الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَقصِرا قَد أَطَلتُما تَفنيدي * وَمِنَ الجَهلِ لَومُ غَيرِ سَديدِ
2 لَتَجاوزتُما بِيَ اللَومَ وَالعَذ * لَ كَأَنّي شَكَكتُ في التَوحيدِ
3 أَتَسومانِني الصُدودَ وَكَالعَلـ * ـقَمِ لَو تَعلَمانِ طَعمُ الصُدودِ
4 إِنَّ مِن سُنَّةِ الهَوى أَن يُرى فيـ * ـهِ رَشيدُ الأَقوامِ غَيرُ رَشيدِ
5 قَدكُما مِن مَلامِ مَن وَقَفَت عَيـ * ـناهُ بَينَ الدُموعِ وَالتَسهيدِ
6 أَكَعَهدي نُوارُ أَنتِ أَمِ استَحـ * ـدَثتِ رَأيًا في نَقضِ تِلكَ العُهودِ
7 أَبَياضَ الثُغورِ أَم مَرَضَ الأَجـ * ـفانِ أَشكو أَمِ احمِرارِ الخُدودِ
8 إِنَّ لِلحُبِّ لَوعَةً تَترَكُ الجَلـ * ـدَ إِذا خامَرَتهُ غَيرَ جَليدِ
9 مُت شَهيدَ الهَوى فَإِنَّ لِمَن ما * تَ مِنَ الحُبِّ ضِعفَ أَجرِ الشَهيدِ
10 مَلِكٌ راحَتاهُ أَحنى عَلى العا * فينَ مِن والِدٍ وَمِن مَولودِ
11 كُلَّ يَومٍ لَهُ عَطاءٌ جَديدٌ * يُتَلَقّى بوَجهِ شُكرٍ جَديدِ
12 أَبدَعَت راحَتاهُ في الجودِ ما لَم * يَكُ لَولا نَداهُ بِالمَوجودِ
13 لَو سَعى قَبلَ رِفدِهِ رِفدُ كَفٍّ * لَسَعى رِفدُهُ إِلى المَّرفودِ
14 كَم وُفودٍ بِهِ استَجاروا فَأَضحَوا * بِأَياديهِ مُستَجارَ الوُفودِ
15 جادَ حَتّى لَقالَ عافيهِ ما يُقـ * ـسَمُ مِن رَملٍ عالِجٍ أَو زَرودِ
16 كُلُّ عيدٍ لَهُ انقِضاءٌ وَكَفّي * كُلَّ يَومٍ مِن جودِهِ في عيدِ
17 ما لَذيذُ الحَياةِ أَحلى لَدَيهِ * مِن نَجاحٍ يُغريهِ بِالمَوعودِ
18 بَسطَةٌ فاتَتِ النُجومَ عُلُوًّا * وَاغتَدَت بَعدَ فَوتِها بِالصُعودِ
19 تَعجَزُ الريحُ عَن بُلوغِ مَداها * فَهِيَ حَسرى في شَأوِها المَمدودِ
20 وَنَفاذٌ يُفُلُّ مُستَصعَبُ الخَطـ * ـبِ بِعَزمُِ يَخُدُّ في الجُلمودِ
21 لَو تُلاقى بِهِ الأُسودُ لَأَعطَت * طاعَةَ المُستَكينَ غُلبُِ الأُسودِ
22 فَإِلى بَأسِهِ انتِسابُ المَنايا * وَإِلى جودِهِ انتِسابُ الجودِ
23 وَالعُلا مِن فَعالِهِ في اجتِماعٍ * وَاللُهى مِن يَدَيهِ في تَبديدِ
24 فَكَأَنَّ اللُهى اجتَرَمنَ إِلَيهِ * فَهِيَ مَطلوبَةٌ بِتِلكَ الحُقودِ
25 تَتَلَقّى حَوادِثُ الدَهرِ مِنهُ * عَزمَ رَأيٍ كَالصَخرَةِ الصَيخودِ
26 لا يُحِبُّ الثَناءَ نَزرًا وَلا يَجـ * ـتَلِبُ الشُكرَ بِالنَوالِ الزَهيدِ
27 غَيرُ هَيّابَةٍ إِذا استَفحَلَ الخَطـ * ـبُ وَلا طائِشٍ وَلا رِعديدِ
28 لَم يُضِع مَنهَجَ الصَوابِ وَلَم يَر * مِ بِسَهمٍ في الرَأيِ غَيرِ سَديدِ
29 فازَ مِن حارِثٍ وَخَسرو وَمِن هُر * مُزَ بِالمَجدِ وَالفَخارِ التَليدِ
30 وَأَطالَ ابتِناءَهُ الحَسَنُ القَر * مُ وَعَبدُ العَزيزِ بِالتَشييدِ
31 جَدُّهُ الشَلمَغانُ أَكرَمُ جَدٍّ * شَفَعَ المَجدَ بِالفَعالِ الحَميدِ
32 تَرتَعي مِنهُ في جَنابٍ مَريعٍ * مونِقِ النَبتِ طَيِّبِ المَورودِ
33 ما انتَصَفنا مِنَ اللَيالي وَلا الأَيـ * ـيامِ إِلّا بِأَحمَدَ المَحمودِ
34 حَكَّمَ السَيفَ في عَديدَ سِجِستا * نَ وَفي النَفسُ مِنهُ بُعدُ العَديدِ
35 فَكَفَت مِنهُمُ بُطونُ سِباعٍ * قُبِروا جَوفَها بُطونَ لُحودِ
36 غادَرَتهُم يَدُ المَنِيَّةِ صُبحًا * بِالقَنا بَينَ رُكَّعٍ وَسُجودِ
37 فَهُمُ فِرقَتانِ بَينَ قَتيلٍ * قُنِصَت نَفسُهُ بِحَدِّ الحَديدِ
38 وَأَسيرٍ غَدا لَهُ السِجنُ لَحدًا * فَهُوَ حَيٌّ في حالَةِ المَلحودِ
39 فِرقَةٌ لِلسُيوفِ يَنفُذُ فيها الـ * ـحُكمُ قَصدًا وَفِرقَةٌ للقُيودِ
40 وَأُقيمَت لَهُ القِيامَةَ في قُمٍّ * عَلى خالِعٍ وَعاتٍ عَتيدِ
41 فَغَدَوا إِن غَدا عَلَيهِم حَصيدًا * بِالعَوالي وَقائِمًا كَحَصيدِ
42 وَثَنى مُعلَمًا إِلى طَبِرِستا * نَ بِخَيلٍ يَمرَحنَ تَحتَ اللُبودِ
43 فَقَرى هامَهُم سُيوفَ المَنايا * فَجَريحٌ أَو مُرعَفٌ أَو مودِ
44 وَكَذا الكُردُ سَنَّ لِلمَوتِ فيهُمْ * بِطُوالِ الرِماحِ طولَ الخُلودِ
45 مِثلَما سَنَّ لِلسُيوفِ بَقَزويـ * ـنَ وَجُرجانَ قَطعَ حَبلِ الوَريدِ
46 عانَقَتهُم ظُبا السُيوفِ فَلا مُنـ * ـصَلٌ إِلّا مُغَيَّبٌ في جيدِ
47 وَمَشَت فيهِمُ الرِماحُ وَخيدًا * وَوَجيفَن مِن بَعدِ ذاكَ الوَحيدِ
48 وَهُوَ المَرءُ ما غَزا بَلَدًا بِالرَأ * يِ إِلّا كَفاهُ غَزوَ الجُنودِ
49 يَغتَدي جَيشُهُ فَتَغدو المَنايا * بَينَ راياتِهِ وَبَينَ البُنودِ
50 ضامِنًا رِزقَ كُلِّ طَيرٍ كَما ضُمّـ * ـمِنَ أَرزاقُ كُلِّ ضَبعٍ وَسيدِ
51 أَلِفَت كَفُّهُ نَجاحَ المَواعيـ * ـدِ وَأَسيافُهُ نَجاحَ الوُعودِ
52 أَيَّدَ المُلكَ بَعدَ ما مادَ رُكنا * هُ بِسَيفِ الخِلافِ كُلَّ مُميدِ
53 مُخمِدٌ نارَ كُلَّ حَربٍ وَمُذكٍ * جَمرَها بِالرِماحِ بَعدَ خُمودِ
54 كَم عَزيزٍ أَبادَهُ فَغَدا را * كِبَ عودٍ مُرَكَّبٍ فَوقَ عودِ
55 مُطلَقٍ لَم تَحُزهُ ساحَةُ حَبسٍ * حَبسَهُ في شَريطِهِ المَشدودِ
56 فَهُوَ كَالشاعِرِ استَبَدَّت بِهِ الفِكـ * ـرَةُ فيما أَضَلَّ بُعدُ الوُجودِ
57 يَحسُدُ الطَيرَ فيهِ ضَبعُ البَوادي * وَهُوَ في غَيرِ حالَةِ المَحسودِ
58 غابَ عَن صَحبِهِ فَلا هُوَ مَوجو * دٌ لَدَيهِم وَلَيسَ بِالمَفقودِ
59 وَكَأَنَّ امتِدادَ كَفَّيهِ فَوقَ الـ * ـجِذعِ في مَحفِلِ الرَدى المَشهودِ
60 طائِرٌ مَدَّ مُستَريحًا جَناحَي ـ * ـهِ استِراحاتِ مُتعَبٍ مَكدودِ
61 وَلَهُ صاحِبٌ يُخاطِبُ عَنهُ * مَن نَأى عَنهُ فَوقَ شِبرِ الوَليدِ
62 ما لَهُ والِدٌ يُعَدُّ سِوى الما * ءِ وَلا أُمَّ غَيرُ حَرِّ الصَعيدِ
63 وَعَلى ضَعفِ جِسمِهِ تَفتِكُ القَطـ * ـرَةُ مِن فيهِ بِالشُجاعِ النَجيدِ
64 أَخطَبُ الخَلقَ راجِلًا فَإِذا رُجـ * ـجِلَ خاطَبَت مِنهُ عَينَ البَّليدِ
65 لا يَذودُ الحَديدَ عَن أَعظُمِ الأَسـ * ـؤُقِ حَتّى يَذوقَ طَعمَ الحَديدِ
66 وَكَذا السَيفُ لَيسَ يُرضيكَ في الغِمـ * ـدِ وَيُرضيكَ ساعَةَ التَجريدِ
67 سائِرٌ لَفظُهُ بِكُلِّ صَوابٍ * وَهُوَ في بَيتِهِ أَليفٌ قُعودِ
68 وَلَهُ شُعبَتانِ شَريٌ وَأَريٌ * مِن رَدىً قاتِلٍ وَنَيلٍ عَتيدِ
69 كَم سَعيدٍ أَحذاهُ ثَوبَ شَقِيٍِ * وَشَقِيٍّ أَحذاهُ ثَوبَ سَعيدِ
70 يَملَأُ الكُتبَ مِن مَعانٍ تُؤامٍ * وَفُرادى كَاللُؤلُؤِ المَعدودِ
71 يَجتَليهُنَّ في سَوادٍ وَيَجلو * هُنَّ لِلناسِ في الثِيابِ السودِ
72 فَتَراهُنَّ كَالعَذارى إِذا هُـ * ـنَ تَهادَينَ وَسطَ رَوضٍ مَجودِ
73 يَنظُمُ الدُرُّ في بُطونِ القَراطيـ * ـسِ كَنَظمِ النَظّامِ دُرَّ العُقودِ
74 يا ابنَ عَبدِ العَزيزِ هُنّيتَ ما خُو * وِلتَ مِن نِعمَةٍ وَمِن تَسويدِ
75 إِمرَةٌ إِثرَ كِتبَةٍ قَد تَوالَت * نِعَمُ اللَهِ فيهِما بِالمَزيدِ
76 نَصرُ أَذكوتِكينَ أَصبَحَ مَعقو * دًا لَهُ في لِوائِكَ المَعقودِ
77 لَم تُقَلِّد لَهُ قِيامًا بِأَمرٍ * فَاحتَوى غِبَّ ذَلِكَ التَقليدِ
78 إِن يَكُن في الأَنامِ سَعدُ سُعودٍ * بَشَرِيًّا فَأَنتَ سَعدُ السُعودِ
79 يا حَليفَ النَدى بِكَ امتَدَّ باعي * وَارتَوَت غُلَّتي وَأَروَقَ عودي
80 لَتَجاوَزتَ بِالبَلاغَةِ ما أَعـ * ـيا عَلى كُلِّ سَيِّدٍ وَمَسودِ
81 نَظَرٌ باحِثٌ وَنَظمٌ كَنَظمِ الدُر * رِ فَصَّلتَ بَينَهُ بِفَريدِ
82 يَطمَعُ السامِعونَ فيهِ فَإِن را * موهُ أَلفَوهُ فَوقَ بُعدِ البَعيدِ
83 وَبَيانٌ إِذا استُعيدَ تَجَلّى * جِدَّةً بِاستِعادَةِ المُستَعيدِ
84 جَلَّ عَن أَن يُنالَ بِالفَهـ * ـمِ أَو يُدرِكَهُ الواصِفونَ بِالتَحديدِ
85 فَهُوَ كَالغادَةِ الَّتي نَهدَ الثَد * يانِ مِنها أَو أَشرَفا لِلنُهودِ
86 أَو كَوَردِ الرِياضِ أَو كَجَنّاتِ الـ * ـكاعِبِ الرودِ أَو كَوَشيِ البُرودِ
87 لَيسَ حَوكَ القَريضِ بالِغَ ما فيـ * ـكَ بِوَصفٍ فَيُكتَفى بِالقَصيدِ
88 غَيرَ أَنَّ القَريضَ أَجمَعُ شَيءٍ * لِمُقيمٍ مِنَ العُلا وَشُرودِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أحمد بن عبد العزيز بن الشلمغان

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (805)،
2 - الأبيات (5-15) في صفحة (806)،
3 - الأبيات (16-28) في صفحة (807)،
4 - الأبيات (29-38) في صفحة (808)،
5 - الأبيات (39-46) في صفحة (809)،
6 - الأبيات (47-58) في صفحة (810)،
7 - الأبيات (59-69) في صفحة (811)،
8 - الأبيات (70-82) في صفحة (812)،
9 - الأبيات (83-89) في صفحة (813)،

الرابط المختصر