1 |
وَلَيلَة جَمعٍ لَم أَبِت ناسِيًا لَكُمْ |
* |
وَحينَ أَفاضَ الناسُ مِن عَرَفاتِ |
2 |
وَلَم تُنسِنيكَ البيضُ بِالخيفِ مِن مِنىً |
* |
وَقَد رُمنَ أرسالًا إِلى الجَمَراتِ |
3 |
فَطَوَّفنَ بِالبَيتِ العَتيقِ لَيالِيًا |
* |
وَزُرنَ فِناءَ البَيتِ وَالعَرَصاتِ |
4 |
كَأَنَّ الدُمى أُشرِبنَ دِرعا أَوانِس |
* |
بدونَ لَنا في القَزِّ وَالحَبَراتِ |
5 |
يَغيبُ الدُجى ما لَم يَغِبنَ وَيَختَفي |
* |
إِذا كُنَّ مِنهُ الدَهر مُختَفِياتِ |
6 |
جَمَعنَ جَمالًا في كَمال مُبَرِّز |
* |
وَسَددنَ سُلطانًا عَلى النَظَراتِ |
7 |
فَزَوَّدَني شَوقًا إِلَيك وَحَسرَةً |
* |
عَلَيك إِلى ما بي مِنَ الحَسَراتِ |
8 |
ذَهَبت بِديباجِ الجَمالِ وَوَشيِهِ |
* |
وَصِرنَ بِما خَلَّفت مُحتَفِياتِ |
9 |
تَطاوَلَ لَيلي بِالحِجازِ وَلَم أَزَل |
* |
وَلَيلي قَصيرٌ آمِنُ الغَدَواتِ |
10 |
فَيا حَبَّذا بَرُّ العِراقِ وَبَحرها |
* |
وَما يُجتَنى فيهِ مِنَ الثَمَراتِ |
11 |
كَفى حَزَنًا ما تَحمِلُ الأَرضُ دونَها |
* |
لَنا مِن ذرى الأَجبالِ وَالفَلَواتِ |
12 |
أَبا مَريَم قيلوا بِعسفانَ ساعَةً |
* |
وَروحوا عَلى اسمِ اللَهِ وَالبَرَكاتِ |
13 |
وَمُرّوا عَلى قَبرِ النَبِيِّ وَأَكثِروا |
* |
عَلَيهِ مِنَ التَسليمِ وَالصَلواتِ |
14 |
وَتِلقاء مجدٍ فَاستَحِثّوا رِكابَكُمْ |
* |
وَلا تَغفلوا فَالحَبس في الغَفَلاتِ |
15 |
إِذا الغَمَراتُ استَقبَلَتنا وَأَمعَنَت |
* |
فَفي خَوفِها المَنجى مِنَ الغَمَراتِ |
16 |
تَجاهَلَ عَبدُ اللَهِ وَالعِلمُ ظَنهُ |
* |
عَلى عالمٍ بِالمَرءِ ذي الجَهَلاتِ |
17 |
أَلَستُ الخَليعَ الجامِحَ الرَأس وَالَّذي |
* |
يَرُدُّ الصبا عودًا عَلى البَدَآتِ |
18 |
وَمازالَ لي إِلفًا وَأُنسًا وَصاحِبًا |
* |
أَخًا دونَ إِخواني وَأَهل ثِقاتي |
19 |
تَناجَت بِما في قَلبِهِ عَصَبِيَّةٌ |
* |
يَمُرُّ لَها حر عَلى اللهَواتِ |
20 |
نَديمُ مُلوكٍ يَحمِلونَ تَذَلُّلي |
* |
حَنينًا إِلى الفِتيانِ وَالفَتَياتِ |
21 |
مَتى تَشتَمِل بَكرٌ عَلَيَّ بدارها |
* |
أَبت واثِقًا بِالجودِ والنجداتِ |
22 |
وَفي أسدٍ وَالنِّمر أَبناء قاسِطٍ |
* |
أَمانٌ مِنَ الأَيّامِ وَالغيَراتِ |
23 |
وَإِنَّ ذَوي الإِقدامِ وَالصَبرِ وَالنُهى |
* |
لإخوانِنا ذُهلٌ عَلى اللزباتِ |
24 |
وَإِن تَشتَمِل قَيسٌ عَلَيَّ وَتَغلِب |
* |
أَبِت واثِقًا بِالمالِ وَالثَرَواتِ |
25 |
وَكَم مِن مَقامٍ في ضَبيعَة مَعمَرٍ |
* |
يُضافُ إِلى الأَشرافِ وَالسَرَواتِ |
26 |
وَفي أَكلُب عِزّ تِلادٌ وَطارِفٌ |
* |
بعيد مِنَ التَقصيرِ وَالتَبراتِ |
27 |
وَما الفَتكُ إِلا في رَبيعَةَ وَالغِنى |
* |
وَذَبّ عَنِ الأَحسابِ وَالحُرُماتِ |
28 |
وَقادَ زِمامَ الجاهِلِيَّةِ مِنهُمُ |
* |
مَناجيبُ سَباقون في الجلباتِ |
29 |
وَقادوا جُيوشًا أَولًا بَعدَ أَوَّل |
* |
أَقَرَّ لَها عادٍ بِكُثرِ أَداةِ |
30 |
إذا زَفَّتِ الرِّيحُ الشتاءَ وَزَفَّها |
* |
وَلَفَّحَتِ الأَرواحَ بالشَّتَواتِ |
31 |
مَفاتيحُ أَبوابِ النَدى بِأَكُفِّنا |
* |
فَسُؤالُنا يَدعونَ بِالشَهَواتِ |
32 |
إِذا هَلَكَ البَكرِيُّ كانَ تُراثُهُ |
* |
سنانٌ وَسَيفٌ قاضِبُ الشَفَراتِ |
33 |
وَلَم يدعوا مِن مالِ كِسرى وَجُندِهِ |
* |
عَلَى الأَرضِ شَيئًا بَعدَ طولِ بَياتِ |
34 |
إِذا لَم يُسَلِّطنا القَضاءُ عَلى العِدا |
* |
منوا وَابتلوا مِن خَوفِنا بِخفاتِ |
35 |
وَإِنَّ وَعيدَ الحَيِّ بَكرِ بنِ وائِلِ |
* |
إِلى المَوتِ يَرمي الروحَ بِالسَكَراتِ |
36 |
وَمَن لَم تَكُن بَكرٌ لَهُ فَهوَ ضائِعٌ |
* |
إِذا الرَوعُ أَبدى أَسوق الخَفراتِ |
37 |
إِذا عَدَّتِ الأَيّامُ بَكرَ بنَ وائِلِ |
* |
رَأَيت مَعَدًّا تَحتَها دَرَجاتِ |
38 |
وَكُلُّ قَتيلٍ مِن رَبيعَةَ يَنتَمي |
* |
إِلى حَسَبٍ صَعبِ المَناكِبِ عاتِ |
39 |
وَأَوَّلُ ما اختَطوا اليَمامَةَ وَاحتَوَوا |
* |
قُصورًا وَأَنهارًا خِلالَ نَباتِ |
40 |
وَعاجَت عَلى البَحرَينِ مِنهُمْ عِصابَةٌ |
* |
حَمَتها بِأَعلامٍ لَها وَسِماتِ |
41 |
وَهُمْ مَنَعوا ما بَينَ حُلوانَ غَيرَةً |
* |
إِلى الدَربِ دَربَ الرومِ ذي الشُرُفاتِ |
42 |
وَأَما بَنو عيسى فَماه دِيارِهِمْ |
* |
إِلى ما حَوَت جَوٌّ مِنَ القَرَياتِ |
43 |
بَنو حرَّة أَدَّت أُسودًا ضَوارِيًا |
* |
عَلى الحَربِ وَهابينَ لِلبَدَراتِ |
44 |
عَلى أَعظم بِالرايحانِ وَدايهِ |
* |
مُقَدَّسَة تَحتَ التُرابِ رُفاتِ |
45 |
قِفا وَاسأَلاها إِن أَجابَت وَجَرِّبا |
* |
أَبا دُلَفٍ في شَأنِها الحَسَناتِ |
46 |
فَتىً ما أَقَلَّ السَيف وَالرُمح مُخرج |
* |
عداهُ مِنَ الدُنيا بِغَيرِ بَياتِ |
47 |
هُوَ الفاضِلُ المَنصورُ وَالرايَةُ الَّتي |
* |
أَدارَت عَلى الأَعداءِ كَأسَ مَماتِ |
48 |
أَذاقَ الرَدى جَلوَيهِ في خَيلِ فارِسٍ |
* |
وَنَصرًا فَصاروا أَعظُمًا نَخِراتِ |
49 |
وَما اعتَوَرَت فُرسانُ قَحطان قَبلَهُ |
* |
عَلى أَحَدٍ في السِرِّ وَالجَهَراتِ |
50 |
عَدَت خَيلُهُ حُمر النُحورِ وَخَيلُهُمْ |
* |
مُخَضَّبَةَ الأَكفالِ وَالرَبَلاتِ |
51 |
وَصَبَّحَ صُبحًا عَسقَلان بِعَسكَر |
* |
بَكى مِنهُ أَهلُ الرومِ بِالعَبَراتِ |
52 |
سَعى غَير وانٍ عَن عَقيلٍ وَما سَلا |
* |
وَلَم يَعدُ عَن حِرمان فَالسَلَواتِ |
53 |
فَبَيَّتَهُمْ بِالنارِ حَتّى تَفَرَقوا |
* |
عَلى الحِصنِ بِالقَتلى أَشَدَّ بَياتِ |
54 |
وَجاسَ تُخومات البِلادِ مُصَمِّمًا |
* |
عَلى أَهلِها بِالخَيلِ وَالغَزَواتِ |
55 |
نَفى الكُرد عَن شَعبَي نَهاوَندَ بَعدَما |
* |
سَقى فَرض القُربان بِالرَفَقاتِ |
56 |
وَأَورَدَ ماءُ البِئرِ بِالبيضِ فَارتَوَت |
* |
وَعَلَّ رِماحًا مِن دَم نَهِلاتِ |
57 |
وَلَم يُثنِهِ عَن شَهرَزورَ مَصيفُها |
* |
وَوردُ أجاجِ الشربِ غَير فُراتِ |
58 |
وَمِن هَمَذانَ قارَعَتهُ كَتيبَةٌ |
* |
فَآبَت بِطَيرِ النَحسِ وَالنَكَباتِ |
59 |
وَبِالحرشانِ استَنزَلَ القَوم وَحدهُ |
* |
يخرونَ لِلأَذقانِ وَالجَبَهاتِ |
60 |
وَلَم يَنج مِنهُ طالِبٌ قَبلَ طالِبِ |
* |
وَقَد أَوسَعا في الطَعنِ هاكٍ وَهاتِ |
61 |
بِدينِ أَميرِ المُؤمِنينَ وَرَأيُهُ |
* |
نُدينُ وَنَنفي الشَكَّ وَالشُبُهاتِ |
62 |
فَكُلُّ قَبيلٍ مِن مَعَدٍّ وَغَيرها |
* |
يَرى قاسمًا نورًا لَدى الظُلُماتِ |
63 |
وَلَو لَم يَكُن مَوتٌ لَكانَ مَكانهُ |
* |
أَبو دُلَفٍ يَأتي عَلى النَسَماتِ |
64 |
أَبا دُلَفٍ أوقعت عِشرينَ وَقعَةً |
* |
وَأَفنَيت أَهل الأَرضِ في السَنواتِ |
65 |
تَرَكت طَريقَ المَوتِ بِالسَيفِ عامِرًا |
* |
تخرَّقهُ القَتلى بِغَيرِ وفاةِ |
66 |
صَبَرت لأَنَّ الصَبرَ مِنكَ سَجِيَّةٌ |
* |
عَلى غَدَراتِ الدَهرِ ذي الغَدَراتِ |
67 |
إِلى أَن رَفَعت السَيفَ وَالرُمحَ بَعدَما |
* |
سَمَوت فَنِلت النَجمَ بِالسَمَواتِ |
68 |
وَلَبَّيتَ هارونَ الخَليفَةَ إِذ دَعا |
* |
فَأَلفَيتهُ في اللَّهِ خَير مُواتِ |
69 |
فَأَمَّنتَ سِربًا خائِفًا وَرَدَدتَهُ |
* |
وَأَلَّفتَ عِجلًا بَعدَ طولِ شَتاتِ |
70 |
أَعَدتَ اللَحا فَوقَ العَصا فَجَمَعتَها |
* |
وَقَد صَيَّروا عُجمَ العَصا عَبَراتِ |
71 |
وَأَلبَستَ نُعماكَ الفَقيرَ وَغَيرَهُ |
* |
وَأَتبَعتَ بِرًّا واصِلًا بِصِلاتِ |
72 |
فَعِزُّكَ مَقرونٌ بِعِلمٍ وَسُؤددٍ |
* |
وُجودُكَ مَقرونٌ بِصدقِ عِداتِ |
73 |
وَما افتَقَدَت مِنكَ القَبائِلُ ساعَةً |
* |
جَوادًا يبدّ الريحَ حِلفَ هِباتِ |
74 |
وَما لَكَ في الدُنيا نَظيرٌ إِذا جَرَوا |
* |
وَطالَ مَدى الغاياتِ وَالغَلَواتِ |
75 |
إِذا ظَلَّلَتنا مِنكَ بِالخَيرِ نِعمَةٌ |
* |
جَعَلتَ لَها أَمثالَها أَخَواتِ |
76 |
بَسَطتَ الغِنى وَالفَتكَ وَالخَيرَ وَالنَدى |
* |
بِشِدَّةِ إِقدامٍ وَحُسنِ أناةِ |
77 |
أَبو دُلَفٍ أَفنى صِفاتي مَديحُهُ |
* |
وَإِنّي لَيَكفي الناسَ بَعضُ صِفاتي |
78 |
بِهِ ارتَدَّ مُلكٌ كادَ يودي وَأسبِغَت |
* |
عَلى آلِ عيسى أَفضَلُ النعَماتِ |
79 |
بَنى قاسِمٌ مَجدًا رَفيعًا بيوته |
* |
وَشادَ بُيوتَ المَجدِ بِالعَزَماتِ |
80 |
وَأَشبَهَ عيسى في نَداهُ وَبَأسِه |
* |
وَفي حُبِّهِ الأَفضالَ وَالصَدَقاتِ |
81 |
وَأشبَهَ إِدريس الَّذي حَدُّ سَيفِهِ |
* |
تشبُّ بِهِ النيران في الفَلَواتِ |
82 |
كَأَنَّ جِيادَ المَعقِلِيّينَ في الوَغى |
* |
جَهَنَّمُ ذات الغَيظِ وَالزَفَراتِ |
83 |
أَبوهُ عُمَيرٌ قادَ أَبناءَ وائِلٍ |
* |
إِلى العِزِّ وَالكَشّاف لِلكُرُباتِ |
84 |
بَنو دُلَفٍ بِالفَضلِ أَولى لِأَنَّهُم |
* |
مَعادِنُ أَيقان بِما هُوَ آتِ |
85 |
كَأَنَّ غَمامَ العِزِّ حَشوُ أَكُفِّهِمْ |
* |
إِذا طَبقَ الآفاق بِالدِيماتِ |
86 |
إِذا زُرتَهُمْ في كُلِّ عامٍ تَباشَروا |
* |
وَلَم يغفَلوا الأَلطافَ والنفحاتِ |
87 |
فَكَم أَصلَحوا حالي وَأَسنَوا جَوائِزي |
* |
وَأَجرَوا عَلَيَّ البَذلَ وَالنَفَقاتِ |
88 |
وَإِنّي عَلى ما في يَدي مِن حِبائِهِم |
* |
كَمَعنٍ وَمِثلي طَلحَةُ الطَلحاتِ |
89 |
فَمُنيَةُ قَومي أَن أُخَلَّدَ فيهِم |
* |
وَمُنيَةُ أَعدائي نَفادُ حَياتي |
90 |
أَنا الشاعِرُ المُملي عَلى أَلفِ كاتِبٍ |
* |
وَيَسبِق إِملائِي سَريعَ فُراتِ |
91 |
فَأُبدي وَلا أروي لِخَلقِ قَصيدَةٍ |
* |
وَأحسَبُ إِبليسًا لِحُسنِ رواتي |