الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 لَهُ الوَيلُ مِن لَيلٍ تَطاوَلَ آخِرُه * وَوَشكِ نَوى حَيٍّ تُزَمُّ أَباعِرُه
2 إِذا كانَ وِردُ الدَمعِ بِالنَأيِ أَعوَزَت * بِغَيرِ تَداني الحِلَّتَينِ مَصادِرُه
3 أَدارَهُمُ الأولى بِدارَةِ جُلجُلٍ * سَقاكِ الحَيا رَوحاتُهُ وَبَواكِرُه
4 وَجاءَكَ يَحكي يوسُفَ بنَ مُحَمَّدٍ * فَرَوَّتكِ رَيّاهُ وَجادَكِ ماطِرُه
5 عَلى أَنَّهُ لَو شاءَ رَبعُكِ بَيَّنَت * مَعالِمُهُ لِلصَبِّ أَينَ تُماضِرُه
6 وَإِنّي لَثانٍ مِن عِناني فَسائِلٌ * جَآذِرُهُ أَينَ استَقَرَّت جَآذِرُه
7 تَقَضّى الصِبا إِلّا خَيالًا يَعودُني * بِهِ ذو دَلالٍ أَحوَرُ الطَرفِ فاتِرُه
8 يَجوبُ سَوادَ اللَيلِ مِن عِندِ مُرهَفٍ * ضَعيفِ قَوامِ الخَصرِ سودٍ غَدائِرُه
9 فَيُذكِرُني العَهدَ القَديمَ وَلَيلَةً * لَدى سَمُراتِ الجِزعِ إِذ نامَ سامِرُه
10 وَعَهدًا أَبَينا فيهِ إِلّا تَبايُنًا * فَلا أَنا ناسيهِ وَلا هُوَ ذاكِرُه
11 رَأَيتُ أَبا يَعقوبَ وَالناسُ ذو حِجًا * يُؤَمِّلُهُ أَو ذُو ضَلالِ يُحاذِرُه
12 هُوَ المَلِكُ المَرجُوُّ لِلدينِ وَالعُلا * فَلِلَّهِ تَقواهُ وَلِلمَجدِ سائِرُه
13 لَهُ البَأسُ يُخشى وَالسَماحَةُ تُرتَجى * فَلا الغَيثُ ثانيهِ وَلا اللَيثُ عاشِرُه
14 وَقورُ النَواحي وَالنَدى يَستَخِفُّهُ * لَنا وَأَميرُ الشَرقِ وَالجودُ آمِرُه
15 إِذا وَقَعَت بِالقُربِ مِنهُ مُلِمَّةٌ * ثَنى طَرفَهُ نَحوَ الحُسامِ يُشاوِرُه
16 إِذا خَرِسَ الأَبطالُ في حَمَسِ الوَغى * عَلَت فَوقَ أَصواتِ الحَديدِ زَماجِرُه
17 إِذا التَهَبَت في لَحظِ عَينَيهِ غَضبَةٌ * رَأَيتَ المَنايا في النُفوسِ تُؤامِرُه
18 وَلا عِزَّ لِلإِشراكِ مِن بَعدِ ما التَقَت * عَلى السَفحِ مِن عُليا طَرونَ عَساكِرُه
19 وَلَيسَ بِهِ أَلّا يَكونَ مَرامُها * عَسيرًا وَلَكِن أَسلَمَ الغابَ خادِرُه
20 وَما كانَ بُقراطُ بنُ آشوطَ عِندَهُ * بِأَوَّلِ عَبدٍ أَوبَقَتهُ جَرائِرُه
21 وَقَد شاغَبَ الإِسلامَ خَمسينَ حِجَّةً * فَلا الخَوفُ ناهيهِ وَلا الحِلمُ زاجِرُه
22 وَلَمّا التَقى الجَمعانِ لَم تَجتَمِعْ لَهُ * يَداهُ وَلَم يَثبُت عَلى البيضِ ناظِرُه
23 وَلَم يَرضَ مِن جُرزانَ حِرزًا يُجيرُهُ * وَلا في جِبالِ الرومِ رَيدًا يُجاوِرُه
24 فَجاءَ مَجِيءَ العَيرِ قادَتهُ حَيرَةٌ * إِلى أَهرَتِ الشِدقَينِ تَدمى أَظافِرُه
25 وَمَن كانَ في استِسلامِهِ لائِمًا لَهُ * فَإِنّي عَلى ماكانَ مِن ذاكَ عاذِرُه
26 وَكَيفَ يَفوتُ اللَيثَ في قيدِ لَحظَةٍ * وَكانَ عَلى شَهرَينِ وَهوَ مُحاصِرُه
27 تَضَمَّنَهُ ثِقلُ الحَديدِ فَأُحكِمَتْ * خَلاخِلُهُ مِن صَوغِهِ وَأَساوِرُه
28 فَإِن أَدرَكَتهُ بِالعِراقِ مَنِيَّةٌ * فَقاتِلُهُ عِندَ الخَليفَةِ آسِرُه
29 بِتَدبيرِكَ المَيمونِ أُغلِقَ كَيدُهُ * عَلَيهِ وَكَلَّت سُمرُهُ وَبَواتِرُه
30 وَطَيِّكَ سِرًّا لَو تَكَلَّفَ طَيَّهُ * دُجى اللَيلِ عَنّا لَم تَسَعهُ ضَمائِرُه
31 وَلَم يَبقَ بِطريقٌ لَهُ مِثلُ جُرمِهِ * بِأَرّانَ إِلّا عازِبُ اللُبِّ طائِرُه
32 كَسَرتَهُمُ كَسرَ الزُجاجَةِ بَعدَهُ * وَمَن يَجبُرُ الوَهى الَّذي أَنتَ كاسِرُه
33 فَإِن يَكُ هَذا أَوَّلُ النَقصِ فيهِمُ * وَكُنتَ لَهُمْ جارًا فَما هُوَ آخِرُه
34 وَما مُسلِمُ الثَغرِ المُعانِدُ رَبَّهُ * بِناءٍ عَنِ الكَأسِ الَّتي اشتَفَّ كافِرُه
35 وَقَد عَلِمَ العاصي وَإِن أَمعَنَت بِهِ * مَحَلَّتُهُ في الأَرضِ أَنَّكَ زائِرُه
36 حُسامُ وَعَزمٌ كَالحُسامِ وَجَحفَلٌ * شِدادٌ قُواهُ مُحصَداتٌ مَرائِرُه
37 قَليلُ فُضولِ الزادِ إِلّا صَواهِلًا * ظَهارِيَّ طَعنٍ أَو حَديدًا يُظاهِرُه
38 إِذا انبَثَّ في عَرضِ الفَضاءِ فَمَذحِجٌ * مَيامِنُهُ وَالحَيُّ قَيسٌ مَياسِرُه
39 تَهولُ الصُدورَ الهائِلاتِ سُلَيمُهُ * وَأَعصُرُهُ في السابِغاتِ وَعامِرُه
40 أَمَعشَرَ قَيسٍ قَيسِ عَيلانَ إِنَّكُم * حُماةُ الوَغى يَومَ الوَغى وَمَساعِرُه
41 عَجِلتُم إِلى نَصرِ الأَميرِ وَلَم يَزَل * يُوالي مَواليهِ وَيُنصَرُ ناصِرُه
42 وَإِن يَكثُرِ الإِحسانُ مِنكُم فَإِنَّهُ * بِأَنعُمِهِ جازٍ عَلَيهِ وَشاكِرُه
43 غَدا قِسمَةً عَدلًا فَفيكُم نَوالُهُ * وَفي سَروِ نَبهانَ بنِ عَمرٍو مَآثِرُه
44 وَلا عَجَبٌ أَن تَشهَدوا الطَعنَ دونَهُ * وَما عَشَرَتكُمْ في نَداهُ عَشائِرُه
45 وَلَو لَم تَكُن إِلّا مَساعيكُمُ الَّتي * يَقومُ بِها بَينَ السِماطَينِ شاعِرُه

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح يوسف بن أحمد

الصفحات

1 - الأبيات (1-4) في صفحة (876)،
2 - الأبيات (5-13) في صفحة (877)،
3 - الأبيات (14-23) في صفحة (878)،
4 - الأبيات (24-31) في صفحة (879)،
5 - الأبيات (32-42) في صفحة (880)،
6 - الأبيات (43-45) في صفحة (881)،

الرابط المختصر