1 |
سَرى مِن خَيالِ المالِكِيَّةِ ما سَرى |
* |
فَتَيَّمَ ذا القَلبِ المُعَنّى وَأَسهَرا |
2 |
دُنُوٌّ بِأَحلامِ الكَرى مِن بَعيدَةٍ |
* |
تُسيءُ بِنا فِعلًا وَتَحسُنُ مَنظَرا |
3 |
وَما قَرُبَت بِالطَيفِ إِلّا لِتَنتَوي |
* |
وَلا وَصَلَت في النَومِ إِلّا لِتَهجُرا |
4 |
لَقَد مَنَعَت وَالمَنعُ مِنها سَجِيَّةٌ |
* |
وَلَو وَصَلَت كانَت عَلى الوَصلِ أَقدَرا |
5 |
تَعَذَّرَ مِنها الوَصلُ وَالوَصلُ مُمكِنٌ |
* |
وَقَصرُ نَوالِ البيضِ أَن يَتَعَذَّرا |
6 |
فَلَو شاءَ هَذا القَلبُ في أَوَلِ الصِبا |
* |
لَقَصَّرَ عَن بَعضِ الصِبا أَو لَأَقصَرا |
7 |
وَلَكِنَّ وَجدًا لَم أَجِد مِنهُ مَوئِلًا |
* |
وَمَورِدَ حُبٍّ لَم أَجِد عَنهُ مَصدرا |
8 |
هَوىً كانَ غَضًّا بَينَنا مُتَقَدِّمًا |
* |
كَما صابَ وَسمِيُّ الغَمامِ فَبَكَّرا |
9 |
نَظَرتُ وَضَمَّت جانِبَيَّ التِفاتَةٌ |
* |
وَما التَفَتَ المُشتاقُ إِلّا لِيَنظُرا |
10 |
إِلى أُرجُوانِيٍّ مِنَ البَرقِ كُلَّما |
* |
تَنَمَّرَ عُلوِيُّ السَحابِ تَعَصفَرا |
11 |
يُضيءُ غَمامًا فَوقَ بِطياسَ واضِحًا |
* |
يَبِصُّ وَرَوضًا تَحتَ بِطياسَ أَخضَرا |
12 |
وَقَد كانَ مَحبوبًا إِلَيَّ لَوَ اَنَّهُ |
* |
أَضاءَ غَزالًا عِندَ بِطياسَ أَحْورا |
13 |
لَقَد أُعطِيَ المُعتَزُّ بِاللَهِ نِعمَةً |
* |
مِنَ اللَهِ جَلَّت أَن تُحَدَّ وَتُقدَرا |
14 |
تَلافى بِهِ اللَهُ الوَرى مِن عَظيمَةٍ |
* |
أَناخَت عَلى الإِسلامِ حَولًا وَأَشهُرا |
15 |
وَمِن فِتنَةٍ شَعواءَ غَطّى ظَلامُها |
* |
عَلى الأُفقِ حَتّى عادَ أَقتَمَ أَكدَرا |
16 |
أُعينَ بِأَسيافِ المَوالي وَصَبرِهِم |
* |
عَلى المَوتِ لَمّا كافَحوا المَوتَ أَحمَرا |
17 |
أَغَرُّ مِنَ الأَملاكِ إِمّا رَأَيتَهُ |
* |
رَأَيتَ أَبا إِسحاقَ وَالقَرمَ جَعفَرا |
18 |
تَقَدَّمَ في حَقِّ الخِلافَةِ سَهمُهُ |
* |
إِذا رُدَّ عَنها غَيرُهُ فَتَأَخَّرا |
19 |
وَيُصبِحُ مَعروفًا لَهُ الفَضلُ دونَهُمْ |
* |
وَما يَتَداعاهُ الأَباعِدُ مُنكَرا |
20 |
أَقامَ مَنارَ الحَقِّ حَتّى اهتَدى بِهِ |
* |
وَأَبصَرَهُ مِن لَم يَكُن قَطُّ أَبصَرا |
21 |
وَعادَت عَلى الدُنيا عَوائِدُ فَضلِهِ |
* |
فَأَقبَلَ مِنها كُلُّ ما كانَ أَدبَرا |
22 |
بِحِلمٍ كَأَنَّ الأَرضَ مِنهُ تَوَقَّرَت |
* |
وَجودٍ كَأَنَّ البَحرَ مِنهُ تَفَجَّرا |
23 |
عَمِرتَ أَميرَ المُؤمِنينِ مُسَلَّمًا |
* |
فَعُمرُ النَدى وَالجودِ في أَن تُعَمَّرا |
24 |
وَلَيسَ يُحاطُ المَجدُ وَالحَمدُ وَالعُلا |
* |
بِأَجمَعِها حَتّى تُحاطَ وَتُنصَرا |
25 |
كَرُمتَ فَكانَ القَطرُ أَدنى مَسافَةً |
* |
وَأَضيَقَ باعًا مِن نَداكَ وَأَقصَرا |
26 |
وَلَمّا تَوَلَّيتَ الرَعِيَّةَ مُحسِنًا |
* |
مَنَعتَ أَقاصي سِر بِها أَن يُنَفَّرا |
27 |
نَهَضتَ بِأَعباءِ الخِلافَةِ كافِيًا |
* |
وَمازِلتَ مَرجُوًّا لَها مُتَنَظَّرا |
28 |
فَلَم تَسعَ فيها إِذ سَعَيتَ مُثَبِّطًا |
* |
وَلَم تَرمِ عَنها إِذ رَمَيتَ مُقَصِّرا |
29 |
وَمازِلتَ إِن سالَمتَ كُنتَ مُوَفَّقًا |
* |
رَشيدًا وَإِن حارَبتَ كُنتَ مُظَفَّرا |
30 |
لَئِن فُتَّ غاياتِ الأَئِمَّةِ سابِقًا |
* |
فَطُلتَ المُلوكَ سائِسًا وَمُدَبِّرا |
31 |
فَلا عَجَبٌ في أَن يَغيضوا وَتَعتَلي |
* |
وَلا مُنكَرٌ في أَن يَقِلّوا وَتَكثُرا |
32 |
وَقَد تَرَكَ العَبّاسُ عِندَكَ وَابنُهُ |
* |
عُلًا طُلنَ مَرمى النَجمِ حَتّى تَحَيَّرا |
33 |
هُما وَرَّثاكَ ذا الفَقارِ وَصَيَّرا |
* |
إِلَيكَ القَضيبَ وَالرِداءَ المُحَبَّرا |
34 |
فَأَيُّ سَناءٍ لَستَ أَهلًا لِفَضلِهِ |
* |
وَأَولى بِهِ مِن كُلِّ حيٍّ وَأَجدَرا |
35 |
وَأَنتَ ابنُ مَن أَسقى الحَجيجَ عَلى الظَما |
* |
وَناشَدَ في المَحلِ السَحابَ فَأَمطَرا |