الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 مَتى لاحَ بَرقٌ أَو بَدا طَلَلٌ قَفرُ * جَرى مُستَهِلٌّ لا بَكِيءٌ وَلا نَزرُ
2 وَما الشَوقُ إِلّا لَوعَةٌ إِثرَ لَوعَةٍ * وَغَزرٌ مِنَ الآماقِ يَتبَعُها غُزرُ
3 فَلا تَذكُرا عَهدَ التَصابي فَإِنَّهُ * تَقَضّى وَلَم نَشعُر بِهِ ذَلِكَ العَصرُ
4 سَقى اللَهُ عَهدًا مِن أُناسٍ تَصَرَّمَت * مَوَدَّتُهُم إِلّا التَوَهُّمُ وَالذِكرُ
5 وَفاؤُن مِنَ الأَيامِ رَجعُ حُدوجِهِمْ * كَما أَنَّ تَشريدَ الزَمانِ بِهِمْ غَدرُ
6 هَلِ العَيشُ إِلّا أَن تُساعِفُنا النَوى * بِوَصلِ سُعادٍ أَو يُساعِدَنا الدَهرُ
7 عَلى أَنَّها ما عِندَها لِمُواصِلٍ * وِصالٌ وَلا عَنها لِمُصطَبِرٍ صَبرُ
8 إِذا ما نَهى الناهي فَلَجَّ بِيَ الهَوى * أَصاخَت إِلى الواشي فَلَجَّ بِها الهَجرُ
9 وَيَومَ تَثَنَّت لِلوَداعِ وَسَلَّمَت * بِعَينَينِ مَوصولٌ بِلَحظِهِما السِحرُ
10 تَوَهَّمتُها أَلوي بِأَجفانِها الكَرى * كَرى النَومِ أَو مالَت بِأَعطافِها الخَمرُ
11 لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِناقِصَةِ الجَدى * إِذا بَقِيَ الفَتحُ بنُ خاقانَ وَالقَطرُ
12 فَتىً لايَزالُ الدَهرُ حَولَ رِباعِهِ * إِيادٍ لَهُ بيضٌ وَأَفنِيَةٌ خُضرُ
13 أَضاءَ لَنا أُفقَ البِلادِ وَكَشَّفَت * مَشاهِدُهُ ما لا يُكَشِّفُهُ الفَجرُ
14 بِوَجهٍ هُوَ البَدرُ المُنيرُ نَفى الدُجى * سَناهُ وَأَخلاقٍ هِيَ الأَنجُمُ الزُهرُ
15 غَمامُ سَماحٍ ما يَغَبُّ لَهُ حَيًا * وَمِسعَرُ حَربٍ ما يَضيعُ لَهُ وِترُ
16 وَحارِسُ مُلكٍ مايَزالُ عَتادَهُ * مُهَنَّدَةٌ بيضٌ وَخَطِّيَةٌ سُمرُ
17 يَصونُ بَنو العَبّاسِ سَطوَةَ بَأسِهِ * لَشَغبِ عِدًا يَعتادَ أَو حادِثٍ يَعرو
18 يَبيتُ لَهُمْ حَيثُ الأَمانَةُ وَالتَقى * وَيَغدو لَهُمْ حَيثُ الكِفايَةُ وَالنَصرُ
19 يَعُدُّ انتِفاضًا أَن تُطاوِلُهُمْ يَدٌ * وَيَعتَدُّ وِزرًا أَن يَغُشَّهُمُ صَدرُ
20 تَواضَعَ مِن مَجدٍ فَإِن هُوَ لَم يَكُن * لَهُ الكُبرُ في أَكفائِهِ فَلَهُ الكِبرُ
21 وَذو رِعَةٍ لا يَقبَلُ الدَهرَ خُطَّةً * إِذا الحَمدُ لَم يَدلُل عَليها وَلا الأَجرُ
22 فَداكَ رِجالٌ باعَدَ المَنعُ رِفدَهُمْ * فَلا الخِمسُ وِردٌ مِن نَداهُمْ وَلا العِشرُ
23 أَلامَت سَجاياهُمْ وَضَنَّت أَكُفُّهُمْ * فَإِحسانُهُمُ سوءٌ وَمَعروفُهُمْ نُكرُ
24 يَكونُ وَفورُ العِرضِ هَمَّكَ دونَهُمْ * إِذا كانَ هَمُّ القَومِ أَن يَفِرَ الوَفرُ
25 وَلَو ضَرَبوا في المَكرُماتِ بِسُهمَةٍ * لَكانَ لَهُم فيها اللَفا وَلَكَ الكُثرُ
26 بَقاءُ المَساعي أَن تُمِدَّ لَكَ البَقا * وَعُمرُ المَعالي أَن يَطولَ لَكَ العُمرُ
27 لَقَد كانَ يَومُ النَهرِ يَومَ عَظيمَةٍ * أَطَلَّت وَنَعماءٍ جَرى بِهِما النَهرُ
28 أَجَزتَ عَلَيهِ عابِرًا فَتَساجَلَت * أَواذِيُّهُ لَمّا طَما فَوقَهُ البَحرُ
29 وَزالَت أَواخي الجِسرِ وَانهَدَمَت بِهِ * قَواعِدُهُ العُظمى وَما ظَلَمَ الجِسرُ
30 تَحَمَّلَ حِلمًا مِثلَ قُدسٍ وَهِمَّةٍ * كَرَضوى وَقَدرًا لَيسَ يَعدِلُهُ قَدرُ
31 وَلَو لا دِفاعُ اللَهِ عَنكَ وَمَنُّهُ * عَلَيكَ وَفَضلٌ مِن مَواهِبِهِ غَمرُ
32 لَأَظلَمَتِ الدُنيا وَلَانقَضَّ حُسنُها * وَلَانحَتَّ مِن أَفنانِها الوَرَقُ الخُضرُ
33 وَلَمّا رَأَيتَ الخَطبَ ضَنكًا سَبيلُهُ * وَقَد عَظُمَ المَكروهُ وَاستَفظَعَ الأَمرُ
34 صَرَمتَ فَلَم تَقعُد بِحَزمِكَ حيرَةُ الـ * ـمَرُوعِ وَلَم يَسدُد مَذاهِبَكَ الذُعرُ
35 وَما كانَ ذاكَ الهَولُ إِلّا غَيابَةً * بَدا طالِعًا مِن تَحتِ ظُلمَتِها البَدرُ
36 فَإِن نَنسى نُعمى اللَهِ فيكَ فَحَظَّنا * أَضَعنا وَإِن نَشكُر فَقَد وَجَبَ الشُكرُ
37 أَراكَ بِعَينِ المُكتَسي وَرَقَ الغِنى * بِآلائِكَ اللاتي يُعَدِّدُها الشِعرُ
38 وَيُعجِبُني فَقري إِلَيكَ وَلَم يَكُن * لَيُعجِبُني لَولا مَحَبَّتُكَ الفَقرُ
39 وَوَاللَهِ ما ضاعَت أَيادٍ أَتَيتَها * إِلَيَّ وَلا أَزرى بِمَعروفِها الكُفرُ
40 وَما لِيَ عُذرٌ في جُحودِكَ نِعمَةً * وَلَو كانَ لي عُذرُن لَما حَسُنَ العُذرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح الفتح بن خاقان

الصفحات

1 - الأبيات (1-3) في صفحة (843)،
2 - الأبيات (4-11) في صفحة (844)،
3 - الأبيات (12-20) في صفحة (845)،
4 - الأبيات (21-29) في صفحة (846)،
5 - الأبيات (30-40) في صفحة (847)،

الرابط المختصر