الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَعَمرُ أَبي عَمروٍ لَقَد ساقَهُ المَنا * إِلى جَدَثٍ يوزى لَهُ بِالأَهاضِبِ
2 لِحَيَّةِ قَفْرٍ في وِجارٍ مُقيمَةٍ * تَنَمّى بِها سَوقُ المَنا وَالجَوالِبِ
3 أَخي لا أَخا لي بَعدَهُ سَبَقَت بِهِ * مُنَيَّتُهُ جَمعَ الرُقى وَالطَبائِبِ
4 فَعَينَيَّ لا يَبقى عَلى الدَهرِ فادِرٌ * بِتَيهورَةٍ تَحتَ الطِخافِ العَصائِبِ
5 تَمَلّى بِها طولَ الحَياةِ فَقَرنُهُ * لَهُ حِيَدٌ أَشرافُها كَالرَواجِبِ
6 يَبيتُ إِذا ما آنَسَ اللَيلَ كانِسًا * مَبيتَ الغَريبِ ذي الكَساءِ المُحارِبِ
7 مَبيتَ الكَبيرِ يَشتَكي غَيرَ مُعتَبٍ * شَفيفَ عُقوقٍ مِن بَنيِهِ الأَقارِبِ
8 تَدَلَّى عَلَيْهِ مِن بَشَامٍ وَأَيْكَةٍ * نَشَاةِ فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوَائِبِ
9 بِها كانَ طِفلًا ثُمَّ أَسدَسَ واستَوى * فَأَصبَحَ لِهمًا في لُهومٍ قَراهِبِ
10 يُرَوَّعُ مِن صَوتِ الغُرابِ فَيُنتِحي * مَسامَ الصُخورِ فَهُوَ أَهرَبُ هارِبِ
11 أُتيحَ لَهُ يَومًا وَقَد طالَ عُمرُهُ * جَريمَةُ شَيخٍ قَد تَحَنَّبَ ساغِبِ
12 يُحامي عَلَيهِ في الشِتاءِ إِذا شَتا * وَفي الصَيفِ يَبغيهِ الجَنى كَالمُناحِبِ
13 فَلَمّا رَآهُ قالَ لِلَّهِ مَن رَأى * مِنَ العُصمِ شاةً قَبْلَهُ في بِالعَواقِبِ
14 لَو انَّ كَرِيمًا صِيدَ هذا أَعَاشَهُ * إلى أَنْ يَغِيثَ الناسَ بَعْضُ الكَوَاكِبِ
15 أَحَاطَ بِهِ حَتّى رَماهُ وَقَد دَنا * بِأَسمَرَ مَفتوقٍ مِنَ النَبلِ صائِبِ
16 فَنادى أَخاهُ ثُمَّ طارَ بِشَفرَةِ * إِلَيهِ اجتِزارَ الفَعفَعِيِّ المُناهِبِ
17 وَلِلَّهِ فَتخاءُ الجَناحَينِ لِقوَةٌ * تُوَسِّدُ فَرخَيها لُحومَ الأَرانِبِ
18 كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ في جَوفِ وَكرِها * نَوى القَسبِ يُلقى عِندَ بَعضِ المَآدِبِ
19 فَخاتَت غَزالًا جاثِمًا بَصُرَت بِهِ * لَدى سَمُراتٍ عِندَ أَدماءَ سارِبِ
20 فَمَرَّت عَلى رَيدٍ فَأَعنَتَ بَعضَها * فَخَرَّت عَلى الرِجلَينِ أَخيَبَ خائِبِ
21 بِمُتْلِفَةٍ قَفْرٍ كَأَنَّ جَنَاحَها * إِذا نَهَضَت في الجَوِّ مِخراقُ لاعِبِ
22 وَقَد تُرِكَ الفَرخانُ في جَوفِ وَكرِها * بِبَلدَةِ لا مَولىً وَلا عِندَ كاسِبِ
23 فُرَيخانُ يَنضاعانُ في الفَجرِ كُلَّما * أَحَسّا دَوِيَّ الريحِ أَو صَوتَ ناعِبِ
24 فَلَم يَرَها الفَرخانِ عِندَ مَسائِها * وَلَم يَهدَآ في عُشِّها مِن تَجاوُبِ
25 فَذلِكَ مِمّا يُحدِثُ الدَهرَ إِنَّهُ * لَهُ كُلُّ مَطلوبٍ حَثيثٍ وَطالِبِ

بيانات القصيدة

ملحوظة

قد رويت لأبي ذؤيب، ويقال إنها لأخي صخر الغي

الصفحات

1 - البيت (1) في صفحة (245)،
2 - الأبيات (2-4) في صفحة (246)،
3 - البيتان (5-6) في صفحة (247)،
4 - الأبيات (7-10) في صفحة (248)،
5 - الأبيات (11-14) في صفحة (249)،
6 - الأبيات (15-17) في صفحة (250)،
7 - الأبيات (18-20) في صفحة (251)،
8 - الأبيات (21-24) في صفحة (252)،
9 - البيت (25) في صفحة (253)،

الرابط المختصر