ ما يَطوي الزَمانُ وَما يُبدي |
41 |
فَأَشهَدُ أَنّي في اختِيارِكَ دونَهُمْ |
* |
مُؤَدًّا إِلى حَظّي وَمُتَّبِعٌ رُشدي |
42 |
وَأَعلَمُ أَنَّ السُبلَ ما فَجِأَتكُمُ |
* |
بِزَورٍ مِنَ الأَقوامِ مِثلي وَلا وَفدِ |