الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 أَقصِرا لَيسَ شَأنِيَ الإِقصارُ * وَأَقِلّا لَن يُغنِيَ الإِكثارُ
2 وَبِنَفسي مُستَغرَبُ الحُسنُ فيهِ * حَيَدٌ عَن مُحِبِّهِ وَازوِرارُ
3 فاتِرُ الناظِرَينِ يَنتَسِبُ الوَر * دُ إِلى وَجنَتَيهِ وَالجُلَّنارُ
4 مُذنِبٌ يُكثِرُ التَجَنّي فَمِنهُ الـ * ـذَنبُ ظُلمًا وَمِنّي الاعتِذارُ
5 هَجَرَتنا عَن غَيرِ جُرمٍ نَوارُ * وَلَدَيها الحاجاتُ وَالأَوطارُ
6 وَأَقامَت بِجَوِّ بِطياسَ حَتّى * كَثُرَ اللَيلُ دونَها وَالنَهارُ
7 إِن جَرى بَينَنا وَبَينَكِ هَجرٌ * وَتَناءَت مِنّا وَمِنكِ الدِيارُ
8 فَالغَليلُ الَّذي عَلِمتِ مُقيمٌ * وَالدُموعُ الَّتي عَهِدتِ غِزارُ
9 يا خَليلَيَّ نِمتُما عَن مَبيتٍ * بِتُّهُ آنِفًا وَنَومي مُطارُ
10 لِسَوارٍ مِنَ الغَمامِ تُزَجّيـ * ـها جَنوبٌ كَما تُزَجّى العِشارُ
11 مُثقَلاتٍ تَحِنُّ في زَجَلِ الرَعـ * ـدِ بِشَجوٍ كَما تَحِنُّ الظُؤارُ
12 باتَ بَرقٌ يُشَبُّ في حَجرَتَيها * بَعدَ وَهنٍ كَما تُشَبُّ النارُ
13 فَاسقِياني فَقَد تُشُوِّفَتِ الرا * حُ وَطابُ الصُبوحُ وَالإبتِكارُ
14 كانَ عِندَ الصِيامِ لِلَّهوِ وِترٌ * طَلَبَتهُ الكُؤوسُ وَالأَوتارُ
15 بارَكَ اللَهُ لِلخَليفَةِ في المُلـ * ـكِ الَّذي حازَهُ لَهُ المِقدارُ
16 رُتبَةٌ مِن خِلافَةِ اللَهِ قَد طا * لَت بِها رَقبَةٌ لَهُ وَانتِظارُ
17 طَلَبَتهُ فَقرًا إِلَيهِ وَما كا * نَ بِهِ ساعَةٌ إِلَيها افتِقارُ
18 أَعوَزَت دونَهُ القَناعةَ حَتّى * حَشَمَت في طِلابِهِ الأَسفارُ
19 وَهِيَ مَوقوفَةٌ إِلى أَن يُوافي * غائِبٌ ما وَفى بِهِ الحُضّارُ
20 عَلِمَ اللَهُ سيرَةَ المُهتَدي بِاللَـ * ـهِ فَاختارَهُ لِما يُختارُ
21 لَم تَخالَج فيهِ الشُكوكُ وَلا كا * نَ لِوَحشِ القُلوبِ عَنهُ نِفارُ
22 أَخَذَ الأَولِياءُ إِذ بايَعوهُ * بِيَدَي مُخبِتٍ عَلَيهِ الوَقارُ
23 وَتَجَلّى لِلناظِرينَ أَبِيٌّ * فيهِ عَن جانِبِ القَبيحِ ازوِرارُ
24 وَأَرَتنا السَجّادَ سيما طَويلِ اللَـ * ـيلِ في وَجهِهِ لَها آثارُ
25 وَلَدَيهِ تَحتَ السَكينَةِ وَالإِخـ * ـباتِ سَطوٌ عَلى العِدا وَاقتِدارُ
26 وَقَضاءٌ إِلى الخُصومِ وَشيكٌ * لا يُرَوّى فيها وَلا يُستَشارُ
27 راغِبٌ حينَ يَنطِقُ الوَفدُ عَن عَو * نٍ بِرَأيٍ أَو حُجَّةٍ تُستَعارُ
28 مُستَقِلٌّ وَلَو تَحَمَّلَ ما حُمـ * ـمِلَ رَضوى لَانبَتَّ حَبلٌ مُغارُ
29 أَيُّما خُطَّةٍ تَعودُ بِضَرٍّ * فَهُوَ لِلمُسلِمينَ مِنها جارُ
30 زادَ في بَهجَةِ الخِلافَةِ نورًا * فَهُوَ شَمسٌ لِلناسِ وَهِيَ نَهارُ
31 وَأَجارَ الدُنيا مِنَ الخَوفِ وَالحَيـ * ـفِ فَهَل يَشكُرُ المُجيرَ المُجارُ
32 التَقِيُّ النَقِيُّ وَالفاضِلُ المُفـ * ـضِلُ فينا وَالمُرتَضى المُختارُ
33 وَلَدَتهُ الشُموسُ مِن وَلَدِ العَبّا * سِ عَمِّ النَبِيِّ وَالأَقمارُ
34 صِفوَةُ الناسِ وَالخِيارُ مِنَ النا * سِ جَميعًا وَأَنتَ مِنها الخِيارُ
35 اللُبابُ اللُبابُ يَنميكَ مِنها * لِذُرى المَجدِ وَالنُضارُ النُضارُ
36 فَبِكُم قَدَّمَت قُصَيًّا قُرَيشٌ * وَبِها قَدَّمَت قُرَيشًا نِزارُ
37 زَيَّنَ الدارَ مُشهَدٌ مِنكَ كانَت * قَبلُ تَرضاهُ مِن أَبيكَ الدارُ
38 وَأَنارَت لَمّا رَكِبتَ إِلَيها * وَالمَوالي الحُماةُ وَالأَنصارُ
39 في جِبالٍ ماجَ الحَديدُ عَلَيهِنـ * ـنَ ضُحىً مِثلَ ما تَموجُ البِحارُ
40 وَغَدا الناسُ يَنظُرونَ وَفيهِمْ * فَرَحٌ أَن رَأَوكَ وَاستِبشارُ
41 طَلعَةٌ تَملَأُ القُلوبَ وَوَجهٌ * خَشَعَت دونَ ضَوئِهِ الأَبصارُ
42 ذَكَروا الهَديَ مِن أَبيكَ وَقالوا * هِيَ تِلكَ السيما وَذاكَ النِجارُ
43 وَعَلَيهِمْ سَكينَةٌ لَكَ إِلّا * مَدَّ أَيدٍ يوما بِها وَيُشارُ
44 بُهِتوا حَيرَةً وَصَمتًا فَلَو قيـ * ـلَ أَحيروا مَقالَةً ما أَحاروا
45 وَقَليلٌ إِن أَكبَروكَ لَكَ الهَيـ * ـبَةُ مِمَّن رَآكَ وَالإِكبارُ
46 كُلُّهُم عالِمٌ بِأَنَّكَ فيهِمْ * نِعمَةٌ ساعَدَت بِها الأَقدارُ
47 فَوَقَت نَفسَكَ النُفوسَ مِنَ السو * ءِ وَزيدَت في عُمرِكَ الأَعمارُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المهتدى بالله

الصفحات

1 - الأبيات (1-7) في صفحة (852)،
2 - الأبيات (8-17) في صفحة (853)،
3 - الأبيات (18-30) في صفحة (854)،
4 - الأبيات (31-42) في صفحة (855)،
5 - الأبيات (43-47) في صفحة (856)،

الرابط المختصر