الشنكبوتية :: https://www.toarab.ws

1 سَرى مِن خَيالِ المالِكِيَّةِ ما سَرى * فَتَيَّمَ ذا القَلبِ المُعَنّى وَأَسهَرا
2 دُنُوٌّ بِأَحلامِ الكَرى مِن بَعيدَةٍ * تُسيءُ بِنا فِعلًا وَتَحسُنُ مَنظَرا
3 وَما قَرُبَت بِالطَيفِ إِلّا لِتَنتَوي * وَلا وَصَلَت في النَومِ إِلّا لِتَهجُرا
4 لَقَد مَنَعَت وَالمَنعُ مِنها سَجِيَّةٌ * وَلَو وَصَلَت كانَت عَلى الوَصلِ أَقدَرا
5 تَعَذَّرَ مِنها الوَصلُ وَالوَصلُ مُمكِنٌ * وَقَصرُ نَوالِ البيضِ أَن يَتَعَذَّرا
6 فَلَو شاءَ هَذا القَلبُ في أَوَلِ الصِبا * لَقَصَّرَ عَن بَعضِ الصِبا أَو لَأَقصَرا
7 وَلَكِنَّ وَجدًا لَم أَجِد مِنهُ مَوئِلًا * وَمَورِدَ حُبٍّ لَم أَجِد عَنهُ مَصدرا
8 هَوىً كانَ غَضًّا بَينَنا مُتَقَدِّمًا * كَما صابَ وَسمِيُّ الغَمامِ فَبَكَّرا
9 نَظَرتُ وَضَمَّت جانِبَيَّ التِفاتَةٌ * وَما التَفَتَ المُشتاقُ إِلّا لِيَنظُرا
10 إِلى أُرجُوانِيٍّ مِنَ البَرقِ كُلَّما * تَنَمَّرَ عُلوِيُّ السَحابِ تَعَصفَرا
11 يُضيءُ غَمامًا فَوقَ بِطياسَ واضِحًا * يَبِصُّ وَرَوضًا تَحتَ بِطياسَ أَخضَرا
12 وَقَد كانَ مَحبوبًا إِلَيَّ لَوَ اَنَّهُ * أَضاءَ غَزالًا عِندَ بِطياسَ أَحْورا
13 لَقَد أُعطِيَ المُعتَزُّ بِاللَهِ نِعمَةً * مِنَ اللَهِ جَلَّت أَن تُحَدَّ وَتُقدَرا
14 تَلافى بِهِ اللَهُ الوَرى مِن عَظيمَةٍ * أَناخَت عَلى الإِسلامِ حَولًا وَأَشهُرا
15 وَمِن فِتنَةٍ شَعواءَ غَطّى ظَلامُها * عَلى الأُفقِ حَتّى عادَ أَقتَمَ أَكدَرا
16 أُعينَ بِأَسيافِ المَوالي وَصَبرِهِم * عَلى المَوتِ لَمّا كافَحوا المَوتَ أَحمَرا
17 أَغَرُّ مِنَ الأَملاكِ إِمّا رَأَيتَهُ * رَأَيتَ أَبا إِسحاقَ وَالقَرمَ جَعفَرا
18 تَقَدَّمَ في حَقِّ الخِلافَةِ سَهمُهُ * إِذا رُدَّ عَنها غَيرُهُ فَتَأَخَّرا
19 وَيُصبِحُ مَعروفًا لَهُ الفَضلُ دونَهُمْ * وَما يَتَداعاهُ الأَباعِدُ مُنكَرا
20 أَقامَ مَنارَ الحَقِّ حَتّى اهتَدى بِهِ * وَأَبصَرَهُ مِن لَم يَكُن قَطُّ أَبصَرا
21 وَعادَت عَلى الدُنيا عَوائِدُ فَضلِهِ * فَأَقبَلَ مِنها كُلُّ ما كانَ أَدبَرا
22 بِحِلمٍ كَأَنَّ الأَرضَ مِنهُ تَوَقَّرَت * وَجودٍ كَأَنَّ البَحرَ مِنهُ تَفَجَّرا
23 عَمِرتَ أَميرَ المُؤمِنينِ مُسَلَّمًا * فَعُمرُ النَدى وَالجودِ في أَن تُعَمَّرا
24 وَلَيسَ يُحاطُ المَجدُ وَالحَمدُ وَالعُلا * بِأَجمَعِها حَتّى تُحاطَ وَتُنصَرا
25 كَرُمتَ فَكانَ القَطرُ أَدنى مَسافَةً * وَأَضيَقَ باعًا مِن نَداكَ وَأَقصَرا
26 وَلَمّا تَوَلَّيتَ الرَعِيَّةَ مُحسِنًا * مَنَعتَ أَقاصي سِر بِها أَن يُنَفَّرا
27 نَهَضتَ بِأَعباءِ الخِلافَةِ كافِيًا * وَمازِلتَ مَرجُوًّا لَها مُتَنَظَّرا
28 فَلَم تَسعَ فيها إِذ سَعَيتَ مُثَبِّطًا * وَلَم تَرمِ عَنها إِذ رَمَيتَ مُقَصِّرا
29 وَمازِلتَ إِن سالَمتَ كُنتَ مُوَفَّقًا * رَشيدًا وَإِن حارَبتَ كُنتَ مُظَفَّرا
30 لَئِن فُتَّ غاياتِ الأَئِمَّةِ سابِقًا * فَطُلتَ المُلوكَ سائِسًا وَمُدَبِّرا
31 فَلا عَجَبٌ في أَن يَغيضوا وَتَعتَلي * وَلا مُنكَرٌ في أَن يَقِلّوا وَتَكثُرا
32 وَقَد تَرَكَ العَبّاسُ عِندَكَ وَابنُهُ * عُلًا طُلنَ مَرمى النَجمِ حَتّى تَحَيَّرا
33 هُما وَرَّثاكَ ذا الفَقارِ وَصَيَّرا * إِلَيكَ القَضيبَ وَالرِداءَ المُحَبَّرا
34 فَأَيُّ سَناءٍ لَستَ أَهلًا لِفَضلِهِ * وَأَولى بِهِ مِن كُلِّ حيٍّ وَأَجدَرا
35 وَأَنتَ ابنُ مَن أَسقى الحَجيجَ عَلى الظَما * وَناشَدَ في المَحلِ السَحابَ فَأَمطَرا

بيانات القصيدة

ملحوظة

وقال يمدح المعتز بالله

الصفحات

1 - الأبيات (1-9) في صفحة (931)،
2 - الأبيات (10-19) في صفحة (932)،
3 - الأبيات (20-30) في صفحة (933)،
4 - الأبيات (31-35) في صفحة (934)،

الرابط المختصر