الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 إِذا الغَمامُ حَداهُ البارِقُ الساري * وَانهَلَّ مِن ديمَةٍ وَطفاءَ مِدرارِ
2 وَحاكَ إِشراقُهُ طَورًا وَظُلمَتُهُ * ما حاكَ مِن نَمَطَي رَوضٍ وَأَنوارِ
3 فَجادَ أَرضَكِ في غَربِ السَماوَةِ مِن * أَرضٍ وَدارَكِ بِالعَلياءِ مِن دارِ
4 وَإِن بَخِلتِ فَلا وَصلٌ وَلا صِلَةٌ * إِلّا اهتِداءَ خَيالٍ مِنكِ زَوّارِ
5 لَأَشكَلَ القَمَرُ الساري عَلَيَّ فَما * بَيَّنتُ طَلعَتَهُ مِن طَيفِكِ الساري
6 إِذ ضارَعَ البَدرَ في حُسنٍ وَفي صِفَةٍ * وَطالَعَ البَدرَ في وَقتٍ وَمِقدارِ
7 لَيلٌ تَقَضّى وَما أَدرَكتُ مَأرُبَتي * مِنَ اللِقاءِ وَلا قَضَّيتُ أَوطاري
8 إِمّا اطَّرَفتُ إِلى حُبّيكَ فَرطَ هَوىً * ثانٍ يُكَثِّرَ مِن وَجدي وَتَذكاري
9 فَطالَما امتَدَّ في غَيِّ الصِبا سَنَني * وَاشتَدَّ في الحُبِّ تَغريري وَإِخطاري
10 هَوىً أُعَفّي عَلى آثارِهِ بِهَوىً * كَمُطفِئٍ مِن لَهيبِ النارِ بِالنارِ
11 قَد ضاعَفَ اللَهُ لِلدُنيا مَحاسِنَها * بِمُلكِ مُنتَخَبٍ لِلمُلكِ مُختارِ
12 مُقابَلٍ في بَني العَبّاسِ إِن نُسِبوا * في أَنجُمٍ شُهِرَت مِنهُمْ وَأَقمارِ
13 يُريكَ شَمسَ الضُحى لَألاءُ غُرَّتِهِ * إِذا تَبَلَّجَ في بِشرٍ وَإِسفارِ
14 أَولى الرَعِيَّةَ نُعمى بَعدَ مَبأَسَةٍ * تَمَّت عَلَيهِمْ وَيُسرًا بَعدَ إِعسارِ
15 أَنقَذتَهُمْ يا أَمينَ اللَهِ مُفتَلِتًا * وَهُمْ عَلى جُرُفٍ مِن أَمرِهِمْ هارِ
16 أَعطَينَهُمْ بِبنِ يَزدادَ الرِضا فَأَوَوا * مِنهُ إِلى قائِمٍ بِالعَدلِ أَمّارِ
17 رَدَّ المَظالِمَ فَانتاشَ الضَعيفَ وَقَد * غَصَّت بِهِ لَهَواتُ الضَيغَمِ الضاري
18 يَأسو الجِراحَةَ مِن قَومٍ وَقَد دَمِيَت * مِنهُمْ غَواشِمُ أَنيابٍ وَأَظفارِ
19 يُرضيكَ والِيَ تَدبيرٍ وَمُبتَغِيًا * نُصحًا وَمُعجِلَ إيرادٍ وَإِصدارِ
20 فَاللَهُ يَحفَظُ عَبدَ اللَهِ إِنَّ لَهُ * فَضلَ السَماحِ وَزَندَ السُؤدَدِ الواري
21 زَكَت صَنائِعُهُ عِندي وَأَنعُمُهُ * كَما زَكَت مِدَحي فيهِ وَأَشعاري
22 إيهًا أَبا صالِحٍ وَالبَحرُ مُنتَسِبٌ * إِلى نَوالِكَ في سيحٍ وَإِغزارِ
23 حَكى عَطاؤُكَ جَدواهُ وَجَمَّتَهُ * فَيضًا بِفَيضٍ وَتَيّارًا بِتَيّارِ
24 أَأَرهَبُ الدَهرَ أَو أَخشى تَصَرُّفَهُ * وَالمُستَعينُ مُعيني فيهِ أَو جاري
25 وَأَنتَ ما أَنتَ في رِفدي وَحَيِّطَتي * قِدمًا وَإيجابِ تَقديمي وَإيثاري
26 فَكَيفَ تُمهِلُ أَسبابي وَتَغفُلُ عَن * حَظّي وَتَرضى بِإِسلامي وَإِخفاري
27 تَأَتَّ في رَسمِيَ الجاري بِعارِفَةٍ * كَما تَأَتَّيتَ لي في رِزقِيَ الجارِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المستعين بالله، ويمدح أبا صالح عبد الله بن يزاد

الصفحات

1 - الأبيات (1-5) في صفحة (857)،
2 - الأبيات (6-16) في صفحة (858)،
3 - الأبيات (17-27) في صفحة (859)،

الرابط المختصر