1 |
أُقيمُ عَلى التَشَوُّقِ أَم أَسيرُ |
* |
وَأَعدِلُ في الصَبابَةِ أَم أَجورُ |
2 |
لَجاجَ مُعَذِّلٍ في الوَجدِ يَبلى |
* |
وَلا إِقصارَ مِنهُ وَلا قُصورُ |
3 |
غُرورًا كانَ ما وَعَدَتكَ سُعدى |
* |
وَأَحلى الوَعدِ مِن سُعدى الغُرورُ |
4 |
لَبَرَّحَ أَوَّلٌ في الحُبِّ مِنها |
* |
وَشارَفَ أَن يُبَرِّحَ بي أَخيرُ |
5 |
تَصُدُّ وَفي الجَوانِحِ مِن هَواها |
* |
وَمِن نيرانِ هِجرَتِها سَعيرُ |
6 |
وَيَحمى الهَجرُ في الأَحشاءِ حَرًّا |
* |
وَإيقادًا كَما يحمى الهَجيرُ |
7 |
أُليحُ مِنَ الغَواني أَن تَرى لي |
* |
ذَوائِبَ لائِحًا فيها القَتيرُ |
8 |
وَجَهلٌ بَيِّنٌ في ذي مَشيبٍ |
* |
غَدا يَغتَرُّهُ الرَشَأُ الغَريرُ |
9 |
تُعَنّينا مُصاحَبَةُ اللَيالي |
* |
وَيُنصِبُنا التَرَوُّحُ وَالبُكورُ |
10 |
رَأَيتُ المَرءَ أُلِّفَ مِن ضُروبٍ |
* |
يُؤَثِّرُ في تَزايُدِها الأَثيرُ |
11 |
مَتى يَذهَب مَعَ الأَيّامِ يَنفَد |
* |
نَفادَ الحَولِ تُنفِدُهُ الشُهورُ |
12 |
لَقَد نَطَقَ البَشيرُ بِما ابتَهَجنا |
* |
لَهُ لَو كانَ يَصدُقُنا البَشيرُ |
13 |
بِجَيشٍ تُستَباحُ بِهِ الضَواحي |
* |
وَتَعتَصِمُ العَواصِمُ وَالثُغورُ |
14 |
يَحينُ رَدى العِدا فيهِ وَيُهدى |
* |
لَها اليَومُ العَبوسُ القَمطَريرُ |
15 |
كَأَنَّ عَلى الفُراتِ وَجيزَتَيهِ |
* |
جِبالَ تِهامَةَ ارتَفَعَت تَسيرُ |
16 |
يُتَلّى في أَواخِرِها تَبيعٌ |
* |
وَيَقدُمُ في أَوائِلِها ثَبيرُ |
17 |
فَمَن يَبعُد بِهِ عَنها مَغيبٌ |
* |
يُدَنِّ رَبيعَةَ الفَرَسِ الحُضورُ |
18 |
يُدَبِّرُها وَشيكُ العَزمِ تُلقى |
* |
إِلَيهِ كَي يُنَفِّذَها الأُمورُ |
19 |
بَعيدُ السِرِّ لَم يَقرُب بِبَحثِ الـ |
* |
ـمُنَقِّبِ ما كَمى عَنهُ الضَميرُ |
20 |
مَكايِدُ لا تُخِلُّ بِها أَناةٌ |
* |
وَإِن عَجِلَ المُحَرِّضُ وَالمُشيرُ |
21 |
بَوالِغُ لَو يُطاوِلُها قَصيرٌ |
* |
لَقَصَّرَ عَن مَبالِغِها قَصيرُ |
22 |
تَراءاهُ العُيونَ بِلَحظِ وُدٍّ |
* |
لِطَلعَتِهِ وَتُكبِرُهُ الصُدورُ |
23 |
بَهِيٌّ في حَمائِلِهِ جَميلٌ |
* |
وَفَخمٌ في مُفاضَتِهِ جَهيرُ |
24 |
إِذا جيبَت عَلَيهِ الدِرعُ راحَت |
* |
وَحَشوُ فُضولِها كَرَمٌ وَخيرُ |
25 |
أَميرٌ تارَةً تَأتي بِعَدلٍ |
* |
إِمارَتَهُ وَتاراتٍ وَزيرُ |
26 |
يَكُرُّ نَوالُهُ عَلَلًا عَلَينا |
* |
كُرورَ الكَأسِ أَترَعَها المُديرُ |
27 |
قَليلٌ مِثلُهُ وَأَقَلُّ شَيءٍ |
* |
وَأَعوَزُهُ مِنَ الناسِ النَظيرُ |
28 |
جَديرٌ أَن يُلَفَّ الخَيلَ شُعثًا |
* |
بِخَيلٍ خَلفَها رَهَجٌ يَثورُ |
29 |
يُجَلّى سُدفَةَ الهَيجا بِوَجهٍ |
* |
يُضيءُ عَلى العُيونِ وَيَستَنيرُ |
30 |
إِذا لَمَعَت بَوادي البِشرِ فيهِ |
* |
رَأَيتَ البَرقَ يَلبَسُهُ الصَبيرُ |
31 |
وَما مِن مَورِدٍ أَدنى لِرَيٍّ |
* |
مِنَ الأَنهارِ تَملِكُها البُحورُ |
32 |
مَلَكتَ شُطوطَ دِجلَةَ شارِعاتٍ |
* |
تَقابَلُ في جَوانِبِها القُصورُ |
33 |
بِناءٌ لَم يُشَفِّق فيهِ بانٍ |
* |
وَلا هَمٌّ مِنَ الباني قَصيرُ |
34 |
تَوَرَّدُهُ الوُفودُ مِنَ النَواحي |
* |
فَيَرضى راغِبٌ أَو مُستَجيرُ |
35 |
فَلا تَبرَح تَتِمُّ عَلَيكَ نُعمى |
* |
وَلا تَبرَح يَدومُ لَكَ السُرورُ |
36 |
لَكَ الخَطَرُ الجَليلُ تُهالُ مِنهُ |
* |
قُلوبُ القَومِ وَالقَدرُ الكَبيرُ |
37 |
شَكَرتَ الناصِرَ النَعَمَ اللَواتي |
* |
يَقِلُّ لِبَعضِها الشُكرُ الكَثيرُ |
38 |
وَما قابَلتَ عارِفَةً بِأُخرى |
* |
كَنُعمى باتَ يَجزيها الشَكورُ |
39 |
وَفَرتُ عَلَيكَ مالَكَ وَهوَ عِلقٌ |
* |
مَرَزًّا لَيسَ عادَتَهُ الوُفورُ |
40 |
فَعَوِّض مِنهُ جاهًا أَرتَضيهِ |
* |
وَمِثلُكَ عِندَهُ العِوَضُ الخَطيرُ |
41 |
فَجُدتَ وَجُزتَ بي أَقصى الأَماني |
* |
وَمِن عاداتِكَ الجودُ الشَهيرُ |
42 |
تُراكَ مُخَلِّفي في غَيرِ أَرضي |
* |
وَإِنهاضي إِلى بَلَدي يَسيرُ |
43 |
وَقَد شَمِلَ امتِنانُكَ كُلَّ حَيٍّ |
* |
فَهَل مَنٌّ يُفَكُّ بِهِ أَسيرُ |
44 |
وَأَعتَقتَ الرِقابَ فَمُر بِعِتقي |
* |
إِلى بَلَدي وَأَنتَ بِهِ جَديرُ |