الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 ودِّعْ لَمِيسَ وَدَاعَ الصَّارمِ اللاحِي * إذْ فنَّكَتْ في فَسَادٍ بعدَ إصْلاحِ
2 إذْ تَسْتَبيكَ بِمَصْقُولٍ عَوَارِضُهُ * حَمْشِ اللِّثاتِ عِذابٍ غيرِ مِمْلاحِ
3 وقدْ لَهَوتُ بِمِثْلِ الرِّئْمِ آنِسَةٍ * تُصْبي الحليمَ عَرُوبٍ غيرِ مِكْلاحِ
4 كأنَّ رِيقَتَها بَعْدَ الكَرَى اغْتَبَقَتْ * مِن ماءِ أصْهَبَ في الحَانُوتِ نَضَّاحِ
5 أوْ مِنْ مُعَتَّقَةٍ وَرْهَاءَ نَشْوَتُها * أوْ مِنْ أَنَابِيبِ رُمَّانٍ وتُفَّاحِ
6 هبَّتْ تَلُومُ وليستْ سَاعَةَ اللاحي * هلاَّ انتظرتِ بهذا اللّومِ إِصْبَاحِي
7 قَاتَلَها اللهُ تَلْحَانِي وَقَدْ عَلِمَتْ * أَنِّي لِنَفْسِيَ إِفْسَادِي وَإِصْلاحي
8 إنْ أشْرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأْ لها ثمَنًا * فلا محالَةَ يوماً أنَّني صاحي
9 ولا محالَةَ مِنْ قبرٍ بِمَحْنِيَةٍ * وكَفَنٍ كَسَرَاةِ الثَّوْرِ وَضَّاحِ
10 دَعِ العَجوزَيْنِ لا تَسْمعْ لِقِيلِهما * وَاعْمَدْ إلى سَيِّدٍ في الحَيِّ جَحْجَاحِ
11 كانَ الشَّبابُ يُلَهِّينا ويُعْجِبُنَا * فَمَا وَهَبْنا ولا بِعْنا بِأرْبَاحِ
12 إِنِّي أَرِقْتُ ولمْ تَأْرَقْ معِي صاحي * لِمُسْتَكِفٍّ بُعَيدَ النَّومِ لَوَّاحِ
13 قد نِمْتَ عَنِّي وباتَ البَرْقَ يُسْهِرُني * كما اسْتَضاءَ يَهودِيٌّ بِمِصْباحِ
14 يا مَنْ لِبَرْقٍ أَبِيتُ اللّيلَ أَرْقُبُهُ * في عارِضٍ كَمُضيءِ الصُّبحِ لِمَّاحِ
15 دانٍ مُسِفٍّ فوَيقَ الأرْضِ هَيْدبُهُ * يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالرَّاحِ
16 كَأنَّ رَيِِّقَهُ لَمَّا عَلا شَطِبًا * أقْرَابُ أبْلَقَ يَنْفي الخَيْلَ رَمَّاحِ
17 هَبَّتْ جنوبٌ بأعلاهُ ومالَ بهِ * أعجازُ مُزْنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلاَّحِ
18 فالْتَجَّ أعْلاهُ ثُمَّ ارْتَجَّ أسْفَلُهُ * وَضَاقَ ذَرْعًا بحمْلِ الماءِ مُنْصَاحِ
19 كأنّما بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ * رَيْطٌ مُنَشَّرَةٌ أو ضوءُ مِصْباحِ
20 يَنْزَعُ جِلْدَ الحَصَى أَجَشُّ مُبْتَرِكٌ * كأنَّهُ فَاحِصٌ أوْ لاعِبٌ داحي
21 فمَنْ بِنَجْوَتِهِ كَمَنْ بِمَحْفِلِهِ * والمُسْتَكِنُّ كمَنْ يَمْشِي بِقِرْوَاحِ
22 كأنَّ فيهِ عِشَارًا جِلَّةً شُرُفًا * شُعْثًا لَهَامِيمَ قد هَمَّتْ بِإرْشاحِ
23 هُدْلاً مَشافِرُهَا بُحًّا حَنَاجِرُهَا * تُزْجي مَرَابيعَها في صَحصَحٍ ضاحي
24 فأصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُمْرِعَةً * مِنْ بينِ مُرْتَفِقٍ منها ومُنْطَاحِ
25 وقَدْ أرَاني أمامَ الحَيِّ تَحْمِلُني * جُلْذِيَّةٌ وَصَلَتْ دَأْيًا بأَلْوَاحِ
26 عَيْرانَةٌ كَأتانِ الضَّحْلِ صَلَّبَهَا * جَرْمُ السّواديِّ رَضُّوهُ بِمِرْضَاحِ
27 سقَى دِيارَ بني عَوْفٍ وساكِنَهَا * وَدَارَ عَلْقَمَةِ الخَيْرِ بنِ صَبَّاحِ

بيانات القصيدة

الرابط المختصر