الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مِن رِقبَةٍ أَدَعُ الزِيارَةَ عامِدًا * وَأَصُدُّ عَنكِ وَعَن دِيارِكِ حائِدا
2 حَتّى أُخالَ مِنَ الصَبابَةِ بارِئًا * خَلوًا وَإِن كُنتُ المُعَنّى الواجِدا
3 فَكَأَنَّما كانَ الشبابُ وَديعَةً * كَنزًا غَنيتُ بِهِ فَأَصبَحَ نافِذا
4 لَم أَلقِ مَقدورًا عَلى استِحقاقِهِ * في الحَظِّ إِمّا ناقِصًا أَو زائِدا
5 وَعَجِبتُ لِلمَحدودِ يُحرَمُ ناصِبًا * كَلِفًا وَلِلمَجدودِ يَغنَمُ قاعِدا
6 وَتَفاوُتِ الأَقسامِ فيما بَينَهُمْ * لا يَأتَلينَ نَوازِلًا وَصَواعِدا
7 ما خَطبُ مَن حُرِمَ الإِرادَةَ وادِعًا * خَطبَ الَّذي حُرِمَ الإِرادَةَ جاهِدا
8 وَعَشائِرٍ غَمَت عَلَيكَ أُمورُهُمْ * لا أَصدِقاءَ فَيَرفِدوكَ وَلا عِدى
9 أَغشاهُمُ خُلسًا فَأَذهَبُ راغِبًا * تِلقاءَ حَيثُ هُمُ وَأَرجُعُ زاهِدا
10 قَد قُلتُ لِلراجي المَكارِمَ مُخطِئًا * إِذ كانَ يَكتَسِبُ المَلاوِمَ عامِدا
11 لا تُلحِقَنَّ إِلى الإِساءَةِ أُختَها * شَرُّ الإِساءَةِ أَن تُسيءَ مُعاوِدا
12 وَارفَع يَدَيكَ إِلى السَماحَةِ مُفضِلا * إِنَّ العُلا في القَومِ لِلأَعلى يَدا
13 شَروى أَبي الصَقرِ الَّذي مَدَّت لَهُ * شَيبانُ في الحَسَناتِ أَبعَدَها مَدى
14 وَيَسُرُّني أَن لَيسَ يَكرُمُ شيمَةً * مِن مَعشِرٍ مَن لَيسَ يَكرَمُ والِدا
15 وَالفاضِلاتُ ضَرائِبًا وَخَلائِقًا * لِلفاضِلينَ مَناسِبًا وَمَحاتِدا
16 وَمَتى سَأَلتَ عَنِ امرِئٍ أَخلاقَهُ * صَدَقَت عَلَيهِ أَدِلَّةً وَشَواهِدا
17 وَلِيَ الوِزارَةَ مُبقِيًا في أُمَّةٍ * قَد كانَ شارَفَ هُلكُها أَن يَأفِدا
18 يَئِسَت مِنَ الإِنصافِ حَتّى وَهَّمَت * بِاليَأسِ أَنَّ اللَهَ تارِكُها سُدى
19 يَسرونَ مِن بَغدادَ خَلفَ قِبابِهِ * يَغشَونَ آثارًا لَها وَمَعابِدا
20 لَولا تَكاثُرُهُنَّ في عَرَصاتِها * لَصُبِغنَ نَورًا أَو بُنينَ مَساجِدا
21 أَرضاهُ مَوفودًا إِلَيهِ وَحَسبُهُ * بي حينَ أَتبَعتُ القَوافي وافِدا
22 شُكرًا لِأَنعُمِهِ الجِسامِ وَلَم تَضِع * نِعَمٌ مَلَأنَ لَهُ البِلادَ مَحامِدا
23 كَيفَ التَأَخُّرُ عَنهُ وَهوَ بِطَولِهِ * لَيسَ الوَحيدَ يَدًا وَلَستُ الجاحِدا
24 توليكَ صَدرَ اليَومِ قاصِيَةَ الغِنى * بِمَواهِبٍ قَد كُنَّ أَمسِ مَواعِدا
25 سَومَ السَحائِبِ ما بَدَأنَ بَوارِقًا * في عارِضٍ إِلّا ثَنَينَ رَواعِدا
26 وَمَتى رَجَعتَ إِلَيهِ شاكِرَ نَيلِهِ * رَجَعَت مَصادِرُ ما أَنالُ مَوارِدا
27 يُذكي عَزائِمَ لَو عُنينَ بِسَبكِهِ * لَسَبَكنَ هَضبَ شَرَورَيَينِ الجامِدا
28 إِنَّ المَناكِبِ لَيسَ تَعرِفُ أَيِّدًا * مِنها وَلَم تُجشِمهُ عِبئًا آيِدا
29 أَغرى الخُيولَ بِأَصبَهانَ فَلا تَسَل * عَن رَأيِهِ وَالجَيشَ حينَ تَسانَدا
30 وَكَأَنَّما الصَفّارُ كانَ بِفارِسٍ * فِرعَونَ مِصرٍ إِذ أَضَلَّ وَما هَدى
31 أَتبَعتَهُ العِجلِيَّ ثُمَّ رَفَدتَهُ * بِالكَوتَكينَ مُكاتِفًا وَمُعاضِدا
32 فَالخَوفُ مِن خَلفِ العُلَيجِ وَدونَهُ * مِن موبِقاتِ الحَربِ أَوحاها رَدى
33 تَدبيرُ أَغلَبَ ما يَنَهنِهُ غالِبًا * لِمُشايِحيهِ مُبادِيًا وَمُكايِدا
34 صَغُرَت مَقاديرُ الرِجالِ وَقارَبوا * في السَعيِ حَتّى ما تَرى لَكَ حاسِدا
35 لَو نافَسوكَ لَخالَسوكَ مِنَ النَدى * ما يُصلِحونَ بِهِ الزَمانَ الفاسِدا
36 قَعَدوا وَأَينَ قِيامُ مَن قَد طُلنَهُ * شُرُفاتُ ما تَبني ذُرًا وَقَواعِدا
37 لَم تَخلُ مِن فِئَةٍ تَحُفُّكَ رَغبَةً * وَخَلائِقٍ يُبرِزنَ شَخصَكَ فارِدا
38 وَأَحَقُّ ما عَجِبتُ مِنهُ ضَرورَةٌ * تُغري المَقودَ بِأَن يُطيعَ القائِدا
39 تَأبى الأُلوفُ عَلى الأُلوفِ تُرى لَها * تَبَعًا وَتَتَّبِعُ الأُلوفُ الواحِدا
40 وَلَقَد بَرَعتَ عَلى المُلوكِ مَحَلَّةً * عُلوًا وَأَفنِيَةً يَرُقنَ الرائِدا
41 وَمَدَدتَ تَطَّلِبُ الَّذي لَم يَطلُبوا * كَفًّا تُناوِلُكَ السَماءَ وَساعِدا
42 أَسهَدتَ لَيلَ عَواذِلٍ لَولا اللُهى * تُصفي كَرائِمُها لَبِتنَ هَواجِدا
43 يَشفينَ مِنكَ الغَيظَ دونَ مَعاشِرٍ * يُسقَونَ بِالذَمِّ الزُلالَ البارِدا
44 وَإِذا وَسَمنَكَ وَالبَخيلَ بِنَبزَةٍ * كُنتَ المَضَلَّلَ وَالبَخيلُ الراشِدا
45 وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ هَمَّكَ يَعتَلي * في صاعِدٍ حَتّى تُنَفِّذَ صاعِدا
46 بِالنَصرِ يَمتَثِلُ المُعادُ المُبتَدا * وَالمالُ يَتَّبِعُ الطَريفُ التالِدا
47 مَجدٌ وَما انفَكَّ الزَمانُ مُوَكِّلا * بِالمَجدِ يُلحِقُهُ الأَغَرَّ الماجِدا
48 هَذي نَوافِلُكَ الَّتي خُوِّلتَها * رَجَعَت غَرائِبُها إِلَيكَ قَصائِدا
49 تُعطيكَ شُهرَتُها النُجومَ طَوالِعًا * وَتُريكَ أَنفُسُها الجِبالَ خَوالِدا
50 مُتَعَسِّفاتٍ ماتَزالُ رُواتُها * تَأبى عَلَيها أَن تَسيرَ قَواصِدا
51 وَهيَ القَوافي ما تَقِرُّ ثَوابِتًا * لِمُمَدَّحٍ حَتّى تَعيرَ شَوارِدا
52 عِلَلٌ لِإِتواءِ الذَخائِرِ كُلَّما * جُلِيَت عَلى مَلِكٍ أَباحَ التالِدا
53 وَالبَحرُ لَولا أَن تُسَيَّرَ سُفنُهُ * بِالريحِ مابَرِحَت عَلَيهِ رَواكِدا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح إسماعيل بن بلبل

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (821)،
2 - الأبيات (6-13) في صفحة (822)،
3 - الأبيات (14-25) في صفحة (823)،
4 - الأبيات (26-34) في صفحة (824)،
5 - الأبيات (35-47) في صفحة (825)،
6 - الأبيات (48-53) في صفحة (826)،

الرابط المختصر