الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لِما وَصَلَت أَسماءُ مِن حَبلِنا شُكرُ * وَإِن حُمَّ بِالبَينِ الَّذي لَم نُرِد قَدرُ
2 إِذا ما استَقَلَّت زَفرَةٌ لِفُراقِهِمْ * فَما عُذرُها أَلّا يَضيقَ بِها الصَدرُ
3 نَصيبِيَ مِن حُبّيكِ أَنَّ صَبابَةً * مُبَرِّحَةً تَبري العِظامَ وَلا تَبرو
4 وَتَحتَ ضُلوعي مِن هَواكَ جَوانِحُ * مُحَرَّقَةٌ في كُلِّ جانِحَةٍ جَمرُ
5 وَقَد طَرَفَت عَيناكِ عَينَيَّ لا قَذى * أَصابَهُما مِن عِندِ عَينَيكِ بَل سِحرُ
6 وِصالٌ سَقاني الخَبلَ صِرفًا فَلَم يَكُن * لِيَبلُغَ ما أَدَّت عَقابيلَهُ الهَجرُ
7 وَباقي شَبابٍ في مَشيبٍ مَغَلَّبٍ * عَلَيهِ اختِتاءُ اليَومِ يَكثُرُهُ الشَهرُ
8 وَلَيسَ طَليقَ القَومِ مَن راحَ أَو غَدا * يَسومُ التَصابي وَالمَشيبُ لَهُ أَسرُ
9 تَطاوَحَني العَصرانِ في رَجَوَيهِما * يُسَيِّبُني عَصرٌ وَيَعلَقُني عَصرُ
10 مَتاعٌ مِنَ الدَهرِ استَبَدَّ بِجِدَّتي * وَأَعظَمُ جُرمِ الدَهرِ أَن يُمتَعَ الدَهرُ
11 سَتَرتُ عَلى الدُنيا وَلَو شِئتُ لَم يَكُن * عَلى عَيبِها مِن نَحوِ ذي نَظَرٍ سِترُ
12 وَخادَعتُ رَأيِي إِنَّما العَيشُ خُدعَةٌ * لِرَأيِكَ تَستَدعي الجَهالَةَ أَو سُكرُ
13 وَما زِلتُ مُذ أَيسَرتُ أَسمو إِلى الَّتي * يُرادُ لَها حَتّى يُسادَ بِهِ اليُسرُ
14 إِذا ما الفَتى استَغنى فَلَم يُعطِ نَفسَهُ * تَعَلِّيَ نَفسٍ بِالغِنى فَالغِنى فَقرُ
15 وَيُرثى لِبَعضِ القَومِ مِن بَعضِ مالِهِ * إِذا ما اليَدُ المَلأى شَأَتها اليَدُ الصِفرُ
16 أَرَقَّت جِناياتُ المُضَلَّلِ ثَروَتي * فَلا نَشَبٌ بَعدَ العُبَيدِ وَلا وَفرُ
17 وَقَد زَعَموا مِصرٌ مَعانٌ مِنَ الغِنى * فَكَيفَ أَسَفَّت بي إِلى عَدَمٍ مِصرُ
18 سَيَجبُرُ كَسري المَصقَلِيّونَ إِنَّهُمْ * بِهِمْ تُدفَعُ الجُلّى وَيُجتَبَرُ الكَسرُ
19 فَما تَتَعاطى ما يَنالونَهُ يَدٌ * وَلا يَتَقَصّى ما يُنيلونَهُ شُكرُ
20 عَريقونَ في الإِفضالِ يُؤتَنَفُ النَدى * لِناشِئِهِمْ مِن حَيثُ يُؤتَنَفُ العُمرُ
21 إِذا تَجَروا في سُؤدَدٍ وَتَزايَدوا * فَأَنفَقُ ما أَبضَعتَ عِندَهُمُ الشِعرُ
22 يُجازي القَوافي بِالأَيادي مُبِرَّةً * تَضاعيفُها في كُلِّ واحِدَةٍ عَشرُ
23 غَدَوا عَبِقي الأَكنافِ تَأرَجُ أَرضُهُمْ * بِطيبِ ثَناءٍ ما يُواثى بِهِ العِطرُ
24 وَما سَوَّدَ الأَقوامُ مِثلَ عُمارَةٍ * إِذا نُسِيَ الأَقوامُ شاعَ لَهُ ذِكرُ
25 تَجَنَّبْ سُراهُمْ لِلعُلا وَابتِغائِها * بِسَعيٍ وَعَرِّس حَيثُ أَدرَكَكَ الفَجرُ
26 فَما لَكَ في أَطوادِ شَيبانَ مُرتَقىً * وَلا مِنكَ في حَوزٍ جَماجِمُها الكُبرُ
27 وَقَد مُلِّيَت فَخرًا رَبيعَةُ أَن سَعى * لَها مِن سِوى بَكرِ بنِ وائِلِها بَكرُ
28 وَما أَشرَفُ البَكرَينِ مَن لَم يَكُن لَهُ * حَبيبٌ أَبًا يَومَ التَفاضُلِ أَو عَمرُو
29 وَيَحمِلُ إِسماعيلُ عَنّا ابنَ بُلبُلٍ * مِنَ المَحلِ عِبئًا لَيسَ يَحمِلُهُ القَطرُ
30 بِغُزرِ يَدٍ مِنهُ تَقولُ تَعَلَّمَتْ * يَدُ الغَيثِ مِنها أَو تَقَيَّلَها البَحرُ
31 وَكَم بَسَطَ الخِضرُ بنُ أَحمَدَ غايَةً * مِنَ المَجدِ لا يَقفو مَسافَتَها الخِضرُ
32 لَهُ الفَعَلاتُ الدَهرُ أَقطَعُ دونَها * أَشَلُّ وَظَهرُ الأَرضِ مِن مِثلِها قَفرُ
33 مُقيمٌ عَلى نَهجٍ مِنَ الجودِ واضِحٍ * وَنَحنُ إِلى جَمّاتِ نائِلِهِ سَفرُ
34 يُدَنّي لَنا الحاجاتِ مَطلَبُها نَوىً * شَطونٌ وَمَأتاها عَلى نَأيِها وَعرُ
35 مُضيءٌ يَنوبُ اليُسرُ عَن ضَحِكاتِهِ * وَلا رَيبَ في أَنَّ العُبوسَ هُوَ العُسرُ
36 وَلَو ضُمِنَ المَعروفَ طَيُّ صَحيفَةٍ * تُكادُ عَلَيهِ كانَ عُنوانَها البِشرُ
37 فَتىً لا يُريدُ الوَفرَ إِلّا ذَخيرَةً * لِمَأثُرَةٍ تَرتادُ أَو مَغرَمٍ يَعرو
38 وَأَكثَرُهُمْ يَهوى الإِضافَةَ كَي يُرى * لَهُ في الَّذي يَأتيهِ مِن طَبَعٍ عُذرُ
39 رَبيعٌ تُرَجّيهِ رَبيعَةُ لِلغِنى * وَتَبكَرُ إتباعًا لِأَبوابِهِ بَكرُ
40 أَبا عامِرٍ إِنَّ المَعالي وَأَهلَها * يَوَدّونَ وَدًّا أَن يَطولَ بِكَ العُمرُ
41 إِذا جِئتُمُ أُكرومَةً تَبهَرُ الوَرى * فَما هِيَ بِدعٌ مِن عُلاكُم وَلا نُكرُ
42 وَمازالَ مِن آبائِهِ وَجُدودِهِ * لَهُ أَنجُمٌ في سَقفِ عَليائِهِم زُهرُ
43 من رواها في أبي الصقر روى هذه الأبيات: *
44 وَأُكرومَةٍ جَلّى أَبو الصَقرِ طامِحًا * إِلَيها كَما جَلّى طَريدَتَهُ الصَقرُ
45 يُجاوِزُها المَغمورُ لا يَنثَني لَها * بِعِطفٍ وَيَنحو نَحوَها النابِهُ الغَمرُ
46 مَتى جِئتُموها أَو دُعيتُم لِمِثلِها * فَما هِيَ مِن بَكرِ بنِ وائِلِكُم بِكرُ
47 إِذا نَحنُ كافَأناكُمُ عَن صَنيعَةٍ * أَنِفنا فَلا التَقصيرُ مِنّا وَلا الكُفرُ
48 بِمَنقوشَةٍ نَقشَ الدَنانيرِ يُنتَقى * لَها اللَفظُ مُختارًا كَما يُنتَقى التِبرُ
49 تَبيتُ أَمامَ الريحِ مِنها طَليعَةٌ * وَغَدوَتُها شَهرٌ وَرَوحَتُها شَهرُ
50 تُوَفّى دُيونُ المُنعِمينَ وَيُقتَنى * لَهُم مِن بَواقي ما أَعاضَتهُمُ فَخرُ

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح أبا عامر الخضر بن أحمد، ويقال ه في أبي الصقر إسماعيل بن بلبل
البيت (29) : ويحمل عنا الخضر خضر ين أحمد
البيت (39) : ويكثرها من رفده النائل الغمر

الصفحات

1 - الأبيات (1-8) في صفحة (870)،
2 - الأبيات (9-16) في صفحة (871)،
3 - الأبيات (17-25) في صفحة (872)،
4 - الأبيات (26-33) في صفحة (873)،
5 - الأبيات (34-43) في صفحة (874)،
6 - الأبيات (44-49) في صفحة (875)،

الرابط المختصر